إعلان دمشق في الخارج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كان واضحا الجهد التنظيمي الذي قام به شباب حركة العدالة والبناء في إنجاح انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي في المهجر، والذي ضم قرابة ستين ناشطا سوريا، وكان لافتا أيضا نشاط الحضور الكردي ودوره وتنظيمه، وحرصه على إنجاح هذا المؤتمر، أما الرفاق في حزب الشعب الديمقراطي في سورية، فرغم كثافة حضورهم إلا أنني لمست حالة من الارتباك على هذا الحضور، رغم مشاركتهم الفاعلة كأفراد في مداولات المجلس. المستقلون كانوا الأكثر حرية في طرح رؤاهم، ومشاركاتهم.
أريد ان أسجل أول ملاحظة، والتي تتعلق بانتخاب السيد أحمد جتو بغالبية مطلقة في انتخاب رئاسة المجلس لمدة سنتين قادمتين، والذي تخلى عن هذا الحق الأدبي في رئاسة المجلس لصالح الدكتور عبد الرزاق عيد، ليصبح الدكتور عيد رئيسا للمجلس والسيد جتو نائبا للرئيس وسليم منعم أمين سر المجلس. كنت أتمنى من السيد جتو ألا ينسحب وعندما ناقشته في الأمر، كان رده أنه يتحسب من تحسس بعض الجهات داخل الإعلان باعتباره مواطنا كورديا سوريا وعضوا ناشطا في الحركة الكوردية! فقلت له: لوكان الأمر كذلك لما انتخبت بأعلى الأصوات.
وهنا لابد أن نشير إلى أنني لمست كضيف على جلسات المؤتمر، أننا لازلنا نتحسب للنقد، ويمكن أن يتحول الخلاف السياسي إلى شخصي بشكل سريع. لاأزال أرى أن مهمة الكاتب مهما كان قربه أو بعده عن إعلان دمشق أو أية حركة معارضة، مهمته الأكثر أهمية هي النقد لما يتم من أجل نشاطات وخطط عمل أكثر جدية وبناءة للعمل المعارض، وهذا أمر حاولت ممارسته مذ بدأت العمل السياسي، وسبب ولايزال يسبب لي الكثير من المشاكل مع أصدقاء ورفاق احترم جهودهم وما يقدمونه من أجل مستقبل ديمقراطي سوري. والناقد مهما كان حصيفا أو مبدعا حتى، ولكي يبقى نقده ذو فاعلية خصبة يحتاج هو وأدواته النقدية إلى نقد أيضا، لهذا لا أرى ما أوجهه أو يوجهه غيري من الكتاب والمثقفين السوريين لبنى المعارضة ومؤسساتها ورؤاها السياسية وممارساتها من نقد، وكأنه حقائق نهائية. فالحياة أكبر منا جميعا. لهذا على مؤسسات إعلان دمشق وتياراته وأحزابه أن تستمع جيدا للنقد وأن تفرد مساحة أساسية للفعل النقدي مهما كان، وتعمل على التفاعل معه.
ما تم أعتقد انه كان ناجحا إلى حد ما، ولكنه فقط ليشكل حافز لعمل أكثر مأسسة وديمقراطية ونشاطا، ونجاحه ليس مرتبطا بالقدرة على تجميع الأفراد بل بما ينتج عن مجموعهم المؤسسي وتفاعلهم من نتائج إيجابية، وهذا بتقديري قد تم، رغم ما اعترض العمل من منغصات، ولكنها ليست منغصات استثنائية بل هي منغصات يمكن لها لو أخذت مساحتها أن تعيق العمل كليا، وهذا ما تم تلافيه. ويجب أن يتم تلافيها مستقبلا.
ابن العم المناضل رياض الترك الأكثر مثابرة كان حاضرا بيننا، لماذا أذكره هنا وفي هذا السياق، هنالك ما يمكنني تسميته روحية" ابن العم" في حضورها داخل نشاطات الإعلان، مع أن حضور الرفاق في حزب الشعب لايتناسب مع حضور هذه الروحية الحريصة من جهة، والمتوثبة من جهة أخرى، رغم ما ما يعتريها من ملاحظات نقدية لدى كثر من نشطاء الإعلان والمعارضة وأنا واحد منهم.
