فضاء الرأي

لماذا تظل القاعدة هامشية؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا تقتصر الأزمة في استقطاب الجماهير على تنظيم القاعدة؛ فثمة عزوف، أو تراجع في العالم العربي واضح عن الانخراط في العمل السياسي الجماعي؛ نتيجة عوامل، لعل أبرزها كثرة الخيبات التي منيت بها تلك الجماهير فيمن علقت عليهم آمالا عراضا، وغلبة الهموم المعيشية الآنية على الهموم العامة.

ولكن تنظيم القاعدة، وقد صادف نشوؤه، تناميا للظاهرة الإسلامية فقد كان من المفترض أن يَفيد من هذه الطاقة الدينية التي تجتاح أوساط الشباب، بالقياس إلى فترات سابقة كانت فيها الساحة للجماعات غير الدينية من ماركسية وقومية وعلمانية.

نفور الناس من خطاب القاعدة مردُّه إلى التباين الفكري:
غير أن للفئة المتدينة من العالم العربي التي تستهدفها القاعدة عناصر تكوينية يمكن أن تكون مما يمنع الاستجابة إلى نداءات التنظيم، ومحاولات تجنيده.
قد يقال إن تنظيم القاعدة لا يحتاج، ولا يُعنى بأعداد كبيرة من الأعضاء؛ لأن طبيعة أعماله، وأهدافه تنجز بالقليل منهم.
وهذا إن صح، على مستوى إنجاز تلك العمليات، كما لحظنا مؤخرا في الطرود المفخخة التي أحدثت دويا مقلقا في العالم، والغربي منه، على وجه أكبر؛ فإن ما يلزم القاعدة؛ حتى يتجذر فكرُها، وتُحتضن دعاويها أكثر من عدد محدود من العناصر المؤمنة بفكرها، والمرتبطة بها بصفة مباشرة، أو غير مباشرة، لماذا؟

لأن القاعدة أصلا، تعاني شرعية مشككا فيها، وتفتقد إلى المرجعيات العلمية الراسخةِ الفقه، والتأصيل الشرعي، لكل تلك الأعمال الواسعة النطاق، والخطيرة النتائج، والتداعيات.

فالقاعدة بحاجة إلى قبول شرعي في أوساط الأمة الإسلامية، والعرب؛ لأن ما تنادي به صادم لقناعات الكثيرين من المحافظين الذين لا يرون في النظم الحاكمة في العالم العربي نظما كافرة، ولا يرون في هذه الديار التي يرتفع فيها الأذان، وتقام فيها الشعائر الإسلامية دار كفر.

بل إن قسما كبيرا من المسلمين لا يزالون يرون في الحكام ولاةَ أمر تجب طاعتهم، ولا يجوز الخروج عليهم، وقسم من الجماعات الإسلامية وأتباع المذاهب الفقهية لا يجدون أنفسهم محتاجين إلى الانقلاب على هذه الحكومات، بقدر ما يحاولون إصلاحها، جزئيا، بانتقاد بعض ممارساتها، والاعتراض على بعض التشريعات والسياسات؛ فما يزال مفهومُ طاعة ولي الأمر فاعلا في هذه الأوساط، وما يزال الخروج عليهم لا يستقطب إلا أعدادا من الشباب المنفعل، أو المحبط، أو الراديكالي التفكير بطبعه.

وبالإضافة إلى العوامل السابقة التي تعود إلى العقلية السائدة، للفئة المستهدفة، فإن ثمة أسبابا ترتد إلى تنظيم القاعدة نفسه.

