فضاء الرأي

المسيحيون العراقيون (5/5): ملكيون.. جمهوريون.. إسلاميون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الحلقة الاولى

الحلقة الثانية

الحلقة الثالثة

الحلقة الرابعة

المسيحيون العراقيون في عهد الدولة المعاصرة
ظل المسيحيون في العراق يعيشون مع سائر أبناء الديانات والملل والطوائف الأخرى تحت ظل الدولة العراقية التي قامت سنة 1921م وكانت لهم تعايشاتهم مع التقلبات السياسية التي حدثت في العراق، خصوصا وان ثمة مسيحيين عراقيين كانت لهم أدوارهم السياسية وخصوصا في تكوين الحزب الشيوعي العراقي منذ نشأته وبرز عدد من المسيحيين العراقيين السياسيين والمثقفين المناضلين.. ولعلّ أشهر حدث في تاريخ العراق المعاصر يمّثل حالة صراع رسمي بين السلطة الملكية والملة الآثورية هي التي تضمنتها الحركات الآثورية إبان ثلاثينيات القرن العشرين والتي قمعتها الحكومة العراقية في المناطق التي انتشرت فيها تلك الحركات من قبل الآثوريين في شمال العراق قرب الموصل، والتي تزعمّها المار شمعون بنيامين والذي طالب بتأسيس كيان سياسي للآثوريين عقب استقلال العراق في العام 1932، مما حدا بالحكومة العراقية إرسال قوة عسكرية يقودها ضابط اسمه إسماعيل عبّاوي، واستطاع أن يقضي على تلك التوترات، ويهرب المار شمعون وحاشيته إلى خارج العراق. لقد شكّل ذلك " الحدث " نقطة سوداء في تاريخ تأسيس الدولة العراقية على عهد الملك فيصل الأول 1921- 1933 والذي لم يكن يقبل بأي سياسة للقمع كتلك التي مورست ضد الاثوريين أثناء غيابه عن العراق للعلاج في سويسرا. إن مسيحيي العراق لم يتعاطفوا كلهم مع المار شمعون، بل تعاطف معه الآثوريون فقط. ولكن يبدو أن تلك الأحداث قد سبّبت هجرة كبيرة للاثوريين إلى خارج العراق (من اجل الاطلاع على وجهة النظر النقدية الاثورية حول الموضوع، راجع كتاب: أبرم شبيرا، الاشوريون في السياسة والتاريخ المعاصر، ط1، السويد، 1997).
وكان لعدد كبير من المسيحيين مشاركة في إحداث الموصل في العام 1959 التي قادها العقيد الركن عبد الوهاب الشوّاف قائد اللواء الخامس المرابط بالموصل ضد حكم الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، اثر قرار أنصار السلام العراقيين بعقد مؤتمرهم في الموصل، وإصرار الزعيم قاسم على انعقاده موفرا لهم القطارات إلى الموصل التي كانت تعيش احتقانا ساخنا بين الشيوعيين والقوميين، فانفجرت الأحداث، وقتل في تلك الأحداث المحامي المثقف خريج الجامعة الأميركية في بيروت كامل قزانجي احد القادة الشيوعيين المسيحيين، ولقد قصف المتمردون من ثم فشلت الحركة وقتل الشواف بعد اعلان بيانه الانقلابي وسحل، وسيطرت الحكومة المركزية على الوضع بعد عدة أيام من انفلات الوضع وانتشار الفوضى وسيطرة الشيوعيين على الوضع، وقيام السلب والنهب والقتل والسحل في مدينة الموصل، اذ هّب عليها الناس من توابعها واصبحت بايدي الرعاع ثم استتبت الامور لصالح الحكومة المركزية.. على أثر ذلك، جرت اغتيالات واسعة في مدينة الموصل قرابة سنتين، طالت العديد من المسيحيين لتصفية حسابات سياسية أو أحقاد شخصية، فنزح آلاف المسيحيين من الموصل إلى بغداد خلاصا من موجة الاغتيالات التي بدأت تطال الشيوعيين في الموصل، علما بأن هناك بعض مسيحيين موصليين تعاطفوا مع الشواف، ومنهم الضابط إسماعيل هرمز الذي اشترك في الحركة، واعدم مع الضباط الموصليين القوميين الذين شاركوا الشواف حركته، واعدموا عام 1959 ببغداد بعد محاكمتهم في محكمة الشعب التي تزعمّها العقيد فاضل عباس المهداوي بأوامر من الزعيم قاسم.
وفي عهد المشير عبد السلام عارف، يعدم احد القادة البعثيين وهو من مسيحيي الموصل واسمه ممتاز قصيرة شنقا حتى الموت بتهمة القتل العمد.. وبعد اقل من سنتين يهرب الطيار المسيحي العراقي منير روفا بطائرة ميك عراقية سوفيتية الصنع إلى إسرائيل، فاثار موجة استنكار كبيرة عند العراقيين حتى في الأوساط المسيحية العراقية كونه جاسوسا، وطوال خمسين سنة مضت، وبالرغم من تسّنم بعض المسيحيين أجهزة ومسؤوليات ووزارات ومشاركة في القيادة، إلا أنهم عانوا كثيرا، كما عانى الشعب العراقي كله من الرعب السياسي والسلطوي، وتحملّوا بعض الاهانات الاجتماعية فضلا عن مشاركتهم للعراقيين كلهم في الحروب القاسية والحصار الاقتصادي.. صحيح أنهم تمتعوا بنشر منشوراتهم ومقالاتهم وكتبهم ومجلاتهم على عهد البعثيين، إلا أن آلافا مؤلفة منهم بدأت تهاجر إلى خارج العراق هربا من الضغوطات والملاحقات والاهانات.
لابد أن أقول بأن المسيحيين العراقيين قد تلونّت اتجاهاتهم السياسية في العراق، فمنهم كان الملكيون وتسّنم بعضهم بعض الحقائب الوزارية والمناصب الادارية والقيادات المصرفية والمالية، ومنهم كان العديد من الشيوعيين قادة وأعضاء لهم مكانتهم السياسية وخصوصا اولئك القادمين من القرى المسيحية، ومنهم كان العديد من البعثيين قادة وأعضاء لا يستهان بعددهم سواء في بغداد أو المدن الكبيرة.. أما اليوم، فكان هناك من أيّد تغيير النظام وشارك في العملية السياسية، ولكن لم يكن هناك أي تعاطف مع الأحزاب الدينية الإسلامية، كونها لا تقبلهم أعضاء، بل ومن تلك الأحزاب والجماعات من لا يعترف أصلا بعراقية هؤلاء الناس!!

