عيد الحبّ العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا أدري حتّامَ سيظلّ العرب
مغرمين بتقليد التقليعات الغربيّة. لن أتحدّث في هذه المقالة عن الفنون بجميع مجالاتها ولا عن الملبس أو المشرب، فكلّ هذه الأمور صارت واضحة للعيان. فعلى ما يبدو فلقد أضحى العرب مغرمين بقشور الحضارة الغربية دون لبّها، أمّا كلّ ما يتعلّق بالأمور الجوهرية المتمثّلة بالحريّة الفكريّة وحريّة الفرد ومساواة الرجل والمرأة والديمقراطية وتداول السلطة عبر الاقتراع الحرّ وفصل الدين عن الدولة فإنّ العرب لا يقربون كلّ هذه الأمور ولا يحاولون تقليدها أبدًا، وإذا حاولوا فإنّ هذه التّقليدات تأتي بصورة مشوّهة ومضحكة تكشف عن هزل التّقليد. وما من شكّ في أنّ سلطات الاستبداد العربية على جميع تقليعاتها التّوريثيّة من سلطنات وإمارات، من ممالك وجمهوريات إلى آخر قائمة دول الأفخاذ والبطون، تفسح للعامّة من النّاس، عبر فضائيّات التّجهيل العربيّة، أن تتسلّى بهذه التقليعات السطحيّة الغربيّة، بشرط أن لا يقرب النّاس ما ينفع النّاس وما يمكث في الأرض.
وفي هذه المقالة سأتحدّث عمّا يُسمّى بـ "عيد الحب" الّذي يتسلّى به الكثير من العرب والمسلمين. ولكن، وقبل أن أتطرّق إلى هذه المسألة، بودّي أن أقول بأنّي لست ضدّ الحبّ بأيّ حال من الأحوال، بل على العكس من ذلك تمامًا. غير أنّ ما يثير حفيظة المرء في هذه القضيّة هو كلّ هذا الهراء الّذي ينصبّ من جعبة هؤلاء الجهلة السّطحيّين الّذين يدّعون اللّيبراليّة والانفتاح والحريّة، على مرأى ومسمع النّاس في هذه البقعة من الأرض، بينما غالبيّة هؤلاء هم أبعد ما يكونون عن جوهر هذه الحريّة واللّيبراليّة، إنّما اتّخذوها شعارًا يطلقونه كيفما اتّفق.
تحضرتي في هذا السّياق طرفة، وهي حكاية حقيقيّة، روتها على مسامعي صديقة أميركيّة من أصل فلسطيني. حكت لي أنّ والدها كان يدّعي اللّيبرالية ويتظاهر باللّيبراليّة أمام المجتمع الأميركي وما إلى ذلك من هذه الشعارات، وقد كانت تعتقد أنّه كذلك حقًّا حتّى دعت صديقها لزيارتها في البيت والتعرّف على أهلها. صديقها الأميركي كان من الأميركيين السود، وبعد أن غادر الصديق البيت هبّ والدها غاضبًا زاعقًا في وجهها: "نوو عبيد! نوو عبيد". وهكذا ذهبت ليبراليّته أدراج الرياح ولم يتبقّ منها شيء، وطفت على السطح وعلى وجهه عنصريّته الكامنة فيه.
ونعود إلى عيد الحبّ. لا أدري لماذا يصرّ هؤلاء النّفر من العرب على الأخذ بتقاليد أجنبيّة تتأسّس أصلاً على جذور قدّيسين مسيحيّين. فعيد الحبّ هذا له علاقة بـ"القدّيس ڤالنتاين" أو قدّيسين آخرين بهذا الاسم، وقد نفهم أنّ العالم الغربي أو العالم المسيحي على العموم يحتفل بهذا اليوم وبالقدّيس ڤالنتاين، لما له من علاقة وطيدة به. لكن، ما الّذي يربط العربي، والمسلم على وجه الخصوص، بالقدّيس ڤالنتاين أو غيره من القدّيسين؟
وأعود وأقول مؤكّدًا أنّي لستُ ضدّ أن يحتفل العرب والمسلمون بعيد الحبّ، بعيد القدّيس ڤالنتاين أو غيره، فهذا شأنهم وليقلّدوا من يشاؤون وما يشاؤون. لكن، في الوقت ذاته يجب أن يدركوا جذور هذه التّقاليد وألاّ يأخذوا بسطحيّاتها. غير أنّ الّذي أدعو إليه هو أن يؤسّس العرب، والمسلمون على وجه التّحديد، طقوسهم على حضارتهم هم. فللعرب أعيادهم وللعرب حبّهم، وللعرب آلهة حبّهم، وما عليهم إلاّ أن يؤسّسوا عيدًا للحبّ مؤسّسًا على هذه الحضارة، لكي لا يظهروا كمقلّدين فقط للحضارات الأخرى، ولكي لا يظلّوا معزولين عن جذورهم الحضاريّة.
