فضاء الرأي

لماذا لم يحقق اليسار العربي نتيجة ما في الواقع؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قراءة في البيان الختامي للقاء اليساري العربي

انعقد ما أطلق عليه (اللقاء اليساري العربي) في بيروت يومي الثاني والثالث والعشرين من أكتوبر 2010، بمناسبة الذكري السنوية السادسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني الذي يرأسه حاليا الدكتور خالد حدادة، وحضر اللقاء ممثلون عن قوى ليست واضحة السياسات والمعالم، فهي أحيانا يسارية عربية عالمية، وأحيانا أخرى وطنية محلية. وكان الفلسطينيون أكثر الأطراف حضورا، بمعنى تشتتا وتشرذما،فقد حضر ممثلون وخطباء عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وجبهة التحرير الفلسطينية (طبعا المقصود أيضا تحرير فلسطين)، وحزب الشعب الفلسطيني (لاحظوا لا تحرير في الإسم)، وكذلك ممثلو أربعة تنظيمات يسارية من تونس، ولم يتفوق عليهم في عدد الحضور والتشرذم سوى المضيف اليساري اللبناني (ستة تجمعات)، في حين كان هناك ممثلون عن اليسار العراقي والكويتي والمغربي والأردني والمصري، وشخصيات وطنية عامة من أكثر من دولة.

المفارقة المؤلمة التي تحتاج لدراسة، هي أنّ هذه القوى ذات اليافطات والشعارات اليسارية ما زالت محتفظة بهذه الهوية، رغم سقوط هوية وبنية الدولة العظمى الأم (الاتحاد السوفييتي) منذ ما يزيد على عشرين عاما. وهذه في حد ذاتها مفارقة تدعو للتفكير، عندما يسقط ويتهاوى فكر وطريق سياسي ما، في بلد منبعه وتأسيسه بعد مايزيد على تسعين عاما من تشكيله منظومة ضمت ما لا يقل عن عشرة دول(الاتحاد السوفييتي)، بينما يبقى التشبث بشعارات تلك القوة العظمى المتهاوية في بلاد الأطراف البعيدة جغرافيا والمختلفة ثقافيا وتربويا، عبر نضالات لا تعدو البيانات والخطابات الموسمية، التي أكاد أجزم أنه لا يقرأها الكثيرون من أعضاء تلك التجمعات - كي لا أقول الأحزاب - بدليل أنها نفس البيانات والخطابات والشعارات منذ ستة وثمانين عاما، دون أن تحدث تلك التجمعات أية تغييرات في البنية الثقافية والتربوية وطرق ممارسة الحكم والسلطة في بلادها. ومن المهم ملاحظة أن التجمعات الفلسطينية المذكورة عمر أصغرها أربعون عاما، أي تعتبر في ريعان الشباب بالنسبة لعمر الحزب الشيوعي (86 عاما).

ماذا يقول البيان الختامي المذكور؟

إنّ تقييمي هذا يعتمد على قراءتي لأوراق اللقاء وبيانه الختامي فقط، أي أنني لست من حضور ذلك اللقاء، وخلفية قراءتي وتقييمي ليست الحقد على هذا اليسار أو الظلم له، ولكن التقييم الموضوعي لمعرفة: هل حقّق هذا اليسار نتيجة ميدانية في أية ساحة عربية بعد عمل ستة وثمانين عاما، أو الساحة الفلسطينية بعد عمل أربعين عاما؟. وإذا كان الجواب: لا شيء...يصبح مفهوما انهيار منظومة الاتحاد السوفييتي بعد ما يزيد على تسعين عاما من نشأتها وسيطرتها وكينونتها دولة عظمى لمدة قاربت نصف القرن، مما يدلّ على أنّ هناك خلل في البنية والتفكير وأسلوب الممارسة، وليست المؤامرة الامبريالية كما تروج قوى اليسار، لأنه في حالة اعتماد نظرية المؤامرة الامبريالية، يظلّ السؤال قائما: لماذا لم تصمد قوة تفكير يساري عاشت ومارست السلطة والحكم طوال تسعين عاما أمام هذه المؤامرة؟.