الأسباب العائدة إلى القاعدة:
لعل من أوَّلِها النهجَ الدموي الذي لا يراعي ضوابط شرعية، ولا يفرق بين عسكريين ومدنيين، بأسلوب استعراضي، ولمآرب خاصة؛ بتوظيف القضايا الحساسة، والجدلية، من مثل النفوذ الغربي في البلاد العربية، والتواجد العسكري، وكذلك الاحتلالات الأجنبية، ومن أبرزها فلسطين، وكذلك العراق، وأفغانستان، وكشمير، وغيرها.
لكن هذه الشعارات، والمسوغات لا تفعل فعلها، لغير سبب منها:
افتقار القاعدة إلى منهجية واضحة ومؤصلة، وسواء كان ذلك مقصودا؛ ليمنح التنظيم وزعيمه أسامة بن لادن فرصة للتغيير والتحرك، وفق المتغيرات، أو أنه لغموض حقيقي في الرؤية فإنه ينزع عن القاعدة استحقاق القيادة للأمة الإسلامية الذي تحاول اقتحامه؛ لأن مثل تلك الأهداف لا تحتمل الغموض، ولا يمكن أن تُبنى مشاريع سياسية على هذا المستوى بمثل هذا الغموض والفوضى. فضلا عن كون الافتقار إلى رؤية واضحة يعرِّض هذا التنظيم للانشقاق، والتناقض، كما يعرضه للوقوع في مخاطر ومخالفات لا يمكن الدفاع عنها، وهذا ما وقع منه في العراق، مثلا، أيام "أبو مصعب الزرقاوي" وأتباعه؛ ما اضطر ابن لادن إلى التبرؤ من بعض أعمال أتباعه، والظهور بمظهر المنكر لها، والموجه لأتباعه فيه.

ابن لادن يلبس ثوبا أكبر منه:
ومن مظاهر الاضطراب الفكري، أو نتائجه كذلك محاولة القاعدة التهويل والتضخيم الذي يُفقدها الصدقية والرصانة في أعين الكثيرين؛ إذ يقتعد ابن لادن مكانَ رئيس الدولة، بل يتشبه بالرسول عليه الصلاة السلام، وهو يخاطب الملوك والرؤساء، فيما هو مغيَّب، أو مطارد في الجبال، لا يلوي على شيء.
ولم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام قد انتهج هذا العمل السياسي إلا بعد أن أصبح رئيسا فعليا لدولة حقيقية، وفق الواقع السياسي للدول آنذاك.

بعد القاعدة عن نبض الناس الواقعي:
تعمل القاعدة على استغلال مناطق التوتر والاضطراب، وضعف سلطة الدولة المركزية؛ لتقنع من تستطيع بأن خيارها أفضل من خيار الدولة، ومن خيار القوى الغربية، وهي تحقق نجاحات معينة في مثل هذه البيئات، كما في اليمن، مثلا، ولكنها في معظم المناطق العربية تعاني اغترابا بينا، سواء على صعيد فكرها البعيد عما عليه غالبية المسلمين، والثاني على صعيد بعدها عن اهتمامات الناس القطرية واليومية، وتقديمها الاهتمامات الأممية عليها، أو اغترابها عن النبض الحقيقي للناس، أو حجم القضايا، وأولوياتها، فضلا عن انتهاجها وسائل منفرة، ودموية، واعتمادها خطابا حادا، ومغاليا، في كثير من الأحيان، وهو الأمر الذي لا يحبذه غالبية الناس، وينفرون منه.

تهديد المسحيين:
وقد كان الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، والتهديدات التي أطلقتها لكل المسحيين، مثالا على هذا النوع من التعاطي مع القضايا المتنازع عليها، ومنها الخلاف بين المسلمين والأقباط في مصر، على خلفية القبطيات اللاتي يعتقد النشطاء المسلمون أنهن أسلمن، ويمنعن من ذلك، بالقوة.

فقد جاء في بيان "دولة العراق الإسلامية" بعد المذبحة: "إنّ وزارة الحرب بدولة العراق الإسلاميّة تُعلن أنّ كلّ المراكز والمنظمّات والهيئات النّصرانيّة رؤوساً وأتباعاً، أهدافٌ مشروعة للمجاهدين حيثما طالته أيديهم".

