فضاء الرأي

مونديال 2022 والإعجاز القطري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بما يشبه المعجزة استطاعت قطر أن تنتزع بطاقة تنظيم مونديال كأس العالم لكرة القدم للعام 2022 من بين أيدي الكبار في عالمنا الراهن وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
استطاعت قطر الشقيقة الصغرى للدول العربية، والدولة الصغيرة مساحة وسكانا وتاريخا وجغرافيا أن تحقق ما عجز عنه الكبار، وأن تنقل للمنطقة العربية في شرقها الخليجي فعاليات أكبر بطولة يتابعها العالم على كوكب الأرض، واستطاعت أن تضع نفسها في قلب الحدث الرياضي، وفي حضن الإعلام بمختلف وسائطه مدة 12عاما على الأقل حتى قيام البطولة، وفي حضن التاريخ الرياضي إلى الأبد.
قطر فعلت ما عجز عنه الكبار، سواء على مستوى العراقة والتاريخ، أم على مستوى التقدم التكنولوجي، فهي لم تحصل على (صفر) في الاستفتاء على المونديال، ولم تخش التوجه إلى هذا المحفل الدولي الرياضي (الفيفا) لتسعى لانتزاع هذه البطاقة التاريخية، ولم تتردد في كونها دولة صغيرة الحجم، لتتحدى دولا عملاقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، وغيرهما.. إنما تقدمت بملف قوي للغاية فنيا وتقنيا وإبداعيا، تقدمت بثقة لتبرز للعالم وجهها الجديد المبني على التسامح والحوار والتحضر، وجهها الواقعي الذي سعت إلى تكريسه منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد ( 27 يونيو 1995) ، وهو وجه يقوم على مبدأ : فن الممكن، لا فن الاحتمالات والتخيلات والعنتريات.
وعلى الرغم من الاختلاف الكبير الرسمي الذي أبدته بعض الدول العربية مع الشقيقة قطر من ناحية قيامها بتصرفات اعتبرت غير مسؤولة كفتحها مكتب تجاري للدولة العبرية، وانتقادها لبعض الأنظمة العربية عبر قناة الجزيرة، ودعوتها للحوار مع أطراف خلافية مع العرب مثل (إيران) وفتح قاعدة السيلية للأمريكان في وقت الغزو الأمريكي للعراق، إلا أن قطر كانت ترسم واقعا لا يمكن تصديقه، واقعا كان يجري تحت الطاولات، وكان يخط أوراقه في مأساتنا العربية المستمرة، فهي فعلت في العلن ما تفعله دول أخرى في السر، وهذا أعطاها قدرا من المصداقية على المستوى السياسي، فهذا هو الواقع الحقيقي، وهذا هو الممكن.
قطر ابتعدت كثيرا عن السياسة التقليدية العربية، نظمت المؤتمرات الكبرى، حاولت أن تحل قدرا من المشاكل العربية العتيقة الكثيفة في عدد من الملفات في سورية ولبنان والسودان وبعض القضايا الإسلامية، قطر قدمت تجربة إعلامية زاهية جريئة حرة هي تجربة:" قناة الجزيرة" وهي تجربة لم تعتدها الأنظمة والشعوب العربية، تجربة أسهمت في تطوير العمل الإعلامي العربي صوب المصداقية، تجربة إعلامية منهجية فذة، تابعها العالم وأشاد بها بكل اقتدار.
هذه التجربة دفعت قطر إلى أن تتبوأ مكانة مثلى عربيا وعالميا، تفوقت بها قليلا على جيرانها، وأشقائها في مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من أسبقية التجربة الكويتية التي بدأت في الازدهاء منذ ستينيات القرن العشرين، و التجربة البحرينية والإماراتية في عالم السياحة والتجارة والاقتصاد الحر.
قطر اتجهت إلى تحرير الإعلام وتحرير الاقتصاد، وهي في سبيلها لتحرير ثقافة الإنسان ووعيه، بحيث يشعر أن العالم أوسع مما تشكله الفتاوى البائدة، وأن العالم أوسع من عالم السحر والدجل والشعوذة والأساطير، والتمر، والسواك، واللحى، وقطع القماش السوداء، ولعق الأصابع، وأن العالم أوسع من البكائيات على الأطلال التاريخية والشخصية والأضرحة والسراديب القديمة والمنتظرة.. العالم اليوم هو عالم التقنية، والأرقام، والتكنولوجيا والقيم الثقافية القائمة على التواصل والتفاعل والإسهام الفعال في الحضارة، وهو ما تنتبه إليه قطر في السنوات المقبلة التي ستستثمر فيها الكثير من المشاريع العمرانية والتنموية وإنشاء الفنادق، والمطاعم، والقرى السياحية، والملاعب الرياضية الكبرى.
قطر بهذا الفوز الإعجازي التاريخي تؤكد على أن من يمضي في درب الاجتهاد الحقيقي يصل، ومن يعمل بجد وإخلاص يمكن له أن ينال مطلبه.. قطر اليوم على الخارطة العالمية بهذا المونديال الكبير الذي سيجعل التاريخ يتوقف للتأمل مدة 12 عاما مقبلة ليتابع أخبار قطر، وتحولات قطر، ومواقيت قطر التي تضبط الآن على إيقاع هذه البطولة المونديالية التي ستسعد بها الأجيال المقبلة في العالم العربي .. هنيئا لقطر على هذا الإنجاز وشكرا من القلب لكل من أسهم في وضع هذه الابتسامة المونديالية على وجه العرب الحزين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فوز مغشوش
حسين -