العلاقات المبنية على خطاب شفاهي لا تنتج مأسسة، هذه قاعدة أزعم أن فيها من الصحة الكثير، ولكونها تشكل المادة الخام لانتقاداتي لهذه الروحية، مع ذلك حاول بعض الرفاق في حزب الشعب تجاوز هذه الروحية في طروحاتهم ومشاركاتهم وحرصهم على العمل المؤسسي.
لم ألمس روحية الاتهامات والتخوين في هذا المجلس من قبل أي تيار لتيار آخر، وإن كان لا يخلو الأمر من حالات فردية محدودة جدا بالكواليس منها حالة واحدة خرجت للعلن لا أريد التوقف عندها لأن طرفيها لديهم نفس الحرص على نجاح المؤتمر ومؤسسات الإعلان! فقد غابت هذه اللغة عن أعمال المجلس وهذا مؤشر جدي. وبالمناسبة كان الحضور الحزبي والمستقل الكردي متمسكا ربما أكثر من غيره، بمخارج وطنية سورية لكل ما اعترض المجلس من منغصات، وأكثر حرصا على الوحدة المؤسسية للإعلان واستمرارها، وهذا شكل ارتياحا ملموسا وواضحا لدى الجميع وانعكس إيجابيا بشكل واضح على أعمال المؤتمر.
ثمة أمر آخر: تراجع واضح لنزعات الأنا الفردية في هذا اللقاء الهام، وهذه فأل طيب. هذه النزعات التي كان لها دوما مساحة كبيرة في تعطيل العمل المؤسسي للمعارضة عموما.
هنالك نقطة بحاجة لتوضيح حاولت في مشاركتي أن أوضحها، الإعلان سياسيا قيادة وخطابا هو في الداخل السوري، وهذه تفرض على مجلس الإعلان في الخارج لمجرد حضور أعضاءه للقاء، إقرارا بهذا الأمر الذي نص عليه النظام الداخلي للإعلان المقر سلفا في الداخل، ومجرد الإقرار لا يجوز أبدا ان يتم في اللقاء محاولات لإدخال تعديلات راهنة على مجمل خطاب إعلان دمشق السياسي، ومن يريد ادخال هذه التعديلات عليه اتباع وسائل مؤسسية في ذلك. وهذا مطب قد وقع فيه بعض المشاركين، وكاد أن يحرف مسار المؤتمر عن أهدافه، هنالك برنامج معد سلفا، المشاركون جاؤوا بناء عليه، ودون أن يطالبوا بتغييره بل حاولوا تغيير في الخطاب السياسي للإعلان وإعطاءه سمات ليست فيه.
غياب أي اهتمام أوروبي باللقاء رغم توجيه الدعوات لمؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وأعضاء برلمان، وهذا أمر ليس بجديد على المعارضة السورية، فأوروبا ليست معنية الآن بأوضاع الشعب السوري.
لم توجه دعوة لأية جهة أمريكية على حد علمي لا رسمية ولا مدنية لحضور هذا اللقاء الذي ينتظره سوريي المهجر من الملتفين حول حركة إعلان دمشق، منذ قرابة عامين.
بقي أن نقول أنه على الأمانة العامة المنتخبة لسنتين قادمتين تقع مسؤولية كبيرة، ويقع على عاتقها ترجمة توصيات المؤتمر، وتفعيل العمل المعارض في الخارج وبشكل يكرس المؤسسية ويبتعد عن الفردية والارتجالية، ويعطي صورة عمل فريق واحد وليس أفراد مبعثرين. هذا ماتنماه المشاركين وما يتمناه الجميع لهم بالنجاح.
هنالك ما يمكنني تسميته انطباعات شخصية أخرى ربما أكثفها في مقال لاحق.