المسيحيون العراقيون اليوم مع معاناتهم
قُدّر عدد المسيحيّين العراقيّين العام 1975 بحوالي نصف مليون نسمة، غالبيّتهم من الكلدان الكاثوليك. يأتي بعدهم الآثوريّين (= النساطرة)، ثمّ السريان والأرمن والروم الأرثوذكس واللاتين والبروتستانت والروم الكاثوليك. غير أنّ إحصاء رسميًّا جرى عام 1977 عدّهم بما هو أقلّ بكثير، وأقلّ بكثير أيضًا من التصوّرات الحاليّة التي قدّرتهم بثلاثة أرباع المليون. إذ عدّهم الإحصاء المذكور بحوالي 250 ألف نسمة. طبعًا، لا نستطيع الجزم بعدد المسيحيّين في العراق حاليًّا لأسباب عديدة منها الهجرة وغياب إحصاءات دقيقة. ويتركز معظم المسيحيين في العراق في بغداد وكذلك في المدن الشمالية مثل كركوك واربيل والموصل التي كانت يوما ما مركزا تجاريا مهما ورد ذكره في الكتاب المقدس باسم نينوى..
فضلا عن الأدوار السياسية للعديد من المسيحيين، فقد كان هناك منهم أعدادا متميزة من المثقفين والصحفيين والإعلاميين والكتّاب وبعض الفنانين وكل قطاعات المهن كالمحامين والمعلمين والأطباء والمهندسين.. الخ نعم، هناك عدة ادوار ثقافية واجتماعية وإدارية مؤثرة وإثراء كل من الصحافة العراقية واللغة العربية والآثار وتاريخ الموجودات والموسيقى والفن والأدب والطب والعلوم والتدريس والقانون.. إضافة إلى الحذاقة الرائعة في المهن والخدمات كالبناء والمعمار والنجارة والحدادة والفندقة والسياحة.. الخ وكل ذلك في النصف الأول من القرن العشرين،.وبالرغم من أن الحكومات التي تعاقبت على العراق كانت تدعي العلمانية ألا أنها عجزت أن تتبنى نظرية واضحة تجاه المجتمع العراقي. وأضحت الكيانات الطائفية والدينية والمكونات الاجتماعية تلعب دورا سياسيا مهما، لذلك فبعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003 وقيام النظام الجديد الذي يسعى إلى إقامة حكومة ودستور قائم على أسس ديموقراطية، ولكن مع وجود أحزاب دينية في السلطة، ونواقص دستورية اثبت وألزم الدستور نفسه إصلاحها، تحول ما يعرف بالإرهاب أو التشدد السلفي إلى ممارسة العنف المباشر ضد دور العبادة والسكان الآمنين وأصبحت الكنائس المسيحية أحد أهم الأهداف التي طالها هذا العنف المدمر وهي سابقة مهمة تهدد الوجود المسيحي على ارض العراق.

الهجمات المنتظمة على المسيحيين العراقيين على عهد الاحتلال:
أحصت إحدى الوكالات الإعلامية الحوادث الرئيسية التي حصلت للمسيحيين بعد مجزرة كنيسة سيدة النجاة ببغداد قبل أيام من عام 2010، وأشارت إلى أن المسيحيين تعرضوا بانتظام لأعمال عنف وقتل وخطف منذ العام 2004 ومن بين المسيحيين الذين كان عددهم يتجاوز المليون وربع المليون قبل الغزو الأميركي، بقي منهم الآن ما يقارب 550 ألفا، حيث هاجر البقية إلى خارج العراق وسط عجز حكومي عن حمايتهم. إن من ابرز الهجمات المنتظمة على المسيحيين ودور عبادتهم، ندون ما يلي:
1/ في آب / أغسطس عام 2004 أربعة اعتداءات استهدفت أماكن عبادة مسيحية في بغداد واعتداءان آخران في الموصل أوقعت عشرة قتلى وخمسين جريحا على الأقل.
2/ في يوم 16 تشرين أول /أكتوبر، تعرضت خمس كنائس في بغداد لهجمات متزامنة.
3/ في يوم 17 كانون الثاني / يناير 2005، خطف المطران جورج كاتسموسي في الموصل.
4/ في يوم 15 آب / اغسطس و 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006، خطف كاهنان من الكنيسة الكلدانية في بغداد سعد سيروب ودوغلاس البزي ولا يزال مصيرهما مجهولا.
5/ في يوم 3 حزيران/ يونيو 2006، مقتل الكاهن رغيد غني وثلاثة من مساعديه أمام كنيسة في الموصل.
6/ في يوم 6 حزيران/ يونيو 2006 خطف الكاهن هاني عبد الأحد.
7/ في يوم 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2007، خطف كاهنين من السريان الكاثوليك في الموصل على أيدي مجموعة مجهولة.
8/ في يوم 6 كانون الثاني/ يناير 2008، جرت اعتداءات بسيارات مفخخة استهدفت كنيسة القديس بولس الكلدانية وكنيسة في كركوك.
9/ في يوم 29 شباط / فبراير 2008، خطف رئيس أساقفة الكلدان في الموصل المطران فرج رحو مع حراسه الشخصيين، وعثر على المطران مقتولا في 13 آذار / مارس قرب الموصل.
10/ في يوم 5 نيسان/ ابريل 2008، جرى اغتيال الكاهن يوسف عادل من كنيسة السريان الارثودكس في بغداد.
11/ في يوم 28 أيلول/ سبتمبر و 11 تشرين الأول/ اكتوبر 2008، جرى اغتيال 11 مسيحيا على الأقل في الموصل، وحدوث أعمال عنف ضد المسيحيين في نهاية 2008 أسفرت عن سقوط 40 قتيلا وأدت هذه الجريمة الى هجرة قسرية ل 12 ألف مسيحي من المدينة.
12/ في يوم 12 تموز2009/ يوليو 2009، جرى مقتل أربعة مسيحيين وإصابة 32 بجروح في ستة اعتداءات استهدفت مختلف الكنائس في بغداد.
13/ في يوم 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، جرى تفجير دير وكنيسة في مدينة الموصل.
14/ في يوم 15 كانون أول/ ديسمبر 2009، جرى انفجار سيارة مفخخة في الموصل استهدف كنيسة للسريان الارثودكس، ومدرسة مسيحية بالقرب منها مما أدى إلى مقتل طفل وإصابة 40 بجروح مختلفة.
15/ في يوم 23 كانون الأول / ديسمبر 2009، جرى مقتل اثنين في اعتداء استهدف أقدم كنيسة في الموصل.
16/ في يوم 13 و 23 شباط/ فبراير2010، جرى مقتل ثمانية مسيحيين في الموصل وضواحيها.
17/ في يوم 2 أيار/ مايو 2010 سقط بعض القتلى و 80 جريحا استهدف الحدث حافلة تقل طلابا وموظفين كانوا متوجهين من مدينة الحمدانية المسيحية إلى جامعة الموصل.
18/ عاشت الموصل بالذات رعبا مسيحيا على امتداد سنوات 2006 و 2007 و 2008 جراء التهديدات والقتل العشوائي وإشاعة الرعب والهجمات المنظمة على الكنائس المسيحية.
19/ تعرضت في نوفمبر / تشرين الثاني 2010، كنيسة سيدة النجاة ببغداد إلى أسوأ حدث مأساوي باحتجاز المصلين المسيحيين فيها، ومن ثم تعّرض قسم كبير منهم للقتل ونقل الجرحى إلى المستشفيات جراء هجوم إرهابي قام به بعض الإرهابيين مساء

