"فتح" في الـ45... حاجة وطنية اكثر من اي وقت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مع اقتراب السنة 2010 من نهايتها، تكون مرت خمس واربعون سنة على انطلاق حركة "فتح". تمثّل "فتح" المشروع الوطني الفلسطيني المتجدد الذي سمح لياسر عرفات الزعيم التاريخي بان يدفن في ارض فلسطين. لم يعد ياسر عرفات بعيدا عن القدس. انه يقرع ابواب المدينة كل يوم منذ حيث هو في رام الله على بعد خطوات من المقاطعة، مقرّ الرئاسة الفلسطينية.
استطاع "ابو عمّار"، على الرغم من مرور ست سنوات على رحيله، ان يؤكد ما سبق واكده في العام 1965 لدى انطلاق "فتح". اراد ان يثبت منذ البداية ان لدى الفلسطينيين مشروعا وطنيا قابلا للحياة وللتطوير لا يمكن الاّ ان يقود الى قيام دولة مستقلة. في استطاعة ياسر عرفات ان يؤكد ذلك مجددا الآن، بغض النظر عما اصاب القضية الفلسطينية من تراجع في السنوات الاخيرة، خصوصا منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر- ايلول 2001 واعلان الادارة الاميركية ما يسمّى "الحرب على الارهاب"، ثم انتقالها الى الحرب على العراق. ادت حرب العراق الى خلل كبير على الصعيد الاقليمي، مكّنت النظام في ايران من مصادرة القضية الفلسطينية والمتاجرة بها وبالشعب الفلسطيني من جهة وانفلات الغرائز المذهبية، بابشع انواعها، من جهة اخرى. جعل انفلات الغرائز المنطقة كلها مهددة بالتفتيت. ولم يعد الخطر محصورا بالعراق بمقدار ما انه بات يهدد المنطقة العربية كلها...
مرة اخرى، تظهر اهمية "فتح" كحاجة وطنية ومشروع وطني قادر على ممارسة المرونة السياسية الى ابعد حدود من دون التخلي عن الثوابت التي يفرضها الواقع الاقليمي والدولي الذي ليس في الامكان تجاوزه او التحايل عليه الى ما لا نهاية. على رأس هذه الثوابت خيار الدولتين على ارض فلسطين. وهو الخيار الذي ترفضه اسرائيل باسم الاحتلال وتعمل على تقويضه.
ثمة حاجة اليوم الى "فتح" اكثر من أي وقت كي لا تضيع القضية الفلسطينية في متاهات الوضع الاقليمي وتعقيداته وكي لا تذهب ضحية المتاجرين بالشعب الفلسطيني تحت شعار "المقاومة". ربما كان افضل اختصار لهذا الشعار الصواريخ "العبثية" التي راحت "حماس" تطلقها من قطاع غزة على الرغم من الانسحاب الاسرائيلي منه صيف العام 2005. حتى الامس القريب، كانت هذه الصواريخ، في رأي بعض الاميين في السياسة والعلوم العسكرية، قوة "رادعة". اليوم صار اطلاق الصواريخ، بقدرة قادر، "خيانة وطنية". صار على "حماس" ملاحقة مطلقي الصواريخ من قوى اكثر تطرفا منها ولدت في كنفها، كي تحكم قبضتها بطريقة افضل على قطاع غزة وتغيّر طبيعة الحياة فيه. تغعل ذلك كي لا يقال ان الاخوان المسلمين فاشلون في تولي السلطة وان لا علاقة لهم بادارة الدول وشؤون الناس. بالنسبة الى "حماس"، ان المشروع الوحيد الذي تؤمن به هو مشروع السلطة، حتى لو كان ذلك يخدم السياسة الاسرائيلية القائمة على تكريس الاحتلال ولا شيء غير ذلك...