أين الخلل؟

أولا:
للأسف الشديد والمحزن، أنّ كافة قوى اليسار الفلسطيني والعربي، لم تطرح هذا السؤال بجدية علمية، لأنها تحتفظ بشعارات فقط، إذ لم أطّلع على دراسات جدّية لها تقيّم سبب اخفاقها وبقائها مجرد ديكورات ونضال بيانات وأخيرا نضال انترنت ولقاءات للصور التذكارية. الخلل في الأساس أنّ هذه الأحزاب والتجمعات عندما تبنت الفكري اليساري بنسخته السوفيتية، لم تنظر لواقعها العربي القائم على تراث تربوي ديني، عمره ما يزيد على ألف وأربعمائة عام، رسخّت القوى اليسارية في أذهان مئات الملايين ممن تربوا في ظل هذا التراث وثقافته، أنّ اليسار يعني الشيوعية ومعاداة الدين أي الإلحاد حرفيا، بدليل أنّ صفة (شيوعي) في الذهن العربي ما زالت تعني الكافر الملحد. فكيف يمكن لهذه الملايين أن تدرس هذا الفكر وتتبناه وسيلة للتغيير الديمقراطي الشعبي المنشود؟.

وهذا الفهم القاصر للواقع الاجتماعي السائد، وهو المؤدي للفشل الدائم لقوى اليسار هذه، يمكن فهمه بشكل غير مباشر من بعض ما ورد في الخطاب الافتتاحي الذي قدّمه الدكتور خالد حدادة، سواء قصد ذلك أم لم يقصد. فقد كان موضوعيا ودقيقا، عندما أكّد على ضرورة امتلاك (الأدوات الفكرية لتحليل وفهم الظواهر السياسية والاجتماعية المختلفة السائدة باتجاه تغييرها). إن قوى اليسار العربي لو طبّقت هذه الرؤية التحليلية، لفهمت أنه من المستحيل عليها أن تحدث تغييرا في الواقع السائد، بأدواتها التي تتبناها منذ ستة وثمانين عاما، لأنها طرحت هذه الأدوات النظرية المرفوضة من المجتمع وتراثه، دون أن تعمل قبل ذلك على تطوير هذا التراث، والخروج من عباءة تخلفه التي لا يختلف كثيرون على تخلفه هذا، وتقوقعه داخل مفاهيم ما عادت صالحة لمواكبة العصر خاصة بعد ثورة بعض مشاهير الدعاة أخيرا على هذا التراث مثل الدكتور عائض القرني، وهي قريبة من المفاهيم التي كانت سائدة في أوربا العصور الوسطى، ولم تبدأ أوربا مسيرة العلم والتنوير والديمقراطية الحالية، إلا بعد ثورتها على تلك المفاهيم وحجرها داخل أسوار الكنيسة فقط.

والدليل على ذلك،

أنّ هذه القوى والأحزاب اليسارية طوال ستة وثمانين عاما عربيا وأربعين عاما فلسطينيا، غير قادرة على ايصال نائب للبرلمان أو مجلس الأمة في أي قطر عربي إلا في حالات نادرة تكاد لا تذكر. بينما حركة حماس في فلسطين، وحزب الله في لبنان، اللذان يكاد يكون عمر نشأتهما متقاربا، أي لا يزيد كثيرا على عشرين عاما، يسيطران بشكل ملحوظ على الحركة السياسية والجماهير الشعبية في فلسطين ولبنان..لماذا؟. لأنهما انطلقا من استغلال للموروث الثقافي والتربوي القائم في أغلبه على خلفيات دينية، تسود بين نسبة من الأميين في الأقطار العربية لا تقل في المتوسط عن ستين بالمائة. هذه النسبة تقضي جلّ وقتها ليلا ونهارا أمام فضائيات تكاد تصل نسبتها إلى (فضائية لكل مواطن)، تنشر وترسخ مفاهيم التخلف، عبر فقهاء سلاطين وشيوخ فتاوي (حسب الطلب)، لم يتركوا شأنا في حياة العربي والمسلم إلا وأصدروا فيه فتوى وفتوى مضادة. ومن المهم لقوى اليسار العربي التي يقتصر نضالها على خطب وبيانات على الورق، أن تلاحظ الصحوة الحالية ضد هذه الفضائيات، بعد أن أدرك العديدون من أصحاب القرار الديني والسياسي دورها الخطير في اشاعة التخلف والتعصب والإرهاب والتكفير محل التفكير....فماذا فعلت قوى اليسار العربي طوال ستة وثمانين عاما لتثوير هذا الموروث؟.