عيد الحبّ العربيّ:
وها أنذا أدعو إلى إحياء الحبّ العربيّ الأصيل، وإلى الاحتفال بعيد الحب العربيّ المؤسّس على الحضارة العربيّة الجامعة لكلّ العرب على اختلاف طوائفهم ومللهم ونحلهم، وليكن هذا العيد في الثامن والعشرين من شباط كلّ عام. إنّه عيد "إساف ونائلة" أو "عيد الحبّ العربيّ". ولمن لا يعرف حكايتهما، فها نحن نبسطها على مرأى ومسمع القرّاء.
يذكر الأخباريّون العرب قصّة إساف ونائلة ويجمعون على أنّهما كانا صنمين في الكعبة، أو في موقعي الصّفا والمروة. وإساف هو ابن عمرو الجرهمي ونائلة هي بنت سهيل الجرهميّة، وقد كانا قد أحبّا بعضهما البعض، فجاء إساف خاطبًا ايّاها من أبيها فرفض هذا، فتواعدا على أن يلتقيا في الكعبة في موسم الحجّ، وكان كذلك والتهبّ عشقهما بينما كانا في الكعبة، فضمّها وقبّلها، أو قيل غير ذلك. ثمّ تضيف الرّوايات أنّهما مُسخا حجرين، صنمين، وقد صار العرب يعبدونهما، ويتمسّحون بهما ويلتمسونهما." (حول قصّة إساف ونائلة أنظر: أخبار مكّة للأزرقي: ج 1، 155-162؛ مغازي الواقدي: ج 1، 841؛ الملل والنحل للشهرستاني: ج 2، 231، 273؛ سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي: ج 2، 177-178؛ معارج القبول للحكمي: ج 2، 465).
وعلى الرّغم من تحطيم أصنام الكعبة، فلم تختف طقوس عبادة "إساف ونائلة" بعد الإسلام، إنّما تمّ استيعاب هذه الطّقوس حيث انتقلت وحفظت عبر طقوس السعي بين الصّفا والمروة. فقد ذكرت الروايات: "وقيل إن اسم الصّفا ذكرٌ بإساف، وهو صنم كان عليه، مذكر الاسم. وأُنّثت المروة بنائلة، وهو صنم كان عليه، مؤنث الاسم." (النكت والعيون للماوردي: ج 1، 111). وهكذا نرى أنّ العرب لا ينقصهم تراث له علاقة بالحبّ.
إذن، فليتمّ إحياء عيد الحبّ العربيّ، "عيد إساف ونائلة"، وليكن الثامن والعشرين من شباط الآزف عيدًا عربيًّا خالصًا للحبّ. هكذا فقط بوسعنا أن نؤسّس تقليدًا، لعيد عربيّ جديد، مبنيًّا على جذور حضاريّة عربيّة تليدة. أليس كذلك؟
والعقل وليّ التوفيق.
***
التعليقات
ههههه عيد حب عربي
توتي السعودي -عيد الحربي بالنسبة لدي عندما يحرر اللبنانيين الجنوبيين اتباع ايران والماسونية العالمية باقي اراضي مايسمى بلبنان وكذلك تحرير السوريين للجولان ولواء الاسكندرونة وتحرير العراقيين الجنوبيين الروافض لارضهم المحتلة من قبل اسرائيل وامريكا واصدار مراجعهم فتاوى بمقاومة المحتل لاان تصدر فتاوى بان تخدجموا الغربي الامريكي.....وكل هذا صعب المنال ان يتحقق لا فاقد........لذلك لايستحق الاعراب عيد حب لاجلهم
ههههه عيد حب عربي
توتي السعودي -عيد الحربي بالنسبة لدي عندما يحرر اللبنانيين الجنوبيين اتباع ايران والماسونية العالمية باقي اراضي مايسمى بلبنان وكذلك تحرير السوريين للجولان ولواء الاسكندرونة وتحرير العراقيين الجنوبيين الروافض لارضهم المحتلة من قبل اسرائيل وامريكا واصدار مراجعهم فتاوى بمقاومة المحتل لاان تصدر فتاوى بان تخدجموا الغربي الامريكي.....وكل هذا صعب المنال ان يتحقق لا فاقد........لذلك لايستحق الاعراب عيد حب لاجلهم
حاول مرة اخرى
عصفور كناري -استاذ سلمان, ان تدعو لاقامة عيد حب خاص بالعرب فلا اعتراض , اما ان تتوسل و تتسول اساطير ما انزل الله بها من سلطان و تربطها بطقس اسلامي خالص لا علاقة له بتلك الاساطير فذاك لعمري هو الاستخفاف بعقول الناس ... الصفا و المروة شعيرة من شعائر الج تخلد قصة السيدة هاجر ام سيدنا اسماعيل عليهما السلام و لا علاقة لها باساف و نائلة لا من قريب و لا من بعيد !اعلم انك دائما تحاول ربط الاسلام بالوثنية و اثبات ان الاسلام اختراع عربي مرتبط بعبادة الاوثان ..لكنني كنت اتوقع منك محاولة اذكى من هذه !
