فضاء الرأي

الحياة هي تلك التي تحدث في ما وراء البحار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

على شرفة الطبقة الثالثة من منزله، في مارينا دل راي، بولاية كاليفورنيا، جلس مصطفى محمود زايد على مقعده الأثير، واطلق النار في عينه مباشرة. الرجل الذي يبلغ من العمر 75 عاماً، قرر وضع حد لحياته المستوحدة. لكن جثته بقيت مسمرة على المقعد نفسه لعدة أيام، قبل ان تكتشف الشرطة ان ما ظنه الجيران دمية من دمى الهالووين ليس في الحقيقة إلا جثة صاحب المنزل المنتحر. كانت الجثة مرئية لعموم الجيران بوضوح، لكن أحداً منهم لم يكلف نفسه عناء الظن بأن ما بدا لهم دمية بالحجم الطبيعي قد يكون جثة الرجل الذي يسكن المنزل.
لم توضح تقارير الشرطة اسباب انتحار الرجل، ولم تقطع الشك باليقين بأن الطلقة التي اخترقت عين زايد قد أطلقها بنفسه رغبة منه في الخلاص من عيشه المتوحد. لكن اسباباً كثيرة تدفع للظن ان الرجل قضى انتحاراً. هذا ما يقوله الناطق الرسمي باسم الشرطة من دون ان يفصح عن ماهية هذه الأسباب. المسنون هنا لديهم اسبابهم التي لا تحصى للانتحار. الوحدة؟ طبعاً. الشعور بأن الحياة لا تستحق ان نبذل جهداً لأجل استكمالها على النحو الرتيب الذي هي عليه؟ مؤكد. الشعور بالغربة المطلقة عن الامكنة الأليفة وعن الجيران وعن غرف البيت نفسه؟ من دون شك. قضى مصطفى زايد انتحاراً لأن الحياة في هذه البلاد لا تعاش إلا حين يكون عيشها ضرورة مطلقة. فمن انهى كفاحه فيها واستقر عيشه على رتابة ودعة، وودع القلق اليومي الذي يضرب الجميع من دون استثناء، لا يجد سبباً للبقاء حياً.
كثيرون يعتقدون ان أميركا هي جنة المتقاعدين. ذلك ان المرء في هذه البلاد يمضي سحابة شبابه وكهولته مناضلاً ومكافحاً لتأمين تقاعده المريح. ساعات العمل لا تنتهي يومياً إلا وقد أهدر المرء كل طاقته، ليعود إلى بيته، يأكل وينام حتى الفجر، حيث يعاود سيرة البارحة. وطبعاً ليس لدى المرء وقت ليتفحص ما يجري في حديقة جاره، وليس غريباً ان تجلس جثة على شرفة المنزل المجاور عدة ايام من دون ان يثير وجودها قلق او فضول الجيران. لا وقت للفضول، وليس ثمة وقت للتضامن. حادثة جلوس الجثة اياماً عديدة على شرفة الطابق الثالث لا تهز أحداً. هذا من نوافل يوميات اميركا ومن طبائع عيشها اليومي. في احدى قصص رايموند كارفر، وهو القاص الأبرز في أميركا منذ عقود، يروي خبر اربعة اصدقاء اعتادوا الصيد على ضفة نهر في أحد الجبال، يركبون سياراتهم ويقودونها وقتاً طويلاً ليصلوا إلى المكان الذي اعتادوا الصيد فيه، لكنهم في إحدى هذه الرحلات يلاحظون جثة شابة تطفو على صفحة النهر الراكدة. لا يبدون اهتماماً، للوهلة الأولى، إذ ليس ثمة ما يثير اهتمامهم فعلاً. لكنهم بعد وقت قصير يقررون ان من واجبهم ابلاغ السلطات. يجرون الجثة ويربطونها إلى شجرة على ضفة النهر من قدمها، ويكملون ما بدأوه من صيد وتخييم. يصيدون ويأكلون ويشربون وينامون اياماً عدة والجثة في مكانها حيث تم ربطها. وحين ينهون ما جاؤوا لأجله يعودون من حيث اتوا، ويعمد واحد منهم للاتصال بالبوليس والإبلاغ عن وجود الجثة من اول هاتف عمومي يصادفونه. الأصدقاء الأربعة لا يشعرون انهم واجهوا أمراً يفرض عليهم تغييراً ما في روتينهم. شابة مقتولة لا تقدم ولا تؤخر في روتين الحياة اليومية، ولا ينبغي لها ان تقدم او تؤخر أصلاً. لا وقت لديهم لإضاعته. فالأميركيون دوماً يشترون الوقت، وليس ثمة سبب لإنفاقه على ما لا يخصهم او لا يتصل بهم اتصالاً مباشراً.
على هذا يبدو مفهوماً ان لا تتابع الصحف ووسائل الإعلام خبر بقاء جثة مصطفى محمود زايد اياماً عدة على الشرفة من دون ان تثير فضول أحد. لقد انتحر الرجل وانتهى الأمر. حادثة تحصل كل لحظة. الانتحار في هذه البلاد ليس حدثاً، وايضاً بقاء الجثة على حالها اياماً عدة ليس حدثاً. لذلك يجدر بالناس ان يتابعوا ما بدأوه، وان لا يأخذ حادث مماثل اكثر من دقيقتين من اوقاتهم الثمينة. اربعة اسطر في جريدة، وتختفي الجثة واثرها وتختفي ذكريات الرجل واسباب موته.
هل كان ثمة ما قد ينقذ مصطفى محمود زايد من الانتحار؟ ربما لو أن جاراً من الجيران بذل جهداً قليلاً لمحادثته يومياً، لكان أنقذ حياته من الانتحار. لكن حياة رجل مسن لا تساوي على الأرجح دقائق يومية من وقت احد الجيران. ربما كان الرجل لينجو من ميتته هذه لو ان اولاده يداومون على الاتصال به مثلاً. لكن زايد انتحر، والحياة التي كان سيعيشها لم تكن اثمن من محاولة اي كان ان يحفظها من الموت انتحاراً.
الحياة، فلنتركها للخدم يعيشونها عنا. على حد تعبير نيتشه، إنما ليس ثمة خدم في أميركا. فليعشها الخدم في ما وراء البحار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

