أصداء

مصر والطائفية حتى في الأعمال الخيرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الطائفية موجودة في كل مجتمع، ولا توجد دولة تخلو من الطائفية غير تلك التي وجدت في خيال أفلاطون في كتابه المدينة الفاضلة، ووجود الطائفية في المجتمعات هي عملية نسبية تقل جدا في الدول المتقدمة والمحترمة وتزيد في الدول المتخلفة، وفي كل المجتمعات تقل الطائفية بين أوساط المثقفين والصفوة حتي تكاد تكون معدومة بين هؤلاء، نجد ذلك في أفقر المجتمعات وأقلها تقدما، ولكن الوضع عكس ذلك في مصر، فحتي الصفوة والمثقفين طائفيين حتى النخاع، بل والنظام كله طائفي.

فبعد نهاية بطولة كأس أفريقيا بأنجولا وفوز الفريق المصري بها، لم يفرح الأقباط ولم يشاركون في الفرحة، بسبب ما حدث في نجع حمادي يوم ليلة عيد الميلاد، والحقيقة أنني كنت في زيارة لمصر أثناء وقوع هذه الجريمة البشعة وأشهد أنني لم أتبادل التهاني بالعيد مع أحد من الأهل أو الأصدقاء وكانت كل مقابلاتنا ومكالمتنا في ذلك اليوم تنصب علي ما حدث لأخوتنا في نجع حمادي وكنا نتبادل التعازي ونواسي بعضنا بعضا بدلا من التهاني، ثم حلت بمصر كارثة أخري وهي تعرض بعض المدن القري المصرية لسيول غزيرة.

وبعد وصول الفريق القومي المصري مظفرا بكأس الأمم الأفريقية، قرر الفنان عمرو دياب التبرع بحفل غنائي للاحتفال بالفريق الوطني، إلي هنا وكل شئ يسير علي ما يرام ولكن تأتي المفاجأة الكبرى، عندما يقرر السيد حسن صقر بصفته رئيس المجلس القومي للرياضة بالاتفاق مع إتحاد الكرة المصري والجهاز الفني للفريق بقيادة الشيخ حسن شحاتة واللاعبين، أن تكون إيرادات الحفل التي كان متوقع لها أثنين مليون دولار أي ما يقارب أحدي عشر مليون جنية مصري لصالح متضرري السيول!!! وأين ضحايا مصر وضحايا الأقباط الذين فقدوا حياتهم بنيران الغدر والجبن؟؟

قد يقول البعض أن متضرري السيول قد يكون منهم مسلمين ومسيحيين، فأين الطائفية إذا؟؟ الطائفية هنا أن الدولة لا تعتبر موت ستة "زاد عددهم لتسعة بموت أثنين من المصابين واختناق سيدة أخري" من شبابها بكارثة!!!! ولا تعتبر إطلاق النار علي شباب في عمر الزهور وهم يلعبون ويلهون أمام كنيستهم في ليلة عيد الميلاد بمصيبة!!! الطائفية أن هناك من لايرى قيمة للدم المصري الذي أهدر بدون وجه حق وبدون ذنب طالما كان هذا الدم قبطي مسيحي!! المصيبة أن هناك من لا يرون دموع الأمهات التي تبكي دما علي أولادهن ولا يشعرون بهن!!! ليس لشئ إلا أنهم نصارى كفرة لا يستحقون المشاركة في تجفيف دموعهن ولا يستحقون الاهتمام من الكباتن!!! الطائفية هنا هي استغلال فوز الفريق المصري للتغطية علي حادث نجع حمادي، بدلا من استغلال الحدث لبث الحب بين الشباب المصري واستنكار الحادث وأن يشعر كل من يشارك ويشاهد الحفل بأنه شارك أسر الضحايا ولو بالقليل من المال أو القليل من المشاعر الإنسانية الجميلة.

في النهاية أن أموال الدنيا كلها لا يمكن أن تعوض أسرة عن قتل أحد أفرادها، ولم أكتب لأطلب مالا لأسر شهدائنا، وأن كان ذلك حقا أدبي وقانوني لهم من قبل الدولة والمجتمع المصري، بل كتبت حتى يشعر الأقباط باهتمام الدولة بهم وبشهدائهم وأن ينظر المجتمع لمثل هذه الحوادث علي إنها كارثة وجريمة في حق الوطن كله وليس في حق الأقباط فقط.. فكيف لي كقبطي أن أفرح بفوز فريق بلدي أو احزن علي هزيمته بعد ذلك؟؟؟ وحتي مبادرة هاني رمزي مدرب الفريق الاولمبي المصري بلعب مباراة في نجع حمادي لصالح أسر الضحايا لم تنفذ بعد ويبدو أنها لن ترى النور!!! إنها طائفية حتى في أسمى وأرقى المجالات وهي الرياضة!!

