فضاء الرأي

رفضا للعنف "التربوي": لا نريد مدارسا تعلم الأخلاق بل تعطي علما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

bull;مدرّس مصري يقتل تلميذا بعمر ١١ عاماً لأنه ضحك في الفصل.
bull;مدرس يقتل طالبا في مدينة نصر بعد أن دفعة وأسقطه من الطابق الثالث من مبني بالمدرسة .
bull;مدرس يقتل طالبا بضربه بحجر على رأسه لعدم إتباع تعليماته.
bull;معلمة بحرينية تضرب رأس طالب بالحائط أثناء حصة التربية الدينية كعقاب له حين نسي إحضار كتاب المادة.
bull;مدرسة كويتية تضرب طالبا بجهاز كومبيوتر لابتوب على رأسه ضربات متتالية.

هذه نماذج على سبيل الدهشة والحسرة على واقع واحدة من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تبني الشخصية، إلى جانب المؤسسات الأخرى مثل العائلة والقرابة والمؤسسة الدينية والإعلام والمجتمع المحلي وغيرها. وهناك مئات بل آلاف الأمثلة من الحوادث على ما يمكن أن نصطلح عليه بـ"العنف التربوي". حيث تشهد مدارسنا شتى أنواع عنف المعلمين والمدرسين ضد التلاميذ والطلبة، هذا النوع من العنف يعتبر في الواقع ممنهجا ومشرعنا من قبل الدوائر الرسمية، ويلاقي قبولا اجتماعيا لدى القطاعات الشعبية الواسعة، بدواعي المردود الذي يتحقق بالتزام الطلبة ومواظبتهم على الدراسة ليحصدوا النجاح. البعض من الآباء يقول للمعلمين "لكم اللحم ولنا العظم" مخولا إياهم التصرف بابنه وكأنه ذبيحة.

من أمثلة الضبط التي تطبق فقط في المؤسسات العسكرية، تجدها في فصولنا الدراسية، على سبيل المثال أيضا:
bull;لا تضحك
bull;لا تبتسم
bull;لا تلتفت
bull;لا تتثاءب
bull;لا تسند ظهرك إلى الخلف مسترخيا
bull;لا تضع ساقا على أخرى
bull;لا تتكئ إلى جنب
bull;لا تمضغ علكة
bull;ممنوع الخروج من الفصل (الصف) الدراسي إلا في حالات الطوارئ والضرورة القصوى.
كل هذه الضوابط تطبق بدواعي الحفاظ على سير العملية الدراسية في الفصل. وتصور تتكرر هذه العملية على الأقل خمس ساعات يوميا، بينها فترات استراحة حوالي ربع ساعة أو اقل بعد كل حصة، لا يجد الطالب فيها مكانا للراحة، كحديقة غناء تتبع المدرسة أو ناد للطلبة يستريح فيه، أو حتى مرافق صحية مناسبة يقضي فيها حاجته. وإن توفر كل أو بعض هذه فإن فرص الراحة تضيع فيها نتيجة لازدحام المدرسة بأعداد التلاميذ التي تفوق طاقتها الاستيعابية.

قدسية المعلم في موروثنا الاجتماعي تفرض على الطالب فقط، ولا تجد ذات الإلزام لدى المؤسسات الأخرى. فالمعلم والمدرس مجرد موظف مغلوب على أمره في غالب الأحيان، يشقى حياته حاله حال اقرأنه من الموظفين. والمقولة الشهيرة "من علمني حرفا صرت له عبدا"، تفرض على الطالب بالعنف وليس طوعا لدور المعلم ونموذجه الأخلاقي. والمسؤولية تقع على عاتقه بالطبع.
كذلك البيت الشعري "قف للمعلم وأفه التبجيلا......كاد المعلم أن يكون رسولا"، لا يكاد يذكر إلا في "عيد المعلم" السنوي، في احتفاليات شكلية تفرض فيها المشاعر والهدايا أحيانا على التلاميذ.