أنا احب أنا موجود
ن ف -لقد أبدل سلمان مصالحة تقليداً أجنبياً بآخر جاهلي! أقول: الأجدر بنا أن نتعلّم الحبّ أولاً وأن نبدأ بممارسته مع أنفسنا، ثمَّ نتعلّم كيف نحب الآخر. نحن لا نعرف ما الحب فكيف لنا أن نحتفل به! نحن نجهل الحب والناس اعداء ما جهلوا. نحن نكره الحب ونحرّمه. نحن لا نحب أنفسنا فكيف بنا أن نحبّ أهلنا وجيراننا وأوطاننا. وما أن نعرف الحب ونمارسه ويكون لدينا فيضاً منه فلنحتفل به.. ولِمَ لا! الحب سلوك وثقافة أيضاً. اعتقد أننا بحاجة ماسّة إلى أن نستحدث درساً منهجياً جديداً اسمه ((الحب)) لنعلمه لأطفالنا في المدراس. نحن بحاجة إلى أن نتسلّح بالحب قبل أن نتسلّح بأي شيء آخر. أنا سعيد بعودة الكاتب إلى الكتابة في إيلاف.
Valentine Day
Salem -Love is the best gift to humans beingsWhats wrong with it if it came from Christians , Jews, Chines or HinduIts love the way it should be.When we will learn to enjoy the life the way it isOkay, lets be honestYou used computers so who made it Arabs or Muslims? Just thank who made it and that''s itUnless your love is a different. i hope your heart is still i your left side did not move to the right.If it did I can see the problem now
Valentine Day
Salem -Love is the best gift to humans beingsWhats wrong with it if it came from Christians , Jews, Chines or HinduIts love the way it should be.When we will learn to enjoy the life the way it isOkay, lets be honestYou used computers so who made it Arabs or Muslims? Just thank who made it and that''s itUnless your love is a different. i hope your heart is still i your left side did not move to the right.If it did I can see the problem now
nero
nero -أنا احب أنا موجود هذا ما يحدث فى الحياه من احب بالفعل منهج طب كان موجود فى حياه مهنيه فيها طبيب و من يتمنى شئ يستمتع بالحياه التى هو فيها
دعوة مضلة
ابو ياسر -بعض الكتاب يلفون ويدورون ليروجوا لافكارهم الضالة الرخيصة بغية تدمير عقول الناس وتشويش افكارهم وقتل القيم والمباديء الاصيلة في نفوسهم وتو جيههم بخبث لما يبعدهم عن دينهم وتقاليدهم الاصيلة.. الا يستحي هؤلاء الكتاب من ضرب امثال شاذة وغريبة ويطلبون الاقتداء بها ..انت ايها الكاتب لست افضل من الليبراليين على الاقل هم صريحين ويدعون للانفتاح والتحرر ولكنهم ليسوا مراوغين ماكرين يريدونا العودة الى ايام الجاهلية واصنامها ..
دعوة مضلة
ابو ياسر -بعض الكتاب يلفون ويدورون ليروجوا لافكارهم الضالة الرخيصة بغية تدمير عقول الناس وتشويش افكارهم وقتل القيم والمباديء الاصيلة في نفوسهم وتو جيههم بخبث لما يبعدهم عن دينهم وتقاليدهم الاصيلة.. الا يستحي هؤلاء الكتاب من ضرب امثال شاذة وغريبة ويطلبون الاقتداء بها ..انت ايها الكاتب لست افضل من الليبراليين على الاقل هم صريحين ويدعون للانفتاح والتحرر ولكنهم ليسوا مراوغين ماكرين يريدونا العودة الى ايام الجاهلية واصنامها ..
ليبراليين ووثنيين
البغدادي المهاجر -خلت لكم الساحة لتلعبوا بعقول اجيالنا ليبراليين ووثنيين ما يضركم لو نظرتم نظرة شريفة الى مشاكلنا واستخدمتم واستخدمتم اعقولكم واقلامكم بافكار تخدم هذه الامةالتعبانة وتنهض بها لتسير في الركب الحضاري الصحيح بدلا من الركض والترويج لاساطير خرافية ..فاساس عيد فالنتاين اسطورة واساف ووائلة اسطورة ايضا ...افبهذا ياليبراليين ويا وثنيين تخدمون قضايا شعوبكم المقهورة ...؟بلادكم ممزقة وشعوبكم تتقاتل وغزاة يحتلون اراضيكم وحهل وتخلف يلف عقول ابناءكم وانتم تنادون باعياد مضللة ..انتم من قتلتم الحب في نفوسنا ويتمتم اطفالنا ورملتم نساءنا وساعدتم الاعداء في تدمير بلادنا وقيمنا فلا نجاكم الله مما ابتلينا به ..