أصداء

عن الشعر والسياسة وأشياء أخرى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قد يكون الشعر في صالح السياسة، وقد يكون بالضدِّ منها. وقد تكون السياسة في خدمة الشعر، وقد تتلفه أيضاً. لكن، يبقى الشعر، خزين الخيال، ومضمار الأحاسيس والانفعالات والخلجات والاعتلاجات العميقة حيال حدثٍّ أو شخصٍّ أو مكان أو ظرفٍ، ذاتي أو موضوعي معيّن. ومثلما لا تكال السياسة بالشعر، لا يُكال الشعر بالسياسة.

ثمّة حملة تشهير وتحقير وإهانة وتلويث... يتعرَّض لها كل من الشاعر الكردي المهمّ، أحمد حسيني، والأديب والقاص والروائي المهمّ، حليم يوسف (لأنّهما يعملان في فضائية روج الكرديّة)، من قبل بعض الحثالة، الذين أقلَّه ما يُقال فيهم: أنجاس الثقافة، ممن امتهنوا الطعن وتسفيه الأمور، وتجييرها، لغايات شخصيَّة، ونوايا لئيمة مبيَّتة، وأغراضٍ مفضوحة!. وحملة التشهير تلك، تمتدّ من أزلام أردوغان من عشَّاق الفلوس، وقذري النفوس، في "TRT6"، وصولاً لمواقع الكترونيَّة كرديّة، ميَّالة وممولة من قبل أقطاب ورموز الفساد والإفساد في كردستان العراق، وغنيٌّ عن البيان أسماؤهم وبنيانهم الثقافي والإعلامي ومآلاتهم السياسيَّة.

بعض أولئك الحثالة والسفلة، شقَّوا أنفسهم، وأسرفوا أوجالان بالرجم والقدح والذَّم، كي يرضى عنهم الـ"M?T" التركي، الذي يدير قناة الأتراك الناطقة بالكرديَّة، بالشراكة مع أردوغان، وأوصلوا أنفسهم لما دون الحضيض، حين كانوا يسجِّلون خفيةً، من وراء قناة عبدالحليم خدام، التي عملوا فيها، وضمن هذه القناة، وبأدواتها، كانوا يسجِّلون أشرطة بالكرديَّة، كي يرسلونها لـ"TRT6"، في مسعى طلب العمل في هذه القناة!!. ليس هذا وحسب، بل كانوا يبرقون الرسائل الالكترونيَّة إلى الفنانة روجين، التي كان لها برنامج على القناة التركيَّة، مادحاً شجاعتها!. وقد قرأت روجين إحدى إيميلاتهم أثناء تقديمها لبرنامجها!!. يعني، هؤلاء النقّاد والمثقفون، الذين طعنوا في أحمد حسيني وحليم يوسف، (وهما كانا من أعزَّ أصدقائهم)، كيف ليّ أن أثق بنقدهم في أوجالان وحزبه، حين تبدو لي بطانتهم وغاياتهم وتهافتهم المريع على أحذية الأتراك وتقبيلها، وبل لعقها، بكلِّ ما للعبارة من معنى؟!. كيف لي أن أثق بنقدهم وصحافتهم ولباقتهم وليقاتهم ومواهبهم النقديَّة...، حين يبان لي كل هذا السخف والمهانة التي أوضعوا أنفسهم فيها، جرياً وراء المال، والمال فقط، أيَّاً كانت الأكلاف، حتى لو كانت على حساب قضايا شعوب، ونضالات وثورات ودماء وتضحيات وعذابات أمّة...الخ!؟. كيف لي أن أصدِّق شخصاً، يرى الثوارات، "أكذوبة"، حين أعرف، بأنّ نقده كان أكذوبة، الهدف منها، تثبيت حضور، وتسجيل مواقف عند الأتراك؟!. هكذا ناقد، هو مشروع مرتزق، من أردأ الأنواع وأقبحها. وإذا كان هذا الأسم العلم، في حقل الشعر والنقد والأدب والرواية، والإعلام سابقاً، من هذه القماشة المهترئة، والطينة النتنة، في نقده لأحمد حسيني وحليم يوسف، يغدو اناس من وزن قادو شيرين، لا يمكن تحميلهم أكثر مما ينبغي، والاحتفاء بهم كـ"نقَّاد" و"جريئين"، ومقالاتهم "رائعة وممتعة"، كما ذهب أحدهم، مدفوعاً بمواقفه المعروفة من "أوجالانوس"، أكثر من حرصه على الكلمة!.