ثانيا:

تشتت قوى اليسار العربي والفلسطيني وصولا لشرذمة، أفقدتها نسبة عالية من الاحترام وسط الجماهير العربية. فكيف ستتوحد الجماهير وراء قوى يسارية هي أساسا غير موحدة، وبينها من الخلافات والانقسامات والحروب أكثر مما بينها وبين ما تسميها قوى اليمين؟. فما هي ضرورة ستة تنظيمات أو تجمعات يسارية لبنانية، إذا كان هناك مفهوم موحد لليسار وبرامجه وأهدافه؟. وللتذكير فقط فإن التنظيم الفلسطيني الذي انبثق من حركة القوميين العرب باسم (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) بعد نكسة يونيو 1967 ثم تبنى الفكر اليساري، نتجت عنه تشرذمات وانقسامات لايصدقها وطني فلسطيني. فلنتخيل أنه من هذه الجبهة نتجت المستنسخات التالية، وكلها إدّعت اليسار برنامجا وسلوكا:
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
ومن هذه الجبهة الديمقراطية ظهر مولود لعدة شهور اسمه:الجبهة الديمقراطية الثورية لتحرير فلسطين.
والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة.
ومن هذه القيادة العامة مستنسخ اسمه:
جبهة التحرير الفلسطينية، التي شهدت عدة انشطارات لا يتعدى مكونو كل انشطار عشرة أشخاص.
أما انشطارات ما يسمى الحزب الشيوعي الفلسطيني، فحدّث ولا حرج!!.
فكيف سيتوحد الشعب وراء أشخاص غير موحدين لا فكريا ولا سياسيا ولا علاقات احترام بينهم، بل صراعات وصلت في حالات كثيرة خاصة في الساحة الفلسطينية تحديدا للقتال المسلح؟.
وقد أشار الدكتور خالد حدادة ضمنا لهذه الانشطارات والانقسامات،رغم أنه حاول أن يجعلها مجرد انشطارات فكرية، نشأت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1990، إلا أنّ الواقع الذي ذكرته يؤكد أنها انشطارات وانقسامات شخصية مصلحية سابقة على انهيار الاتحاد السوفييتي بسنين طويلة، ومستمرة بعد سقوطه.

والدليل أيضا رفض التوقيع على البيان الختامي،

من قبل المنتدى الاشتراكي اللبناني (التجمع الشيوعي الثوري والتجمع اليساري من أجل التغيير)، موردين ملاحظات عديدة ضد ما ورد في البيان، رغم أنّ التشرذم والشخصنة تنطبقان على هؤلاء الرافضين التوقيع، فما هي أسس التمايز الفكرية والايدولوجية بين هذين التجمعين، تماما كما نسأل دوما عن التمايز بين الجبهتين الفلسطينيتين الشعبية والديمقراطية، التمايز الذي جعل من أطلقوا على أنفسهم اسم (الديمقراطية) أن ينشقوا عام 1969.

والملاحظ أيضا أن كل المشاركين في اللقاء اليساري المذكور، ينتقدون الأنظمة الديكتاتورية العربية، وهم يمارسون داخل تجمعاتهم العائلية نفس الديكتاتورية والاستمرارية (من المهد إلى اللحد). فقادة هذه التجمعات على رأسها منذ تأسيسها حتى اليوم، ومن زال منهم بسبب الرفيق عزرائيل ملك الموت فقط. فما الفرق بين أي ديكتاتور عربي في السلطة منذ أربعين عاما مثلا، وبين الرفيقين نايف حواتمة وأحمد جبريل وهما على رأس وظهر وبطن الجبهتين الديمقراطية والقيادة العامة منذ عام 1969 أي منذ 42 عاما بالتمام والكمال؟.

