فضاء الرأي

اتّحاد ”قلّة الأدب“ الفلسطينيّ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أرسل إليّ أحد الأصدقاء رسالة يلفت فيها انتباهي إلى خبر نشرته صحيفة rdquo;اليوم السابعldquo; المصريّة، ذاكرًا لي أنّ الخبر يدرج اسمي ضمن أسماء لآخرين يشاركون في مؤتمر أدبيّ ينظّم في مدينة حيفا في بداية ديسمبر. في البداية ظننت أنّه يمزح، كعادته، خاصّة وأنّي لا أشارك هذه الأيّام لا في مهرجان ولا في أيّ مؤتمر يقام في حيفا أو في أيّ مكان آخر. غير أنّه عاد وأكّد على ما ذكره لي، بل وأرسل إليّ وصلة لموقع الصحيفة في الإنترنت.

استفتاء: برأيك من هي أفضل دار نشر عربية في مجال الأدب؟

وبالفعل، قرأت الخبر في rdquo;اليوم السابعldquo; وهاكم فُتاتًا منه: rdquo;كتب وجدي الكومي: قال الكاتب الفلسطيني مراد السوداني رئيس اتحاد كتاب فلسطين، إن الكاتب المغربي الطاهر بن جلون وعدد كبير آخر من الكتاب منهم الفلسطيني سلمان مصالحة سوف يشاركون فى مؤتمر إسرائيل الأدبي المزمع انطلاقه اليوم الأربعاء فى بلدية حيفا. وأكد رئيس اتحاد الكتاب الفلسطيني فى اتصال هاتفي مع "اليوم السابع" على أنه تلقى اسم بن جلون وهؤلاء المطبعين ثقافيًا مع إسرائيل، ضمن برنامج المؤتمر الأدبي الذي زوّده به صديقُه الروائي الفلسطيني سلمان ناطور ...ldquo; (عن: اليوم السابع، 1، ديسمبر 2010).

بعد قراءة الخبر قلت بيني وبين نفسي: حقًّا، ما كان الصّديق بكلامه مازحًا ولا بدعاباته طافحًا، بل عارف بكلّ خبايا هذه المطارح. ولمّا كنت لا أعرف شخصيًّا من هو مراد السوداني هذا، لا صنعته ولا مهنته، وهو الذي تسمه الصحيفة برئيس اتّحاد كتّاب فلسطين، كما لا علم لي أصلاً بوجود اتّحاد بهذا الاسم أو ذاك، ولا تعنيني اتّحادات الكتّاب لا في فلسطين ولا في سائر البلدان، فما أكثر الاتّحادات وما أقلّ بركتها عند العرب. قلت في نفسي سأكتب رسالة بالبريد الإلكتروني واستفسر من سلمان ناطور (الروائي الفلسطيني) الّذي يزوّد رئيس اتّحاده - اتحاد كتّاب فلسطين - بأخبار الأدب والأدباء. وهذا بعض ما جاء في رسالتي إليه: rdquo;... قرأت الخبر في "اليوم السابع" وأثار استهجاني جدًّا، إن لم يكن أكثر من ذلك. لا أدري كيف تسمح لنفسك بأن تزجّ باسمي في الموضوع، وما دخلي أنا به؟... أنتظر ردّكldquo;.

وسرعان ما جاء ردّ سلمان ناطور على رسالتي، وأقتبس منه ما يلي: rdquo;لم أقرأ الخبر من قبل وأنا أيضًا أستهجن كيف زج مراد باسمك وحتى باسم الطاهر بن جلون. فما أرسلته له هو قائمة المدعوين... أرسلت له بالميل مواد المؤتمر... وأسماء المدعوين... اسمك لم يكن في القائمة... ولذلك أنا أيضا أستهجن وروده في تصريح مراد... لقد حاولت الاتصال بمراد السوداني، ولكنه كما علمت متواجد في بيروت. هو عليه واجب النشر عن المصدر الذي اعتمد عليه بنشر اسمك اذا كان هناك مصدر أو أن يفسر كيف خطر اسمك بباله. على كل حال، أنا أفهم غضبك وحقك في الدفاع عن موقفك، خاصة في مسالة ليس لك فيها شبق ولا عبق. ولكنني لست العنوان لهذا الغضب.ldquo;

