فضاء الرأي

صناعة الأمل في العراق الجديد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مادام العراق متجها إلى انتخابات جديدة في موعدها، وما دامت هذه الانتخابات ستفرز برلمانا جديدا وحكومة جديدة، وما دام العراقيون على اختلاف طوائفهم وأديانهم وأقاليمهم وتوجهاتهم السياسية سيتوجهون بكل حرية إلى صناديق الاقتراع للتجديد لمن أرادوا و لنزع السلطة ممن أرادوا، فإنه سيكون من حق كل من ناصر العراق الجديد، أيام المخاض وخلاله و بعده وأثناء اشتداد عوده، أن يتفاءل ويغتبط ويهنئ ويثق بقدرة البلد والشعب على ربح التحدي والإفلات من الوقوع في الهاوية، التي رسم لها كثير من الأعداء والمرعوبين في الخارج والداخل.
العراق الجديد الحر، ليس بحاجة فحسب إلى ورشات إعادة البناء والإعمار، و إلى خدمات الماء والكهرباء و النظافة العامة، وإلى تشغيل العاطلين و مواجهة الإرهابيين ولعقة الدماء، إنما هو في أمس الحاجة أيضا إلى معامل كبرى ل"صناعة الأمل"، تقام في كل مكان، وفي كل وسيلة إعلام، وفي كل فضاء ممكن، بإشراف حكومي مباشر، وبمساهمة كل مؤمن بحق هذا العراق، وهذا العالم العربي المنتظر، في طي صفحة الاستبداد، وفتح صفحة جديدة ديمقراطية بيضاء، تسر الناظرين.
العراق الجديد الحر لا يسير نحو الهاوية، على الرغم من كل العواصف الهوجاء والرهانات الشريرة و المشاريع الانتكاسية البائسة. لقد واجه العراقيون منذ انهيار الصنم، أخطار التقسيم والحرب الأهلية والفوضى الجماعية، والأخطر من كل ذلك ثقتهم بأنفسهم وببلدهم ومستقبلهم، لكنهم صمدوا وصمموا على أن يظل العراق موحدا و الطائفيون شرذمة قليلة و مؤسسات الدولة قائمة، وأن يظل ديمقراطيا تعدديا لا قداسة فيه لشخص أو حزب أو طائفة، تناقش قضاياه دون تابوهات وتنتظم فيه الانتخابات دون تسعات.
و من حق العراق الجديد أن لا يخضع للابتزاز، و أن لا يشعر أؤلئك الذين يراهنون على استعادة الأمر من الشباك، بعد أن لفضوا من الباب، بالضعف و الحاجة جراء ظروف انتقالية صعبة، ستذكر في التاريخ لاحقا على أنها ضرورة مرحلية و ضريبة تدفعها الشعوب عندو مرورها بعمليات انتقال ديمقراطية. و الوفاق مبدأ ديمقراطي أصيل لا مندوحة عنه لتوفير الحد الأدنى من الانسجام الوطني، لكن ذلك يجب أن لا يحدث على حساب أسس النظام الجديد، فالعراق الديمقراطي محتاج إلى وفاق الديمقراطيين، لا وفاق المراهنين على تخريب العملية الديمقراطية..
البعثيون مطالبون أولا بإحداث مراجعات فكرية عميقة على أفكارهم الشمولية والاستبدادية، وقبل هذا وذاك الاعتذار علنيا، وبالفم الملآن، عن كافة الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها أنظمتهم في كل مكان حكموا فيه، وخصوصا في العراق، فإذا ما فعلوا ذلك وصبروا حتى يشتد عود النظام الجديد و تثبت توبتهم الحقيقية وتنقى سريرتهم الداخلية من كل دنس صدامي أو فكرة انقلابية، فلن يفوتهم شيء لأن العملية الانتخابية في ظل الديمقراطية لا تنقطع ومناسباتها القادمة كثيرة..
من كان لديه كلمة خير وأمل في العراق الجديد يعينه بها فليقلها، أو ليصمت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الأمل بالأميرة نسرين
عبدالله العبيدي -

الأميرة نسرين تعمل على صناعة الحياة في وطنها العراق، والأخ يريد صناعة الأمل في العراق عن طريق السياسة. يا ليت هناك 10 او 100 يحبون العراق ويعملون مثل الاميرة نسرين الهاشمي للعراق فقط مو للكراسي، لصار عدنا صناعة امل حقيقية في العراق.

allaaaaaaaaaaah...
dr.majid -

thank you very much sir for these words...you are one of the rare arabe authors who like irak and wish the good for it....you deserve our respect and greetings