البيان الختامي للقاء اليساري العربي، يعيد تكرار مصطلحات وجمل بلاغية، لا تبني حقيقي لها وسط الجماهير العربية، مما يدلّل على أنّ هذه التجمعات اليسارية لن تكون لها فعالية وتأثير بين هذه الجماهير، لأن احساسها بمعاناة الجماهير ومآسيها نظري فقط، ولا تعمل لتغيير البنية الأساسية للتخلف والقمع والديكتاتورية، بل أغلب قيادات هذا اللقاء ساكتة على الديكتاتورية في بلادها، وتنعم بحرية التنقل بفضل رضاها...وأعان الله ومن يستطيع الجماهير العربية التي تتاجر بألامها عشرات الدكاكين منذ عشرات السنين، والبقاء فقط للأنظمة وقيادات هذه الدكاكين...وعظّم الله أجركم!!!!
ahmad.164@live.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من المهد إلى اللحد
سميرة اللبنانية -

ذكرت نايف حواتمة وأحمد جبريل على ظهر تنظيماتهم منذ 42 عاما مثل الديكتاتوريين العرب...هذا صحيح..ومن المهد إلى اللحد لماذا لم تذكر أن جورج حاوي ظلّ زعيما للحزب الشيوعي اللبناني فعلا حتى موته...وخليفته الدكتور خالد حدادة سيظل زعيما على الحزب أيضا حتى مماته...فلماذا نلوم الديكتاتوريين العرب الرسميين الحكام، ودعاة التغيير والثورة يمارسون نفس الأساليب.

...وعظّم الله أجركم!
سميرة العربية -

حكومات .. حركات .. جبهات.. أحزاب .. يسار يمين معارضة.. رؤساء .. ملوك .. أوطان .. كتاب .. محللين .. معلقين .. عربان على عرب لا ظهر.. لا بطن .. لا رأس لا أرجل لاشيء واضح...!!

الديمقراطيه !!!!!
نبيل هنيه -

سبب فشل اليسار في كل العالم هو فقدانه للديمقراطيه الحقيقيه وهي القدره على تغيير التفكير وتصحيح المسار ,وهذا لا يمكن ان يتم بدون توفير حريه الكلمه وحرية التجمع ,ان اجتماعات وحتى بقاء منظمات اليساريين بعد فشل وزوال النظام الشيوعي بكل اشكاله الأقتصاديه والأجتماعيه والانسانيه امام النظام الديمقراطي ان هذا التجاهل ينطبق على العباره المشهوره وهي ان التاريخ يعيد نفسه اولا كمأساه وثانية كمهزله , ونحن نعيش المهزله عندما تقوم المنظمات والعقول التقدميه بتضييع وقتها بأجترار الماضي واعادة نفسها وتفتقد روح الشجاعه والمسؤوليه لكي تعلن عن فشل تجربتها وتفكيرها ,اجزاء كبيره من وطننا العربي عانى ومنها مازال يعاني من افكار اليسار الأشتراكيه, ولكن الأن اصبح هذا الوطن العربي بأكمله اصبح مهددا الأن بأفكار لا تقل خطوره عن الفكر اليساري وهي افكار الأحزاب الدينيه المعاديه لأمتنا العربيه وهويتها الوطنيه ومعاديه للديمقراطيه وللعلم والتقدم والفارق كما تفضلتم ان هؤلاء عندهم القدره على التنظيم واستغلال التربه الدينيه وتحويلها الى حركات سياسيه قادره الى الوصول الى السلطه والتحكم في كل كبيره وصغيره من حياة الناس وقد تأخذنا مئة عام حتى نقتنع بفشل هذه التجربه الأخرى التي لا تختلف عن التجربه الشيوعيه سواء بالأسلوب او بالمصير , لقد حان الوقت لشبابنا وصباينا والمثقفين ورجال الأعمال والناس المطلعين على بقية العالم ان يضعو الخيار الواقعي امام امتنا وهو الخيار الديمقراطي ,الديمقراطيه الغربيه والتي هي عباره عن تراكمات التجربه الأنسانيه بادارة شؤونها بدئا من الكتابات الأغريقيه و مرورا بالتجربه البرلمانيه الأروبيه واخيرا بأنجح تجربه ديمقراطيه واطولها وهي التجربه الامريكيه ,لقد حان الوقت ان ننظر لهذه التجربه كاملة من لحظة تحررها من الأستعمار الأنكليزي وكتابة دستورها وبناء اقتصادها الحر , اذا كنا جميع نفتخر بتملك احدث ابتكاراتها التكنولوجيه ,وتذوق نكهات مطاعمها وننشر صورنا واسرارنا على صفحاتها الأجتماعيه ,ماذا يمنعنا ان نتذوق مبادئها وتجاربها , الصين والهند وما كان يسمى بالأتحاد السوفيتي و غيرهم يسيرون بهذا الأتجاه واصبحو دول متقدمه وقادره ومحترمه ,يجب علينا كمؤوسسات وافراد ان تكون عندنا الشجاعه على تغيير رأينا وتغيير المسار ,ان نستمر بنفس الطريق وبنفس الشعارات وان نتوقع نتيجه افضل فهذا ضربا