فى تقدم من الله الذى لا يقتل كان المسيح هو نفسه الله لا يصلب و هو قبص من نوره على حجم عالمنا الان مات موت طبيعى النبى محمد و المنتحر يحاول ان يخرج من كون بـ قتل نفسه و هذا خطر اذ ممكن الكون الثانى لا يكون جاهز لانه شغل حياه قد يجلس فى حياه بعيده مع اخرين ضيف بينهم او فى حياه اقل من مستواه حتى يعود لنفسه مره اخرى و هذا ما يحدث لمن تطلق نفسها او يطلق زوجته او يتزوج اثنين او تتزوج اثنين و او تحتضن يتيم و ترضعه ايضا كما تقول الخائنه بالاعلام يجب ارضعاه كل هذا خطر كل انسان حرام يتجراء على الله و يقول انا اب او زوج لاخرى او يتحرش ببيوت مطلقه او ارمله او حتى يزورهم لانه حمل عليهم و هذا مهم لان الانسان مع ربه فى اسلوب حياه و ان كان هناك من يحب الاصدقاء و يعتبرها حياه اكبر من حياه الاسره هؤلاء اسرى فكر من هم فقراء مثل ابن الشغاله الذى و انا فى تنويم مغناطيسى وصل لى و وصل لغيرى لا يصاحب اى احد و يفضل الاجانب اما انا كان يحضرهم هو لى فأنا لا اذهب لاحد هؤلاء لو مكان ناس فى مستوى اجتماعى يحب يجلس فى غرفتى و يستمتع بها وحده و لن يقبل طلب صداقه من احد من هنا مهم هذا ان هؤلاء بيتشعبطوا بحجج لا للوحده لو هم فوق لن يرددوا هذا و لو هم فوق كانوا سوف يشغلوا العالم و الموظف لكيف تكون جنه بالعصا و شى و حا و يس للحمير التى تجر العربه حتى ان جار كان صديق و انا صغير و قابلته فى شركه مدرب مشهور كـ جيران و قابلنى و سلم بجفاء و لم افهم و كنت قلت للمدرب انى اعرفه ثم و هو ناظر من بلكونته و هو ينظر كشر لكن فى جنازه فهمت انه كان يعتقد انى ابن بواب من بوابين العمارات لانى كنت دائما ازور ابن بواب و كان صديقى و هو نفسه كان صديقه لكن هو غير اتجاهه و انا استمريت سنوات قليل ايضا مثله و كما هو لم يلاحظ نفسه انا ايضا لم الاحظ نفسى

