أصداء

دول استعمارية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من جرائم القوى الاستعمارية الغربية بحق الشعب الكردي انها لم تكتف بتقطيع اوصاله الى اربع اجزاء فقط، بل قامت بتوزيعها بشكل قسري على دول كانت في الاصل تشكل جزء من مستعمراتها في الشرق الاوسط، ترزح تحت احتلالها لفترة طويلة وهي "العراق وتركيا وايران وسوريا"، ثم تحولت بدورها فيما بعد الى قوة استعمارية جديدة، و اخذت تمارس نفس الاساليب القمعية "الاستعمارية" التي كانت تمارس بحقها، من اجل اجبار الكرد على الاستسلام والرضوخ للامر الواقع الاحتلالي الجديد.. ربما اراد الغرب المستعمر ان يعبر عن امتنانه وشكره الكبيرين لهذه الدول "المستعمرات"عن دورهم المشرف في اسقاط الخلافة العثمانية، فاعطت لهم الوطن الكردي هدية كعربون صداقة !

كانت الخطة تقضي بوضع القوميات والطوائف المتشابكة التي لها ارث تاريخي دموي فيما بينها داخل كيانات غير مستقرة سياسيا و ثقافيا ونفسيا، تتمتع بقدر كبير من التناقضات الفكرية والعقدية، مجتمعات قابلة للانفجار في أي لحظة ومتى ما اريد لها ذلك.. خطة خبيثة، تضرر منها الجميع ؛ الحاكم والمحكوم، الظالم والمظلوم، المحتل والواقع تحت الاحتلال، الكل خسر والرابح الاكبر كان المستعمر الغربي الذي استفاد من حالة الصراع القائمة بين الفرقاء المتصارعين داخل هذه الكيانات المصطنعة، واخذ يستغل تلك الحالة لفرض هيمنته السياسية والاقتصادية على المنطقة التي تعد من اهم المناطق الاستراتيجية في العالم.

وازاء واقع الاحتلال المعقد لم يكن امام الشعب الكردي الا ان يقاوم و يرفض الخضوع له، ويدفع ثمن هذه المقاومة باهظا حتى اصبحت مقاومة الاحتلال جزءا لايتجزء من حياته اليومية، و مظهرا من مظاهر ثقافته، اخذ يتغنى بها و يدعو لها، ويرفع ابطالها الى مصاف الاولياء والصالحين.. لذلك، ظل يقاوم، ما ان يتخلص من احتلال حتى يقع في اخر، ثم يضطر لمواجهته و يظل يقاوم ويدفع في كل مرة ثمنا باهظا لتلك المقاومة وهكذا دواليك.. قاوم الاحتلال الانجليزي ايام الشيخ محمود الحفيد عام 1920وخرج منه بقرى مدمرة و بلد مثخن بالجراح.. وثار بوجه الاحتلال التركي 1925بقيادة الشيخ سعيد بيران و لم يحصل الا على مزيد من المآسي... ولم يحصد ملا مصطفى البارزاني الذي قاوم الاحتلال العراقي على مدى اكثر من اربعين سنة الا على حزمة من الوعود الكاذبة و حكم ذاتي مزور.

لعبة سخيفة، حيكت بدهاء من قبل شياطين الانس "الغربيين" بطلها الرئيسي اكراد (اكثر من 40مليون انسان ؛ اكبر اقلية في العالم ولا يملكون دولة لحد الان )ومخرجها ومنفذها دول "اسلامية !"، ذات انظمة قمعية، وسياسات حدية لا تعرف الرحمة و لا تتساهل مع الضعفاء، عانى الاكراد منها اشد المعاناة، فهي لم تقف عند حد ممارسة القمع الجسدي لهم، بل تعدته الى بث روح الانهزامية والاحباط والجهل والتخلف فيهم، حتى اصبح الانسان الكردي بفضلهم مهزوز الشخصية، طموحه محدود، اقصى امانيه ان ينتزع او بالاحرى "يستجدي"منها حكما ذاتيا مهلهلا او نظاما فدراليا ناقصا او فتح قناة فضائية بلغتهم او أي شيء يضمن له هامشا من الحرية المفقودة.. ولكن لا حياة لمن تنادي!