اليسار العربي
د محمود الدراويش -

يفتح الاخ احمد جراحا , اذ لم ينجح العرب في امر قط ,وعند حديثنا عن تنمية في بلادنا فان الفشل سيد الموقف لا اقتصاديا فحسب بل اجتماعيا وسياسيا وتربويا وانسانيا ايضا ,نعم لقد غرد اليسار العربي خارج سرب الثقافة ومنظومة الاخلاق والتراث الديني ايضا ,وبدت دعوات هؤلاء واندفاعهم الاعمى ودون حيطة او حذر في تنفير الكثيرين واصبح فكرهم ممجوجا لا بسبب دعوته لعدالة اقتصادية بل بسبب من طرحهم لمسائل شائكة تمثل خطا احمر في الشان الديني والاخلاقي ايضا ,,, لقد كان اليسار العربي (عبيطا )لم يستند الى المشترك مع تراثنا وثقافتنا بل الى المناقض له تماما , وساروا بذلك عكس كل الاتجاهات التقليدية المعروفة في تاريخنا العربي ,,, وكان لزخم المد القومي الناصري دورا في تحجيم اليسار العربي ولجمه , وكانت الحقبة التي تلت ثورة يوليو وحتى نكبة1967 هي فترة الفكر القومي وربما شهدت هذه الفترةنهوضا عربيا قوميا ,تم قمعه وتحجيمه ايضا ,لقد كان الفكر القومي العربي خادما وان لم يكن مباشرة لكل الاتجاهات المعادية لليسار فكرا وممارسة , ويمكن الجزم ان الفكر الناصري هو من هزم وافقد الفكر اليساري القدرة على تحقيق نجاحات او بناء منظومة حزبية يسارية متينة ,لقد خطف عبد الناصر الالباب والعقول , ولم يكن هذا مريحا لليسار العربي ولا لدول المنظومة الاشتراكية وبالذات الاتحاد السوفياتي ,,,ولم يكن هناك من امكانية لتقديم خدمة لليسار في منطقتنا الا الاقتراب من عبد الناصر واستيعابه وتمكين اليسار العربي من التقاط انفاسه وبناء خلاياه ومنظماته واطره ايضا ,لكن ذلك لم يجدي ,اذ كان لعبد الناصر زخمه وحضوره المطبق في الساحة العربية ,يضاف الى هذا تيارات ليبرالية لها حضورها السياسي والثقافي والحزبي وبعض التيارات الاسلامية واغلبية الانظمة العربية التي رات في اليسار تهديدا لها ومحاولة لتجريدها من الحكم والسلطة والنفوذ ايضا ,,,لقد كان لليسار اخطاؤه الساذجة , وفي فترة ازدهاره والتي تلت ام النكبات عام 1967 , حين اهتز الفكر القومي بفعل هول الكارثة التي حلت بالعرب فان اليسار العربي قد عجز عن التقاط الاشارة وترسيخ ذاته وتقديم نفسه كوريث بديل للفكر القومي الذي فشل في معركته مع اسرائيل ,,,لكن المشكلة كانت في طروحات وادبيات الحزب والتي لم يتم تكيفها وتحويرها بحيث تجد طريقها للعقل العربي وروحه التراثية ومعتقد الامة ,وانا اتفق مع الاخ احمد في اشارته لهذا