Medhat-Eweeda@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العلمانيه 100%
سالم احمد -

لكي ننقذ الدول العربيه لابد من تطبيق النظام العلماني الذي يحترم الانسان و ويقدر الحريه ويقود الى التطور والتقدم بعيدا عن الافكار الظلاميه شكرا -الى ايلاف

اصبت كبد الحقيقه
ابوعبدالرحمن -

اصبت كبد الحقيقه بدون وعي وادارك منك عندما قلت ان الطائفيه موجوده في كل مجتمع ولا يوجد مجتمع يخلو من الطائفيه الا في خيال افلاطون هذه حقيقه أنت وأمثالك من الطائفيين يريدون ان تغطوا عليها بغطاء من حديد - ولكنك اخطاءت في ايراد امثله على الطائفيه الموجوده في مصر وتناسيت طائفيه وعنصريه الاقباط ليس على مستوي الصفوه من المليارديرات كسايروس وغبور وليس على مستوي رجال المحبه من الكهنه والقسس ولكن على مستوي الشخص العادي وإليك جزء من فيض من الامثله والدلائل 1- جريمه نجع حمادي لاشك انها جريمه لا يقرها احد وتم القبض على المشتبه بهم وتقديمهم للمحاكمه العاجله فماذا تريد أنت وامثالك اكثر من ذلك 2- تفرح او لاتفرح أنت وأمثالك بفوز مصر ببطوله رياضيه لا يغير من الامر شئ لأنكم بعتم مصر منذ زمن في بورصه المخابرات الدوليه وهنيأً لكم بنعيم الجرين الكارد وبحبوبه الدولارات 3- سبق ان غرق اكثر من 1000 شهيد في مياه البحر الاحمر معظمهم مسلمون وهرب صاحب العباره الي لندن ولم تكتب انت ولا غيرك مأساتهم ولو من الناحيه الانسانيه مادام الموضوع مسلم وغير مسلم وطائفي وغير طائفي 4- الملياردير ساويرس بعد ان انتفخ كرشه هو وعائلته من فلوس مسلمي مصر اصبح يتكلم الان عن الدستور وضروره حذف الماده الثانيه من الدستور وقام ببناء ابراج سكنيه على نيل القاهره ومحرم على المسلمين التأجير او السكن بها ووضع عليها صلبان ضخمه اعلى الابراج وقام بإنشاء قنوات فضائيه بل فضائحيه مهمتها الغمز واللمز في المسلمين وناهيك عن عروض الافلام الاباحيه - بص وشوف الطائفيه الحقيقيه بتعمل ايه يابن عويضه 5- شنوده يمتلك مليارات الجنيهات لا تخضع لرقابه الحكومه المصريه ولا الجهاز المركزي للمحاسبات شأنها شأن اوقاف الازهر بدعوى انها ملك للمسيح - بص وشوف الاضطهاد والتفرقه بين الاغلبيه المسلمه والاقليه القبطيه بيعمل ايه يابن عويضه 6- شنوده يقوم بعمل احتفال كبير كل عام لأوائل الثانويه العامه من الاقباط -وليس لكل اوائل الثانويه العامه مسلمين واقباط - بص وشوف الطائفيه من اكبر رأس في الكنيسه بتعمل ايه يابن عويضه 7- يأخي انت تعيش في النعيم أنت وامثالك في مونتريال او فيرجينيا او سيدني او روما او امستردام وتتمع بحمايه المخابرات وبحبوحه ثمن بيع الوطن للمخابرات فما دخلت انت وغيرك بما يعانيه الشعب المسكين من مشاكل وفقر في كل شئ , نصيحه لك ولغيرك إجري إلعب

الاقباط واسرائيل
مستر توتي السعودي -

تحية الى الشيخ المدرب الرائع حسن شحاتة والمنتخب المصري المسلم البطل على تبرعهم لاخوانهم المصريين المسلميين وهذا ليس غريبا على الشعب المصري المسلم الطيب فهم اهل وفاء وكرم....اما صراخ البعض من الاقباط حلفاء اسرائيل على تجاهل اشتباكات نجا حمادي بين مجموعة من الشباب المراهق والتي اسفرت عن قتل اشخاص وهذا تحدث في انحاء العالم الاشتباكات بين المراهقين لماذا تحويلها الى قضية دولية....عاشت مصر وشعبها المسلم

ضحايا السيول أهم
عبد الله -

ما شاء الله عليك ، تريد الدنيا تقوم و لا تقعد من أجل ( ستة ) ...