إذ إنه بقطع النظر عن حجم القناعة بوجود اضطهاد ديني تمارسه الكنيسة القبطية بحق من يردن الإسلام، وبقطع النظر عن الرأي في الخطاب الذي يتبناه الباب شنودة تجاه المسلمين في مصر؛ فإن ردة الفعل التي وصلت إليها القاعدة، من تهديد كل النصارى لقي استهجانا من عامة المسلمين؛ حتى صرح البابا شنودة بأن" تهديد تنظيم القاعدة في العراق لطائفته شر حوله الله خيرا، من خلال تحوله إلى تعاطف ديني وسياسي وأمني لصالح الأقباط.".

حتى فلسطين لم تسعف القاعدة:
وبالرغم من كون القضية الفلسطينية من أكثر القضايا التي يدأب التنظيم على توظيفها، إلا أنها، وبالرغم من كونها تمر بأعسر حالاتها، ومنذ سنوات، وأشدها استفزازا للمشاعر، حيث الإحباط من المساعي السلمية بلغ أوجه؛ فإن القاعدة لم تفلح في قيادة الأمة الإسلامية، كما تطمح من خلال هذه القضية. الأمر الذي يدل بأن القناعات الأعمق في المسلمين ما زالت أكثر فاعلية من خطابات شعاراتية، وأعمال متفرقة، وغير منضبطة، هنا وهناك.

ولذلك يحاول تنظيم القاعدة أن يستعيض بالمعركة الإعلامية، والعمليات غير المكلفة، بشريا، أو ماليا، عن محدودية انتشاره الواقعي، وعن هامشية المدى الذي تشغلها أفكاره في قطاعات المجتمعات العربية، والإسلامية.
o_shaawar@hotmail.com.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Iam not among themkk
True col.M I Makkawi -

انا اخوكم العقيد محمد ابراهيم مكاوى الحقيقى الضابط المصرى السابق بالقوات الخاصة والموصوم من جانب الولايات المتحدة بممارسة الارهاب الدولى ، و المزجوج به ضمن اعضاء ما تسمى بالقاعدة المزعومة عمداً لتتبيل العملية المفضوحة بالخبرة والاحتراف ٠ فانا لست ذلك الشخص المسمى بسيف العدل الذى البسته الولايات المتحدة عبائتى ومنحته تاريخى ورتبتى العسكرية واسمى ، ليندمج فى الدور ويتقمص شخصيتى وينسب سيرتى الذاتية الى نفسه ، ولكى تثبت المؤامرة وتستمر ، قام بنشركتابات خاصة بى كان قد سرقها منى صهره عام 1990 فى اسلام اباد ،عن طريق الصحفيين الاردنيين بسام البدارين وحسين فؤاد و الصحفى الفلسطينى عبد البارى عطوان وغيرهم ، لتضخيم دوره وخطره رغم انه مجرد ضابط مجند سابق غير محترف ولا يفهم شيئاً فيما نشره ، مثله مثل غيره فى التنظيم المزعوم ، واكررالتأكيد على اننى لا تربطنى اية علاقة بما تسمى القاعدة المزعومة ونشاطاتها ولا علاقة لي بقادتها الالكترونيين المبرمجين ٠ واجزم عن يقين ان حادث 9/11 حادث مدبر مسموح بتمريره وان ما تبعه من اعلان الحرب العالمية على ما يسمى الارهاب الاسلامى ما هى الا ذريعة صهيوامريكية لمهاجمة مواقع جيوبولوتيكية وجيواستراتيجية بعينها فى اطار مشاريع المحافظين الجدد للهيمنة على العالم تحت مقولة القرن الامريكى الدولى الجديد لتأسيس نطامهم التوراتى الدولى الجديد ٠ وان 9/11 ذلك الحادث المدبر كانت وكالات المخابرات الامريكية تعلم به منذ عام 1993 ولم تقم باى اجراء لمنعه بل سهلت حدوثه بالتعاون مع بعض اطراف اقليمية اخرى متورطة معها الان فى حربها الصليبية القذرة المدبرة على الاسلام والمسلمين فى كل من العراق وافغانستان واليمن والصومال ٠ واوكد انها اى الولايات المتحدة سوف تنقلب قريباَ على هذة القوي الاقليمية الخائنة للاسلام واهله وستهاجمها بذرائع تتعلق بالامن والسلام العالمى ومنع انتشار الاسلحة النووية ومكافحة الارهاب او تفتتها عن طريق الحروب الاهليه والطائفية والإثنية والعرقية لإعادة تشكيل المنطقة الممتدة من باكستان حتى موريتانيا ومن ايران حتى المغرب وتقسيمها على اساس دينى طائفى عرق اثنى بما يخدم المشروع الصهيونى فى المنطقة فى المقام الاول ويحقق المصالح الامريكية فى نفس الوقت ولن يسلم احد فى المنطقة من تبعات هذا المشروع الإجتثاثى فى حالة نجاحه لا قدر اللة ٠ ومن خبرتى