تحليل واقع الهجمة المعاصرة
لقد تعرضت العديد من كنائس بغداد والموصل إلى هجمات تخريبية إرهابية وهي تقصد دور العبادة للمسيحيين، وذلك بسلسلة من التفجيرات بعبوات ناسفة او سيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة ضمن حملة مسعورة ومبرمجة تستهدف إرهاب وزرع الرعب عند المسيحيين العراقيين من دون اي معرفة بجذور هذه الأقوام الأصيلة ومن دون أي تثمين أو تقدير لعراقيتهم ولا أي تعاطف مع حياتهم وشراكتهم وتعايشهم مع المسلمين منذ ألف وأربعمائة سنة.. كان مجتمع العراق منسجما بكل أطيافه وأجناسه وأنواعه وأديانه وطوائفه كما بدا إذ لم تسجل حوادث عنف أو قتل أو اضطهاد دموي كما يدّعي بعض الجهلاء.. ولكن يبدو واضحا أن مشروعا مدبرا لتحطيم وحدة العراق ونسيجه الاجتماعي، كما تستهدف العمليات الإرهابية أيضا ترويع المسيحيين وإجبارهم على الرحيل من وطن ثبتت فيه جذورهم في أعماقه، وذلك الى بلدان الشتات بعد سلسلة من الهجرات والتغرب الذي ذاقته أجيال من المسيحيين العراقيين منذ انقلابي 14 تموز / يوليو 1958 و8 شباط / فبراير 1963، وما تلا ذلك من السياسات المغامرة العسكرية والاستبدادية الهمجية التي اتخذها انقلابيو تموز/ يوليو 1968 في العقود الثلاثة الأخيرة وسعيهم المحموم إلى تصفية القوى السياسية العراقية المعارضة لا بل حتى المتحالفة معهم في السلطة وما خلفته تلك السياسات العقيمة من آثار وترسبات نشهد نتائجها من دمار شامل وخراب سايكلوجي ترك آثارا اقتصادية واجتماعية ونفسية خطيرة وعميقة عند العراقيين الذين عانوا وما زالوا يعانون من الأهوال والكوارث. وكان من نتائجها المباشرة هجرة وتهجير ما يقارب من أربعة ملايين عراقي يشكل المسيحيون منهم نسبة تصل إلى 14%! هنا يتساءل المرء: ما هي الدوافع الأساسية وراء هذه الأعمال الإجرامية ضد العراقيين والمسيحيين من بينهم؟
اولآ: أهي محاولة لفك عرى التلاحم بين الأديان والطوائف الدينية في العراق بإشعال نار الفتنة الطائفية والدينية والتمهيد لحرب أهلية لإبطال العملية السياسية الجارية؟
ثانيا: أم أن المسيحيين العراقيين قد أصابتهم شائبة ولا يرتقون إلى مرتبة المواطنة وان شبهة العمالة للاميركان والغرب قد علقت بهم وبالتالي لا بد من اجتثاثهم لتطهير ارض العراق منهم - كما تعلن الجماعات الإرهابية -؟
ثالثا: أهي محاولة جادة من جانب هذه القوى لإفراغ العراق من المواطنين غير المسلمين وتحويل فسيفساء العراق إلى لون واحد وحيد ممل ومقيت؟؟

بماذا نجيب على هذه الاسئلة؟
لقد بقيت مثل هذه الممارسات المشينة ضد المسيحيين العراقيين وكنائسهم بالذات محصورة في مجموعات متفرقة صغيرة ومناطق محددة في العاصمة بغداد وداخل مدينة الموصل تحديدا. زد على ذلك تدفق عناصر خارجية ذات وجهة قومية أو دينية متطرفة للغاية عبر الحدود العراقية في مسعى لجعل العراق ساحة ساخنة لتصفية الحسابات، مما يتناقض ومصلحة العراق والعراقيين في هذا الظرف الذي يحتم على العراقيين الإسراع في إعادة بناء ما دمرته الحروب بما في ذلك الحرب الأميركية الأخيرة على العراق التي أطاحت بنظام صـدام حسين.. ولقد تأكد بأن المسـيحيين العراقيين لهم من الوعي والمواطنة ما جعلهم يتلقون هذه الصدمات كما يتلقاها غيرهم من العراقيين.. وتتضح الصورة بوقوف العراقيين كلهم مع إخوانهم المسيحيين وتعاطفهم مع معاناتهم، إذ اعتبروها جزءا من المعاناة التاريخية الكبرى التي يعاني منها كل العراقيين. من المؤسف له جدا، خمول الحكومة العراقية عن معالجة هذه المخاطر، وكأن المسيحيين ليسوا من هذا الشعب، وليسوا من أقدم سكان هذه الأرض العريقة! إن الحكومة العراقية تتحمل مسؤوليتها أمام الله والتاريخ وكل الناس عن وجود المسيحيين العراقيين وكل أبناء الشعب العراقي. وهنا لابد لي أن أعيد القول الذي ناشدت به كل المسؤولين العراقيين أن يكشفوا للعالم كل الحيثيات والأدلة والقرائن للجرائم التي ارتكبت ظلما وعدوانا، ولكنهم ما زالوا يتسترون على كل الجرائم، ويعتمون على منفذيها.. ولا تعرف أية تفاصيل عن الجناة الحقيقيين الذين يرتكبون تلك الأحداث والمجازر.