حدث في أحد المرات بينما كان يجلس عدد من الشباب العراقيين في أحد المدن الهولندية، وفي جلسة لاستذكار أيام الطفولة والصبا ومراحل الدراسة الابتدائية خاصة، برز أحدهم ليقول "الله الله على معلمينا... والله سوونا". وكلمة سوونا باللهجة العراقية تعني "صنعونا" أو عملوا منا شيئا ما. حينها دخلت في رد على الصديق لأقول له "مهلا، ماذا تقصد سوونا وأنت لم تكمل دراستك، على حد علمي انك لم تكمل حتى المتوسطة؟؟". فاستدرك، وقال "ها... اقصد أدبونا"، فقلت ياصديقي إن وظيفة المدرسة ينبغي أن تكون بالدرجة الأولى إعطاء العلم. ما فائدة مجتمع "مؤدب" دون علماء وأطباء ومهندسين وفنيين وفلاسفة وأدباء؟. لماذا لا ننتبه إلى أن غالبية الذين لم يكملوا دراستهم قد سئموا من عنف المدرسين المادي والمعنوي"؟.
وكان رد فعل غالبية الحاضرين على هذا النقاش أن اجمعوا على صواب هذا الرأي وانبرى معظمهم يسرد قصصا لأساليب معلميهم اللاتربوية، التي كانت سببا لترك بعضهم الدراسة، أو منهم من يحمل حسرة وغصة ولا يستطيع أن يغفر لبعض أولائك المعلمين والمدرسين.
الطريف والمحزن أن احدهم اقسم أيمانا غليظة أنه حينما كان تلميذا في السادس الابتدائي، وفي مساء أحد الأيام العصيبة عليه، أنه رفع يديه الصغيرتين إلى السماء داعيا على مدرس اللغة الانكليزية أن يموت حيث لا يراه في المدرسة، ويكرر القسم صاحبنا ليؤكد لعل الله قد استجاب لدعائه ليموت ذلك المعلم بحادث سيارة بنفس المساء ويخلص منه إلى الأبد.
لاحظ حينما يصل الأمر أن تلميذا صغيرا يشعر بالرعب إلى هذه الدرجة، من مكان وشخص يفترض أن يحبهما حتى يستفيد منها، لأنها معادلة لا يمكن أن تخطئ. حينما تحب مدرستك ومعلميك لا بد أن تبدع وتنجح والعكس بالعكس.
إذا كان الطالب عرضة إلى القتل أو إحداث عاهة أو أن يصبح محط سخرية من زملائه ومدرسيه لأي سبب كان، فلا تأمل منه خيرا. وإذا كان حال مدارس أطفالنا هكذا، فما هو حال سجوننا، ومراكز الشرطة؟؟؟
إذا كانت مدارسنا تعامل أبناءنا هكذا، فأرى أن من مصلحتنا أن نرفع شعار " لا نريد مدارسا تعلم الأخلاق بل تعطي علما ".

حميد الهاشمي، مختص بعلم الاجتماع:

hashimi98@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غلطان غلطان !
السلموني -

مامن شك ان التربية قبل التعليم من لم يفلح في التعليم فقد كسب التربية صحيح اننا قابلنا في حياتنا المدرسية مدرسين جفاة قساة ولكن بالمقابل وجدنا مدرسين بدون مبالغة رساليين محترمين وقدوة للطالب كانوا احن علينا من اهلنا وزرعوا فينا قيم رفيعة لا زالت تهدينا في حياتنا العملية الزعم انك لا تريد مدارسا لاتعلم الاخلاق بل علم فقط مرفوض تماما وهو يدل بالفعل على نقص في نظرتك الى تكامل صناعة الانسان التي لا بد ان تحلق به بجناحين الاخلاق والعلم ولذلك قال الاولون الادب فضلوه على العلم . ان ازمة التعليم في الغرب اليوم تمكن في عدم الاهتمام بالجانب التربوي والاخلاقي اعرف ان هذه العبارة ستثير عليّ عبيد الغرب ولكن لابأس من قولها .

هل تريد طلابا غير مؤ
شيكو -

هل يريد الكاتب ان تتخرج اجيال غير مؤدبة؟؟؟الادب قبل العلم.

لا علما ولا خلق
sky -

للاسف الشديد ان ابنائنا في الوقت الراهن فقدوا الاثنين معا(التربية والتعليم) يقال بان دول العالم المتقدمه تختار لمن يقوم بالعملية التعليمية من افضل الخرجين من جامعاتها حتى يتمكنوا من ايصال العلوم بسهولة ويسر الى رجال الغد اما عندنا فيتم عكس ذلك تماما يدل على ذلك المستوى العلمي والمعرفي لابنائنا في مختلف المراحل وكثير منهم لا يكملون المرحلة الثانوية والقليلون يصلون الى المرحلة الجامعية حيث يتخرجون منها وهم في حاله شديده من الضعف ...فكيف سيقوم من هذا مستواه بالعملية التعلمية المرجوة.

