فضاء الرأي

كتاب جورج بوش "نقاط القرار": خطة عمل للمستقبل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

صدور مذكرات الرئيس الأمريكي السايق جورج بوش اليوم، (حدث) بكل المقاييس سيلازمنا لعامين قادمين، وربما أكثر. " نقاط القرار " هو عنوان هذه المذكرات التي لا تحكي - في تصوري - تفاصيل ما حدث في الماضي القريب، بقدر ما ترسم ما سيحدث في المستقبل القريب، وكأن الماضي لم يمض بعد، فقد أعادنا أوباما وسياساته وحركة الأحداث في المنطقة من جديد، إلي ذروة عهد الرئيس السابق جورج بوش الذي (لايزال) يرسم لأوباما الرئيس الحالي ما يجب عليه أن يفعل !

كتاب بوش (497 صفحة) لا يقرأ من عنوانه، لأن كلمة "مذكرات" هي أشبه بالخداع البصري، الغرض منها ضرب أية محاولة للربط بين الأحداث والنتائج و"التزامن" بين المواقف والقرارات، ناهيك عن التفكير في توقيت صدور الكتاب في منتصف ولاية أوباما الأولي وعقب نجاح الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

السؤال الذي يطرحه الكتاب الآن هو: إذا كانت هناك خطة أميركية عسكرية معدة سلفا لضرب إيران وسوريا معا، وإذا كانت ظروف الحرب في العراق قد حالت دون تنفيذها، فما الذي يمنع الرئيس أوباما اليوم من احراز نصر عسكري وسياسي بضربة واحدة، يرضي الأصدقاء والحلفاء والقوي الإقليمية في المنطقة، ويضمن لنفسه مدة ولاية ثانية بسهولة؟

أوباما سوف يستخدم كل الأسلحة لإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية، وسيلجأ إلي مغازلة اللوبي اليهودي بكل السبل الممكنة طمعا في تأييده له ماديا وإعلاميا وسياسيا، مقابل شن الحرب علي إيران أو السماح لإسرائيل بذلك. ولا يجب أن ننسي دلالة النقل المباشر لمظاهر الاحتفال الصاخب لأعضاء منظمة (إيباك) الأمريكية الإسرائيلية، وهم يتبادلون الأنخاب والتهاني، ابتهاجا بفوز المرشحين المؤيدين لإسرائيل، وسط عبارات التهديد والوعيد بضرب إيران.

استطلاعات الرأي التي قامت بها شركة "TIPP" الأمريكية في يوليو الماضي، في اطار الدعاية لهذه الانتخابات النصفية، أشارت إلي أن نحو 56 % من الأمريكيين يؤيدون شن اسرائيل ضربة عسكرية على إيران بهدف الحيلولة دون حصول طهران على السلاح النووي.
43 % فقط من أعضاء الحزب الديمقراطي الذين شملهم الاستطلاع أيدوا الهجوم على إيران، مقابل 40 % عارضوا استخدام الوسائل العسكرية. أما أعضاء الحزب الجمهوري، فقد بلغت نسبة تأييدهم للهجوم الاسرائيلي علي إيران 74 % مقابل 20 % من المعارضين.

القول الفصل في الإجابة عن السؤال الذي نطرحه في هذا المقال، بالإضافة إلي نتائج هذه الاستطلاعات جاء علي لسان " جورج فريدمان " الباحث في مركز الأبحاث الإستراتيجية "سترانفور" الذي كتب : "إذا ما شّن أوباما الحرب على إيران، فهو سيدمّرها عسكرياً، ويسهّل انسحابه من العراق، ويهدّئ من روع السعوديين، ويظهر للأوروبيين مدى قدرة أمريكا وإرادتها، ويدفع روسيا والصين إلى إمعان التفكير. إن المأزق الداخلي يجعل أوباما في حاجة لأن يبدو قائداً أعلى فعالا، وإيران هي هدف منطقي لتحقيق ذلك".

