فضاء الرأي

نيران آتية أم مؤجلة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

1:
هي نيران حقا، سواء كانت آتية لا سامح الله أم مؤجلة، إذا أتت ـ كلها أو بعضها ـ تأكل الأخضر واليابس في منطقة الشرق الأوسط العربية وغير العربية، تجر حرائق تلو حرائق، تزيد كثيرا من التجاذبات الطائفية في المنطقة، تخلق مشاكل حدودية جديدة، تعمق الخلافات العرقية والإثنية، تولَّد أحلاما جديدة في الانفصال والاستقلال هنا وهناك في بلدان عُرِفت أنها بلاد طوائف وقوميات وأثنيات... وإذا تأجلت ــ كلها أو بعضها ـ فهو تأجيل مؤقت بطبيعة الحال، في ظل حرب باردة، وتسابق محموم على القوة والمصلحة، تحالفات اشبه برمال متحركة لمواجهة المستقبل، تزايد تسليح، تخليق المزيد من بؤر التوتر والانفعال في كل أرجاء المنطقة، لأنه تأجيل محكوم بالانفجار اليوم أو غد...

2:
ماذا لو أصدرت المحكمة الدولية في لاهاي القرار الظني بحق قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق الشيخ رفيق الحريري؟ وماذا لو صوُّت أكثرية أبناء الجنوب السوداني على الانفصال وثبت الانفصال على السكة؟ ماذا لو فشل العراقيون في تشكيل الحكومة العتيدة فيما مضى على موعد تشكيلها أكثر من ثمان أشهر تقريبا؟ ماذا لو لم يتوصل الحوثيون وغيرهم من القبائل (الثائرة) في اليمن ومعهم رموز جنوبية (أنفصالية) إلى إتفاق ـ وإنْ وِفقَ معادلة هشة مضطربة ـ مع الحكومة التي باتت حائرة في كيفية مواجهة كل هذا الكم من (الخارجين) على النظام؟ ماذا لو يتم الاتفاق بين إيران والمجتمع الدولي على صيغة تنهي هذا الصراع المحوم بينهما بسبب القضية النووية، ودور إيران في المنطقة؟ ماذا لو أن إسرائيل بقيت على مواقفها الرافضة لأي فرصة سلام، واستمر نتنياهو على رفض مقترح تجميد الاستيطان؟ وماذا لو لم يتم التوصل إلى القضاء على القاعدة في افغانستان ولم يحصل أي اتفاق بين كرزاي وزعماء القاعدة وإنْ على نحو جزئي ومع بعض هذه القيادات؟

3:
هذه الاسئلة من الصعب الجواب عليها ـ كلا أو بعضا ـ لأنّها أسئلة افتراضية بطبيعة الحال، ولكنّها ليست افتراضية بحتة، أي ليست افتراضات عقلية واحتمالات نظرية، بل هي افتراضات قريبة من الواقع، وهي مقلقة في حد ذاتها، أي مقلقة رغم كونها افتراضية، لان موضوعاتها تمس السلام بالصميم في المنطقة، وتمس هواجس الناس وهمومهم ومعائشهم ومصيرهم،سواء كانوا عربا أو غير عرب، وسواء كانوا مسلمين أوغير مسلمين، سواء كانوا في الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب، فهي افترضات لا تنبع من فراغ أو أوهام، بل من واقع مملوء بما يشجع على كونها ممكنة بل ربما قريبة الوقوع والتحقق.