سؤال بسيط
عائد -

اخ حميد هل عملت فى سلك التعليم ؟انا ضد كل الاحداث التى اوردتها على المعلمين كم عدد الاحداث التى ذكرتها؟مقارنه بمعلمين ابدعوا وانتجوا كبار العلماء اذا ارجو من حضرتك ان لاتفتى وانت اصلا لست معلما فالمعلم فى وطننا العربي قد شبع منظرين عليه ولم نرى احدا درس وضع المعلم فى هذا الوطن والذى جعله يصل لمراحل قاسيه فى تعامله مع طلبته انه ضنك العيش وقله الحيله وان الاجيال التى تاتى الان اجيال فقدت معظم منظومه القيم الاخلاقيه فالتربيه والاخلاق اهم بكثير من العلم الذى تطالب به لان الاخلاق تصون وتحمى المجتمع اكثر وكم سمعنا وشاهدنا مثقفين ودكاتره قاموا باعمال مشينه وهذا بالطبع لانهم بدون اخلاق والرسول عليه الصلاه والسلام قال بمعنى الحديث من جاءكم ترضون دينه و(خلقه)فزوجوه الاجيال الان فى حاجه ماسه للتربيه والاخلاق بعد ان غزت ديارنا التكنولوجيا واصبح كل شئ مباح مع التقدير لمقالك

اتفق تماما
رائد -

اتفق تماما مع الكاتب الدكتور الهاشمي على ماذهب اليه.للاسف مدارسنا معامل لتفريخ شخصيات فاشلة ومريضة نفسيا وتتسم بالعنف.نريد اصلاحا لمدارسنا ومناهجنا.

التربية ثم التعليم
حميد -

أنا أختلف معك أخي السيد حميد ، بل يجب أن يكون المعلم قدوة ومربيا ، لا معلما للمادة العلمية فقط. فالفرق بينهما شاسع ، ثم أن غياب دور الاسرة وحل محلها التليفزيون والشارع ووسائل الاتصال الحديثة ، وأصدقاء السوء سيخلق جيلا متمردا ، مما يشكل عبئا كبيرا على الأخوة المعلمين،أضف الى ذلك الظروف المادية الصعبة التى يعيشها المعلم ، كما أن حب الظهور والمظهرية بين الطلبة خاصة فى سن المراهقة سيجعلهم يميلون للعنف ، ساعد الله معلمينا على هذه الأجيال، لكن لا بد أن يبقى المعلم ماسكا على أخلاقه عاضا على علومه ومعرفته ، دون اللجوء الى العنف فليس هو الوسيلة الناجعة للحصول على النتائج المرجوة ، وشكرا لأخي الكاتب السيد حميد وأقول له كل عام وأنت بألف خير وإلى مزيد من الجهود المباركة.

الشمس زوال صيف
ع/عطاالله -

-عمر يهنؤك باهتمامك بالاسرة والعائلة .عمريخاطبك بلغتك أنت لالغة المساكين.

خير الامور اوسطها
س حيدر ابو محمد تقي -

اخي الدكتور حميد المحترم جهودك مشكورة واشد على يدك في تناولها على طاولة النقد والمناقشة و من رأيي ان المعالجة لاتأتي بالرفض التام والمعاكسة بنفس القوة للاتجاه المعاكس لان النتيجة النهائية ستكون كارثية فما فائدة العلم من غير اخلاق وايضا لافائدة لاخلاق من غير علم الحل هو باقصاء التطرف في الحالتين اي نريد علما واخلاقا ولكن بأعادة النظر في الاسلوب اسلوب التهذيب والترغيب والترهيب لابد ان يكون بالنصيحة المنتجة الايجابية التي تكون على اساس العلم والتوعي بالاسباب والنتائج اي حتى احاسب واعاقب لابد ان اكون متوازنا واتبع الطرق العقلية لا العنف ولي شواهد وادلة من الشرع والقانون على ان الامثلة التي طرحتها هي متطرفة وانهم جاهلون شرعا وقانونا بما عملوا وشكرا لسعة صدركم

نظرية
عبداللة -

ارجو من السيد الدكتور ان يوضح لنا كيف سيلتزم الطالب باستعاب العلم دون أن يكون متشبعا بمبادئ أخلاقيةالتي يكون قد تلقاها من اسرته ومعلميه.