استنتاجات: رؤية مستقبلية
لقد بدا واضحا للعيان بإن المسيحيين العراقيين لا يعانون من أية عقدة نقص سواء في ما يتعلق بجذورهم الوطنية، أم في هويتهم الحضارية وانتمائهم إلى تراب العراق، إذ أنهم قد تربوا على المحبة وألالفة والسـلام في أرض الرافدين، وكانوا من الصابـرين والصامدين بوجه حملات ألإبادة وألأضطهادات الوحشية التي مارسها ضدهم ملوك الفرس والرومان الوثنيين حتى جاء الإسلام الحنيف ليكونوا في حمايته أعزاء وحضاريين، ولا تزال آثار الكنائس والأديرة والمقابر باقية في مناطق واسعة من وسط وجنوب العراق كالمدائن وبغداد وتكريت والنجف وكربلاء والكوفة وفي أعالي الفرات إضافة إلى الموصل وسهولها في نينـوى ومحيطها ونوهـدرا واربيل وكركوك والبلدات المحيطة بهما وغيرها. لقد امتزجت دماء العراقيين من المسلمين والمسيحيين وبقية الأديان والطوائف والأعراق في خضم المعارك والحروب التي خاضوها عبر التاريخ سوية في الدفاع عن العراق وترابه وبيته المشـترك وعن نهريه العظيمين ونخيله وجباله ووديانه وسهوله وصحرائه جيلا بعد جيل.
إن المسيحيين العراقيين لا يمكن أبدا أن يختفوا عن وطنهم، وسيمكثون في أرضهم التي وجدوا عليها منذ آلاف السنين، وسوف لن تقتلعهم أية قوى مضادة.. كما أثبتت الأيام الصعبة إن نزعتهم الوطنية وحبهم للعراق أقوى من كل التحديات.
إن ما يحصل من تهجير للمسيحيين في العراق اليوم، وكذلك تصاعد المد الأصولي الإسلامي المتطرف والمشبوه والذي تتوضّح ارتباطاته الإرهابية بأجهزة استخبارات خارجية تستهدف المسيحيين والمسلمين معاً سيغدو له آثاره المدمّرة على مجتمعاتنا قاطبة.. كما ان عمليات الفرز الطائفية وتوليد التفسخّات المذهبية التي تنتجها حالة المنطقة برمتها سيؤثّر تأثيرا بالغا في الضد من المشروعات السياسية والتحديثية التي تتطلّع لبناء كتلة اقتصادية إقليمية مؤثّرة، وستبقى منطقتنا مرتهنة لإرادات الهيمنة ومشروعات المخططات من اجل إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط، ولا يكمن الخوف من مشروعات سياسية باتت مكشوفة في كل تفاعلاتها، بقدر ما يكمن الخوف من مشروعات اجتماعية تشرذم التماسكات والتعايشات المألوفة، بل وأنها تحطّم حالة الألفة والانسجام والشراكة التاريخية التي عهدها التاريخ منذ أربعة عشر قرنا..
إن ما يحدث في دواخل العراق لم يكن قد حدث أبدا على مّر التاريخ، بحيث افتقد الأمن افتقادا كاملا، وبات المسيحيون وغيرهم من الأقليات الدينية تعيش رعبا حقيقيا، وأنهم تمرسوا على حالة من ثقافة الخوف على المصير، الأمر الذي يدفع بجانب كبير من المسيحيين للتفكير بالهجرة، وهي هجرة في الحقيقة لم تنقطع منذ أعوام عدة.
لقد اثبت المسيحيون العراقيون بأن لهم القدرة على تجاوز هذه المحنة التاريخية الأصعب لأن من شأنها إذا ما استمرّت في التفاقم والتعقيدات، أن تغير من طبيعة التكوينات الاجتماعية العراقية وبالتالي سينسحب هذه كله على المنطقة، فيدمّرها اجتماعياً وثقافياً وحضارياً.

الخاتمة
وأخيرا، لابد لي أن أقول بأن كتابتي عن المسيحيين العراقيين ومشاركتي إياهم معاناة كل العراقيين يأتي في المقام الأول من باب الحرص على وجودهم الحضاري في الشرق وبقائهم في أوطانهم العريقة وفي العراق بالذات، فهم من العناصر التكوينية التاريخية الأولى في هذه المنطقة من العالم والتي يشكّل بقاؤها بالفعل مانعا وتحديا حقيقيا لقيام بيئة متوحشة توظّف التعصب، وتتبنّى التطرف، وتؤمن بالكراهية وبالتالي تستخدم العنف المؤدي إلى كوارث تاريخية خطيرة. إن بقاء المسيحيين في أوطانهم سيقيهم من خطر الإبادة والانصهار في مجتمعات أخرى.. ان وعي العراقيين باهمية هذا الطيف المتلون الرائع الذي يتعايش ويسالم كل العراقيين، ضرورة اساسية، وينبغي على العراقيين احترام كل الاطياف الاجتماعية ومساعدتهم في نيل حقوقهم المشروعة في كل مجالات الحياة، مع الاعتزاز العراقي الرسمي والشعبي بهوية هذا التكوين القديم وانتماءاته وبيئاته وتقاليده واعرافه وطقوسه ولغته الآرامية التي بقيت منذ أحقاب طوال وهي تعيش في مجتمعات إسلامية متنوعة، وسيجد مسيحيو العراق من المهاجرين وبعد مائة سنة من اليوم إنهم قد ذابوا في مجتمعات أخرى كما هو حال من هاجر من المسيحيين السوريين واللبنانيين إلى أمريكا الجنوبية! أن بقاءهم مغروسون في العراق يشكل ترسيخاً للمجتمع العصري المتعددة العناصر والمتنوع في وحدته الحضارية.. آمل أن تكون النخب المسيحية العراقية صاحبة دور نهضوي حضاري في القرن الواحد والعشرين، مستلهمة خطى الرواد الاوائل، وهي ترسم ملامح حقيقية للتجديد كما كان لها من ادوار سابقا. وان تثير أسئلة فكرية وسياسية وثقافية جديدة لعلها تسهم في بلورة خلاص نهضوي جديد نحفظ خلاله وجودنا الحضاري في العراق المتنوع وتسهم بالتالي ً في تكوين المصير العراقي برمته..
انتهت

www.sayyaraljamil.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سؤال
سليم طارق -

