كتَّاب إيلاف

الحواسم وبازار المناصب؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الحواسم اسم اراد به النظام السابق ان يكون عنوانا لآخر حروبه مع العالم فتحول ليلة سقوطه الى مصطلح استخدم للتعبير عن كل عمليات السلب والنهب والسرقة ( التي لا يخجل منها مقترفيها ويمارسونها امام الملأ بغياب الدولة وبأمر من اعلى سلطاتها المنهارة ) حيث تعرضت لها البلاد على ايدي اتباع نظام الدكتاتور صدام حسين وعصابات المجرمين الذين اطلق سراحهم قبيل الحرب بعدة اشهر اضافة الى مجاميع السراق والغوغاء الذين تنتجهم دائما حالة الفلتان وفقدان سلطة القانون ومؤسساته وانهيار الدولة، فقد استولت هذه العصابات والافراد تحت غطاء الحواسم على كل ما يمكن حمله وسرقته امام انظار القوات الامريكية التي دخلت معظم المدن العراقية، وامام عدسات الكاميرات التي انتشرت بشكل مذهل في معظم الاماكن التي تعرضت للنهب والسلب، ولم تقتصر عملية الحواسم على المدن الكبيرة فقط بل انتشرت لتشمل كل ما له علاقة بالقطاع العام التابع للدولة اين ما كان ( بما في ذلك رياض الاطفال والمدارس والجامعات ودور العجزة والأيتام ) وبالذات بعدما اباح رئيس النظام في احدى خطبه قبل القاء القبض عليه داخل تلك الحفرة الشهيرة قرب مدينة تكريت مسقط رأسه، حيث احل لأعضاء وقيادات حزبه واداراته في كل البلاد الاستحواذ على جميع تلك الممتلكات واعتبارها ملكا من املاكهم جنبا الى جنب مع مجاميع المجرمين الذين اطلق سراحهم قبيل الحرب بعدة اشهر.

وهذا يعني ان أي موظف يسمح لنفسه او يبرر ما يحدث مديرا كان او امينا على مالٍ او مخازن او مستندات ووثائق، او سائق عجلة او سفينة او طائرة جنديا كان أم ضابطا، وهكذا دواليك كافة القيادات الادارية والحزبية الا ما منعه حليب امه وتربية ذويه وانتمائه الاخلاقي والاجتماعي، وباستثناء هؤلاء اجاز الآخرون لأنفسهم الاستحواذ على تلك الأشياء بأمر رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، بمعنى ان امر الاستملاك صادر من اعلى سلطة في البلاد، وبذلك ابيحت ممتلكات الدولة والشعب للسلب والنهب والسرقة بأمر الحكومة مما يعطيها شرعية على الأقل اجتماعية ان لم نقل قانونية او سياسية حتى للذين ربما يضعون حدودا بين الحلال والحرام من تشكيلات ذلك النظام واتباعه، وبذلك اشيعت محرمات وازيلت حدود الفصل بين الحلال والحرام وتسابق الكثير في النهب والسلب والسرقة حتى غدت تلك الممارسة واحدة من اخطر وابشع ما يواجه نظامنا الجديد حيث امتدت بكل تفاصيلها وممارساتها الى الزمن الجديد، حيث تعرضت البلاد الى اسوء اشكال الفساد المالي والاداري خلال السنوات المنصرمة منذ ذلك التاريخ واصبحت اشكال وتطبيقات تلك العملية تمتد لتشمل باشكالها وممارساتها معظم مفاصل الدولة ومؤسساتها، بل انتشرت بشكل مخيف الى درجة ضياع عشرات المليارات من الدولارات واضعافها من قيمة النفط المهرب وعمولات الاستثمار والتطوير النفطي وحملات البناء والمشاريع باسم اعمار العراق ناهيك عن مئات المؤتمرات والندوات التي تقام في عواصم العالم تحت غطاء العراق واعماره او تدريب ابنائه(!)