أخلاقيات نفاقية
راعي غنم -

الحكام وشيوخ الدين يريدون عبيداً تجيد النفاق وتحتقر العلم

ساكن
من سكان العالم -

المدرسه للتربيه على حياه اجتماعيه عامه يعنى المدرس ليس بابا كما يحب يسمى نفسه هو موظف هكذا يخشن بلغه الحاره يسترجل و يتكلم كـ غريب و يترك الحياه الاجتماعيه الاسره الحب و البيت يعنى التعرى لـ الام لان هذا شغلها و ليس ممكن و معقول ان الطفل يأخذ شخصيه المدرس .... رجل قال لـ ابنه فى المدرسه امامى فى الابتدائيه اطرق الباب على ماما بعد الساعه الخامسه يعنى قبل كده لا تطرق ممكن و هذا عيب جريمه ان يدخل بين الام و ابنها و الام هى التى تربى و الابن يكبر على يدها و هى التى تؤهل يكون زوج و تحميه من اعلامى يحاول يمثل انه استاذ عليه من الاعلام يحرك له زوجته و يردد لها تلجئ لحضنه كان شيخ او اعلامى و فرق كبير بين ان تكون مع مجله و تستشير المجله طبيب المجله محامى المجله و بين ان تلجئ لـ شخص يلعب مع الساكن هذا ابن الشعبيه فى المدرسه حاقد على الاسره و يحاول يردد انا الرجل انا الشريف و هذا ليس مكانه اما فى الجامعه يتعلم مهنه و من النقص و العقد ان يحاول منع الجميع عن الجامعه او معهد التمثيل و يعمل عاهات اجتماعيه مثل دبلوم تجاره ثم يردد انا معى مؤهل عالى و هذا لعب ليس من حقه ان يلعب فى جهاز تناسلى رجل يعنى مؤهله و هو يتزوج عيب هذا يلاعبنى كما حدث فى متحف اثار يسألنى واحد لا يعمل يدخل متحف مثل مدرس لماذا تركت الفصل او الورشه ان كان صنايع و انا سوف اتزوج اجنبيه هل لا اتعلم لغه و اذهب هناك و اقول اصل فى مصر الاستاذ الشعبى شغلنى سنوات و ياريت بيدفع الشعبى بعد اول شهر يردد انت تدفع مصاريف الشركه يعنى حراميه

صحيح جدا
Farid -

والله في احدى المراحل الدراسية كان درس اللغة العربية و التربية الدينية بمثابة الذهاب الى مديرية الامن العامة

مالك وللمدرسين
شهم سوري -

كل واحد لا يعرف القراءة أصبح منظرا وصارت له نظرياته فبالله عليك كم معلم قتل طالب بالله عليك لو تركنا الأخلاق ومارسنا العلم فقط ألا يتخرج المجرمون بدرجات عظيمة من العلم يسخرون ما تعلموه في الإجرام فيصير الطبيب طبيب في عصابة لتقطيع أعضاء الناس وزرعها لآخرين لقاء دريهمات ولصار المهندس يستخدم عقله في تفجير بيت أناس خاصموه ولصار الضابط مسخرا موقعه لسرقة المجتمع أهكذا تريد المجتمع ؟؟ أنا اعرض لك عليك أن تلقي محاضرة ليس درسا محاضرة بطلبة دون الف 12 وأكملها دون أن تمزق ثيابك وتشد شعرك ولك منا معاشر المدرسين الانصياع لنظريتك العظيمة هذه هل أنت موافق