رجاءا بالنسبة للصورة الثانية التي تمثل كنيسة على شاطيء النهر ، أين تقع في العراق في أي مدينة ؟، لأنها فاجأتني بجمالها الساحر وروعة فن تصويرها ، وشكرا لمن يقدم الإجابة الدقيقة .

سؤال
سليم طارق -

رجاءا بالنسبة للصورة الثانية التي تمثل كنيسة على شاطيء النهر ، أين تقع في العراق في أي مدينة ؟، لأنها فاجأتني بجمالها الساحر وروعة فن تصويرها ، وشكرا لمن يقدم الإجابة الدقيقة .

حق مسيحيو العراق
سعد ابو سليم -

يستحقون حكم ذاتي(محافظه سهل نينوى) لانهم اصل العراق-وعندهم خلق واحترام ومتعلمين وهم في الخارج والداخل اكثر من 2 مليون. نناشد الرئيس مام جلال ودولة رئيس الوزراء نوري المالكيودوله رئيس البرلمان اسامه النجيفي والرئيسمسعود البرزاني العمل الى وضع هذا الهدف وتحقيقه في اسرع وقت قبل فوات الاوان-لانهيمكن ان ياتي يوم وقريب يكون العراق بدونمسيحيين----شكرا

الحل بحكم ذاتي
كوردي سوري -

الدبلوماسيات والوطنيات الزائفة لن تحفظ دماء الاخوة المسيحيين وكرامتهم سواء من قبل الارهابيين أو حتى المجتمع العربي اللاارهابي. فثقافة اقصاء الآخر واهدار دمه وماله وعرضه متجذرة في دماء وعظام الانسان العربي سواء كان قوميا عروبيا أو اسلاميا أو مذهبيا. فلماذا نبقى نكذب على أنفسنا ونخدع المسحيين بكلمات فضفاضة فقدت معانيها كالوطنية والاخوة و و إلى ماهنالك من الخطب التي لامعنى لها.. فليس هنالك حل للمسحيين أو أي أقلية أخرى داخل المجتمعات العربية إلا بالإعتراف الرسمي بحقوقهم واعطائهم حكم ذاتي يديرونها بأنفسهم لأن الدول العربية والديمقراطية خطان متوازيان ولا يلتقيان مهما طال الزمن فلا الفكر العروبي ولا الاسلامي ولا الطائفي يقبل أو يرى الآخر كما هو بل يريد فرض نفسه عليه سواء شاء أو لم يشاء. لذا الحل الحقيقي لوقف نزف دماء المسحيين في العراق هي أن يكون لهم الحق في اقامة منطقة حكم ذاتي آمنة يديرونها بأنفسهم وعلى قيادة الاقليم الكوردستاني أن يحموا هذه المنطقة ويدافعوا عنها, فلا حرية ولا كرامة للكوردي مالم يعطى الحرية والكرامة لأي مكون من مكونات الشعوب الكوردستانية. فيقع هذا الواجب بالدرجة الأولى على الكورد حكومة وشعبا في حماية وتوفير حكم ذاتي للإخوة المسحيين ليديروا شؤونهم بأنفسهم ويلملوا جراحاتهم التي يتعرضون لها منذ قرون.

الصورة الثانية
خالد سليمان -

الى الاخ الذي سأل عن الصورة الثانية فهي في الموصل تمثل كنيسة مار توما كما اتذكر مقابل جامع حي ابو القاسم ويزيد عمر كل من الكنيسة والجامع على الف سنةوتقعان على نهر دجلة. شكرا لاستاذنا الجميل وشكرا للسائل على سؤاله وشكرا لايلاف لنشر جوابي

رد على كردي سوري
امل الخطيب -

تريدون حكم ذاتي للمسيحيين حتى يسيطر اقليم كردستان على اقليم نينوى . المسيحيون هم الذين يقررون وانهم ليسوا كلهم معكم بل انهم يتوجسون من مشروعكم وتاريخهم معكم ليس في وفاق وسلم . ان الارهاب ضدهم اليوم هو منظم وخطير ومدفوع ومخطط له من اجل تحقيق اهداف تتلاقى مع اهدافكم على المسيحيين العراقيين ان يكون لديهم الوعي بالخطر المحدق بهم وارجو من الاخوة الاكراد السوريين والايرانيين والاتراك ان لا يتدخلوا بشؤون العراقيين رجاء وشكرا لايلاف المعظمة

رد على كردي سوري
امل الخطيب -

تريدون حكم ذاتي للمسيحيين حتى يسيطر اقليم كردستان على اقليم نينوى . المسيحيون هم الذين يقررون وانهم ليسوا كلهم معكم بل انهم يتوجسون من مشروعكم وتاريخهم معكم ليس في وفاق وسلم . ان الارهاب ضدهم اليوم هو منظم وخطير ومدفوع ومخطط له من اجل تحقيق اهداف تتلاقى مع اهدافكم على المسيحيين العراقيين ان يكون لديهم الوعي بالخطر المحدق بهم وارجو من الاخوة الاكراد السوريين والايرانيين والاتراك ان لا يتدخلوا بشؤون العراقيين رجاء وشكرا لايلاف المعظمة

ألفتوحات
ألعدول -

هل هذا يدل على أن ألفتوحات ألأسلامية تدل على أنهامن اللذين ألتى أءخترعوا ألأستعمار?