4:
وفي ظل هذا القلق الكبير الذي يستحوذ على كل المهتمين بشؤون هذه المنطقة تبدو الحكومات المحلية عاجزة عن معالجة يخصها من هذه الافترضات المرتقبة على الأبواب القريبة ، فبعض هذه الحكومات ذات الصلة بهذه المشكلات ضعيفة، لا تمتلك رصيدا شعبيا، وتعاني من علاقات سلبية مع أبناء شعبها بشكل وآخر ، وبعضها تغلب عليها الصبغة (المذهبية)، وبعض منها يعاني من مشاكل اقتصادية وأمنية، ولا تملك علاقة حية مع المعارضة الداخلية والخارجية، وبعض منها على علاقة سيئة ومتوترة مع جيرانها، كذلك الدول الكبرى، بما فيها قائدة العالم لحد هذه اللحظة، اي الولايات المتحدة الامريكية، وربما تضارب المصالح بين هذه الدول قد يزيد النار ضراما، أو يعقد المشاكل اكثر، كما هو في الصراع الدائر على اشده بين واشنطن من جهة واستطرادا المجتمع الغربي وبين بكين من جهة أخرى حول الموقف من المفاعل النووي الإيراني، وربما يزيد من عدم قدرة هذه الدول على احتواء هذه الافترضات ومواضيعها المقلقة إنشغالاتها العميقة بهموم داخلية مثل الهجرة غير المشروعة، واتساع ظاهرة تعاطي المخدرات، وتصاعد موجة اليمين المتطرف، لانه لا يشكل خطرا على (الاجانب) فقط، بل على عموم استقرارها الداخلي، فضلا عن تداعياته المحتملة على عموم أوربا في المستقبل، ولأن مثل هذا الاهتمام يكلف الا قتصاد كثيرا، فيما الازمة الاقتصادية العالمية مازال شبحها قائما ومؤثرا.

5:
ان عدم التوصل إلى مخرج لتشكيل الحكومة العراقية سيفجر أو يعقد المشهد العراقي أكثر،ويصعِّد من منسوب التدخل بالشأن العراقي أقليميا وعالميا، وفيما إذا صدر القرار الظني من طرف المحكمة الدولية، متهمة بعض أفراد حزب الله بشكل مباشر وسوريا بشكل غير مباشر ربما تتفجر الاوضاع مجددا في لبنان، وإذا ما فشلت قطر بلم شمل الافرقاء المتحاربين في اليمن، وطرح مبادرة سلام وإنْ مؤقتة، فإن مزيدا من التداعي المدمر ينتظر هذا البلد المُستهلك حربا ونزاعا، ونتائج الانتخابات السودانية أيا كانت هويتها تخلق فرصا جديدة للمشاكل بين الشمال والجنوب، وبين الجنوب والجنوب، واسرائيل تعد العدة بلا شك لمواجهة إصرار إيران على برنامجها النووي الذي تعتبره واشنطن وتل أبيب مشروعا (حربيا) وربما (عدوانيا)، وتبقى منظمة التحرير الفلسطينية وحماس في معركة دائمة باتجاهين، الا تجاه الاول بين حماس ومنظمة التحرير، والإتجاه الثاني بين كل منهما من جهة وتل ابيب من جهة أخرى، وفي ظل تداخل معقدة للغاية...
ولكن ما هو مصير هذا التسابق على التسلح في المنطقة؟
الكل في انتظار مجهول، أو أكثر من مجهول، ولكنه مخيف على أي حال، وفي كل حال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحثيون عملاء
صفاء احمد -

الأستاذ غالب يصف الحوثيين بالثائرين ، بينما الواقع والمعلومات المؤكدة تشير الى انهم عبارة عن أدوات مرتزقة بيد إيران ، فهل طغت ميول الأستاذ الشابندر الشيعية على موضوعيته ودفعته الى النظر بعين التعاطف الى أناس باعوا وطنهم وخربوه ؟

هناك حل
خوليو -

إن كان أتباع الشيخ المختبئ في لبنان متورطون في الاغتيالات فلتحكمهم المحكمة وليسلمهم الشيخ إن كان يريد سلامة لبنان حقاً، وفي العراق المشكلة هي صراع بين السنة والشيعة على الحكم والمسألة بدأت منذ وفاة الرسول، والحل هو دستور عراقي يقول للجميع أنتم مواطنون عراقيون ومن اليوم لادخل للدين بالسياسة وهذا يحل جميع مشاكل الدول العربية المتخبطة بشريعتها التي لم تجلب على سكانها سوى الانقسامات والمعارك الدموية، الحل موجود بالمجتمعات المدنية أي أن الحل باليد ولكن مصالح رجال الدين هي العائق الأول، حيث الأمي منهم يصبح زعيماً ولا شرط لزعامته إلا شهادة دينية لانفع فيها سوى الكلام الفارغ الذي لازبدة له.وحالنا كما يقول الشاعر: العيس في البيداء يقتلها الظما/والماء فوق ظهورها محمول/ الماء هنا هو الحرية والديمقراطة والدستور المدني البعيد عن كل الأديان. انظر إلى أهل الشريعة كيف يهجمون على كنيسة ويقتلون مصلين لاعلاقة لهم لابأميركا ولا بهذا الصراع السخيف.