,,,,,
sami -

ان مدارسنا هو مختبر فوضوى لمدرسين اكل عليهم الدهر وشرب الطلاب في هذا المختبر أرانب. انا درست في بلدي لحد حيازتي شهادة المتوسطة وبعدها غادرت الى اوروبا صدقوني لم استفد باي شئ السبب هو ان مدارسنا مدارس تعليمية ولا تطبيقية وهذا هو الكفر بعينه ومازلنا نمارس هذا الكفر واذا اردنا مناقشة اي شئ مع مدرسينا المحترمون لاصطدمنا بمقولة وكاد المعلم ان يكون رسولا وكلامهم النظري منزل.في احدى المرات تناقشت مع احد اليابانين بخوص التعليم في بلداننا لقد دهش واصبح يضحك لدرجة احرجت وابديت امتعاضي ولكن اعتذر وقال انه اعتقد اني امزح منه, في بلده الذي تعد كعبة العلم وقمة التطور التقني لا يعرفون النظام النظري لانهم لا يعترفون ولا يعلمون به .. وقال لي جيد جدا ان دول تنظر واخرى تطبق وتعمل والا اين كنا نصدر ما نفعله . الحقيقة ان هناك عائق اخر هو العائق الديني الذي يفرمل هذا التقدم

تجربة شخصية
هنادي -

في الغرب واميركا يحترم الطالب من خلال الجو المناسب واحترام المدرسين له حتى لو اساء هناك اساليب قانونية تطبق بحقه، ليس منها طبعا الصفع والاهانة فما بالك بالضرب المبرح.المناهج تتيح للطالب التفكير والتفكيك والتركيب وطبعا التحليل.البعض هنا ويبدو ان معظمهم مدرسون ازعجهم مقال الكاتب وتشخيصه الصائب، السبب انهم تربوا على ذلك على الارجح. ابقوا على تخلفكم.تحية للكاتب على منهجه التحليلي.

أخلاق وأخلاق
خوليو -

الأمثلة التي وضعها السيد الكاتب في مقدمة المقالة تدل على نوع من المعلمين يجمعهم قاسم مشترك هو العقاب ، أي أنهم يستخدمون الضرب كجزء من التربية، أي أن العلة موجودة في هكذا معلمين، فهم من جيل تلقى استخدام العنف والردع والتخويف كمنهج تدريسي، فإن أضفت إليهم المناهج التعليمية التي تنشئ الطالب على التعلم بالتلقين والحفظ دون المناقشة والاقتناع، نصل لنتيجة أن مناهجنا التربوية(بكل أدواتها معلم وتلميذ) متخلفة: المعلم صاحب العقاب، والمنهج الفارغ من أي مضمون مفيد،) كان من المفروض أن يعطينا السيد الكاتب تعريف ماهي الأخلاق، حيث أخلاق مجتمعات الايمان تختلف عن غيرها من الآخلاق، في مجتمعات الايمان الذعر الجنسي هو السائد في عقول المعلمين والمعلمات والطلاب والآباء والأمهات، وعليه يؤسسون العلاقة في المجتمع، مما يجعلهم يؤمنون بالردع لحل المشكلة، وهذا الردع ينعكس على جميع مرافق حياتهم، إن كانت الأخلاق كمادة تربوية مؤسسة على احترام العقل الانساني ومنتجات هذا العقل على مدى تاريخ وجوده، أي إن استطاعت مناهج التربية أن تُبيّن للطالب مقدرة العقل الانساني على فهم معنى وجوده ودوره كإنسان ومهمته في الكون وعلاقته مع هذا الكون ومع أمثاله من الكائنات تكون قد أعطت درس أخلاقي من الطراز الأول، أساسه المساواة والاحترام للفكرة وللشخص إن كان كبيراً أو صغيراً،أم أنك تأتي بمعلم هو حصيلة تعليم كان قد تلقاه في صغره، أساسه الذعر والعقاب لتصحيح هذا الذعر، فهكذا معلم لن يعطي إلا ماتلقاه، أي أن الاناء ينضح بما فيه،ولاغريب إن استخدم العقاب في تعليمه فقد تلقاه بدوره، نريد أخلاق مؤسسة على احترام العقل ومنتجاته من علوم تطبيقية وجمالية وفنية، هكذا عقول تجعل الابتسامة دائمة على شفاه أصحابها، لا من خوف بل عن معرفة، إن كانت الآخلاق مبنية على المعرفة(معرفة الانسان نفسه والكون الذي يعيش فيه ودور هذا الكائن الغير مخلوق في تطور الحياة وتطور الفنون والجماليات التي أنتجها) يُصبح من الضروري تدريسها كمادة أخلاقية في كل مراحل التعليم، إضافة لانجازات العلوم التطبيقية والتجريبية.