الرصاص ليس طائفيا
عصفور كناري -

حتى لو تم للكاتب ما يريد و اغدقت التبرعات على اسر المغدورين انا متأكد من انه كان سيتمكن من ايجاد (أو خلق) زاوية جديدة يتهجم منها على الاسلام و المسلمين في مصر و يندب حظه من خلال موشح بات محفوظا . الغريب ان الكاتب يندد بانتشار الطائفية بين جميع اوساط المجتمع و فاته ان يذكر ان بين الضحايا من الاقباط هناك حارس مسلم لم تنحرف عنه رصاصات الارهابيين المسلمين الوحشيين , يبدو ان الرصاص في مصر هو الوحيد الذي نجا من فيروس الطائفية!

الى توني السعودي
hala -

مبروك عليك حقدك الاعمى ان هذا الفكر المتخلف هو سبب تخلفكم فمبروك عليكم التخلف الذي يقودكم دوما الى الفقر والمرض والجهل والتخلف ولا تنسوا الارهاب يا جماعة الخير يجب فرض مزيد من الضوابط الصارمة للغاية على منح التأشيرات الى العالم المتقدم والتوقف فورا عن منح الجنسيات للمهاجرين من العالم الاسلامي واعادتهم الى ديارهم كي ينعموا بفقر ديار الايمان ولا غنى ديار الكفر

الحلم المزعوم
وفاء قسطنطين -

لا أحد يعارض المبدأ القرآني بأنه ( لا إكراه في الدين ) ، وأنه ( من يهتدي فلنفسه ، ومن يضل فعليها ) ، وأن كل انسان حر في رأيه ، وإختيار دينه ، وعقيدته ، فالدين ، والاعتقاد ، لا يُفرض أبداً . إلا أن ذلك لا يمنعنا جميعا من البحث عن الحقيقه ، فجميعنا سنقف أمام الخالق عزوجل ، يوم الحساب ، حيث لا ينفع مال ولا بنون ، الا من آتى الله بقلب سليم . يجمع الكثير من كبار ، علماء ، وخبراء ، وأساتذة ، ومؤرخو النصرانيه ، من غير المسلمين ، في الغرب ، بأن النصرانيه ، كما نعرفها اليوم ، هي من إختراع ، وتأليف ، وإخراج ، متنبي النصرانيه ، ومسيلمتها، بولس ( شاوؤل الطرسوسي ) ، الذي غّير، وبّدل ، وحّرف ، رسالة عبدالله ، ورسوله ، المسيح عيسى ابن مريم ، عليه ، وعلى أمه العذراء السلام ، بالتعاون مع الامبراطور الوثني الروماني قسطنطين ، إستناداً الى حلم مزعوم ، بعد ( وفاة ) المسيح عليه السلام ، والذي لم يرى المسيح في حياته قط ، ولم يكن من تلامذته ، ولا أتباعه ، ولا حوارييه ، مقتبساً من الديانات الوثنيه ، والثقافه اليونانيه ، التي كانت سائده في اوروبا في ذلك الوقت ، رغم اعتراض عائلة المسيح ، وتلامذته ، واتباعه ، على ما كان يفعله ، ( لمن يريد الدليل ممن يتقنون اللغه الانجليزيه ، واستعمال الانترنت ، البحث تحت إسم ( بولس ) ، و ( تحريف الكتاب المقدس ) . فالمسيح ، المرسل لخراف بني اسرائيل الضاله من اليهود فقط ، لم يقل ابداً انه مرسل للناس كافه ، كما هو معروف ، ولم يقل ابداً انه ( الله ) ، او ( إبن الله ) ، وقد سمى نفسه ( إبن الانسان ) ، ( 83 ) مره في العهد الجديد ، وكان يصلي ، ويسجد ، لله الواحد القهار ، فالمعبود لا يَعُبد ، ولا يأكل ، ولا يشرب ، ولا ينام ، ولا يولد من رحم إمرأة ، وليس هناك من قوة قادره على قتله ، او صلبه ، او ضربه ، او تعذيبه ، او حتى إعتقاله ، او الوصول إليه . ولم يدعوا اتباعه ، ليعبدوه ، وامه ، من دون الله ، ولم يركع ، او يسجد لصنم ، او صليب ، ولم يبني ، او يدخل كنيسه في حياته قط ، ولم يجعل يوم الاحد ، يوم التعبد . ولم يدعوا الى رهبانيه ، ولم يعين بابا ، ولم يطلب من اتباعه الاعتراف أمامه ، للعفو عن ذنوبهم ، ولم يأكل لحم الخنزير في حياته ابداً ، ولم يّدعي انه جاء لينتحر على الصليب من أجل خطايانا ، ولم يقل ابداً بأن الختان في القلب ، ولم يستعمل لفظ مسيحي ، او مسيحيين ، لوصف أتباعه ،

أمر طبيعي جدًا
محمد أحمد -

أن تجمع التبرعات من أجل المتضررين من كارثة طبيعية، هذا أمر معقول ومفهوم وطبيعي جدًا. لكن أن تجمع تبرعات من أجل المتضررين من عمل إرهابي، فإن هذا بعيد الواقع قليلًا.