الدولة، الامة والقضية الكردية في سوريا (3- 5)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يقول الاستاذ غسان المفلح في مقاله موضوع حديثنا: لم يتطرق احد من النقاد لما أنتجته التجربة العراقية، وأن الخراب الذي أصاب العراق كان نتيجةً لغياب" سيادة المركز". يعني غياب مبدا الدولة الامة بتعبير آخر.
في الواقع هذا المبدأ بالذات أوصل العراق الى الإحتلال وتداعياته.
الدولة الامة والقضية الكردية في سوريا (2 - 5)ألم يكن نفس المبدأ سارياً منذ تشكيل الدولة العراقية وحتى عام 2003 وأن الدولة كانت مركزية الى أبعد الحدود؟. هل وجد العراق إستقراراً منذ تأسيسه الى سقوطه بإستثناء السنين الأولى في فترة الثلاثينات من القرن الماضي؟. هل هناك من لا يذكر تلك الحرب الضروس بين الكرد وإنقلابيي بغداد طوال حقبة الستينات؟. ألم تكن هيمنة وقوة المركز وراء تلك التصفيات والإعدامات التي جرت بين حكام بغداد الإنقلابيين "رفاق الدرب" بعد محاكمات بسرعة البرق والتنفيذ خلال دقائق؟.
ألم تصل الجريمة الى تجفيف الأهوار فقط بهدف إبادة المكون الشيعي؟. هل هناك لزوم لتذكير الحرب الايرانية وسقوط أكثر من مليون إنسان ليبقى المركز قوياً كالفولاذ؟ وماذا عن الإستيلاء على الكويت في ظل الدولة الامة؟. أم أن البعض يرى أن حرب الإبادة ضد الكرد من التعريب والتهجير وحلبجة والأنفال كانت تدابير غير كافية وأن الحكم المركزي كان وقتها رحيماً أكثر من اللازم؟.
إذا كان كل ماورد أعلاه حدث في ظل "سيادة المركز" ولأكثر من نصف قرن، فمما لا شك فيه هو أن ما حدث ويحدث للعراق من كوارث كان نتيجة طبيعية للحكم المركزي أي"سيادة المركز" وليس العكس. سيادة المركزهو الذي يفرش الدرب أمام الدكتاتوريات.
هل الحكم في سوريا وتونس واليمن والجزائر ومصر والسودان فدرالي؟ ذاتي؟ لامركزي؟ لا.....سيادة المركز فيها أقوى من الرصاص. الوضع في الراهن العراق بالرغم من كل النواقص أفضل من كل تلك الدكتاتوريات.
العراق أمامه فرصة ذهبية ليصبح دولةً ديمقراطية نموذجية في المستقبل القريب وذلك إذا ما إتفقت الأطياف جميعاً على النظام الفدرالي، الذي يحد من طغيان المركز، بحيث تشمل الفدرالية السُنة أيضاً. الإعتراف بقبول وجود الإختلافات العميقة بين السنة والشيعة وإحترام تلك الخصوصيات العقائدية بشكل علني ورسمي أفضل بكثير من اللعنات والتكفير والتحقير والشتائم من وراء الظهر وفي السر والوشوشة والتي هي سمة وشيمة مجتمعاتنا المتخلفة حيث الأفعال عكس الأقوال.....سبحان الله....
هنا تخطر في البال التجربة اليابانية في ظل الإحتلال الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية. في عام 1945 إستسلمت اليابان بعد خسارتها الحرب. حتى ذلك التاريخ كان نظام الحكم امبراطورياً مقدساً. بقيت اليابان تحت الإحتلال الامريكي المباشر لمدة ستة سنوات. الامريكان وضعوا دستوراً ديمقراطياً لليابان وبقي الامبراطورفي منصبه كرمز حفاظاً على وحدة الشعب الياباني بينما تم محاكمة وعقاب السياسيين والعسكريين الذين كانوا السبب في دخول اليابان الحرب الى جانب المانيا النازية. بعد إنتهاء الإحتلال إحتفظت امريكا بقواعد عسكرية لا زالت موجودة حتى الآن.
تمكنت اليابان من تحقيق اعجوبتها الديمقراطية والصناعية والإقتصادية (في ظل دستور الإحتلال) والتي أذهلت العالم طيلة القرن الماضي. اليابان تعاملت مع الواقع وإستثمرت الإحتلال وحولته الى إنطلاقة نحو التقدم والبناء بدلاُ من الشعارات الجوفاء والعواطف الكاذبة و الضرب على الخدود والبكاء على الأطلال. كل ذلك حدث واليابان لم تكن بعد قد خرجت من صدمة الكارثة النووية على ناغازاكي وهيروشيما. لا داعي للتذكيربشجاعة اليابانيين أحفاد الساموراي الغنية عن التعريف من" الكاميكازي" إسم إعصار ألقي على الطياريين الإنتحاريين الذين فجروا 14 بارجة أمريكية في الحرب العالمية الثانية، و"هاراكيري" الإنتحار لغسل عار الجُبنْ. اليابانيون لم يقتلوا شعبهم من الأبرياء والنساء والأطفال كما يحدث في العراق.
