إذاً هم بيننا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"إذاً هم بيننا"!، ذلك ما خلصت إليه أبرز ردود أفعال قائمة من أصدقاء تقنية الاتصالات الشهيرة كـ بلاك بيري أو فيسبوك أو تويتر وغيرها، عندما أعاد لي مجموعة من الأصدقاء رسالتي العاجلة على خلفية إعلان الداخلية السعودية بالقبض على 149 شخصاً من أفراد تنظيم القاعدة وأصحاب الفكر التكفيري، ومن كانوا يخططون لعمليات تخريبية أبرزها إغتيالاتٍ تستهدف المسؤولين ورجال الأمن والإعلاميين أيضاً، وزد على ذلك أن من مخططاتهم 10 عمليات كانت وشيكة التنفيذ في بلادي!
ماذا يعني ذلك؟ هل يعني أننا نعيش في مجتمع واحد!؟ نسير في طرقات العاصمة المزدحمة ونتبادل السلام!؟ ندخل مصحّات المدينة ونخضع للعلاج معاً!؟ نرتاد أثنينية أو ثلاثية أو خميسية ثقافية اقتصادية اجتماعية وغيرها معاً!؟ نقرأ صحف اليوم الورقية مع قهوة الصباح على قارعة مجمّع العقارية في مقهى أرتاده!؟
إذاً أنا الآن محظوظ.. هاه !! لا.. لا.. أنا الآن مستهدف!. بالتأكيد أنا الآن مستهدف! وتحديداً ممن هم بيننا من تنظيم القاعدة! يتعايشون معنا وفكرهم التغريب وهدفهم التخريب! فبينما هم بيننا وبينما كانوا يخططون لعمليات إرهابية واغتيالات، فقد يستهدفوني وزملاء القلم من الإعلاميين! لما لا ولما لا أكون أنا ممن كانوا سيستهدفون!؟ فأنا من تجرأت يوماً وكتبت: "أمي العزيزة عضو في تنظيم القاعدة".. كذلك بالأمس البعيد تجرأت ونقلت أخبار القبض على بعض أفرادهم وإحباط مخططاتهم منذ أن استهدفوا مبنى وزارة الداخلية السعودية عام 2004 إلى حين أحبطت السلطات الأمنية السعودية 19 خلية من خلاياهم بالأمس القريب وعبر وسائل الاتصال الفعّال والتقنية.. ولأني أيضاً مارسة الحرّية الصحافية عبر النقل التلفزيوني الحرّ للواقع المرّ على شاشة القناة الفرنسية 24 بينما أنا مستأمن في نقلي للحقيقة!؟
ياااا سيّد، يا من تقرأ مقالي هذا وأنت من أرباب الفكر التكفيري وفرد من أفراد القاعدة.. يا من تعيش بيننا ونتعايش معك بينما أنت ممّن يدّعي مسائل فكريّة أو خيرية أو دعوية أو تنويرية أو غيرها، فيما ترتبط بعنقك كما هو حال الماشية تمشي مع من قادها ! ياااا سيّد، إني أنا "سعيد الجابر" وبلدي، وسلطات الأمن في بلدي، والشعب الكريم في بلدي، وكل شعوب العالم الداعية للإنسانية قبل جميع الأديان المحترمة ننبذك.. ونستنكر أفعالك.. ولن يأتي يوماً ونغفر لك! فالعمر مرة واحدة، والموت مرة واحدة، والحياة مرة واحدة.. فكيف تأتي وتتعايش بيننا بينما تتمرّد شيئاً فشيئاً على كرامة النفوس البشرية لتسعى في وأدها أو تقتل أنفساً وتساهم في خراب الديار بغير حق!؟
ومضة قلم: إن كنت ترى بأنك على حق، أخرج عن صمتك وسراديب الظلام وحاول إقناع شعوب العالم بفكرك التكفيري والإرهابي؟ ولكن بصوتٍ عالٍ... فيما عدا ذلك، إذاً أنت على باطل ومن معك ومن يقتاد محبي الأعمال الخيرية في المجتمعات من شبابنا أمثالك.. وحينها ستخسأ فيها أنت ومن معك ولن تكلّمون!؟
* كاتب وإعلامي سعودي
saeed@elaph.com