تكمن اهمية "فتح" في اواخر السنة 2010 ومطلع السنة 2011 في انها لا تزال حاجة وطنية فلسطينية وذلك لسببين على الاقلّ. السبب الاول ان لا بديل من مشروعها الوطني، الذي اصبح البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في المواجهة مع الاحتلال. اما السبب الآخر، فهو ان "فتح" لا تزال قادرة، على الرغم من ترهل بعض قيادييها، من التصدي للمشاريع العبثية التي تلتقي بصورة او باخرى مع المشروع الاسرائيلي. هل من خدمة تقدّم لاسرائيل افضل من المشاريع القائمة على الشعارات الطنانة التي يرفضها المجتمع الدولي والتي تجعل هذا المجتمع بقف موقف المتفرج حين تمارس اسرائيل ارهاب الدولة بكل اشكاله وانواعه ودرجاته في غزة وغير غزة؟
نعم، مرت خمس واربعون سنة، ولا تزال "فتح" حاجة فلسطينية، "فتح" "ابو جهاد" و"ابو اياد" وابو الوليد" وآلاف الشهداء الآخرين. وصل الفلسطينيون الى طرح قضيتهم في العالم بفضل "فتح" التي ناضلت عسكريا وسياسيا واوصلت فلسطين الى الامم المتحدة. لا يمكن بالطبع تجاهل الاخطاء الضخمة التي ارتكبها ياسر عرفات في الاردن ولبنان او موقفه المعيب من الاحتلال العراقي للكويت في العام 1990. كذلك، لا يمكن تجاهل تردده في اتخاذ قرارات حاسمة على الصعيد الداخلي الفلسطيني عندما كانت هناك حاجة الى مثل هذه القرارات. ولا يمكن ايضا تجاهل محاولة تذاكيه في احيان كثيرة على الاميركيين والاسرائيليين، وحتى الاوروبيين، في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق اوسلو في ظروف لا فائدة فيها للتذاكي. ولكن يبقى ان "فتح" هي الضمانة لاستمرار المشروع الوطني الفلسطيني وحمايته وتطويره وجعله، بالتالي، يتكيف مع المعطيات الاقليمية والدولية.
بعد خمس واربعين سنة من الانطلاقة في 1-1 1965، لا تزال القضية الفلسطينية على قيد الحياة بفضل "فتح". لم تتحول الى العوبة في يد ايران وغير ايران. لا تزال "فتح"، على الرغم من الخلافات الداخلية القابلة للاحتواء، من نوع ذلك الخلاف القائم بين رئيس السلطة الوطنية السيد محمود عبّاس من جهة والسيد محمد دحلان مسؤول الاعلام في الحركة، قادرة على حماية القرار الفلسطيني المستقل الذي تحول هذه الايام ضرورة اكثر من اي وقت. تلك هي "فتح" التي ستظل ترفع راية فلسطين الى ان تقوم الدولة الفلسطينية. كانت هناك في مرحلة معينة حاجة الى الكفاح المسلح. كانت الظروف الدولية والاقليمية تسمح بذلك. هناك في مرحلة اخرى حاجة الى الديبلوماسية والسلاح في آن. الآن، هناك حاجة الى متابعة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية. هذا ما تفعله "فتح" عبر دعمها الحكومة الفلسطينية، حكومة الدكتور سلام فيّاض، من جهة ومنع تحويل الضفة الغربية الى ارض طاردة لاهلها من جهة اخرى. انها تفعل ذلك، عبر حماية امن المواطن في الضفة الغربية والتي تصب في حماية للمشروع الوطني الفلسطيني اوّلا واخيرا. انه المشروع الوحيد القابل للحياة الى اشعار آخر!
التعليقات
مقال واقعي
علي -هذا مقال واقعي يقول عن فتح ما يجب ان يقال، اي ما لها وما عليها. شكرا على من تذكّر الحركة الام في فلسطين.