الحلقة 2و4
ALMOOFTY -

فى الحقيقة مقالات رائعة وسرد أروع للتاريخ ولكنلماذا لا يمكن فتح الحلقتين رقم 2و4 فى اللنك الموجود بأعلى المقالة رجاء أصلاح العطل واخطارنا لأمكان قراءتها رغم اننى استطعت أن أعثر على الحلقة 4 بالبحث فى جوجول ولكن لم أستطع الأستدلال على مكان الحلقة رقم 2شكرا لكم مقدما

الحلقة 2و4
ALMOOFTY -

فى الحقيقة مقالات رائعة وسرد أروع للتاريخ ولكنلماذا لا يمكن فتح الحلقتين رقم 2و4 فى اللنك الموجود بأعلى المقالة رجاء أصلاح العطل واخطارنا لأمكان قراءتها رغم اننى استطعت أن أعثر على الحلقة 4 بالبحث فى جوجول ولكن لم أستطع الأستدلال على مكان الحلقة رقم 2شكرا لكم مقدما

صعب عليكم الفهم
كوردي سوري -

طبعا قد يكون صعبا على أمثالك فهم معنى المعنى الحقيقي للحرية والكرامة, فمثلما أنتم تتلذذون بآلام الآخرين وتجدون سعادتكم وعزتكم في انكار حقوق الآخرين وتقتيلهم وتهجيرهم كذلك الأنسان الحقيقي يرى سعادته من سعادة جاره فإذا كان المسيحي بخير فكوردستان بخير .. أعرف أنكم لاتفهمون هذه الثقافة و أقول هذا لا لأرضيكم أو أرضي أي مسلم أو مسيحي أو كوردي أو عربي أو تركماني مريض , بل أقولها من المبدأ رغم أني كوردي سوري ورغم أنني أعلم جيدا العداء والحقد الذي يحمله الكثير من المسيحين السوريين وخاصة الطائفة السريانية تجاه كل ماهو كوردي. ولكن لاني أرى أن هذه الأحقاد أمراض ولا آخذ مواقفي المبدئية كردة فعل لمواقف مريضة بل من إيماني بأنه لا يمكن لشعب أن يكون حرا كريما وشريكه في الوطن مضطهد .. أما أنت فأدعو الله لك بالشفاء العاجل من الحقد الذي سيدمركم قبلما يدمر الكوردي والمسيحي. أما ما تدعينه تدخل فنحن نراه واجب مقدس طالما ندافع عن المظلومين ولانصدر الحقد والقتل مثلكم , هذا من جهة ومن جهة أخرى كردستان أرض واحدة ولو كانت مقسمة ومحتلة من قبل اربع دول نحن لانعترف بحدودها . فمن حقي أنا أتدخل بأي شكل كان وفي أي بقعة كانت من كوردستان لأجل انتزاع حقي وقلع عين المعتدي المحتل ومرتزقته. أما من وكيف نريد مستقبل بلادنا مستقبلا , فالشعوب تقررها بديمقراطية ولا يهم أن يحكم كوردستان مسيحي أو أيزيدي أو يهودي أو مسلم أو أي كان المهمأن يكون عادلا ولا يفرق بين الناس على أساس معتقداتهم وانتمائاتهم.

انها الموصل
عمر احمد -

هذه الصورة في مدينة الموصل وفي ساحلها الايمن حيث تقع هذه الكنيسة بالقرب من مرقد الامام يحيى ابو القاسم وكذلك اما جامع الباهر ، هذه الموصل التي تعرضت لاعتى الغزوات على مر زمانها وعصرها ولكن لم تتعرض لحمتها لما تعرضت اليه الان من كل غريب اتى عليها .

السكان الاصليين
ابو ايمان -

ياحبذا لو يقوم الاستاذ سيار بتلخيص تاريخالمسيحيين في الحيره واثار كنائسهم المتواجده للان والتي بنبت قبل غزو فارسومن المسؤول عن مذابح 70 الف منهم . هي ثقافة كراهية الاخر التي ورثناها مناجدادنا وثقافتهم الدينيه .

Way of talking
Iraqi, Hassan -

The way Mr. AlJamil is talking about Iraqi Christian is as if they are strangers to the country not one of the oldest founders of the Estren Church in the middle east. even older then Al-Jamil ancesters presence in Iraq.I hope he review his way of talking and his position regarding the matter specially in that specific veiw. AlIraqi, Hassan

السكان الاصليين
ابو ايمان -

ياحبذا لو يقوم الاستاذ سيار بتلخيص تاريخالمسيحيين في الحيره واثار كنائسهم المتواجده للان والتي بنبت قبل غزو فارسومن المسؤول عن مذابح 70 الف منهم . هي ثقافة كراهية الاخر التي ورثناها مناجدادنا وثقافتهم الدينيه .

إلى امل, بذرة الفتنة
aziz -

في ظل ثقافة العنف والإبادة وتفشي الأصولية في أرض بابل، وسعي القوى الظلامية إلى أفراغ العراق من شعبه المسيحي، لم يجد هؤلاء المسيحيون أمامهم سوى إقليم كردستان العراق ملجأ آمناً لهم. وليس بالشيء الجديد أن نجد هذه البادرة الإنسانية من حكومة إقليم كردستان العراق الفيديرالي تجاه الشعب المسيحي، فهي تنبع من الثقافة المتأصلة داخل المجتمع الكردستاني منذ القدم، وقد شجعها الزعيم القومي مصطفى البارزاني في العصر الحديث، حيث كان مشهوراً بالتسامح القومي والديني وقبول الآخر المختلف واحترام وجوده وحقوقه ومعتقداته. ما يضفي قوة على تلك الثقافة ما تضمنته مواد دستور كردستان الفيديرالي، والقوانين الخاصة بحقوق القوميات والأديان الكردستانية من تركمان وكلدان وآشوريين وعرب وأرمن. فقد تضمّن أن: الدستور يكــفل حــق مواطني الإقليم في تعليم أبنائهم للغاتهم الأم، واعتبارها لغات رسمية في الــوحدات الإدارية التي يشكل الناطقون فيها كــثافــة سكــانية. وأن المـواطنين متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات من دون تمييز بسبب الجنس، أو العرق، أو اللون، أو اللغة. ويتمتع المسيحيون في إقليم كردستان العراق بحرية العمل السياسي والحزبي والثقافي، وبالمشاركة في السلطة التنفيذية والبرلمان (لهم خمسة نواب في المجلس الوطني لكردستان العراق وثلاثة وزراء في حكومة الإقليم). لقد أقدم نظام صدام السابق على حرق المئات من القرى والقصبات المسيحية في كردستان العراق وسهل نينوى، وسويت المئات منها بالأرض، وتم تهجير سكانها إلى بغداد وغيرها من المدن جرّاء القصف الجوي، وذلك بسبب مشاركة المسيحيين الفعالة والنشطة مع أخوتهم من الشعب الكردي، وتعاطفهم مع عدالة القضية الكردية ودورهم المميز في رفد وتغذية الأحزاب الوطنية العراقية. وقد تعرضت حملة الأنفال (1988) لبلدات مسيحية في إقليم كردستان بحيث أبيد العديد منها (250 قرية) وأعدم المئات من شبابها واضطرت أعداد كبيرة للهرب الى الخارج فصارت جاليات في أميركا وأستراليا وشمال أوروبا وكندا. وبادرت حكومة كردستان إلى فتح أبوابها أمام المسيحيين المهجّرين سابقاً والفارين حالياً من عمليات القتل والإرهاب، وإعادتهم إلى قراهم التي كانت تحولت إلى مستوطنات عربية على يد البعث الحاكم وحاشيته، وسمحت الحكومة الكردية للاجئين بالاستقرار في عين كاوا وشقلاوة والسليمانية وغيرها من المناطق والقرى. وتعمل مؤسس