لن تتورع هذه الدول عن فعل أي شيء مقابل ابقاء الاكراد تحت وصايتها "الاستعمارية"، حتى لو اضطرت الى دفن الملايين منهم في مقابر جماعية او قصف مدنهم الامنة بالقنابل الكيمياوية او التضحية بكل ما تملك من اجل فرض وصايتها عليهم.. كما فعل العراق عندما ضحى بنصف نهر شط العرب لايران عام 1974 مقابل الاجهاض على الثورة الكردية الكبرى التي كانت قد اوشكت ان تنجح وتؤتي ثمارها اليانعة..

كما و فضلت تركيا ان تضحي بالالاف من جنودها في صراعها العبثي الطويل مع الاكراد من ان تمنح لهم بعض الحريات الطبيعية البسيطة التي وهبها الله للانسان، و تفك الحصار المحكم الذي فرضته على لغتهم وثقافتهم، فضلا عن منحهم حكما ذاتيا ولو محدودا، وان كان الحال هو الاسوء والاظلم في ايران، فهم يحاربون على جبهتين ؛ الجبهة القومية باعتبارهم اكرادا يطالبون بحقوقهم القومية المشروعة، والجبهة الدينية لكونهم سنة وليسوا شيعة..

ولا يختلف الوضع في سوريا عن اوضاع شقيقاتها الجائرات في شيء، ان لم يكن اسوء، واظلم، فمازال مئات الالاف من اكرادها لايملكون شهادة تثبت انهم سوريون، فهم محرومون من ممارسة حقهم بالمواطنة على الرغم من انهم يعيشون في وطنهم من مئات السنيين وربما اكثر.

العجيب ان هذه الانظمة تفعل كل ذلك بمنتهى الحرية وعلى "كيف كيفها"امام دول العالم "المحبة للسلام !"وتحت سمع وبصر المنظمات الانسانية التي تشدد على مباديء المساواة والعدالة وحقوق الانسان في مناطق عديدة من العالم مثل السودان والصومال وتطالب بانزال اقصى العقوبات بحق مخالفيها، فيما تغض الطرف وتلوذ بصمت القبور ازاء الجرائم التي ترتكبها تلك الانظمة بحق الاكراد.. والله "خوش منظمات"...
m.wany@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دول استعمارية
muhamed -

الكرد في سوريا يمنعون منذ سنوات من إمتلاك العقارات ( الأراضي الزراعية ) , حيث كان يتطلب المرسوم التشريعي رقم 193 لعام 1952 ومن بعده المرسوم 41 لعام 2004 للحصول على الترخيص ( موافقة وزارة الداخلية بعد أخذ رأي الأمن السياسي ووزارة الدفاع والمحافظ ) للحصول على سندات التمليك للاراضي الزراعية من السجل العقاري , المحاكم كانت تقبل تسجيل الدعاوي وتضع إشارة الدعوى على العقار ضمانا لحق المشتري ومن ثم كان البائع يقر امام قاضي البداية المدنية بأنه باع الأرض موضوع الدعوى للمشتري ولا مانع لديه من نقل الملكية في السجل العقاري , وكان المشتري يستند على الاقرار القضائي للحصول على السماد والبذار وحتى الحصول على القروض الزراعية . جاء عام الشؤم 2008 ليصدر فيه الرئيس السوري المرسوم التشريعي رقم 49 تاريخ 10.09.2008 وليمنع بموجبه الكرد ولو أنه لم يذكرهم بالإسم في المرسوم من امتلاك البيوت والاراضي الزراعية و المعدة للبناء و كذلك استئجار المحلات التجارية وغيرها من الحقوق العقارية لمدة تزيد على 3 سنوات دون موافقة وزارة الداخلية التي ترفض منح الموافقة للكرد منذ سنوات طويلة حيث ساءت بذلك أحوال الكرد السيئة اصلا , فتوقفت حركة بيع وشراء العقارات إلى درجة كبيرة في محافظة الحسكة و تخلى الكثيرون من مالكي المكاتب العقارية عن عملهم وكذلك خفت حركة البناء بشكل كبير , وتسبب الامر في زيادة البطالة بين المحامين والمهندسين وعمال ومتعهدي البناء وتجار مواد البناء , وزادت البطالة في المناطق الكردية مما أجبر الكثير من الكرد الى الهجرة الى المدن الكبيرة كحلب ودمشق بحثا عن عمل أو دخل بسيط يقي صاحبه من الجوع . ولمن يقول ان المرسوم عام ولا يستهدف الكرد نقول لهم , كلا ان المستهدف بالمرسوم هم الكرد دون غيرهم بدلالة الاتي : 1- حددت المنطقة الحدودية بمسافة 25 كم من الحدود التركية السورية بالنسبة لمحافظة الرقة وحلب وادلب والاذقية بينما اعتبرت كامل محافظة الحسكة منطقة حدودية ... لماذا ؟ لأن مناطق سكن الكرد في محافظة الحسكة تصل الى عمق حوالي 100 من الحدود التركية السورية وإلا ما المبرر ان يتم تمييز محافظة الحسكة عن بقية المحافظات المذكورة أعلاه التي تقع كذلك على الحدود التركية !!!!!!!!! ؟ 2- تحتفظ المديرية العامة للمصالح العقارية بالحسكة بألاف معاملات الترخيص المرفوضة من قبل وزارة الداخلية وكلها عائدة لمواطنين من أص