الديمقراطيه !!!!!
نبيل هنيه -

سبب فشل اليسار في كل العالم هو فقدانه للديمقراطيه الحقيقيه وهي القدره على تغيير التفكير وتصحيح المسار ,وهذا لا يمكن ان يتم بدون توفير حريه الكلمه وحرية التجمع ,ان اجتماعات وحتى بقاء منظمات اليساريين بعد فشل وزوال النظام الشيوعي بكل اشكاله الأقتصاديه والأجتماعيه والانسانيه امام النظام الديمقراطي ان هذا التجاهل ينطبق على العباره المشهوره وهي ان التاريخ يعيد نفسه اولا كمأساه وثانية كمهزله , ونحن نعيش المهزله عندما تقوم المنظمات والعقول التقدميه بتضييع وقتها بأجترار الماضي واعادة نفسها وتفتقد روح الشجاعه والمسؤوليه لكي تعلن عن فشل تجربتها وتفكيرها ,اجزاء كبيره من وطننا العربي عانى ومنها مازال يعاني من افكار اليسار الأشتراكيه, ولكن الأن اصبح هذا الوطن العربي بأكمله اصبح مهددا الأن بأفكار لا تقل خطوره عن الفكر اليساري وهي افكار الأحزاب الدينيه المعاديه لأمتنا العربيه وهويتها الوطنيه ومعاديه للديمقراطيه وللعلم والتقدم والفارق كما تفضلتم ان هؤلاء عندهم القدره على التنظيم واستغلال التربه الدينيه وتحويلها الى حركات سياسيه قادره الى الوصول الى السلطه والتحكم في كل كبيره وصغيره من حياة الناس وقد تأخذنا مئة عام حتى نقتنع بفشل هذه التجربه الأخرى التي لا تختلف عن التجربه الشيوعيه سواء بالأسلوب او بالمصير , لقد حان الوقت لشبابنا وصباينا والمثقفين ورجال الأعمال والناس المطلعين على بقية العالم ان يضعو الخيار الواقعي امام امتنا وهو الخيار الديمقراطي ,الديمقراطيه الغربيه والتي هي عباره عن تراكمات التجربه الأنسانيه بادارة شؤونها بدئا من الكتابات الأغريقيه و مرورا بالتجربه البرلمانيه الأروبيه واخيرا بأنجح تجربه ديمقراطيه واطولها وهي التجربه الامريكيه ,لقد حان الوقت ان ننظر لهذه التجربه كاملة من لحظة تحررها من الأستعمار الأنكليزي وكتابة دستورها وبناء اقتصادها الحر , اذا كنا جميع نفتخر بتملك احدث ابتكاراتها التكنولوجيه ,وتذوق نكهات مطاعمها وننشر صورنا واسرارنا على صفحاتها الأجتماعيه ,ماذا يمنعنا ان نتذوق مبادئها وتجاربها , الصين والهند وما كان يسمى بالأتحاد السوفيتي و غيرهم يسيرون بهذا الأتجاه واصبحو دول متقدمه وقادره ومحترمه ,يجب علينا كمؤوسسات وافراد ان تكون عندنا الشجاعه على تغيير رأينا وتغيير المسار ,ان نستمر بنفس الطريق وبنفس الشعارات وان نتوقع نتيجه افضل فهذا ضربا

اركبوا معه !
مسافر عبر ايلاف -

صحيح ! كان لابد لليساريين العرب ان يركبوا المركب الذي ركبه الدكتور مطر !

اركبوا معه !
مسافر عبر ايلاف -

صحيح ! كان لابد لليساريين العرب ان يركبوا المركب الذي ركبه الدكتور مطر !

