كتَّاب إيلاف

مبادرة البارزاني والعهد الجديد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد اكثر من شهرين مضنيين تخللتهما الكثير من الجولات التي خاضها فريق التفاوض الكردستاني بقيادة السياسي الكردي المعروف روز نوري شاويس، اثر اعلان مبادرة الرئيس مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان التي تضمنت عدة بنود، في مقدمتها تقاسم السلطات بشكل يرضي الفرقاء ويحدث توازنا نوعيا يستدعي تنازلات وطنية من اجل مصالح البلاد العليا بما يحفظ حجوم الكتل ونتائجها الانتخابية، من اجل ثابت مهم دارت معظم جولات المباحثات حوله وهو المواطن ومشاكله الاساسية، سواء ما يتعلق منها بالخدمات الرئيسية او دوامة العنف والسلم الاجتماعي، او تلك التي انتجها التباطؤ والتسويف وتعدد التأويل والتفسير في قوانين الاجتثاث، وما اعقبها من مسائلة ومصالحة وفي ما يتعلق بمواد الدستور والاختلاف في تفسيراتها أو تعديلاتها، وتطبيقات المواد الخاصة بحل مشاكل المناطق المتنازع عليها بين الاقليم والحكومة الاتحادية، وفي مقدمة كل ذلك اعادة وبناء الثقة بين المتنافسين والشركاء في السلطة منذ سقوط النظام السابق وحتى يومنا هذا.

لقد بذل فريق التفاوض الكردستاني والذي ضم خيرة الخبراء والمختصين يتقدمهم السياسي المخضرم محمود عثمان والنائب خالد شواني ورفاقهم الآخرين من بقية اعضاء الفريق، جهودا في غاية الاهمية والجدية بحرص كبير وبمسافة واحدة من كل الأطراف على أن تكون خريطة الطريق عراقية خالصة، تنبع من مصالح البلاد العليا وتصب في خدمة المواطن وحاجاته الاساسية في الامن والسلم الاجتماعيين، وما يتعلق بحركة وتفاصيل حياته اليومية ومستقبله بعيدا عن الفئوية او المناطقية او العرقية والدينية، بما يؤسس ويبلور مفهوما مشتركا للمواطنة العراقية الخالصة.

لقد تميز الخطاب الكردستاني من خلال مبادرة الرئيس بارزاني، او من خلال الورقة التي تضمنت 19 فقرة كردستانية وعراقية، بعدم شخصنة المسؤوليات وعلى رأسها من سيكون رئيسا لحكومة العراق، بقدر التأكيد على التوافق بين الجميع في هذه المرحلة، وعلى وضع اسس عملية ونقاط مشتركة وثوابت وطنية في اختيار وتأسيس حكومة تخدم مصالح البلاد العليا، وتقترب من نبض المواطن والاهالي في ما يتعلق بهواجسهم ومعاناتهم الامنية والمعيشية والحضارية، بصرف النظر عن اسم او حزب الشخص الذي سيتولى منصب الرئيس، الا ما يتعلق بتاريخه الوطني والنضالي وتفانيه في خدمة العراق الجديد ودستوره وتوجهاته.

ان التئام كافة الكتل والاحزاب العراقية حول مائدة الرئيس بارزاني في اربيل وما تلاها في بغداد، مثلت بعد انقطاع طويل بين المتنافسين تجاوزا للحاجز النفسي المتشنج الذي باعد بينهم وعقد كثير من الأمور في غياب التحاور المباشر، بل وسمح لكثير من الأطراف الخارجية وربما الداخلية التي لا يهمها مصالح البلاد العليا بالتدخل السلبي وزيادة فجوات الخلاف، لكن اجتماع اربيل ومن ثم بغداد الذي نجح في كسر ذلك الحاجز النفسي ادى لاحقا الى اتفاق مبادئ وإطارات توافقية ادت لاحقا الى انعقاد جلسة مجلس النواب ومن ثم توزيع المسؤوليات الرئاسية للبرلمان والدولة.