nero
nero -

فى تقدم من الله الذى لا يقتل كان المسيح هو نفسه الله لا يصلب و هو قبص من نوره على حجم عالمنا الان مات موت طبيعى النبى محمد و المنتحر يحاول ان يخرج من كون بـ قتل نفسه و هذا خطر اذ ممكن الكون الثانى لا يكون جاهز لانه شغل حياه قد يجلس فى حياه بعيده مع اخرين ضيف بينهم او فى حياه اقل من مستواه حتى يعود لنفسه مره اخرى و هذا ما يحدث لمن تطلق نفسها او يطلق زوجته او يتزوج اثنين او تتزوج اثنين و او تحتضن يتيم و ترضعه ايضا كما تقول الخائنه بالاعلام يجب ارضعاه كل هذا خطر كل انسان حرام يتجراء على الله و يقول انا اب او زوج لاخرى او يتحرش ببيوت مطلقه او ارمله او حتى يزورهم لانه حمل عليهم و هذا مهم لان الانسان مع ربه فى اسلوب حياه و ان كان هناك من يحب الاصدقاء و يعتبرها حياه اكبر من حياه الاسره هؤلاء اسرى فكر من هم فقراء مثل ابن الشغاله الذى و انا فى تنويم مغناطيسى وصل لى و وصل لغيرى لا يصاحب اى احد و يفضل الاجانب اما انا كان يحضرهم هو لى فأنا لا اذهب لاحد هؤلاء لو مكان ناس فى مستوى اجتماعى يحب يجلس فى غرفتى و يستمتع بها وحده و لن يقبل طلب صداقه من احد من هنا مهم هذا ان هؤلاء بيتشعبطوا بحجج لا للوحده لو هم فوق لن يرددوا هذا و لو هم فوق كانوا سوف يشغلوا العالم و الموظف لكيف تكون جنه بالعصا و شى و حا و يس للحمير التى تجر العربه حتى ان جار كان صديق و انا صغير و قابلته فى شركه مدرب مشهور كـ جيران و قابلنى و سلم بجفاء و لم افهم و كنت قلت للمدرب انى اعرفه ثم و هو ناظر من بلكونته و هو ينظر كشر لكن فى جنازه فهمت انه كان يعتقد انى ابن بواب من بوابين العمارات لانى كنت دائما ازور ابن بواب و كان صديقى و هو نفسه كان صديقه لكن هو غير اتجاهه و انا استمريت سنوات قليل ايضا مثله و كما هو لم يلاحظ نفسه انا ايضا لم الاحظ نفسى

نية التعليق
متابع ايلاف -

والله كانت عندي نية التعليق لكن حين قرات تعليق نيرو فقدت تركيزي كليا !! لا اعرف ماذا يكتب هذا الرجل؟ وهل هو طبيعي ام لا؟؟ على العموم , اعتقد بان الوحدة والفراغ العاطفي سبب مهم للشعور بالا جدوى , هذا الرجل عانا من شعور الوحدة القاتلة والفراغ و انعدام الحب الاسري , الله يرحمه برحمته الواسعة.

نية التعليق
متابع ايلاف -

والله كانت عندي نية التعليق لكن حين قرات تعليق نيرو فقدت تركيزي كليا !! لا اعرف ماذا يكتب هذا الرجل؟ وهل هو طبيعي ام لا؟؟ على العموم , اعتقد بان الوحدة والفراغ العاطفي سبب مهم للشعور بالا جدوى , هذا الرجل عانا من شعور الوحدة القاتلة والفراغ و انعدام الحب الاسري , الله يرحمه برحمته الواسعة.

الحياة
dinkee -

الحياة مجموعة افكار تتابع مع مجموعة صدف فتخلق احداث ينسجم الانسان معها او لا ينسجم ...فالانسان هو الذي يخلق الحياة و ان الانتحار هو اسهل طريقه لاعلان فشله في خلق الحياة ...فالرتابة هي مجرد ملل و الملل هو ناتج عن اعمال الانسان لنفسه و نتيجه لقتل الطموح ..فالحب موجود في كل مكان .. و ليرحم الله روحا ضنت انها لن تحب بعد الان ..

الحياة
dinkee -

الحياة مجموعة افكار تتابع مع مجموعة صدف فتخلق احداث ينسجم الانسان معها او لا ينسجم ...فالانسان هو الذي يخلق الحياة و ان الانتحار هو اسهل طريقه لاعلان فشله في خلق الحياة ...فالرتابة هي مجرد ملل و الملل هو ناتج عن اعمال الانسان لنفسه و نتيجه لقتل الطموح ..فالحب موجود في كل مكان .. و ليرحم الله روحا ضنت انها لن تحب بعد الان ..