والسؤال هنا، لو كان "بارزانيوس" أو "طالبانيوس"، تعرَّض ما تعرَّض له أوجالان، من مؤامرة دوليَّة، وتواطؤ كلّ قوى الشرّ في العالم على اختطافه، وبقي في السجن الانفرادي لأحد عشر عام، أما كان واجباً إنسانيّاً ودينيّاً وأخلاقيّاً ووطنيّاً وقوميّاً وثقافيّاً الدفاع عن طالباني وبارزاني، بكلِّ ما أوتينا من رابط القول والفعل؟!. وأقولها هنا: لو كان طالباني وبارزاني، أو أيّ زعيم كردي، تعرَّض لما تعرَّض ويتعرَّض له أوجالان، لأذبحنَّ قصائدي وكتبي ومقالاتي، قرابيناً تحت قدميه. وفي الوقت عينه، أجد في نفسي الجرأة والقدرة على انتقاده في الكثير من الأفكار والسياسات!. والحقُّ أن أوجالان، هو أكثر من انتقد نفسه، فكريّاً وسياسيّاً، ولم يكترث بكيد الناقمين والحاقدين والمناوئين والمزايدين. يكفيه شرفاً أنَّه لم يقتل سعيد ألتشي، ثم الدكتور شفان. يكفيه شرفاً أنّه لم يسلِّم جثّة سليمان معيني لنظام الشاه!. يكفيه شرفاً أنّه لم يحمل سلاح النظام العراقي ضدّ الملا مصطفى بارزاني!. يكفيه شرفاً أنّه لم يحمل سلاح الخميني ضدّ عبدالرحمن قاسلمو!. ولم يتورّط في استجلاب مذبحة حلبجه!. يكفيه شرفاً، أنّه لم يتسبب في تحويل الحزب الكردي في سورية الى 99 حزب!. يكفيه شرفاً أنّه لم يستدعي الجيش العراقي لطرد طالباني من هولير، وإجبار طالباني على استدعاء الجيش الايراني لإرجاعه الى السليمانيّة!. ويكفيه شرفاً انّه لم يلجم نشاط الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب كومله ضدّ النظام الايراني!. ويكفيه شرفاً أنّه لم يضع يده في يد الموساد والـ"M?T" والسفاك والـ"C?A"!. لكنّ ما يعاب على أوجالان، علاقاته مع النظام السوري، في فترة جد حرجة من حياة حزبه وثورته، وبعض تصريحاته وقتها، التي لا تشكلّ شيئاً امام تصحريات طالباني اليوم، في مدح النظام الايراني والتركي والسوري السابق _ الحالي، وطالباني يعاني من الانفراج والبحبوحة السياسيّة، وهو رئيس العراق، وليس في ضائقة تجبره على تلك التصريحات، خلاف ما كان عليه أوجالان أثناء فترة تواجده في دمشق!. ويكفي أوجالان فخراً وشرفاً، أنّه قاد ولمّا يزل، ثورةً هزّت عروشاً وجيوش إقليميّة، في مقدِّمها الجيش التركي، وأرعبت أفكاره الاقطاعات السياسيّة الكرديّة، فتكالبت عليه كل القوى الاقليميّة الدوليّة لإزاحته من المعادلة السياسيّة الكرديّة، فما استطاعت الى ذلك سبيلا، فخسئت، وساءت مآليها.

أمّا ان يكتشف البعض مهارات قادو شيرين النقديّة، لأنّه انتقد أحمد حسيني، على عبارة شعريّة، ويقارن الحسيني بمنتظر الزيدي، ثم يغمز ويلمز من ساقيّة الارتزاق، فاللهم أجعل كلام كاتب هذه السطور، خفيفاً على قلبهم ووعيهم، عملاً بما نادوا به؛ من ضرورة النقد، ونقد النقد!. وأمّا الحسيني وشعره، يبقى من بين أنظف وأنصع وأهمّ ما يبدعه الكرديّ حديثاً، قبل أن ارتضى حسيني نحر قصائده تحت حذاء اوجالانوس، وبعد ذلك أيضاً. وهذا النحر، لم يحطّ من شأن كلامه، كما يرى البعض ويهوون ذلك، فقط لأنّ الممدوح هو أوجالان، بل أن كلام حسيني، شعراً، أوصل خطاباً للنظام التركي، واضح المعالم والمآلات. ويجب نقد الشعر، بمكاييل النقد الأدبي، وليس بمعايير ومكاييل الخصومات والمناوءات والمناكفات السياسيّة والايديولوجيّة!. هذا إنْ كان الناقد ممتلكاً لأدواته، ولديه مراس نقدي رصين، يستند لأرضيّه معرفيّة، منهجيّة، تؤهِّله لذلك. وكان على مَن أشاد بقادو شرين، أن يتساءل: لماذا لم يدوّن شرين مقالته "الشرينة" الرائعة تلك، فور نشر حسيني لقصيدته، وحرمه من كلّ تلك المتعة المبيّتة البائتة التي دفعته لكتابة مقالة، مدح فيها شرين، وانقد احمد حسيني، حاشراً في تلك المقالة سلّة من المواضيع المختلطة، من التصوّف في مصر، والنقد والسياسة وعلم الاجتماع، والنظام المصري...الخ؟!. لكن، أيّاً يكن من أمر، فللمبدعين عاقبة الأمور، وللمدّعين، حضيض الكلام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