التعليقات
سؤال
جان كورد -شكرا على المقال الجميل أستاذ غسان...ولكن هناك سؤال آمل أن تتطرق إليه في مقال آخر، ألا وهو: ما رأي ;اعلان دمشق; هذا من المؤتمر الحادي عشر لحزب البعث الذي هو حسب الدستور قائد الدولة والمجتمع والجبهة الوطنية التقدمية، فهل تم النقاش حول ذلك؟ هذا مطلوب للنقاش بالتأكيد... وهل يعني عدم دعوة جهة أمريكية للنقاش أن السوريين قد شطبوا أمريكا من علاقاتهم الدولية؟ أليس هذا جديد في السياسة الدولية للمعارضات العربية؟
سؤال
جان كورد -شكرا على المقال الجميل أستاذ غسان...ولكن هناك سؤال آمل أن تتطرق إليه في مقال آخر، ألا وهو: ما رأي ;اعلان دمشق; هذا من المؤتمر الحادي عشر لحزب البعث الذي هو حسب الدستور قائد الدولة والمجتمع والجبهة الوطنية التقدمية، فهل تم النقاش حول ذلك؟ هذا مطلوب للنقاش بالتأكيد... وهل يعني عدم دعوة جهة أمريكية للنقاش أن السوريين قد شطبوا أمريكا من علاقاتهم الدولية؟ أليس هذا جديد في السياسة الدولية للمعارضات العربية؟
لماذا
saed -يا استاذ غسان لماذا لم تذكر الاطراف الاخرى التي شاركت في الجلسات مثل الاشوريين وشكرا
معك حق صديقي سعيد
غسان المفلح -معك كل الحق فقد كانت مشاركتكم متميزة...وهذا تقصير مني..
معك حق صديقي سعيد
غسان المفلح -معك كل الحق فقد كانت مشاركتكم متميزة...وهذا تقصير مني..
عقدة المعارضة
مالك عساف -اعتقد ان المعارضة السورية لديها عقدة الخوف من ان يخونها النظام اذا وجهة دعوة للامريكان برايي بدون امريكا كقوة عظمى لا يمكن التفيير انتبهوا الى هذه النقطة الهامة التي يعرفها النظام جيداعلينا الانفتاح على العالم الديمقراطي يجب ان نستفيد من تجربة العراق وعملية تحريره
هل المفلح كردي؟
محمد خطيب -محمد خطيب قال:2010/11/08 عند 5:24 مالغريب في الأمر الحديث عن تنازل أحمد شتو للدكتور عيد …في حين أن انتخابات رئاسة المؤتمر كانت بين الدكدكتور عيد والدكتور الأسود المدعوم والمساند من قبل حزب الشعب الديموقراطي ، فكانت النتائج ما يعدال 75 بالمئة للدكتور عيد مقابل 25 بالمئة لممثل حزب الشعب الديموقرطي … أي كانت الأصوات- فيما سمعنا – 39 للدكتور عيد و13 صوتا لممثل حزب الشعب …فهل غسان المفلح كرديا أم من حزب الشعب أم هو مثل ماقال الزميل المعلق سمير رقم (1)!
هل المفلح كردي؟
محمد خطيب -محمد خطيب قال:2010/11/08 عند 5:24 مالغريب في الأمر الحديث عن تنازل أحمد شتو للدكتور عيد …في حين أن انتخابات رئاسة المؤتمر كانت بين الدكدكتور عيد والدكتور الأسود المدعوم والمساند من قبل حزب الشعب الديموقراطي ، فكانت النتائج ما يعدال 75 بالمئة للدكتور عيد مقابل 25 بالمئة لممثل حزب الشعب الديموقرطي … أي كانت الأصوات- فيما سمعنا – 39 للدكتور عيد و13 صوتا لممثل حزب الشعب …فهل غسان المفلح كرديا أم من حزب الشعب أم هو مثل ماقال الزميل المعلق سمير رقم (1)!
مبروك
وائل -مبروك للدكتور عبد الرزاق عيد انتخابه رئيسا للمجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر... الذي سمعنا انه انهى أعماله اليوم مساء في بروكسل، ومبروك لنا نضج الحراك الديموقراطي في سوريا أن يبلغ مستوى رياديا -ليس سوريا فحسب- بل عربيا، وذلك بأن ينتخب مفكرا إلى رئاسة أوسع تحالف سياسي وطني ديموقراطي معارض في سوريا، وهو تحالف اعلان دمشق.
