أصداء

الإنقلاب العسكري في العراق.. المحطة القادمة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في زمن الفضائح السلطوية العراقية الهائلة ومع إنتشار الرياح العطنة ( لإبداعات ) أمراء الطوائف و الملل و النحل، ووصول الحال العراقي لأسوأ أوضاعه قاطبة، و إنعدام القدرة الحقيقية لما يسمى بالنخب السياسية العراقية الحاكمة على الوصول بالبلد لبر الأمان في ظل الصراعات و التناحرات و احوال الشقاق و النفاق التي هي إختصاص عراقي محض للأسف!

يكون الحديث عن البدائل و الطرق المناسبة للخروج من الأزمة المستشرية و المتصاعدة فصولا أمرا تقتضيه الضرورة، فمع كل أزمة داخلية متصاعدة تتصاعد و تتوالد أزمات أشد و أعنف و أقسى و اكثر هولا، وحكومة نوري المالكي هي اليوم أمام مفترق طرق صعبة وخطيرة وذات نهايات شرسة قد تقلب بالكامل صورة إدارة الصراع الإقليمي منذ إحتلال العراق عام 2003 و بما يفتح و يؤسس لمرحلة جديدة، فالرفض المالكي و الإتهامي للوثائق العسكرية و الإستخبارية الأمريكية التي نشرها موقع ( ويكليكس ) و التي إعتبرها تسريبا أمريكيا مقصودا لإحراج حكومته و إفتعال أزمة داخلية خطيرة ستبعده وحزبه ( الدعوة ) عن السلطة بسبب إفتضاح علاقاته التخادمية الوثيقة مع النظام الإيراني و كذلك بسبب التفاهم مع جماعة و تيار مقتدى الصدر الذي إحتواه الإيرانيون بالكامل و باتوا يخططون له كل آليات ووسائل و توقيتات التحرك، ستؤدي في النهاية لفسخ عقد زواج المتعة المؤقت بين حزب الدعوة و شركاه و الجانب الأمريكي الذي لم يضمن له أي مصالح حقيقية في ظل تسليم العراق بالكامل بقضه و قضيضه للنظام الإيراني حتى تحول العراق بأسره بسبب إمساك حلفاء النظام الإيراني و المدعومين أيضا من الطرف الأمريكي لملحقية خلفية ملحقة بإمبراطورية الولي الإيراني الفقيه، وتحول السفير الإيراني ( الحرسي ) لما هو أكثر من مندوب سامي بكثير..؟