عن الشعر استخدم لـ السياسة و كان أشياء مثل تفسيرات الاخوان المسلمين تفسيرات الشيخ الشعراوى استخدمت كلها كأسلوب حياه هو تفسير دينى كيف يفسر مواقف الان بعد ان كبر العقل من الله قوانين تستخدم تفسير لمواقف او حياه و كان الله نزل لهم كتب اليهوديه و لغاها مؤقتا لترقيه بكتب مسيحيه

صحاف جديد؟
ايلافي -

اتوقع من الكاتب بعد قراءة تعليقي ان يسرع الى رد يستخدم فيه سلاح الشتائم والاهانة ،فهو كمايبدو لايملك غيره في رده على خصومه.هناك حقيقة بسيطة بديهية وهي غائبة عن بال الكاتب وهي ان الكورد لا يعبدون كلهم زعامة السيد عبدالله اوجلان ولا يدورون في فلكه،وان الزعماء الكورد كثر ككثرة الهموم على القلب،حتى نبي الله قال لخصوم دينه(لكم دينكم ولي ديني).ولكن الاستاذ هنا يرفض ذلك ويصر على ان لازعيم ولا زعامة بوجود الزعيم اوجلان ولا يجوز بل يكفر من يمس شعرة من تلك الزعامة باي شكل كان .فهو يشتاط غضبا ويتشنج اذا اقترب ناقد كوردي من المحراب المقدس ويعبره كافرا مرتد اذا ما رد بكلمة على خطأ شنيع وقع به احد مريدي الزعيم اوجلان،فعلى الناقد ان يقبل بالخطأ الفادح او ان يسكت والا تعرض للاهانات والاتهامات والشتائم والالغاء.هل يمكن لزعيم بثقافة السيداوجلان ان يقبل هذا الدفاع المليء بالاهانات والشتائم التي لايمكن ان تصدر حتى عن محام مزيف او عن شبه مثقف.الا يشبه هذا الشكل البذيء من الكلام في الرد على المخالف كلام الوزير الصدامي الشهير محمد سعيد الصحاف وهو يدلق باكاذيبه وشتائمه واوصافه البذيئة دفاعا عن الطاغية امام عدسات العالم وبسببها احتل مكانة كبيرة لدرجة اصبح النجم الاول في العالم لدى الاعلام العالمي لما يقدمه من اكاذيب واوصاف بذيئة مضحكة،مع فارق التعليم كبير بين الصحاف الذي يحمل شهادة جامعية في الادب الانكليزي وبين كاتبنا هنا،الذي كان عليه لكي يكون رده منصفا على خصمه،وهو هنا الناقد الكوردي الساخر قادو شيرين، ان يذكر ما الذي قاله وجعله يغضب بهذا الشكل البعيد عن الرقي والثقافة.المشكلة او الجريمة التي ارتكبها الكاتب قادو شيرين تتلخص في اعتراضه على الشاعر الكوردي المعروف احمد حسيني الذي يعمل مقدم برنامج ادبي في فضائيةRoj التابعة لحزب العمال في انه جعل من قصيدته،التي لها مكانة شعرية مرموقة في الشعر الكوردي الحديث،قربانا لحذاء الزعيم عبدالله اوجلان.وقد رد الناقد على هذه السقطة الشعرية وهذا امر طبيعي يحدث كثيرا في دنيا الادب والثقافة.ولكن كاتبنا يراها جريمة شنيعة ارتكبها الناقد وبالتالي وجب عليه الرد الفوري بتوجيه نار سلاحه الخشبي اليه، سلاح الاهانة والشتائم، وربما لو كان الامر بيده لاعدم الناقد على الفور ورماه قربانا على عتبة الزعامة المقدسة.والحق فقد وضع الناقد قادو شيرين اصبعه على جرح كبير في ال