يسرني
د.عبد الغني حمدو -في اولا مبروك لنجاح المؤتمر وانتخاب السيد عبد الرزاق عيد رئيسا له وأرجو له التوفيق في الثقة التي أعطيت ليكون محلها وزيادة عليهاوثانياً:نريد من إعلان دمشق أن يتخطى عقدة الخوف من كلمات التخوين الذي يلصقها النظام بكل معارض له , وأن يكون نداءه للعمل على انعقاد مؤتمر عام وشامل لكل المعارضة داخل افعلان وخارجه وتشكيل قيادة منبثقة من المؤتمر مع وضع دستور جديد للبلاد والإتفاق على الأهداف المشتركة لتكون تحت اسم اديولوجية واحدة مؤقتة لهدف مشترك واحد هو بناء الدولة الديمقراطية الحديثة في سورية
اعلان دمشق في المهجر
mashouk -شكرا استاذ غسان لمقالك الذي كتبته بواقعية وبتجرد ونقلك الصورة الحقيقية لاجواء المؤتمر
يسرني
د.عبد الغني حمدو -في اولا مبروك لنجاح المؤتمر وانتخاب السيد عبد الرزاق عيد رئيسا له وأرجو له التوفيق في الثقة التي أعطيت ليكون محلها وزيادة عليهاوثانياً:نريد من إعلان دمشق أن يتخطى عقدة الخوف من كلمات التخوين الذي يلصقها النظام بكل معارض له , وأن يكون نداءه للعمل على انعقاد مؤتمر عام وشامل لكل المعارضة داخل افعلان وخارجه وتشكيل قيادة منبثقة من المؤتمر مع وضع دستور جديد للبلاد والإتفاق على الأهداف المشتركة لتكون تحت اسم اديولوجية واحدة مؤقتة لهدف مشترك واحد هو بناء الدولة الديمقراطية الحديثة في سورية
يا حسافة
عربي اصيل -للاسف الشديد تحول اعلان دمشق الى نادي شوفيني كردي انفصالي ومادبة يتسولها الشيوعيون السابقين والمفلسين حاليا .اين القوى الوطنية الحقيقية التي تعبر عن ضمير الشعب وتطلعاته
الوقت الضائع
سرحان -اعلان دمشق في ربيعه الاول كان مبادرة حسنة النوايا في بلد محكوم بأحادية التوجه الفكري والمخابراتي ، فزج بأغلبهم ومازالوا في المعتقلات ومن أخرج منهم لم يعد يجيد اللابجدية او الخروج الى ضوء باب البيت من جهة الحارة . عبد الرزاق عيد ومن مثله يبحث عن زعامة مافي الوقت الضائع وفي الهامش المعتم من اروقة السياسة ، حيث يعاد ترميم العلاقة بين واشنطن ودمشق والاتحاد الاوروبي كذلك مع السعودية وبغداد ولبنان ، مقابل فقط ان تبتعد عن طهران . فما هو الدور الذي يمكن ان يلعبه اعلان دمشق وهو في المهجر في هذا الوقت في الخارج والداخل معا ، علما ان أزمة المعارضة السورية منذ احزابها العتيدة هي في دكتاتورية زعمائها ، شيوعين كانوا ام اخوان ام قومين ، والامثلة شاهدة حتى اللحظة ، وعبد الرزاق عيد نتاج حي لاحد هذه التشكيلات ، فهو كان مع بكداش حتى النخاع ودرس العلم والفكر تحت اشرافه ، وعندما تمرّد عليه أصبح مع غورباتشوف حتى العظم ، وهو مع القائد الضروري جدا صدام حسين ولكنه ليس مع قائد سورية الأوحد ، وهو بعد حين مع الكويتيين في كل مايفعلون ضد ابناء الشعب العراقي وقد لبى من اجل ذلك وسواه الكثير من الدعوات بين حلب والكويت ... وهكذا ، رحم الله الشعب العربي الذي كل ابنائه زعماء وان على ...
يا حسافة
عربي اصيل -للاسف الشديد تحول اعلان دمشق الى نادي شوفيني كردي انفصالي ومادبة يتسولها الشيوعيون السابقين والمفلسين حاليا .اين القوى الوطنية الحقيقية التي تعبر عن ضمير الشعب وتطلعاته