أصداء

"الحرة" كسرت صمت الإعلام العربي… ولكن ماذا بعد؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة "الحرة" الأميركية عن لاجئي دارفور في الصحراء التشادية كسر صمت الإعلام العربي المضروب على واحدة من أكثر المآسي الإنسانية قسوة كما وصفتها الأمم المتحدة بحسب الإشارة الذكية التي جاءت في مقدمة فيلم "كونونوغو: لاجئون في مخيم المنفى"، هذه المأساة الإنسانية التي يتحدث عنها الإعلام الدولي والمجتمع المدني الدولي والتي صمت حيالها الإعلام العربي والمجتمع المدني العربي هي، في المقام الأول، مأساة عربية قبل أن تكون مأساة إنسانية، فالضحية عربية والجلاد عربي والشهود عرب.. ولعلنا كعرب أكثر من وجب عليهم الشعور بالعار والخجلhellip; إن بقيت لدينا القدرة على هذا الشعور.

أثار الفيلم أسئلة من خلال الحوارات التي أجراها منتج الفيلم الصحافي محمد اليحيائي، أسئلة جارحة عن صمت العالم العربي وعن صمت المجتمعات العربية وعن صمت الإعلام العربي وأيضا عن انحياز الحكومات العربية ووقوفها مع الحكومة السودانية وغضها الطرف عما حدث ويحدث في دارفور من قتل واغتصاب وتشريد وعن معاناة المشردين من ديارهم منذ ألفين وثلاثة وحتى اليوم، أسئلة كان يجدر بقنوات مثل " الجزيرة" القطرية أو "العربية" السعودية أن تثيرها، ولو كان هذا الفيلم بث على "الجزيرة" أو " العربية" لكان صداه وأثره أكبر بكثير باعتبار حجم المشاهدة الواسع الذي تتمتع به هاتان الفضائيتان قياسا بحجم المشاهدة البسيط الذي تتمتع به " الحرة" الأميركية، خصوصا وأن الفيلم كتب بلغة شديدة الصفاء والشعرية وأنتج بمهنية صحافية عاليه وهو ما يحسب للأستاذ محمد اليحيائي الذي يضع من خلال "كونونوغو: لاجئون في مخيم المنفى" الحرة على مضمار المنافسة تماما كما وضع "الحرة" من خلال برنامجه المميز " عين على الديمقراطية" على جدول المشاهدة الدائمة لدى كثير من المشاهدين العرب.

الحرة ليست محطة عربية.. هذا صحيح، هي محطة أميركية، وربما يكون لها أجندتها السياسية، وإن كنت شخصيا لا أرى أن لها لا أجندة ولا حتى هوية واضحة بل أراها تتخبط دون رؤية ولا هدف واضح باستثناء برامج قليلة جدا تعطي للحرة قيمة وفي مقدمتها " عين على الديمقراطية"، لكن "الحرة" من خلال هذا الفيلم الوثائقي حملت هما عربيا لم تحمله وتقدمه محطة فضائية عربية، هماً قدمته من خلال هذا الفيلم بصورة مهنية عالية وبموضوعية وحياد وبذكاء أيضا.. ولعل المقدمة التاريخية الموجزة التي قدمها الفيلم عن تاريخ إقليم دارفور وكيف كان سلطنة مستقلة قبل أن يضم إلى السودان عام 1917 بقرار من الاحتلال البريطاني وكيف أن آخر سلاطين دارفور "السلطان على دينار" كان يُسيّر قافلة سنوية لكسي الكعبة المشرفة ويطعم ويسقي الحجاج، لعل هذه المقدمة التاريخية كانت الأكثر ذكاء في الفيلم وهي، بعبارة أخرى، دعوة للعرب وللمسلمين لأن يخجلوا من صمتهم وتجاهلهم لمعاناة من كانوا يُسّيرون قافلة سنوية لكسي الكعبة المشرفة ومن كانوا أول من أحيا السنة النبوية في إطعام وسقاية الحجاج.