لماذا لا يأخذ العراق الدرس والعبرة من التجربة اليابانية لتاسيس دولة ديمقراطية فيدرالية يشارك الجميع في بنائها، لاسيما وأن الظروف مهيأة وخاصةً الدعم الدولي اللامحدود؟.
في زمن الخلافات والمعارك بين الثورات الكردية وحكام بغداد كان الكرد في صراعهم يضطرون الى اللجوء الى العون والمساعدات بسبب الشح في الإمكانيات حتى من عدوهم الشاه المقبور، وفيما بعد من ملالي طهران وبالتالي كان يسهل تدخل هؤلاء في شؤون العراق الداخلية. ولكن منذ أن أصبح الإقليم فيدرالياً وصار يملك الحصانة في مواجهة دول الجوار و أصبح أكثرإعتزازاً بهويته العراقية في ذات الوقت. بل إنعكست الآية وصارت دول الجوار تحارب تجربة الإقليم الفدرالي بعد أن أصبحت الأبواب مسدودة في وجوههم للتدخل في شؤون العراق من خلال الإقليم.
النظام الفدرالي يفرض على الإقاليم مسؤولية الحفاظ والدفاع عن الوطن العراقي وهذه بديهية نابعة من طبيعة الأشياء.
للحديث بقية.
طبيب كردي سوري السويد
bengi.hajo@comhem.se
التعليقات
سوري عربي
سمير -والله هذا الكاتب بدا يقنعني شيئاً فشيئاً فلماذا نحاول دائماً إلصاق التهم بالاكراد.رغم ان حكامنا قاموا بكل ما نعرفه ضدهم يحاولون الحوار معنا ولا يقومون بقتلنا وتفجير انفسهم كما تقوم به القاعدة .اخواني العرب و الاكراد فلنكن يداً واحدة ضد الحكام و لنحرر فلسطين و نعيش بسلام
انا كردي اه يا نيالي
د.شهباز صبري -انا كردي اه يا نيالي ...لماذا يقولون انا سوري اه يا نيالي ..؟ انا ايضاً اقول ذلك كوني كردي ..هل تعلمون يا اصدقائي القراء ان كل المواطنين العرب وغيرهم من باقي الدول يفتخرون بانتمائهم الى دولتهم الام اي كانت ... بينما السوريين مع الاسف الشديد كل شخص يفتخر بانتمائه العشائري ( المسيحي يقول انا مسيحي والكردي يقول انا كردي والعربي يقول انا مسلم ولا احد يقول انا سوري .... )هل تعلمون لماذا ؟؟ بسبب الامن والمخابرات واجرائاتهم ضد مواطنيهم ..
انا كردي اه يا نيالي
د.شهباز صبري -مكرر
ألمانيا
حرشو الزعيم -يبدو أنه بعد تدمير العراق تدميرا كاملا ماعدا مناطق الأكراد طبعا ماديا وثقافيا واجتماعيا على يد الأمريكان وحلفائهم ارتفع صوت بعض المثقفين ينادون بأشياء غريبه عن الأكراد ولكن في سوريا هم قله قليله وافده من الجوار وإذا أراد هؤلاء تشكيل دوله كرديه أقسم أن ألمانيا أفضل لهم فليعقدوا العزم ولسوف يفلحون بالإنضمام للإتحاد الأوروبي
حذاري ياسوريا العرب
عراقي عربي -ان العصابات الكرديه لا يكفيها احتلال شمال العراق بمساعدة الامريكان واسرائيل .انها تحاول ضم اجزاء كبيره من العراق ( محافظات كركوك,الموصل, ديالى, صلاح الدين وووو) الى الجزء المحتل في شمال العراق منتهزة الفوضى السياسيه في العراق وضعف الجيش والحكومة المركزيه(و العصابات الكرديه هم من نشروا الفوضى في العراق واججوا الطائفيه وكانوا السبب وراء حل الجيش العراقي كما اعترف حلفائهم الامريكان والاسرائيليين بذلك). والان انفتحت شهية الاحتلال لديهم على اراضي الجمهورية العربية السورية ولكن العرب في سوريا سوف يقفون للعصابات الكرديه المافويه و العميله لاسرائيل بالمرصاد ويرموهم خارج الحدود السورية
الى التعليق 2
جساس -انت مخطئ جدا فأنا سوري عربي مسيحي واكثر ما افتخر به هو اني من سوريا الحبيبة ، فتكلم عن نفسك ولا تتكلم عن غيرك