خطأ وخطيئه
نبيل هنيه -

اكبر خطأ وخطيئه ارتكبه قادة اليسار واهمهم جورج حبش هو تحويل حركة القوميين العرب الى حركه يساريه وبدلك فتح الساحه واسعة امام المد الديني اليساري ,ما تعانيه امتنا العربيه اليوم هو فقدان الشعور القومي وانضحاط في الأنتماء الوطني وزياده في التقطب المدهبي والطائفي ,اعادة بناء حركه قوميه عربيه جديده بأفكار مبنيه على مبدأ المواطنه والوحده العربيه وبهدف واحد هو تحقيق مستوى حياة افضل للمواطن العربي وحمايته والمحافظه عليه من التمزق , مازالت الوحده العربيه الرايه التي يلتف حولها اغلبية ابناء الوطن العربي بغض النظر عن كل اختلافته الدينيه او الثقافيه .

اليسار والحرية
طلعت جبر -

مشكلة اليسار هو نتائج سيطرته على السياسة العربية فى كثير من الدول والمنظمات العربية فى فترة منتصف الخمسينات والستينات والتى نتج عنها فى بلد مثل مصر قمع للحريات السياسية وتقييد على حرية رأس المال بحجة مساعدة الفقراء فى المجتمع . كان ناتج السيطرة اليسارية فى مصر اكبر الدول العربية تفشى الفقر والحاجة وإنكسار عسكرى مهين تمثل فى هزيمة 1967 . فبعد الفترة الذهبية التى عاشتها مصر فى فترتها الليبرالية بعد إندلاع ثورة 1919 آخر ثورات الشعب المصرى وفيها ظهر عباقرة الأدب والعلوم والفن بكافة انواعه من موسيقى وسينما ومسرح حتى مازال الناس يرددون فن الزمن الجميل إشارة إلى تلك الحقبة كل هذا إنهار مع تولى العسكر الحكم فى مصر وكان يغلب عليهم الأيدوليجية اليسارية والماركسية فخنقت كل منافذ حرية التعبير والإبداع وسخرتها لتبجيل القائد والزعيم الأوحد . فأدرك الناس ان اليسار لطيف وحنون فقط وهو خارج السيطرة على الحكم وياويل المجتمع إذا سيطر على الحكم فينقلب إلى الشمولية والمركزية ويكون فيه الأدب والفن والسياسة والإقتصاد موجه ومقيد . فكيف بالله يطمع اليسار إلى كسب قلوب الناس ؟!! وشكرا

اليسار والحرية
طلعت جبر -

مشكلة اليسار هو نتائج سيطرته على السياسة العربية فى كثير من الدول والمنظمات العربية فى فترة منتصف الخمسينات والستينات والتى نتج عنها فى بلد مثل مصر قمع للحريات السياسية وتقييد على حرية رأس المال بحجة مساعدة الفقراء فى المجتمع . كان ناتج السيطرة اليسارية فى مصر اكبر الدول العربية تفشى الفقر والحاجة وإنكسار عسكرى مهين تمثل فى هزيمة 1967 . فبعد الفترة الذهبية التى عاشتها مصر فى فترتها الليبرالية بعد إندلاع ثورة 1919 آخر ثورات الشعب المصرى وفيها ظهر عباقرة الأدب والعلوم والفن بكافة انواعه من موسيقى وسينما ومسرح حتى مازال الناس يرددون فن الزمن الجميل إشارة إلى تلك الحقبة كل هذا إنهار مع تولى العسكر الحكم فى مصر وكان يغلب عليهم الأيدوليجية اليسارية والماركسية فخنقت كل منافذ حرية التعبير والإبداع وسخرتها لتبجيل القائد والزعيم الأوحد . فأدرك الناس ان اليسار لطيف وحنون فقط وهو خارج السيطرة على الحكم وياويل المجتمع إذا سيطر على الحكم فينقلب إلى الشمولية والمركزية ويكون فيه الأدب والفن والسياسة والإقتصاد موجه ومقيد . فكيف بالله يطمع اليسار إلى كسب قلوب الناس ؟!! وشكرا