لقد راجت منذ عدة سنوات تجارة بيع المناصب وبازارها الذي انتشر في العاصمة وغيرها من المحافظات اما عن طريق الكتل البرلمانية واحزابها المتنفذة او من خلال مجالس المحافظات وصولا الى رأس الهرم بواسطة شبكة من السماسرة والمنتفعين ( الدلالين ) الذين يعرضون بضاعتهم من المناصب ابتداءً من الادارات العامة والمواقع الخاصة والقيادات في الجيش او الشرطة وصولا الى ما يشاع اليوم من اسعار تنافسية لوزارات الحكومة التي حددتها احدى اعضاء مجلس النواب* بخمسة ملايين دولار لكرسي الوزارة السيادية!؟

وبصرف النظر عن دقة هذا التصريح او عن السعر وكميته فان الفساد قد طال كل مؤسسات الدولة، وان الإفساد تقف وراءه مجاميع متخصصة في الدلالة السياسية وبقالة المناصب على حساب تقهقر المواطن وانحسار دوره كليا، بل ان مفاصل مهمة من الدولة تم اختراقها من قبل عصابات تهريب البشر وبيعه الى دول اوربا تحت ذريعة ايصالهم الى الجنة الموعودة هناك وما يحصل عند اطراف حدود البلاد مع كل دول الجوار من عمليات ادخال الارهابيين من هذه الدول وغيرها تؤكد ان بازار المناصب والمسؤوليات لم يعد يخضع ربما لسقف الاسعار فقط بل اصبح اسير بورصات دول الجوار ومصالحها وناشطيها هنا في الجسد العراقي!


وعلى هذه الخلفية يتم اليوم بدأ دورة جديدة للحكم في البلاد بعد ان نجح الفرقاء في تدوير عجلة هذه المركبة في اربيل لكي تستمر في بغداد وهي تواجه مطبات مليئة بالعبوات والألغام في مقدمتها تحديات مجلس النواب الجديد والحكومة المرتقبة وهي تلك الملفات من الفساد والحواسم في كل الوزارات والدوائر والرئاسات الثلاث التي اتهمت طيلة السنوات الماضية اما بالسكوت عن تلك الملفات او الضلوع فيها، وهي فرصة اليوم لكي تثبت هذه المؤسسات سواء في البرلمان او الحكومة جديتها وتعهداتها بل وبراءتها من تلك الصفقات وكل ما يجري في بازار المناصب والحواسم سياسيا واقتصاديا واخلاقيا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* توقعت القيادية في تجمع الوطني المستقل والنائب عن القائمة العراقية وحدة الجميلي حصول صفقات مالية خلال عملية توزيع الوزارات بين الكتل السياسية، مشيرة في الوقت ذاته الى ان الوزارت الامنية قد تصل قيمتها الى (5) مليون دولار.
وقالت الجميلي في تصريح لمراسل (الوكالة الاخبارية للانباء) اليوم الاحد: ان بعض الوزارات السيادية والخدمية تباع بين الكتل السياسية بارقام خيالية، مضيفةًً :"هناك وزارات أمنية وبالاخص الدفاع والداخلية تباع وبارقام خيالية،وقد تصل الى 5 مليون دولار، ولم تكشف الجميلي عن المزيد، بيد انها حذرت من ادخال الصفقات المالية بتشكيل الحكومة وبالاخص الامنية كونها تهم المواطن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا أريد قطع رزقك
کوردستاني -

سلمت يداك يا سيد کفاح على هذا المقال وحبذا لو تکملها بمقال خاص عن وضع الفساد في أقليم کوردستان، لأن مقالتك هذه‌ أخفت فساد کوردستان تحت عباءة الفساد الأکبر في بغداد.

.............
فاضل عثمان -

ان الكاتب الكردي يحاول تحويل الانظار عن الفساد ورؤوس المافيات الكردية في شمال العراق المحتل من العصابات الكردية المتصهينة