قدرنا محاطة القرش
Rizgar -

A few powerful nations have appointed themselves to tell us who deserves a place in the sun and who a corner in hell. If the Serbs ban the language of the Albanians, NATO will attack them. If the Turks ban the language of the Kurds, it is all right.It is our destiny to be surrounded by sharks.

قدرنا محاطة القرش
Rizgar -

A few powerful nations have appointed themselves to tell us who deserves a place in the sun and who a corner in hell. If the Serbs ban the language of the Albanians, NATO will attack them. If the Turks ban the language of the Kurds, it is all right.It is our destiny to be surrounded by sharks.

our leaders
Narina -

Thanks , well done article, but our leaders bear a part of responsibilities, Why Barzany invite our brothers to Erbil? Why Talabany accept to have an empty chair? why they are silent about Kirkuk?why they accepted to gable about the soil of Kurdistan? why they ran to Baghdad , and why they sent Peshmarga to Baghdad?Why we have 300 000 Peshmerga , while Kurds been killed in Musil?

لم يكن مجرد حدث عابر
جمو روباري . -

لم يكن الإحصاء الاستثنائي الذي أجرته السلطات في محافظة الحسكة عام 1962مجرد حدثعابر أو خطأ إداري أو وظيفي ارتكبه العداد أو المسجل خلال أدائه لعمله الوظيفي ، بل جاء هذا الإحصاء حصيلة دراسة عميقة وعن سابق تخطيط ، تجلت أهدافه ومراميه من نتائجه وآثاره الضارة التي انعكست على شرائح واسعة من المجتمع الكردي حيث تجريد عشرات آلاف الأسر والعائلات الكردية من جنسيتها السورية لتكون محرومة بموجبها من مجمل حقوقها الوطنية ،، وبذلك شلت حركتها في مختلف الميادين وعلى العديد من الأصعدة ، اقتصاديا واجتماعيا ومدنيا وسياسيا ..الخ

لم يكن مجرد حدث عابر
جمو روباري . -

لم يكن الإحصاء الاستثنائي الذي أجرته السلطات في محافظة الحسكة عام 1962مجرد حدثعابر أو خطأ إداري أو وظيفي ارتكبه العداد أو المسجل خلال أدائه لعمله الوظيفي ، بل جاء هذا الإحصاء حصيلة دراسة عميقة وعن سابق تخطيط ، تجلت أهدافه ومراميه من نتائجه وآثاره الضارة التي انعكست على شرائح واسعة من المجتمع الكردي حيث تجريد عشرات آلاف الأسر والعائلات الكردية من جنسيتها السورية لتكون محرومة بموجبها من مجمل حقوقها الوطنية ،، وبذلك شلت حركتها في مختلف الميادين وعلى العديد من الأصعدة ، اقتصاديا واجتماعيا ومدنيا وسياسيا ..الخ