لقد كانت جلسة مجلس النواب وما جرى فيها ثمرة جيدة لتلك الجهود التي بذلت خلال الاشهر الماضية، وهي من المؤمل أن تنجز حكومة شراكة وطنية متوازنة قوية تمثل ارادة الاهالي، وتتنافس من اجل الوطن بمنظور جماعي لا من اجل قيادة كتلة او حزب، بل من اجل تنافس الجميع وبنفس ذلك الحماس على المناصب من اجل تقديم الخدمات والاقتراب من مشاعر وحاجيات المواطن في المدن والقرى والارياف، وربما تكون هذه الخطوة الاولى مشجعة لاستكمال تأسيس عهد جديد، رغم ما يشوب الساحة من تناقضات حادة بين الفرقاء بسبب ضعف الثقة وانعدامها في كثير من الأحيان، وما ينتج من صعوبات ستواجه ذات الفريق المفاوض الذي يتابع نجاحات الخطوة الأولى.

واذا كانت هذه الخطوة قد سجلت خيارا عراقيا لحل الأزمات فان العملية السياسية ما تزال تحت مرمى دول الجوار وأجنداتها سلبا وايجابا، وما زال خطر التأثير بالغا في توجيه سفينة الفرقاء كما يشتهي السفان الخارجي، وما لم تتعاون كل الاطراف بجدية وبروحية فريق واحد مع مبادئ مبادرة الرئيس بارزاني، فان الأمور ستبقى ضمن هكذا اطر حتى ينجح السفان العراقي في توجيه سفينته الى شواطئ الأمان، أو يحصل ما لا نتمناه جميعا في تدخل جهات خارجية اخرى لفرض اجندات ومشاريع ربما لا تكون الارض العراقية خصبة لنموها، مما قد تؤدي الى العودة لا الى المربع الاول بل الى ما قبل ذلك بصيغة معدلة ومزركشة وبنفس المعاني والسلوك!؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العهد الجديد
ابو فيان -

في البداية- نقول للاستاذ الكاتب الكبير كفاح محمود كريم - عيدك مبارك - وكل عام وانتم بالف خير- اما بعد فقد كانت الخطوةالمباركة الاولى في طريق العهد الجديد ناجحة ومثمرة بفضل مبادرة الرئيس البارزاني - واذا ما تحلى القادة العراقيين بنفس روحية الرئيس البارزاني في اعتبار مصلحة البلاد والعباد هي العليا وعدم الانصياع للايعازات الخارجية وعدم تقديم المصالح الحزبية على مصلحة البلاد واثبات روح الثقة بين كافة الاطراف عندها تتلاحق الخطوات بسلاسةالى بناء العراق الجديد

المستفيد
زياد -

الاكراد لم يقدموا اي تنازل واصرارهم على رئاسة الجمهورية والمادة 140 اكبر دليل فهم استفادوا من الصراع السياسي بين الشيعة والسنة والطلباني لم يقدم شىء خلال الاربعة سنوات الماضية حتي ينتخب مرة ثانيةوالاكراد اخذوا استحقاق غيرهم ةمن العراقين والبرزاني تكرم بما لايملك من صلاحيات رئيس الوزراء لانهم يريدون واحد ضعيف لايقدر الوقوف ضد مطامعهم التوسعية

Stratigical mistakes
Rizgar -

Stratigical mistakes by Sir Barzany, he shouldn’t involve himself, what is the point to recreate Frankenstein? What is the point to have a Kurdish powerless president in Baghdad? While thousands of Kurds suffering from daily Arabisation.!!!!!

مبادره‌ أمریکیه‌
مواطن من کوردستان -

إنما کانت مبادرة أو بالاحری قرار أمریکی سرده‌ کاکه‌ مسعود،،وخرج الکرد من المولد بلا حمص.

الحنكة والعقلآنية
ازاد -

الأكراد سوف يأخذون حقوقهم والتي اختصبت منهم بقوة السلآح ولكن حسب الدستور (صوت لة 12 مليون عراقي)وليس كما يفعل الآخرون بأستعمال المفخخات والقنابل البشرية ومد اليد الى دول جوار العراقي للتدخل بشؤونة الداخلية (تركيا والمادة 140) نرجع للدور الكوردي في الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سقوط الصنم كان دوراً ايجابياً ومطالبهم كانت واضحة وما تزال كذالك هو عراق حر ديمقراطي فدرالي يأخذ الكل حقوقة المشروعة بدون تفرقة ومطالبة دول الجوار عدم التدخل في شؤونة الداخلية والسياسيين الكورد كانوا وما زالوا عامل خير وتقارب بين الأخوة العرب المتخاصمين فيما بينهم وكانوا دائماً يفضحون القتلة في كل مناسبة ولولآ الحنكة والعقلآنية وعدم اللجوء الى استخدام القوة لو لآ هذا كلة لأندلعت حرب بين الكرد والعرب بخصوص مناطق كوردستانية احتلها النظام السابق (العربي) حيث قام بتعريب تلك المناطق من اجل احداث تغير ديموغرافي وخصوصاً كركوك الكوردية بارك اللة فيكم يا سيادة الرئيس ودمتم للحميع.