حواسم
احمد -

ليس غريباً على عراق اليوم مايدور من فساد اداري ومالي بلا رحمة وشفقة، لان هذا الداء مزمن في العراق منذ قديم الزمان،ففي العصر العباسي المتأخر وصل الحد بان يباع منصب الخليفة ذاته بالمال فكيف اذا وصلت الفوضى اعلى مراحلها، بل الادهى من ذلك صارت الحوسمة شرف اجتماعي لدى البعض وفخراً ايضا، انا اعرف احدهم ليس لديه سوى الشهادة الابتدائية وكان جندي متخلف، صار الان برتبة فريق في الجيش بعد سقوط الصنم وقد استغل منصبه هذا ليتقدم الى احد الكليات المرموقه بشهادة مزورة لياخذ بكلوريوس وطبعا لم يدخل لامتحان يوم واحد بل لم يطالع المقرر الدراسي لانه لايملك المستوى العلمي لكي يفهم الدرس ورغم هذا هو الان لديه شهادة ومنصب كبير،بالمناسبة ان هذا الشخص لم يناظل يوم ضد النظام السابق لاني اعرف تاريخه جيداً لكنه افاق وانتهازي شأنه شأن من استطاع ان يحوسم المناصب واموال الدولة لانه يعرف من اين تؤكل الكتف وامثاله كثر في عراق الديمقراطية اليوم، وهذا هو عراق اليوم ويالاسف

no to malekee
majed -

المظلوميه شعار ابديالسلطه الان تحت ايدي اصحاب المظلوميه وحتى يبقى هذا الشعار حيا في النفوس كان لزاما عليهم تطبيقه وبكل المفاهيم والمناحي فمثلا نسمع صرفهم المليارات على جيش البرتقاله والاحزاب في الخضراء والنتيجه لم يتوفر الامان حتى لزقاق يبعد مئة متر عنهم وعندها يصرخون ويندبون حظهم على مظلوميتهم وجور الزمان ويعزفون اسطوانتهم على التكفيريين والبعثيين والصداميين وفي هذا الموضوع المنشور جانب اخر يبين المظلوميه بين مظلوميهم ...لو فكروا قليلا فمورد اي قبر او مزار وفقط لشهر واحد ممكن ان يغير احوالهم ويفيقوا من غفوتهم وقفل عقولهم...اقتباس- يصرخون بملأ أشداقهم ويا لسخرية الأقدار وعبثها\& ; هيهات منا الذلة\& ; والذل يعفر جباهم ويعشعش فوق رؤسهم البليدة ويتحرك كالفطريات بين أصابع أقدامهم. يعيشون بذل ما بعده ذل، ويموتون بذل ما بعده من ذل و\& ;هيهات منا الذلة\& ;! يأكلون بذل ويشربون بذل ويعملون بذل و\& ;هيهات منا الذلة\& ;! يلاحقهم الذل كظلهم في كل مكان ويتوسد معهم نفس السرير و هيهات منا الذلة\ ;! ينامون على بساط من ذل ويلتحفون بغطاء من ذل و\ ; هيهات منا الذلة \ تسرق ثرواتهم أمام أعينهم و\& ;هيهات منا الذلة\ وترمل نسائهم وييتم أطفالهم و\& هيهات منا الذلة تحتل بلادهم من قبل الغزاة ويركعون لتقبيل بساطيلهم ويتسابقون لتقبيل الأيادي الآثمة التي تصفعهم و\ هيهات منا الذلة\ يزحفون على أربع كالبهائم لمرقدك الشريف ولا يهبون للدفاع ضد الغزاة الزاحفين لتدنيس عتبتك المقدسة و\ هيهات منا الذلة\ كأني أرى الذل يضمهم بين أحضانه يدفئهم كما تضم الدجاجة فراخها تحت جناحيها. الحقيقة هذا ماتريده المرجعية (الصفوية) أن يبقى الشعب في جهله, بل وأكثر من ذلك تريده اميا, همجيا, لايفقه شياء.بهذا وحده يستمروا بالتسلط على رقاب هؤلاء المساكين, بل وحتى في عيشتهم الرثة هذه يطالبوهم بالخمس, و........., ويسيروهم كيف ما شاءوا, ولايريدوهم ان يتعلموا ألا مايعلموهم. والحقيقة المرة هي التبعية العمياء لأهل العمايم... فمتى يعي هؤلاء الحقيقة ومتى يتجرأون ويسألون ابو عمامة السوء من اين لك هذا, ومتى يفكرون لماذا هم بهذ الحال والسيد (مناف الناجي) وأمثاله يعيشون ارقى عيشة, ومتى يسألون أنفسهم هل كان أئمة اهل البيت (رض) أكثر الناس تواضعا وزهدا وبعيدين كل البعد عن مفاتن الدنيا, مشغولين بالعمل للأخرة, فهل هؤلاء المعممين تبع لأه