إذن، يتبيّن من قراءة رسالته الجوابيّة أنّ الطّاسة، كما نقول في لهجتنا، قد ضاعت بين السوداني والناطور. وما علينا الآن إلاّ أن نبحث عنها. غير أنّه، وكما يقال في لغة عفا عليها الزمان، ثمّة أمر واحد لا يمكن بعد الآن أن ينتطح فيه عنزان: أحد الإثنين، إمّا السّوداني وإمّا النّاطور، كاذب. وأنا لا أعلم حتّى هذه اللّحظة أيّهما الكاذب وأيّهما النّادب. وهذه المسألة يمكن على كلّ حال أن يتدارسها فيما بينهما الاثنان للخروج بقول فصل يفرز القمح من الزؤان، والصدق من البهتان.

علاوة على ذلك، ولكي أكون على بيّنة من الأمر أكثر فأكثر، فقد بحثت عن برنامج هذا المؤتمر في الصحافة العبريّة، فما من شكّ أن الصّورة قد تتّضح لي بصورة أبهر وأنور، لأنّ برامج المؤتمرات تُنشر عادة في وسائل الإعلام بعد أن يكون المدعوّون قد وافقوا على المشاركة فيها. وبعد بحث بسيط عثرت على برنامج المؤتمر وهو منشور باللغة العبريّة.

هاكم، إذن، أسماء الكتاب العرب المشاركين كما نُشرت باللغة العبرية: من البلاد - سميح القاسم، سالم جبران، نداء خوري، سميح ناطور (شقيق الروائي؟؟؟). ومن خارج البلاد - نجم والي (عراقي)، سهام عصامي (مغربية)، طارق بسبسي (جزائري).

إذن، لا أدري، وبعد كلّ ما ذكرت آنفًا، من أين جاؤوا باسمي وكيف زجّوا به في أمر لا جمل لي فيه ولا ناقة حلوبًا.

لن أدخل في هذه المهاترات معهما أو مع غيرهما، مع أنّ لديّ الكثير ممّا يُقال في هذا الشأن وفي غيره من شؤون المستنقعات rdquo;الأدبيّةldquo; العربيّة المتمثّلة في اتّحادات لا همّ لها سوى كثرة الشغب وقلّة الأدب. وأكتفي بهذا القدر من التنويهات والتوضيحات الآن.

وعلى كلّ حال، ليس من عادتي أن أشارك في الخفاء أو خلسة في مؤتمر هنا أو مهرجان هناك كما يفعل كثيرون. فليس لديّ ما أخفيه، كغيري من كتّاب وأدباء فلسطين أو سائر خرّيجي الكتاتيب العربية الأخرى.

ولعلّ خير ما اختتم به هذا الكلام هو التذكير بمقولتنا الشعبيّة التي تلخّص هذه الحال، وهي تقول: rdquo;قلّة الشّغل بتعلّم التطريزldquo;. وعلى ما يبدو، فإنّ هؤلاء وأمثالهم مشغولون بتطريز بيانات قلّة الأدب، ليس إلاّ. فهنيئًا لهم بهذه الصنعة!

والعقل وليّ التوفيق!