الحثيون عملاء
صفاء احمد -

الأستاذ غالب يصف الحوثيين بالثائرين ، بينما الواقع والمعلومات المؤكدة تشير الى انهم عبارة عن أدوات مرتزقة بيد إيران ، فهل طغت ميول الأستاذ الشابندر الشيعية على موضوعيته ودفعته الى النظر بعين التعاطف الى أناس باعوا وطنهم وخربوه ؟

نجحوا في تدميرنا
الدفاعي -

المثل يقول :: المبلل ميخاف من المطر ..هذا قدرنا كشعوب تعبانة مبتلية بحكام ومسؤولين واصحاب ضمائر ميتة انتزعت من قلوبها الغيرة والرحمة وتسلطت علينا دول قسم منها منتقمة واخرى طامعة باراضينا وبثروات لم نعرف كيف نستغلها... واذا تكلمنا عن مراجعنا وعلمائنا ومثقفينا لطال الكلام لحد الملل ...اما شعوبنا وان كانت ضحية فانها بالوقت نفسه قد تطبعت على المصائب وقسم منهم يعتاش عليها ومنهم من لايحب الاستقرار والعيش آلامن وتتاثر بالخرافات اكثر مما تتاثر بالعلوم وتنجر الى الرذيلة اكثر من الفضيلة تسير وراء من يخدعها اسرع ممن ينفعها وتغلي قلوبنا حقدا وغيظا بعضنا تجاه الاخر فلا تحتار حضرة الاستاذ فالنيران لم يخمد لهيبها يوما ما وما نحتاج اليه براكين وهزات قوية عسى ان نستفيق وننتبه لمصابنا وتتغير احوالنا .

نجحوا في تدميرنا
الدفاعي -

المثل يقول :: المبلل ميخاف من المطر ..هذا قدرنا كشعوب تعبانة مبتلية بحكام ومسؤولين واصحاب ضمائر ميتة انتزعت من قلوبها الغيرة والرحمة وتسلطت علينا دول قسم منها منتقمة واخرى طامعة باراضينا وبثروات لم نعرف كيف نستغلها... واذا تكلمنا عن مراجعنا وعلمائنا ومثقفينا لطال الكلام لحد الملل ...اما شعوبنا وان كانت ضحية فانها بالوقت نفسه قد تطبعت على المصائب وقسم منهم يعتاش عليها ومنهم من لايحب الاستقرار والعيش آلامن وتتاثر بالخرافات اكثر مما تتاثر بالعلوم وتنجر الى الرذيلة اكثر من الفضيلة تسير وراء من يخدعها اسرع ممن ينفعها وتغلي قلوبنا حقدا وغيظا بعضنا تجاه الاخر فلا تحتار حضرة الاستاذ فالنيران لم يخمد لهيبها يوما ما وما نحتاج اليه براكين وهزات قوية عسى ان نستفيق وننتبه لمصابنا وتتغير احوالنا .

خريطي
محمد عدنان -

لم افهم ما يريد الكاتب الوصول اليه فمن البديهيات ان الشرق الاوسط اكثر مناطق العالم تسليحا وفوضى

خريطي
محمد عدنان -

لم افهم ما يريد الكاتب الوصول اليه فمن البديهيات ان الشرق الاوسط اكثر مناطق العالم تسليحا وفوضى

الاخلاق
كااظم مهنا -

يبدو ان محمد عدنان اخلاقي جدا

الاخلاق
كااظم مهنا -

يبدو ان محمد عدنان اخلاقي جدا

الى المعلق رقم واحد
حميد -

ما هذه الأحكام الجائرة ، على شريحة من المجتمع العربي تريد أن تنال حقوق لها قد أغتصبت ، ولا بد من ردها بالحوار وإن لم ينفع فبالسلاح ، أما تسمية الحوثيون بالعملاء لأيران وشعية العراق كذلك ، فهذه اسطوانة مشروخة أكل عليها الدهر وشرب ، ولم يتمكن صدام من جبروته الذي خضع له العرب جميعا من المحيط الى الخليج أن يسكت صوتا ينادي بحقه ، وسقط النظام ، وهاهم الشيعة اليوم واخوانهم من السنة والأقليات يحكمهم دستورا سينصف الجميع ، مهما بلغت التضحيات فالنهاية هي أن يصح الصحيح ويأخذ كل ذي حق حقه ، أما أن نطلق التسميات بالخيانة والعمالة جزافا فهي منطق الضعفاء الذي لا بد أن يهزم.