كسرت " الحرة" الأميركية بهذا العمل المميز، دائرة الصمت المضروبة حول مأساة الدارفوريين، وألقت حجرا في مياه المجتمع المدني والحقوقي العربي شبه الراكدة حيال هذه المأساة، فهل يتحرك الإعلام العربي ويضع مأساة دارفور ضمن أولوياته وهل يتحرك المجتمع المدني العربي ويسجل وقفة مساندة، حتى لو كانت متأخرة، مع أخوتنا الدارفوريين؟

أم أن " الحرة" الأميركية وصحافييها العرب المميزين، على قلتهم، أمثال محمد اليحيائي هم أملنا كعرب في إثارة قضايانا وتسليط الضوء عليها بمهنية وموضوعية وتجرد ؟؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مجرد رأي
مروان -

تمنيت لو تقوم قناة الحرة الامريكية التمويل بنفس الشيء مع الفلسطينيين الدين عاشوا ويعيشون تحت وطاة احتلال غاصب أهلك الارض والحجر والبشر وتتحدث عن الامبريالية الامريكية والعدوان الصهيوني على لبنان وتقوم بنفس الشي مع مأساة العراقيين الدين احتلت بلدهم وهجروا من بيوتهم وقتل مليون عراقي نتيجة لاختلال ظالم ناهيك عن الافعان والهنود الحمر. انداك نعتبر قناة الحرة كسرت الصمت وأصبحت قناة مهنية ورائدة.

مجرد رأي
مروان -

تمنيت لو تقوم قناة الحرة الامريكية التمويل بنفس الشيء مع الفلسطينيين الدين عاشوا ويعيشون تحت وطاة احتلال غاصب أهلك الارض والحجر والبشر وتتحدث عن الامبريالية الامريكية والعدوان الصهيوني على لبنان وتقوم بنفس الشي مع مأساة العراقيين الدين احتلت بلدهم وهجروا من بيوتهم وقتل مليون عراقي نتيجة لاختلال ظالم ناهيك عن الافعان والهنود الحمر. انداك نعتبر قناة الحرة كسرت الصمت وأصبحت قناة مهنية ورائدة.

............
عبدالرحمن -

قناة الحره ولا يوجد فيها شيء يستحق المدح او الثناء ...............................................................امريكا وحدهم يمتدحونها

............
عبدالرحمن -

قناة الحره ولا يوجد فيها شيء يستحق المدح او الثناء ...............................................................امريكا وحدهم يمتدحونها

تبقى الحرة الاحلى
Umed .USA -

لااتفق مع كاتب المقال في قوله بان قناة الحرة ليس لها قاعدة جماهيرية عريظة فهي تنافس العربية والجزيرة من حيث المشاهدين وهي لوحيدة التي ليست لها اجندة سياسية او خطوط حمراء. فالجميع يعلم كيف ان قناة الجزيرة تتهرب من الوضع الداخلي لدولة قطر فعلى سبيل المثال لم تعرض لقطات لزيارة امير قطر الى اسرائيل ومصافحتة لرئيسة الوزراء الاسرائيلة.شكرا لايلاف

تبقى الحرة الاحلى
Umed .USA -

لااتفق مع كاتب المقال في قوله بان قناة الحرة ليس لها قاعدة جماهيرية عريظة فهي تنافس العربية والجزيرة من حيث المشاهدين وهي لوحيدة التي ليست لها اجندة سياسية او خطوط حمراء. فالجميع يعلم كيف ان قناة الجزيرة تتهرب من الوضع الداخلي لدولة قطر فعلى سبيل المثال لم تعرض لقطات لزيارة امير قطر الى اسرائيل ومصافحتة لرئيسة الوزراء الاسرائيلة.شكرا لايلاف

أحسن قناه
عراقي -

قناه الحره انجاز رائع وموضوعيه وتستحق المشاهده واهم مافيها انها كسرت شوكه الفضائية ذات الاتجاه القاعدي ، لقد اصبحنا بعدها لا نعطي اي اهتمام لهذه الفضائيةوخصوصا للموضوع العراقي الذي تمتاز بتشويهه عدا مايرضي أعداء الشعب العراقي .

أحسن قناه
عراقي -

قناه الحره انجاز رائع وموضوعيه وتستحق المشاهده واهم مافيها انها كسرت شوكه الفضائية ذات الاتجاه القاعدي ، لقد اصبحنا بعدها لا نعطي اي اهتمام لهذه الفضائيةوخصوصا للموضوع العراقي الذي تمتاز بتشويهه عدا مايرضي أعداء الشعب العراقي .

غريب
طارق الحرة -

بيقول تبقى الحرةالاحلى رقم 1 على كل حال معروفين صحفيين الحرة و توجهاتهم و بعض التقارير تقول انو الحرة افلست بس يسمع اللي بيدافع عنهم

غريب
طارق الحرة -

بيقول تبقى الحرةالاحلى رقم 1 على كل حال معروفين صحفيين الحرة و توجهاتهم و بعض التقارير تقول انو الحرة افلست بس يسمع اللي بيدافع عنهم