no 10
Rizgar -

Aziz you are always Aziz to us ...thanks

إلى امل, بذرة الفتنة
aziz -

في ظل ثقافة العنف والإبادة وتفشي الأصولية في أرض بابل، وسعي القوى الظلامية إلى أفراغ العراق من شعبه المسيحي، لم يجد هؤلاء المسيحيون أمامهم سوى إقليم كردستان العراق ملجأ آمناً لهم. وليس بالشيء الجديد أن نجد هذه البادرة الإنسانية من حكومة إقليم كردستان العراق الفيديرالي تجاه الشعب المسيحي، فهي تنبع من الثقافة المتأصلة داخل المجتمع الكردستاني منذ القدم، وقد شجعها الزعيم القومي مصطفى البارزاني في العصر الحديث، حيث كان مشهوراً بالتسامح القومي والديني وقبول الآخر المختلف واحترام وجوده وحقوقه ومعتقداته. ما يضفي قوة على تلك الثقافة ما تضمنته مواد دستور كردستان الفيديرالي، والقوانين الخاصة بحقوق القوميات والأديان الكردستانية من تركمان وكلدان وآشوريين وعرب وأرمن. فقد تضمّن أن: الدستور يكــفل حــق مواطني الإقليم في تعليم أبنائهم للغاتهم الأم، واعتبارها لغات رسمية في الــوحدات الإدارية التي يشكل الناطقون فيها كــثافــة سكــانية. وأن المـواطنين متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات من دون تمييز بسبب الجنس، أو العرق، أو اللون، أو اللغة. ويتمتع المسيحيون في إقليم كردستان العراق بحرية العمل السياسي والحزبي والثقافي، وبالمشاركة في السلطة التنفيذية والبرلمان (لهم خمسة نواب في المجلس الوطني لكردستان العراق وثلاثة وزراء في حكومة الإقليم). لقد أقدم نظام صدام السابق على حرق المئات من القرى والقصبات المسيحية في كردستان العراق وسهل نينوى، وسويت المئات منها بالأرض، وتم تهجير سكانها إلى بغداد وغيرها من المدن جرّاء القصف الجوي، وذلك بسبب مشاركة المسيحيين الفعالة والنشطة مع أخوتهم من الشعب الكردي، وتعاطفهم مع عدالة القضية الكردية ودورهم المميز في رفد وتغذية الأحزاب الوطنية العراقية. وقد تعرضت حملة الأنفال (1988) لبلدات مسيحية في إقليم كردستان بحيث أبيد العديد منها (250 قرية) وأعدم المئات من شبابها واضطرت أعداد كبيرة للهرب الى الخارج فصارت جاليات في أميركا وأستراليا وشمال أوروبا وكندا. وبادرت حكومة كردستان إلى فتح أبوابها أمام المسيحيين المهجّرين سابقاً والفارين حالياً من عمليات القتل والإرهاب، وإعادتهم إلى قراهم التي كانت تحولت إلى مستوطنات عربية على يد البعث الحاكم وحاشيته، وسمحت الحكومة الكردية للاجئين بالاستقرار في عين كاوا وشقلاوة والسليمانية وغيرها من المناطق والقرى. وتعمل مؤسس

رد على رقم 9
جوليت يوسف -

يبدو انك ضد الاستاذ الكاتب لكي تقول هذا الكلام . انك لو قرأت الحلقات السابقة لما كتبت مثل هذا الكلام لقد اعتبرنا الاستاذ الكاتب اصل العراق واثبت ذلك بالادلةمن التاريخ فاسحب كلامك يا اخي فهو مردود عليك ونحن المسيحيين نقدم التحية لاستاذ سيار لأنه كتب عن المسيحيين العراقيين منذ سنين طويلة ودافع عنهم ووقف ضد الارهاب الذي يهاجمهم

الصورة الثانية
نبيل يونس دمان -

انا اتصور ان الصورة الثانية ليست في العراق بل خارجه والجواب الحاسم عند الدكتور سيار الجميل الذي يستحق الشكر والتقدير على موضوعه الشيق والهادف باجزائه الخمسة والى المزيد من المواضيع الاثنية الاخرى

رد على رقم 9
جوليت يوسف -

يبدو انك ضد الاستاذ الكاتب لكي تقول هذا الكلام . انك لو قرأت الحلقات السابقة لما كتبت مثل هذا الكلام لقد اعتبرنا الاستاذ الكاتب اصل العراق واثبت ذلك بالادلةمن التاريخ فاسحب كلامك يا اخي فهو مردود عليك ونحن المسيحيين نقدم التحية لاستاذ سيار لأنه كتب عن المسيحيين العراقيين منذ سنين طويلة ودافع عنهم ووقف ضد الارهاب الذي يهاجمهم

no 13
Rizgar -

Not sure , but I do belive it is Monastery of St. MatteThis famous monastery is situated about 20 km east of Mosul on the top of a high mountain (Mount Maqloub). It was built by Mar Matte; a monk who fled with several other monks 362 AD from the Monastery of Zuknin near the City of Amid (Diyar Bakir nowadays) in the southern part of Asia Minor and the north of Iraq (Nowadays)during the reign of Emperor Julian the Apostate (361-363 AD). It has a precious library containing Syrianic scriptures. once again I think it is monastery , of Mar Matti renovated