الى المعلق رقم واحد
حميد -

ما هذه الأحكام الجائرة ، على شريحة من المجتمع العربي تريد أن تنال حقوق لها قد أغتصبت ، ولا بد من ردها بالحوار وإن لم ينفع فبالسلاح ، أما تسمية الحوثيون بالعملاء لأيران وشعية العراق كذلك ، فهذه اسطوانة مشروخة أكل عليها الدهر وشرب ، ولم يتمكن صدام من جبروته الذي خضع له العرب جميعا من المحيط الى الخليج أن يسكت صوتا ينادي بحقه ، وسقط النظام ، وهاهم الشيعة اليوم واخوانهم من السنة والأقليات يحكمهم دستورا سينصف الجميع ، مهما بلغت التضحيات فالنهاية هي أن يصح الصحيح ويأخذ كل ذي حق حقه ، أما أن نطلق التسميات بالخيانة والعمالة جزافا فهي منطق الضعفاء الذي لا بد أن يهزم.

محمد عدنان
نزيل العراق -

اضم صوتي الى المعلق كاظم مهنا ، يظهر ان السيد عدنان متربي كثيرا، ولله في خلقه شئون

محمد عدنان
نزيل العراق -

اضم صوتي الى المعلق كاظم مهنا ، يظهر ان السيد عدنان متربي كثيرا، ولله في خلقه شئون

جواب للمعلق رقم/6
ابو ياسر -

السيد حميد ارجو الا تندفع زايد في تبريراتك لمشاكلنا ولاستخدام السلاح ..فما اكثر الخونة والعملاء في بلادنا ويا ليتنا اتحدنا سويةً شيعة وسنة وخلصنا بلدنا من دكاتورية صدام واعوانه ... اما ان ننتآمر ونستعين بجبابرة الارض وشيطانها لاحتلال العراق واحداث الخراب والدمار وجلب المصائب والفتن بحجة اسقاط صدام وكلنا يعرف انه مخطط كبير مرسوم مسبقا ولاهداف عدوانية خبيثة ...ان كل مايحصل الان من مشاكل في منطقتنا سببها هذا الاحتلال البغيض.... والمتمسكين بالسلطة والحكم بعد ان باعوا الشرف والغيرة والضمير ولا اعتقد ان دور ايران اصبح اسطوانةمشروخة انه عنصر خطر ومهم ولكن لايمكن ان نقول ان الحوثيين والشيعة في العراق ((خونة )) ...ان الخونة هم الطائفيون الذين يفرقون ابناء الشعب الواحد كذلك الذين ينفذون مخططات اعدائنا ويسمحون لهم بالتدخل بشؤوننا وباعوا الدين بالدنيا وزوروا تاريخنا وحرفوا مبادئنا واشاعوا بيننا البدع والضلالات ..مع التقدير

جواب للمعلق رقم/6
ابو ياسر -

السيد حميد ارجو الا تندفع زايد في تبريراتك لمشاكلنا ولاستخدام السلاح ..فما اكثر الخونة والعملاء في بلادنا ويا ليتنا اتحدنا سويةً شيعة وسنة وخلصنا بلدنا من دكاتورية صدام واعوانه ... اما ان ننتآمر ونستعين بجبابرة الارض وشيطانها لاحتلال العراق واحداث الخراب والدمار وجلب المصائب والفتن بحجة اسقاط صدام وكلنا يعرف انه مخطط كبير مرسوم مسبقا ولاهداف عدوانية خبيثة ...ان كل مايحصل الان من مشاكل في منطقتنا سببها هذا الاحتلال البغيض.... والمتمسكين بالسلطة والحكم بعد ان باعوا الشرف والغيرة والضمير ولا اعتقد ان دور ايران اصبح اسطوانةمشروخة انه عنصر خطر ومهم ولكن لايمكن ان نقول ان الحوثيين والشيعة في العراق ((خونة )) ...ان الخونة هم الطائفيون الذين يفرقون ابناء الشعب الواحد كذلك الذين ينفذون مخططات اعدائنا ويسمحون لهم بالتدخل بشؤوننا وباعوا الدين بالدنيا وزوروا تاريخنا وحرفوا مبادئنا واشاعوا بيننا البدع والضلالات ..مع التقدير