المعضلة الأساسية في عراق اليوم هو إستمرار حالة الفشل الحزبي في التوصل لحلول توافقية تبعد الأخطار الكبيرة المحدقة بالعراق في ظل صراع إقليمي ودولي محتدم لرسم الخرائط الستراتيجية الجديدة للمنطقة خلال العقد القادم و التي يعتبر العراق أحد أهم حلقاتها المباشرة، فوصول التجربة الديمقراطية في العراق لحالة موت سريري غير معلن قد فتح الطريق واسعا أمام إحتمالات و فرضيات قد تبدو بعيدة التحقيق و لكنها في جميع الأحوال شاخصة و تطل بقرونها و تلوح بعلاماتها، فتضخم المؤسستين الأمنية و العسكرية في العراق بشكل كبير مع ضياع التوجيه الستراتيجي المركزي سيكون له أثمان واجبة الدفع و أهمها العودة لمربع الإنقلابات العسكرية وللمزاج النفسي و التاريخي و السياسي في العراق حضور كبير لها، لا بل أن بعض الأطراف العراقية لا تخفي رغبتها اليوم في قيام إنقلاب عسكري بقيادات وطنية عسكرية عراقية شابة تطيح بأمراء الحرب و الطوائف و الميليشيات و تؤسس وضعا و توجها مركزيا مختلفا عن حالة الميوعة و السيولة و الهشاشة القائمة حاليا!، وكما أسلفنا فإن لتاريخ العراق المعاصر تجارب إنقلابية رائدة على مستوى العالم العربي كان أهمها و أولها في مرحلة ما بين الحربين إنقلاب الجنرال بكر صدقي في 29 أكتوبر عام 1936 في عهد الملك الراحل غازي بن فيصل الأول وحيث كان الصراع الداخلي محتدما بين التيارات الوطنية و التيارات القومية في ظل وضع دولي كان يتجه وقتها نحو صدام كوني كبير، لم يعمر ذلك الإنقلاب طويلا بل إستمر لعشرة أشهر قبل أن ينتهي مع إغتيال قائده الجنرال صدقي على يد القوميين في مطار الموصل عام 1937 ليستمر التناحر الداخلي و يقتل الملك غازي و تعيش البلاد مرحلة إنتقالية صعبة مع الحرب العالمية الثانية التي فرضت مؤثراتها و تأثيراتها على الوضع الداخلي لتقوم العناصر القومية الراديكالية في الجيش العراقي و بدعم من مفتي فلسطين و ألمانيا الهتلرية حركة مايو 1941 وزج الجيش العراقي في حرب غير متكافئة مع الجيش البريطاني كان من نتيجتها إعادة الإحتلال البريطاني الكامل للعراق، وظلت النار تحت الرماد وكان صراع الحرب الباردة الذي أعقب الحرب العالمية الثانية وتحول العراق بحكم وضعه السوقي و اللوجستي لساحة رئيسية من ساحاته مما أدخل العراق في أزمات كبيرة كانت قمتها مع الإنقلاب العسكري الأشد دموية و توحشا في التاريخ العراقي الحديث وهو إنقلاب 14 تموز/ يوليو 1958 العسكري الدموي الذي أطاح بالحكم الملكي الدستوري المؤسساتي الحضاري و فرض منطق الدبابة و المدفع و أدخل العسكر في شؤون الدولة و المجتمع و فتح باب الصراعات الطائفية و العشائرية و الحزبية في ظل التكالب على السلطة و معروفة الأهوال التي عاشها العراق منذ ذلك الإنقلاب في سنوات 1959 و 1961 وحتى الإنقلاب الدموي الآخر في 8 شباط / فبراير 1963 الذي أفرز مؤسسة بعثية وقومية فاشية مارست القتل على الهوية وفرضت منطقها الدموي على الأوضاع العامة، وكانت الإنعطافة الكبرى مع تأسيس النظام الحزبي القمعي في إنقلاب القصر البعثي في 17 تموز/ يوليو 1968 و الذي كان ثمرة لصراع المصالح البريطانية و الأمريكية على العراق، ومعروفة بقية القصة حتى إستقبل العراق الألفية الثالثة بإحتلال عسكري أمريكي من نوع جديد قام بإلغاء هوية و شخصية الدولة العراقية المؤسسة منذ عام 1921 وحاول أن يقيم مشروعا تغييريا سرعان ماتحول لكارثة وطنية و إقليمية عظمى بعد فتح صنبور الفتن الطائفية و العشائرية و المناطقية الموصد منذ عقود، فجاءت الأحزاب الدينية و الطائفية بمرجعياتها الخارجية لكي تعبث في وطن كان ساحة واسعة لكل العابثين منذ أن فتح عليه العسكر كل بوابات جهنم، اليوم وفي ظل البطالة الواسعة التي تعصف بأوساط الشباب العراقي فإن الإنخراط في المؤسستين الأمنية والعسكرية يظل هو البوابة الكبرى للتشغيل ولإمتصاص الأيدي العاملة العاطلة وهي حالة شاذة وغير مسبوقة لبلد تقوده حكومته نحو سياسات ونهايات فاشلة بالمطلق ومع الفشل الستراتيجي الأمريكي الكبير في العراق و تهاوي الأحزاب الطائفية التي فشلت في التوائم مع الصورة الجديدة و عادت لخياراتها وجحورها الطائفية و الكهنوتية تكون العودة للغة العسكر هي اللغة المحبذة لقطاعات واسعة من العراقيين، الإنقلاب العسكري في العراق ليس مجرد وهم و خيار بعيد المنال كما يحاول البعض التأكيد؟

بل أنه بات يمثل اليوم أحد الخيارات الأمريكية المطروحة للخروج من عنق الورطة الستراتيجية الكبرى في العراق... فهل سيعود الجيش العراقي لرسم المشهد السياسي العراقي من جديد..؟.. كل الإحتمالات ممكنة..!.

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعليق
أبوابراهيم -

مقال يلآمس الواقع بصوره متطابقه.

الشفل
عراقى -

مقال وصف حالة تاريخية مضبوط !!!!! ولكن مايحصل الان فلا يعالج بانقلاب بل يقلع بالشفل لهولاء المسوخ وخاصة الاكراد والتحالف اللاوطنى واقسم انى شيعى ولكنهم والله اغزونا لا يعرفون التاريخ كله فقط يعرفون الجانب المظلم كوجوهم الكالحة نبينا الكريم ص قال اذهبو فانتم الطلقاء نيلسون مانديلا قال التسامح وحتى الاكراد فعلوها مو مثل الجماعة المسامحة بالدريل والتيزاب واعتقد تاتى ايام سوداء ان لم يقلب المعادلة الامريكان او العراقيين انفسهم لان هؤلاء رزقهم من اهات الارامل والايتام ولا يريدون الاسقرار وايران ضايجة لانه من يخث ايران المقدسة فهو اثم

ولى زمن الانقلابات
عراقي مهجر -

توقعاتك ليس في محلها وقراءتك للامور من منظار تشائمي معروف الدوافع, الامس غير اليوم وانقلابات القوميين والعروبين لا مكان لها في العراق بعد اليوم, زمن الانقلابات ولى الى غير رجعه وصندوق الانتخاب هو الحكم والفيصل في العراق بعد اليوم, كل مايدور اليوم في العراق هو حاله ديمقراطيه طبيعيه تحدث في كل الدول حديثة العهد بالديمقراطيه, الحكومه ستتشكل طبعا لمعايير الديمقراطيه الوليده في العراق وان طال زمن تشكيلها,

inshallah
Sahar 4 -

Inshallah , we are praying for that,inshallah this day is not far from us and the Sheffle will come soon ...thank for giving us Hope !!