التدخل ألخارجى
سيف العرب -التدخل ألخارجى وخصوصا من الدول العربية فى شؤون اللبنانيين والفلسطينيين هو من الخارج على الشعبين ان ينتبهوا الى وطنهم وليس الى الديانة وعلى الفلسطينيين خا صة هم الذين يعرفون العيشة بدون وطن الله اولا والوطن تانيا الدين هو اءيمان وليس وطنا ألأنسان الذى يفضل دينه على وطنه هذا اءنسان كافر ليس له دين
فتح
Ayoob -This is a realistic article stating all facts in an objective, neutral, and professional method .It is indicating the positives and negatives of Fateh.At the present time Fateh and its ideology is needed and is beneficial to the Palestinians people.If we want to talk about any chance of a Palestinian state, it cant be achieved without Fateh.the biggest threat on Israel is the two states solution ,any party against this solution at the present time is making it easy for Israel to withdraw itself from all its obligations in a legitimate way,even-though Israel doesn''t need a reason to do that ,but why we should give her the help,let her do it without our help.We can go back to the 1960 and call any one dealing and negotiating with Israel is a traitor, but big changes took place since then .Yes nothing has been achieved yet ,but also nothing can be achieve if other methods are adopted , specially the military method, if adopted by Palestinians only.I cant see any benefits to the Palestinians to void and cancel Fateh from the picture with all of its negatives and positives,even-though its not possible at presentquot;.It has been said from the beginning that Abbas is waiving, Jerusalem the borders,the Refugees right, and other issues, we didn''t see any of those, til this date , why Abbas wants to do that,its not defending him, but I don''t see any reason making him go this way
فتح ما لها وما عليها
د محمود الدراويش -الاستاذ خير الله واحد من كتاب الامة ومثقفيها ربما اخذته الرحمة بتلك الحركة ,ولهذا فهو يداعبها بقفازات ناعمة ,ولكن رغم ان حركة فتح تقودنا الآن الى الهاوية بعجز واضح وعبثية سياسية وخطايا مذهلة ,فانه لا يمكن لاحد ان ينكر ان تلك الحركة قد كان لها قادة عظام ,لا يستطيع منصف الطعن في وطنيتهم وولائهم لفلسطين والعمل من اجلها ,لكن ما حدث في العقود الخمسة الماضية كان عملا اسرائيليا منظما للقضاء على قادة الحركة ,واكثر ابناء شعبنا انتماءا للقضية ودفاعا عنها ,لقد حدثت غربلة وتصفيات وقتل واراقة دماء للنخبة الوطنية في حركة فتح ''ومن منا لا ينحني احتراما لرائد النضال الوطني الفلسطيني وزعيمه عرفات, ومن لا يقف احتراما وتبجيلا للقادة العظام ابو جهاد وابو اياد وعلي حسن سلامه وماجد ابو شرار وابو الوليد وغيرهم الكثير الكثير ,,,لقد استشهد هؤلاء جميعا, وبذل الاسرائيليون وعملاؤهم جهودا مضنية لتقويض تلك الحركة وتشتيت جهدها وزخمها فهل نجح الاسرائيليون في ذلك ؟ نعم لقد نجح الاسرائيليون مبكرا في خلط الاوراق وتشتيت الجهد وتصفية النخبة والنتائج امامنا واضحة الان وهي نتائج ماساوية لا تسر صديقا بل تفرح اعدائنا فقط ,,,لو كان عرفات وطاقم الثورة التي تم تصفيتهم بيننا الآن ,هل كان من الممكن ان نصل الى الحضيض ومستنقع البؤس السياسي التي تقودنا اليه زعامة الحركة الحاليةالتي انقلبت تماما على تاريخها وتنكرت لشلالات الدم الذي قدمها شعبنا من اجل الثورة وهدف التحرير ,,,لقد قدمنا من الضحايا الشهداء والجرحى والمعتقلين ما لم تقدمه ثورة اخرى , وما بخل شعبنا وما تردد في خوض آتون المواجهة مع عدونا ومشرد شعبنا وسارق ارضنافاين ذهبت كل تلك الدماء والتضحيات وكيف تم شطب هذا السجل الخالد من قبل صبية رام الله؟لا احد بمكنه ان ينفي اخطاء تلك الحركة المميتة والقاتلة ,,,لقد كنت في نهاية الستينات طالبا في الجامعة الاردنية بعد النكبة التي حلت بالامة عام 1967 ,وكنت شاهد على ما جرى في الاردن الشقيق , اذ تسبب الثوار في فلتان امني وارتكبوا حماقات وتجاوزات واساؤا للاردن نظاما وحكومة وشعبا ونحن نعرف النتائج رغم حلم وصبر جلالة الملك حسين يومها , ونعرف حجم الماساة التي حدثت وحجم الضرر الذي لحق بالاردن وبالحركة الوطنية الفلسطينية ايضا ,,ثم نعلم جميعا ان ذات القيادة قد ارتكبت ذات الاخطاء في لبنان الشقيق وخاضوا حربا لا ناقة لنا فيها ولا