...
سنحاريب اشوري -

مخالف لشروط النشر

no 13
Rizgar -

Not sure , but I do belive it is Monastery of St. MatteThis famous monastery is situated about 20 km east of Mosul on the top of a high mountain (Mount Maqloub). It was built by Mar Matte; a monk who fled with several other monks 362 AD from the Monastery of Zuknin near the City of Amid (Diyar Bakir nowadays) in the southern part of Asia Minor and the north of Iraq (Nowadays)during the reign of Emperor Julian the Apostate (361-363 AD). It has a precious library containing Syrianic scriptures. once again I think it is monastery , of Mar Matti renovated

تحية
باسم يوسف -

الاستاذ الكريم سيار المحترم:تحية طيبة لكم على هذا المجهود الرائع ليت الجهلاءواصحاب العقول العفنة تتطلع على هذا الارث الحضاري المشرف لمسحيي العراق و ماذا يعني افراغ الوطن من هذه الشريحة المثقفة . اضم صوتي الى صوتكم في تحميل مايسمى بالحكومةالعراقية الجزء الكبير من مايحدث لشعبنا.

ثلاثينيات القرن العش
بنيامين. م. بنيامين -

استاذ سيار الجميل إنك تنادي بأفكار ساطع الحصري ورشيد عالي الكيلاني : لما هذا الحقد على ;الملة الآثورية ـ الآشورية؟لما تشويه التأريخ والأحداث في الثلاثينات من القرن الماضي. ليسامحك الرب

تحية
باسم يوسف -

الاستاذ الكريم سيار المحترم:تحية طيبة لكم على هذا المجهود الرائع ليت الجهلاءواصحاب العقول العفنة تتطلع على هذا الارث الحضاري المشرف لمسحيي العراق و ماذا يعني افراغ الوطن من هذه الشريحة المثقفة . اضم صوتي الى صوتكم في تحميل مايسمى بالحكومةالعراقية الجزء الكبير من مايحدث لشعبنا.

الى المعلق رقم 7
عراقيه -

مخالف لشروط النشر

بعض الملاحظات!
آشور بيث شليمون -

أولا، نشكر الأستاذ سيار الجميل على هذه المبادرة كي يكتب عما يسميه المسيحيون العراقيون، في وقت نحن نخالف هذه التسمية كونها دينية ومذهبية، وذلك لسبب بسيط وهو ان هذه الأقلية المسيحية أصولها من الشمال الآشوري وليس من الوسط أم من الجنوب.إن الفتح العربي الإسلامي بعذ أقل من أربعة قرون لم ينج مسيحيا واحدا جنوب بغداد إذ دخلوا الإسلام أما طوعا - بسبب الضرائب الباهظة - أو إكراها.وكان مصير الشمال الآشوري نفس الشيء ولكن الأسلمة والتعريب كانت تسير ببطء جدا، حتى ثقال ان المسيحية كانت على قدم وساق في الموصل، سامراء وتكريت حتى أواخر القرن الرابع عشر.وما أريد ان أشدد عليه وهو ان سكان الشمال كان آشوريا بحتا وهذا ما يدعمه المؤرخون، بينما الجنوب كان خليطا من الشعوب الغير المنسجمة مع بعضها البعض ومن ضمنهم في أقصى الجنوب الكلدان القدامى - أي الكلدان هم سكان الجنوب ولا الشمال، وغالبيتهم في الشمال غير صحيح في وقت لا وجود لهم في الجنوب حيث يدحض هويتهم الكلدانية المزيفة والتي أغدق عليهم بابا روما بها. لذلك ما يسمى الكلدان وهم في هذه الحالة سكان الشمال الآشوري أصلا، ولكن بابا روما ( يوجين الرابع 1443 ميلادية ) هو الذي أطلق هذه التسمية على أولئك المنفصلين من الكنيسة المشرقية القديمة التي كانت في القرون الأخيرة متمثلة بالشعب الآشوري وفي الشمال.إن رجال الكاثوليك هم وراء هذه الحملة في تزوير وتشويه التاريخ القومي وحتى الكنسي بإنضمامهم الى الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تتآمر على كل الكنائس الوطنية في الشرق الاوسط منذ عصور الأولى للمسيحية وهذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار بفعل نفوذها لدى الدول الإستعمارية بقيادة فرنسا الكاثوليكية.طبعا الكنيسة الكاثوليكية استخدمت المال في شراء الضمائر وما على الإكليروس ما يسمى الكلداني ان يعمل للحفاظ على مكتسباتهم ومنافعهم وهم الأولون الذين يحاولون تزوير تاريخنا الآشوري وحتى الكنسي ويكفي بأنهم يستخدمون اللغة العربية وضربوا مؤلفات أجدادنا الكنسيين جانبا والذين يشيدون بمجد آثور حيث أحدهم وهو العلامة كيوركيس وردا الأربيلي - توفي عام 1225 ميلادية - يصف بلاد آثور ب مبعث العلم ومقرظا آشور والآشورية في شعره، بينما هؤلاء إكليروس كلدان ; روما لا يذكرون هذا لشعبهم كونهم يخشون الشعب الذي تحايلوا عليه خوفا من الإنقلاب عليهم على كل هذا سيحدث بإذن الرب عاجلا ام آج

الى المعلق رقم 7
عراقيه -

مخالف لشروط النشر

تزوير
دجلة -

في تعداد 1977 اصدرت الحكومة العراقية تعليمات بتسجيل القومية للكلدان والاشورين والسريان عرب

the second picture
Ashoor Alnamrodi -

to comment 1,4,13 the second picture is taken in Mosul the right side of Dichla river and you see in the picture Yehya abu alkasim mosque and Caldean pateriatrich aslo the building of nineva health authority which is adjacent to Bashtabia

the second picture
Ashoor Alnamrodi -

to comment 1,4,13 the second picture is taken in Mosul the right side of Dichla river and you see in the picture Yehya abu alkasim mosque and Caldean pateriatrich aslo the building of nineva health authority which is adjacent to Bashtabia