لو فقط قلدوهم؟
د. احمد العبيدي -

ربما نختلف قليلا اخي الكاتب كفاح كريم في بعض التفصيلات لكننا متفقين تماما في المبدأ، ولن اضيف شيئا جديدا لما قلته في مقالتك الا انني اصر دائما لو ان احزابنا وحركاتنا في بقية اجزاء العراق فعلت ما فعلته قيادة الجبهة الكردستانية بعد ان اصبح شمال العراق ملاذا امنا في بداية التسعينات من القرن الماضي وما فعله الحزبين الرئيسيين الديمقراطي بقيادة البارزاني والاتحاد الوطني بقيادة الطالباني في توحيد الادارتين وتوقيع الاتفاق الاستراتيجي بينهما ومن ثم الائتلاف الذي جمع معظم القوى السياسية في الاقليم.ان ما نراه اليوم في اقليم كردستان هو نتاج تلك السياسة الحكيمة للفعاليات السياسية الكردية التي نجحت في بلورة مفهوم للمواطنة يتفق عليه الجميع وهذا ما نفقده في بقية العراق وهو اساس المشكلة.اننا يا اخي كفاح نحتاج ولاءً للوطن قبل المذهب والحزب والعشيرة والمنطقة وبذلك فقط نستطيع تأسيس حكومة او دولة متحضرة.مرة اخرى اشكرك على مقالك وان كنا كما قلت لسيادتك ربما نختلف في التفاصيل وستقول لي اتركها فان معظم الشياطين تسكن بين التفاصيل!؟

يا دجلة الخير
aziz -

تحية شكر وتقدير من مواطن كوردستاني الى رمز التسامح والمحبة والأخوا الأخ والرئيس مسعود البرزاني ، عراقنا الجديد بحاجا الى أشخاص مثل شخصك الحكيم , كل عام وجميع الأومة بألف خير .

وماذا عن امريكا؟
fatn -

ان الولايات المتحدة مسؤولة بشكل مباشر عن كل ما يحصل او سيحصل في العراق بما في ذلك المبادرة الاخيرة التي لولا التأييد الامريكي لما اجتمع الخصوم في اربيل واستمروا في بغداد.وما يؤخذ على الامريكيين هو هذا التباطؤ في حل المشاكل داخل العراق وبين احزابه وكتله السياسية والسؤال بتقديري هو لماذا تفعل امريكا ذلك؟

كلامك صح أستاذي
عرفان بجيلي -

بالفعل استاذي القدير هذه المبادرة الطيبة من اكبر سياسي في الشرق الاوسط الرئيس مسعود بارزاني جعلت كل العالم تنحني امامها.

احزاب الزينة؟
ناجي -

انا اعتقد ان كل الاحزاب التي تتنافس الان على السلطة ليست اكثر من بيادق شطرنج بيد مجموعة لاعبين في مباريات تقيمها وتشرف عليها الولايات المتحدةهذه الاحزاب ما هي الا احزاب زينة يزين فيها الطباخ الامريكي مائدته لكي تكون الاكلات مشهية ولذيذة!لقد انشغل العراقيون منذ ثمانية اشهر وقبلها بعدة اشهر في الانتخابات وما بعدها والنتيجة واحد من هؤلاء المتنافسين وجميعهم اوجه لنفس العملة.ارجو ان يتسع صدرك اخي الكاتب المحترم، فانا احترم رأيك واقدر شجاعتك وتحليلك، وهذا رأيي كعراقي في ما يحصل حولي ودمت ...

المدح کالقدح
أمير الصعالکه‌ -

نصيحتي للأخ کفاح أن يکتب فکرآ بدلآ من کيل المديح، لأنه‌ يصنف نفسه‌ في خانة المحللين السياسيين والمفکرين. لا ضير في کونك حزبي، لکن على الحزبي إما أن يکتب أفکارآ مرموقة يجعل من القاريء أن لا ينظر إلى خلفيته‌ الحزبية ، وإما يتوجه‌ بمقالاته‌ إلى وسائل إعلام حزبه‌ يکسب قلوب کوادر حزبه‌ ولطف قيادته‌.