كوردستان ليس محتلة
عراقي-من كوردستان -

بعض التعليقات من بعض الاخوة تعبر عن الحقد الذي تغوي في نفوس اولئك. كوردستان والحمد لله اصبحت كدولة وهي غير محتلة من قبل احد لانها قد تحررت والحمد لله قبل 20 عاما واليوم هي في غاية السعادة لانها تخلصت من الاحتلال العروبي ونتمنى من الله تحرير كوردستان الشمالية من تركيا وكوردستان الشرقية من اسيران والغربية من سوريا العروبية المقيته. والى الامام يا ابناء صلاح الدين, وتبا للحاسدين والحاقدين.

نظام الحواسم
observer -

اذا سرقوا قالوا بسبب النظام السابق واذا خانوا قالوا بسبب النظام السابق واذا ارتشوا قالوا ببسبب النظام السابق واذا قتلوا قالوا بسبب النظام السابق.وهل عقدة النظام السابق ستلازمكم الى الابد واذا لازلتم اسرى بافعالكم لموروث النظام السابق فاين يد المرجعية الرشيدة واين الاحزاب الدينية الشريفة وهل تقليدكم هو لهم ام للنظام السابق.كفى نفاقا ايها الكتاب الانتهازببن انتم اعلم الناس بما انتم عليه من فساد اخلاقي وعقائدي وهذا هو السبب الحققيقي لما ال اليه البلد من خراب ودمار وتخلف لان الامر وسد الى الرعاع والسوقة والجهال واغتيل العلم والعلماءوقتل المفكرين والنصحاء وسحلت الثقافة في الشوارع واستبدلت بمواكب اللطم والتطبير.اليس الحواسم هم نفسهم من يمسكون بزمام الامر الان هل هم اتباع النظام السابق ام اتباع المرحعية.ان الاناء لينضح بما فيه

نظام الحواسم
observer -

اذا سرقوا قالوا بسبب النظام السابق واذا خانوا قالوا بسبب النظام السابق واذا ارتشوا قالوا ببسبب النظام السابق واذا قتلوا قالوا بسبب النظام السابق.وهل عقدة النظام السابق ستلازمكم الى الابد واذا لازلتم اسرى بافعالكم لموروث النظام السابق فاين يد المرجعية الرشيدة واين الاحزاب الدينية الشريفة وهل تقليدكم هو لهم ام للنظام السابق.كفى نفاقا ايها الكتاب الانتهازببن انتم اعلم الناس بما انتم عليه من فساد اخلاقي وعقائدي وهذا هو السبب الحققيقي لما ال اليه البلد من خراب ودمار وتخلف لان الامر وسد الى الرعاع والسوقة والجهال واغتيل العلم والعلماءوقتل المفكرين والنصحاء وسحلت الثقافة في الشوارع واستبدلت بمواكب اللطم والتطبير.اليس الحواسم هم نفسهم من يمسكون بزمام الامر الان هل هم اتباع النظام السابق ام اتباع المرحعية.ان الاناء لينضح بما فيه

قل الحقيقة
هارون -

اقتبس منك ((حيث تعرضت لها البلاد على ايدي اتباع نظام الدكتاتور صدام حسين ))((وبالذات بعدما اباح رئيس النظام في احدى خطبه قبل القاء القبض عليه داخل تلك الحفرة الشهيرة قرب مدينة تكريت مسقط رأسه، حيث احل لأعضاء وقيادات حزبه واداراته في كل البلاد الاستحواذ على جميع تلك الممتلكات واعتبارها ملكا من املاكهم جنبا الى جنب مع مجاميع المجرمين الذين اطلق سراحهم قبيل الحرب بعدة اشهر. )) لماذالا تكون منصفا وصادقا عندما تكتب واذا كنت ايها الكاتب المحترم تحاول ان تشوه الحقائق وان تضحك على الاخرين فانت لا تستطيع ان تفعل ذلك مع اناس عايشوا الواقع. لقد رايت بام عيني كيف اندفع الشروك في مدينة الصدر النورة وبالملايين لسرقة وتخريب بغداد وهدم معالمها وسرقة مؤسسات الدوله ولا علاقة لصدام حسين بما حصل .