ولتظل المؤامرة مستمر
True col.Makkawi -

الرواية الرسمية الامريكية للزج بى ضمن اعضاء ماتعرف بالقاعدة والباس ما يسمى نفسة بسيف العدل عبائتى ومنحه اسمى وتاريخى ومهنتى رواية ملفقة مفضوحة لاسباب منطقية ومفهومية محددة وهى : ان قتل السادات كان عام 1981 وطبقاً لمزاعم (اف بى اي ) يكون عمرى انذاك 19 عاماً فى حالة كونى ولد عام 1960 او 16 عاماً فى حالة كونى ولدت عام 1963 وهذا يعنى اننى لم اكن قد دخلت الكلية الحربية انذاك فكيف وصلت الى رتبة عقيد من قبل ان ادخل الكلية الحربية ؟ !! سؤال موجه للاذكياء فقط !!!!! وبكلام اخر الصحيح انى اُحلت الى التقاعد فى يوليو عام 1987 على اثر القبض علي واتهامى فى القضية رقم 401 / 87 ( حصر امن دولة عليا ) والمعروفة باسم اعادة تنظيم الجهاد ومحاولة قلب نظام الحكم والتى كنت المتهم الاشهر والابرزنظراً لوضعى الاجتماعى ومنصبى الحساس وحساسية الاعلام والاخوة فى الجماعات الاسلامية تجاة الوزير زكى بدرسئ السمعة حيث كنت اسكن فى الشقه التى تعلو شقته بالعقار الكائن بشارع ميدان الجامع من جهة شارع العروبة والقريب من منزل الرئيس حسنى مبارك وبعد ان فشل النظام المصرى الخائن فى ادانتى اكتفوا باحالتى الى التقاعد ٠ وهذا يعنى حسابياً وطبقاً لمزاعم (اف بى اي )ان عمرى كان انذاك 27سنة فى حالة اننى ولدت عام 1960 او 24 سنة فى حالة اننى ولدت عام 1963 طبقاَ لما هو مذكور فى مذكرة ( اف بى اي ) فهل سمعتم او رأيتم عقيداً او مقدماً او حتى رائداَ عمره يتراوح ما بين 27 عاماً او 24 عاماً الا فى كوكب اخر مثل المريخ او زحل !!!!! فمتوسط سن اتمام الدراسة الثانوية او اى شهادة اخرى لاى فرد حول العالم للتأهل لدخول الجامعات او الكليات العسكرية هو 12 عاماً دراسياَ ، ومتوسط سن اي طفل حول العالم للتأهل لدخول المدرسة الإبتدائية يتراوح ما بين 4 او 6 سنوات ، وهذا يعنى ان الشاب المؤهل لدخول الجامعات المدنية او الكليات العسكرية يتراوح عمره ما بين 16 عاماَ الى 18 عاماً فى المتوسط فى حالة عدم رسوبه او تعثره فى اياَ من جميع مراحل تعليمه ، وباضافة سنوات الدراسة بالكلية العسكرية الى هذة الاعمار يكون عمرالضابط المتخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم ثانى تحت الاختبار يتراوح ما بين 20 الى 22 عاماً ، وبعملية عقلية بسيطة يكون العقيد المزيف سيف العدل - الذى تدعى الولايات المتحدة كذباً انه