العب غيرها يا شاطر الكل يعرف ان قطر فازت بالرشاوي

الله مااكبرك ياقطر
ابوهلا -

قطربشعبهاواميرهاتضرب مثل حي لكل من يشكك في قدرةعمل الفريق الواحد متى ماكنواعلى قلب واحد والهدف واحدهنيئالنابقطراميروشعب.تعلمواياقاده وياشعوب من اميرقطروشعب قطر

You forgot
Rima -

To mention that Qatar openly supports Hezbolla a know terrorist organization

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

لا أعرف لماذا شعرت بشدّة أن الكاتب كان متزلفاً ومتلكفاً للحد الذي كاد يختم مقاله المبارك بعبارة: زغرتوا يا بنات أواللي يحب النبي يصلي عليه أو رأصني يا جدع! لقد بنى مقاله الهزيل جداً على الانتقاص من الآخرين. سواء أكانت مؤسسات اعلامية أم مذاهب اسلامية. لست بصدد الدفاع عن هذا أو ذاك، إلا أن القاصي والدني يعرفان سبب وجود القاعدة الأمريكية في قطر.. كما أن القاصي والداني يعرفان أن قناة الجزيزة تحتفي وتحثُّ على الإرهاب. أما الكيان الثالث المتجذر في قطر إضافة إلى الكيانين المذكورين آنفاً هو يوسف القرضاوي. وهذا الرجل صاحب أكبر ماكنة لاستصدار الفتاوى الجاهزة التي غالباً ما لا تتفق مع الفطرة ولا العقل السليم ناهيك أنها لا تتفق مع روح ومبادئ الاسلام. إن مونديال كأس العالم يختفي بلمح البصر حتى إننا لا نذكر من فاز فيه مثلما لا نذكر عدد الأهداف التي سجّلها بعد عام أو عامين. إلا أن الذي لا ينمحي من ذاكرتنا هو وجود الكيانات السالفة الذكر التي أقل ما يمكن وصفها هو أن احداهن أخصت دول الجوار (القاعدة الأمريكية) وخلقت الاخرى (قناة الجزيرة) مجتمعاً ذو ثقافة شفاهية.. مجتمع متسمر أمام تلك الشاشة اللعينة ليستقي منها ثقافته المزوّرة، ثقافته الممزوجة بالحقد والكراهية للآخر. أما الكيان الثالث (القرضاوي) فهو كيان يغرز في المجتمع ثقافة الخرافة.. كيان متصل بماضٍ ومنفصل عن الحاضر.. كيان لا يملك أي تصور عن المستقبل ولله في خلقه شؤون وشجون!

اتع
محمد -

اعطوه الف دينار . صاحي شالمبالغه

حتى أنت
زينب البيلي -

المقال هش جدا ، ، ويبدو أن ; اكتشافه ; لسرقة الكتاب الحاصر على جائزة الشيخ زايد دفعه إلى تصديق نفسه ، رغم أن السارق من السارق كالوارث من أبيه ، وطلع الكاتب المسروق أساسا سارق ، أنها الثقافة العربزية في أبهى تجلياتها ، كتاب أميون ونقاد فهلويون وقطر تقود الأمة العربية من نصر إلى نصر ، يا عجب العجاب على كتاب آخر زمن ونقاد الفهلوة والشطحات

تناقضات
سعد محي الدين -

مقال مليء بالتناقضات، كحال قطر المتناقضة، أي أنجاز أيها الكاتب هذا الذي تحرق البخور له، لدولة لاهم لها سوى إلفات النظر

نف بعيد عنا يا 4
عابر ايلاف -

جمهور معلقي ايلاف جمهور عجيب حقا ويوحي لي بعمل بحث حوله هذا الجمهور في حالة استفزاز شديد امام بعض المواقف وبعض الاسماء فمثلا في هذا الموضوع لم يستطع هذا الجمهور المعبأ مسبقا بتنميطات ومواقف ان يفرق بين ما هو سياسي وماهو رياضي فهو مثلا عقد مقابلة بين القاعدة الامريكية في قطر وخسارةامريكا لاستضافة المونديال التي تمت وفق اليات الفيفا سواءا كا نت صادقة او مجروح في صدقيتها القاعدة الامريكية في قطر تمت بين دولتين مستقلتين عضويين في الامم المتحدة والطرفان يستفيدان من هذا الاتفاق ولكن هل وجود القاعدة الامريكية في قطر يعني تبعية قطر للقرار الامريكي ؟! ربنا يشفي ؟!

ليس اعجازا
احمد ابراهيم العراقي -

هذا ليس اعجازا انما ملايين من الدولارات دفعت رشاوى هنا وهناك انت تعيش باي عالم ؟فتح عيونك.