لماذا هذا الهجوم
كوردي كوردستاني -

لماذا هذا الهجوم على رموز الحركه الكورديه وقياداتها التاريخيه؟وما تتهم مام جلال من حمل السلاح ضد الملا مصطفى فهذا يحدث بين الاشقاء كثير .وتعاونه مع الشاه وغير الشاه فهي ضرورة تاريخيه اما اتهام القادة الكورد بقتل ما اسميتهم من مناضلين فهو مجرد اتهام لانهم ككورد لايقتلون الكورد اخوانهم.وما تقوله عن الرئيس مسعود انه استدعى جيش صدام ضد مام جلال فلقد قلناها مئة مرة يا اخي لولا ذكاء الرئيس مسعود لماوصلنا ما وصلنا اليه والسياسه لاتعرف صديق او مو صديق السياسه مصالح وكانت مصلحة الشعب الكوردي انه استغل غباء صدام لتجذير مصلحة الكورد .انك لا يمكن ان تقارن اوجلان المنحرف بقيادات الكورد التاريخيين

عصر انحطاط القلم
جان كورد -

الحديث النقدي للكاتب المحترم قادو شيرين للتصريح الغريب الذي صدر عن الشاعر المحترم أحمد الحسيني، حول وضعه الشعر والكلمة تحت حذاء السيد أوجلان، والذي سماه الحسيني بأوجلانوس، يدور حول الزيعم أوجلان وحده...فما علاقة هذا بالمواقع الكردية;التي تأخذ الأموال من رموز الفساد طالبانيوس وبارزانيوس!!!; يا أستاذنا المحترم هوشنك أوسى؟ ...من أين لك هذه المعلومات الطائشة، ولماذا هذا الحقد الدفين على من حرر جزءاً من كوردستان ورفع الراية هناك؟ أرى بأن علينا الترفع عن اهانة زعمائنا (سوى الكاريكاتور فهذا مسموح به لأنه فن خاص، كما فعل الأخ يحيى السلو أيضا)...وأعتقد بأن لفظ (أوجلانوس) الذي استخدمه الحسيني بحد ذاته فيه النيل المبطن (أو غير المقصود) من مقام السيد أوجلان؟ وآمل أن لايكون الاختلاف سببا لكسر رقبة المودة بين الجميع...مع التحياتجان كورد - ألمانيا

رأي مختصر
محمد سليم -

انا اتابع كتابات الحسيني منذ سنين، والرجل مبدع بكل معنى الكلمة ولا اعتقد بان الاتهامات ستؤثر على مسيرة شاعر بقامة الحسيني. انا اتذكر انه منذ عدة سنوات قام صاحب موقع ....ايضا بنقس السلوك تجاه مجموعة من الكتاب الجيدين في المشهد الكوردي، واعتقد ان حملة افستا كورد وبعض انصاف مثقفيها لن تردع الحسيني في كتابة نصوصه الجميلة والتي تقدم للقصيدة الكردية افاق مذهلة من الخيال والتعبير والصورة الشعرية.احمد الحسيني شاعر بامتياز، سيبقى في ذاكرة الكلمة الكوردية الى الابد ومصير الاخرين الكتبة والمتثاقفين هو النسيان والضمور. كما انني اطلب من الشاعر الحسيني ان لا يتاثر بكلام اولئك .....لانه كبير بالفعل.

نقطة نظام
سيامند برواري -

والله لو كان قادو شيرين كاتبا كما يدعي الاستاذ جان كورد فعلى الكوردية السلام! لكنني لا اعرف والله كيف يتجرأ كل واحد يعرف الكوردية كتابة وقراءة ومستواه لا يتجاوز طالب في الثانوية العامة ان يطرح نفسه كاتبا، وان نطرحه ايضا ككاتب؟ امر غريب يا اكراد الالفية الجديدة، الا تعرفون الكتابة والابداع كيف يكونان؟ الا تقرؤن بلغات اخرى؟ انا لا اتفق مع الحسيني في عبارته المختلف عليها، لكنني وبصراحة لو كانت الكلمة والكتابة هي مثل كتابة قادو شيرين فانني ساجعل من تلك الكتابة قربانا لابسط كوردي يعاني الما حقيقيا ويعيش ماساته بصدق.