حاصل
عابر سبيل -

الانقلاب حاصل منذ أن رفض المالكي التسليم بنتائج الانتخابات التي أدت إلى فوز العراقية، فتم تنصيبه رئيسا للوزراء بأمر إيراني سوري..

سينتصر سنة العراق
مواطن عربي -

ان الاوضاع الماساوية التي يعيشها الشعب العراقي اليوم هي من صميم الغباء السياسي المفرط لنوري المالكي وسادته الايرانيوون وطغمته الحاكمه وحقدهم على العرب السنه في العراق ان الانقلاب العسكري للجيش السابق على اولئك ...لهو الحل المنطقي لكل مشاكل العراق

نظارات البصري
fouad -

من الواضح ان النظارات التي يلبسها الكاتب تجعله يرى الصورة غير واضحة المعالم، تماما كما هي شخصيته، فلا هو عراقي ولا هو كويتي. البصري يحتاج على الاقل الى تبديل نظاراته، حتى لا نقول شخصيته؟

عاش العراق
احمد الطربوشي -

الانقلاب يعني بعث وهذا لن يعود تعلمنا كيف نكافح ونقام الاستبداد وندافع عن الحريه عراق اليوم سيقاوم بكل قوه عن عمليته السياسيه حتى وان حدثت بها اخطاء مع ان المستقبل كفيل بهندستها وستكون مثالا للشرق

الاسباب
محمد حسن سلمان -

رغم ا

تعليق رقم 3
عراقي محبط -

الى تعليق رقم 3 عراقي مهجر، يبدو بل واضح أنك لم تقرأ الفقرة الأخيرة للكاتب. ربما إذا قرأتها جيدا لن يكون تعليقك بالصورة التي طرحتها. المقال ينظر للوضع في العراق من خارج الصندوق - كما يقال. مع تحياتي

تقسيم 4
Rizgar -

أن تقسم العراق شيء عظيم, على الاقل تقسم الى اربع مناطق مثل البحرين ودبي وأبو دبي والكويت تقسيم العراق هي الحل, إن العراق دولة مصطنعةفالدول العربية المصطنعة في طريقيها للتفكك عاجلا ام اجلا. تقسيم العراق اليوم افضل من الغد

ولاية بطيخ
ابن الناصرية -

وكأني بالكاتب جالس امام البلورة السحرية ليقرأ افكار العراقيين, البسطاء و ابناء الشارع و المهجرين و العاطلين عن العمل و الذين يقتاتون بصعوبة زاد يومهم و الارامل و اليتامى و الثكالى فبورك قلمك ايها الكاتب و سحقا لسكان المنطقة الخضراء.

احلموا فقط
احمد الفراتي -

احلموا ايتها الاقليه السنيه فالشعب كله مسلح فكيف تريدون ان تحكموه واين جيشكم الذي هرب بملابسه الداخليه من دبابتين امريكيتين.انكم والله تحلمون ان تحكموا الاغلبيه الشيعيه مرة اخرى هيهات. قطنه واشلعوها من اذانكم. فلم تنفعكم لا المفخخات والانتحاريين العرب فهل تحلمون بدبابة اجيره تحكمنا من جديد هيهات يا داود المصري

......
عراقى -

انت مقتنع اننا دولة عمى احنه صرنة .. للكل وانت ليش عاميتك الطائفية ليش ميحكمنة غير هؤلاء لو صرتو تحجون مثل اهل العوجة المهم شيعى حتى لو كواد ثم الا توجد شخصيات شيعية تقود البلد غير الاسلاميين الذى كرهو الناس بالدين

سبع سنين في ضل الاح
novo -

حكم النضام السابق العراق 35 سنه ارجع فيها العراق 350 سنه الى الوراء وجاء الديمقراطيون او كما هم يدعون فارجعوا العراق 7000 سنه

ليش مهجر
الوزان -

اذا انت هيج مؤمن بالعراق التعددي والديمقراطي والصندوقي ياأخي ليش ماترجع للعراق ليش ظال مهجر ارجع للعراق وشوف الي جاي نشوفه بعينك من تحرر وديمقراطية وصندوقية

الى احمد الفراتي
معين الصنكور -

سلمت يمينك ولا فض فوك انت الشريف الناصح الصادق

انقلاب
حازم -

العراق في مأزق سواء كان حقيقي او مصطنع الانقلاب حل لكن لابد من ان يكون له شروط وصفات على الاقل فيه الحل والرجوع الى المنطق والواقع ورؤية المستقبل فهل امركيا وقواتها مستعدة لعراق جديد حقيقي والان؟؟؟؟؟؟؟؟