أحدث تقرير صادر عن مؤسسة كارينجي للسلام العالمي، قبل أيام، بعنوان "إيران.. رؤية من موسكو" للباحثين ديمتري ترنين والكسي مالاشينكو، لم يخرج عن ذلك، ويخلص إلي : أن بروز إيران كقوة صاعدة، سيزيد من توتر العلاقات مع روسيا، التي يفترض كثير من المراقبين من خارج البلدين، أن العلاقات الاقتصادية والعسكرية بينهما (وثيقة)، بينما هذه العلاقات معقدة للغاية. موسكو تشعر بالقلق المتزايد من طموحات إيران النووية في المنطقة، والتي تتجاوز بحر قزوين والقوقاز ووسط آسيا... روسيا في النهاية : لا تريد منافسا إقليميا لها في المنطقة !

التقرير أقرب إلي التحليل والتوثيق لعبارة " يفجيني ساتانوفسكي " مدير معهد بحوث إسرائيل والشرق الأوسط، الذي أكد : أن التهديد الحقيقي في المنطقة مصدره الأساسي (إيران) التي ستنشب الحرب بينها وبين إسرائيل قريبا، خاصة وأن الفترة الحرجة للتخصيب النووي الإيراني بين (ثمانية أشهر وعام تقريبا).

أما تشابك الملفين الإيراني والسوري، في كتاب بوش (الجديد والمتجدد) وما يحدث الآن من تلاسن أمريكي - سوري، وصل إلي حد الاتهامات المباشرة والعلنية بين الجانبين، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك تثبيت (سوريا وإيران معا) ضمن محور (الشر) البوشي، بعد فشل أوباما أو (إفشال محاولته) سلخ سوريا عن إيران، كل ذلك وأكثر يجعل من كتاب الرئيس بوش " نقاط القرار " : خطة عمل للمستقبل.

وللحديث بقية...


dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
محور الشر
د.سعد منصور القطبي -

أن الحكومات الظالمة هي نفسها من يسميها الرئيس بوش بمحور الشر وهي ايران وسورية وكوريا الشمالية وهو محق تماما في هذه التسمية وهذه حكومات قمعية تحاول ان تبقى بالحكم بأفتعال ألأزمات والحروب الخارجية وعزل شعوبها عن العالم وألأعتماد على ألأكاذيب لذلك فجميع ابناء شعوب محور الشر اولا يعانون صعوبة بالغة في ظروف العيش مما يشغلهم عن المطالبة بحقوقهم كذلك فهم لايسافرون ولايعرفون كيف يعيش البشر كما كان يفعل صدام أثناء حكمه البغيض فمثلا السوري يعيش طوال عمره وهو يحلم ببيت ملك له رغم غنى سوريا بكل الموارد وفي ايران تضع شروط وحواجز لكي تعزل الشعب عن العالم فالفيس بوك واليوتيوب ممنوع كذلك فالكومبيوتر غالي ويصعب شرائه كذلك فأيران بقيت الدولة الوحيدة في العالم التي فيها السكن مقابل خلو ويسمى بالفارسي سرقفلية وهو مبلغ باهض رغم ان ايران تصدر اربعة ملايين برميل يوميا وفيهاكل الخيرات والموارد الطبيعية اما كوريا الشمالية فشعبها معزول تماما ومسجون ويعيش بؤس لايوجد له مثيل في العالم ويعتبر ألأتصال بالعالم الخارجي جريمة يعاقب عليها بالأعدام .

كلام عالمكشوف
س . السندي -

يجب ألإسراع بضرب إيران ولا حاجة لضرب سوريا ... لأن السوريين لديهم من الرايات البيض الكثير جاهزة للرفع إذا مارأو أن الحرب قادمة ... ومن خلال الدعم المالي لتكاليف فاتورة الحرب وبالتعاون مع القوى الإيرانية المعارضة لنظام الملالي وبعملية كمشرط الجراح ولتجنيب الشعوب الإيرانية المغلوبة على أمرها المزيد من الويلات والكوارث .... وفي رأي المتواضع وقد قلتها من زمان أن الحرب مع إيران قدر حتمي واليوم أفضل من الغد ... ولهذا السبب قد جيئ بي الرئيس أوباما والمتتبعث يكتشف المستور ... تحياتي

What is your point
sam -

I would like to know what is the writer point of view, and so what if President Bush plan, that was in the past and it is never ever Democrats listen to Republicans.

..........................
..................... -

مخالف لشروط النشر