العملية تم تخريبها
نوار -

العملية الديمقراطية تم تخريبها عند منع مرشحين من الترشيخ للانتخابات يحجة انهم بعثيين وهذه الحجة يمكن استخدامها ضد اي معارض للحكم الحالي الكردوا طائفي والعنصري في العراق . انا متالم ان كاتبا مرموقا و محترما كخالد شوكات يغض الطرف عن هذا الانتهاك للعملية الديمقراطية التى ستتعرض للتزوير حتما لان الشعب العراقي يرفض حكم طائفي كردو عنصري وهولاء متمسكون بالسلطة وسوف يقتلوا اي شخص يمنعهم من الاستمرار بالسلطة. ان الحكومة الطائفية الكردو عنصرية تتمسح باذيال كل من ايران وامريكا في وقت واحد للبقاء في السلطة .ان السكان في جنوب العراق لايمكن ان يقبلوا بتسييد ايران وتسييد بيادقها عليهم .ان الحكومة الحالية غارقة في الفساد كما انها لم تقدم الماء والكهرباء وخدمات التنظيف لذلك فالشعب يرفضها .هذه الحكومة التى تضع مصلحة الطائفة قبل الوطن .هذه الحكومة التى حولت المدارس الى حسينيات .هذه الحكومة التى ساهم افرادها في عمليات القتل في الحرب الطائفية عام 2006 .هذه الحكومة التى سمحت عمليا لان تكون كركوك اقرب الى كردستان منها للعراق .انها حكومة الملالي الذين اثروا على حساب الشعب المسكين .وهم لايختلفون كثيرا عن البعث الذي تمسك بالسلطة واقصى الغير واحتكر المناصب وكمم الافواه .اتحدى اي شخص عراقي يستطيع ان يقف في مدينة المدعو صدر وينتقدة او يقف في نجف وينتقد المدعو سيستاني على سكوته على مهزلة مايسمى بالاجتثات .انه سيقطع اربا اربا الديمقراطية تعيش اخر ايامها في العراق واقولها بمرارة بعد خروج الامريكان وانتصار ايران في المواجهة فان العراق سيعلن نفسه ثاني دولة طائفية بعد ايران .

غريبة فعلا
احمد -

كاتب عربي يدعم التوجه الديمقراطي في العراق و يذكر جرائم البعثيين ؟ حقيقة لم اصدق ما قرات .. اعتقد ان نسبته هي واحد بالالف من العرب لان كل ما اقراه من العرب غير العراقيين هو تمجيد البعث و جرائمه و تخويف بعضهم بعضا من النظام الديمقراطي الجديد الذي لم يذوقوا شئ منه باعتبارهم تربوا على الاستبداد, فتحية كبيرة لك .

بوركت ايها الكاتب
احمد الفراتي -

بارك الله فيك ايها العربي الشريف وان قل العرب الشرفاء لان عرب المفخخات ومبرريها وعرب البعث هم كم جعلونا ان لانصدق ان هناك من يحب الديمقراطيه من العرب الا القله القليله كامثال خالد شوكات وشاكر النابلسي واطمئنك ايها الكاتب الرائع ان العريق يسير نحو الديمقراطيه حثيثيا وان الله متمها ولو كره اعراب المفخخات عبيد الدكتاتوريات الذين سيبقون ابدا عبيدا لحكامهم الوراثيين. لانهم حاربوا حرية العراق وقتلوا المليون عراقي استشهد في سبيل الديمقراطيه والحريه والانعتاق من النظام الرسمي العربي المتخلف .

بوركت يا أصيل
محمد كمر / هولندا -

الأخ العزيز خالد شوكت أهنئك وأشكرك من كل قلبي على هذه المقالة الرائعة بحق العراق الجديد وأتمنى من كل الإعلاميين العرب المخلصين والمحبين للأنسانية وللحرية والديمراطية أن يحذون حذوك لأن العراق الجديد بحاجة الى هكذا كلام طيب يشد من أزر شعبه الذي ذاق الويلات طوال أربعون عاما مضت بوركت أيها الأخ والصديق العزيز وأهلا بك عزيزا في قلوب العراقيين

Thank you
Kullish Zane -

Thank you Mr. Shokat for this spirit lifting article. Thank you for not riding in the same boat as those who hate and envy Iraq and do whatever it takes to put road blocks in the way of Iraq''s progress. Iraq was full of photos of only one man, now we see many photos of many different people who are legitimately seeking the leadership of Iraq. Iraq will thrive, progress and stay democratic despite all the hate mongers. Let’s read more of your writings. Bravo