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المكائد
البصام -

مقال رائع، لم يذكر به اسم اجد بل هم يتمنون ان يحدث ذلك من اجل الفتنة

المكائد
البصام -

مقال رائع، لم يذكر به اسم اجد بل هم يتمنون ان يحدث ذلك من اجل الفتنة

ليست المره الأولى
حسن الوزان -

في سياق التعاون بين وزارة الخارجية الألمانية والأندية الأدبية في السعودية، جاب الكاتب العراقي نجم والي أربع مدن سعودية، متحدثاً في نواديها الأدبية عن تجربته الروائية وهموم الأدب العربي وحضوره في أوروبا حيناً، وقدّم قصائد لبعض شعراء ألمانيا الكبار مع إضاءة على تجارب هؤلاء. وكان يفترض أن يشارك الشاعر والمترجم اللبناني فؤاد رفقة في هذه الجولة، لكن تأخر تأشيرته إلى السعودية حال دون تنفيذ البرنامج كله لا سيما في الرياض، عدا مناسبة واحدة كانت في مدينة جدة، وتحدث فيها عن علاقته بالأدب الألماني وترجماته إلى اللغة العربية. وتطرق رفقة إلى تجربته الشعرية واشتباكها بالفلسفة، في ما يشبه التأثر بالشعراء الألمان، لا سيما الكبار منهم. وفي الواقع كان جمهور الشعر في السعودية، ينتظر صاحب ;أمطار قديمة;، بل إن رئيس أحد الأندية الأدبية الكبرى كشف عن أن دافعه للتعاون مع الألمان، هو حبه لهذا الشاعر وترجماته العديدة.ظروف فؤاد رفقة وتأخره، أتاحت لنجم والي، المقيم في ألمانيا، متسعاً من الوقت، ومزيداً من المدن، ليجول ويلتقي المثقفين السعوديين، سواء في المناسبات الرسمية، أو على هامشها. وكانت لافتة الحفاوة التي لقيها الكاتب العراقي لدى هؤلاء، وقد أظهروا متابعة جيدة لما يكتبه، وحماسة في النقاش معه حول رواياته وتجربته الثقافية في ألمانيا.ولئن اختلفت المدن وتباينت وجوه الحاضرين، من نادٍ أدبي إلى آخر، فإن أسئلة بعينها، ظلت تطارد صاحب ;تل اللحم;: ما الذي دفعك إلى زيارة إسرائيل، وما الهدف منها؟ وهل فعلاً هاجمت فيروز وإدوارد سعيد، لتتقرب من الإسرائيليين؟لم يكن مستغرباً أن تُلقى مثل هذه الأسئلة، التي عبرت عن استنكار واندهاش، على الكاتب العراقي الذي زار إسرائيل عام 2007 وأصدر كتاباً عن رحلته عنوانه ;تقرير عن رحلة غير سياسية;، غير أن ما بدا لافتاً لدى بعض الحضور، تلك الثقة وذلك الهدوء اللذان تحدث بهما نجم والي. فلم يعتره الارتباك، ولم يظهر عليه أنه فوجئ بأسئلة المثقفين السعوديين، حتى حينما كان في مدينة بريدة، المعروف عنها التشدد.ربما تبادر إلى أذهان هؤلاء أنهم سيسمعون تعبيراً عن شعور بالذنب، أو كلاماً عن ندم أو تأنيب ضمير، لأن والي زار تل أبيب وصافح العدو وامتدح ثقافته، لكنه لم يتفوه بأي شيء من ذلك، مخالفاً كل ما توقعوه. وطاب لبعض هؤلاء أن يفسر الأمر بأن نجم تحدث كألماني وليس كعربي، وإن الجنسية الألما

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

الشيء بالشيء يذكر! لم يتعرّض إتحاد للمذلّة والإحتقار مثلما تعرّض إليه أتحاد الادباء والكتاب في العراق،لا سيما أبان الحكم الديكتاتوري البعثي البائد. فمن سخريات القدر أن يترأس ذلك الإتحاد مثل رعد البندر، وهو عنصر مخابراتي، في حين ترأس نفس الإتحاد، يوماً، الشاعرالكبير محمد مهدي الجواهري! ولعلّ ما يحزنني، اليوم، هو أن رئيس إتحاد الادباء والكتاب العراقي، اليوم، يبكي ويتوسّل كل من هبّ ودب كيما يعترف إتحاد الادباء والكتاب العرب بـ الإتحاد العراقي ليكون جزءاً لا يتجزاء من اتحادات العرب ((البائسة)). وقد نشر السيد فاضل ثامر أكثر من مقالة هنا في موقع إيلاف يشكوا فيها حزنه وقلة حيلته.

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

الشيء بالشيء يذكر! لم يتعرّض إتحاد للمذلّة والإحتقار مثلما تعرّض إليه أتحاد الادباء والكتاب في العراق،لا سيما أبان الحكم الديكتاتوري البعثي البائد. فمن سخريات القدر أن يترأس ذلك الإتحاد مثل رعد البندر، وهو عنصر مخابراتي، في حين ترأس نفس الإتحاد، يوماً، الشاعرالكبير محمد مهدي الجواهري! ولعلّ ما يحزنني، اليوم، هو أن رئيس إتحاد الادباء والكتاب العراقي، اليوم، يبكي ويتوسّل كل من هبّ ودب كيما يعترف إتحاد الادباء والكتاب العرب بـ الإتحاد العراقي ليكون جزءاً لا يتجزاء من اتحادات العرب ((البائسة)). وقد نشر السيد فاضل ثامر أكثر من مقالة هنا في موقع إيلاف يشكوا فيها حزنه وقلة حيلته.