فضاء الرأي

نصبان ولا حياة: صالح بشير وبسام حجار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

متأخراً عن ذكرى رحيل صديقين صالح بشير وبسام حجار

1
لا يملكان سلطة على الحياة والموت. فقط يستطيعان ان يجعلا مسالك العيش اصعب واعتم سبلاً.

2
التضرع إلى الله من شؤون البشر الفانين، لأنهم يصلون للموت مثلما يصلون للحياة.
لا تحسبوا ان الواقفين فوق رؤوسنا يتضرعون للآلهة، إنهم فقط يتأملون تغير خطوط اكفهم ومصائرهم التي صنعوها بالأكف نفسها.

3
يكفي ان نعلن عن مساحيق الغسيل، لتصبح الطهارة فعل قداسة. لليدين، دوماً، حدان قاطعان واحد موصول بالسماء وآخر يصلنا بها على غير رغبة منا.

4
هل تتكلم التماثيل؟ الأرجح انها تتخاطب من فوق رؤوسنا على نحو غامض. هي عيوننا التي ترفض ان تستجيب. الاصغاء صفة تختص بالمؤمنين. كل الآذان ما خلا آذان هؤلاء صماء ومتحجرة.

5
بين مكانين يمكننا ان نلتقي كعابرين. ان نصغي جيداً لما تمليه الصور. نصغي ايضاً، وهذا بالضبط ما لا نجيده، للكلام الذي يعبر من جيل إلى جيل وللصور التي تتماثل في كل مكان.

6
الانصاب صناعة سلطات خالدة. الانصاب التي علينا ان لا نراها ابداً. نمر تحت شعاعها المعمي فلا نعود لنرى. الانصاب، حين تعتاد علينا تصبح المدن لا مرئية: معيوشة وحسب.

7
يجب ان يقنعنا احد ما ان اجتماع نبيين لا يصح في مدينة واحدة. ذلك انه لم يسبق لنبي ان تعايش مع آخر. فالحروب دائماً تخاض باسم الآلهة، لذا نقترح عليكم ان تهجروا المدينة حيث يقع هذا النصب بالضبط.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

لا يملكان سلطة على الحياة والموت كان زمان الان بمجلات ترقى بسرعه و من اعلان الغسيل نفهم ان من ليس فى عقله الكمبيوتر الطبيعى برامج راقيه تغسله من قذاره تقاليد و عادات الان تعتبر قذره لبسها و هى حديثه و الان قدمت نرى احياء شعبيه لمن يحتاج تربيه قد يولد فيها او يكون ابيه و امه موظفين

هما أبقى من النصب
محمد جميل أحمد -

جميل هذا النص يا بلال . حساسية شعرية صافية تليق بمبدعين كبيرين في الفكر والشعر مرا في عمر سريع عبر هذا السديم الذي يفيض بالتفاهة واللاشيء تقريبا في هذا الجزء من العالم المسمى عالما عربيا ، سواء بليبرالييه الجدد أو أصولييه القدامى ، كان صالح بشير ـ الذي عرفته عبر حوارات خاصةـ مفكرا مرموقا بلا أي هالات كاذبة ، وليبراليا معذبا بفرادته المتصلة برؤية معقدة ونافذة في تحليل هذا الانسداد الذي نعيش فيه. لا يكاد يشاركه في ليبراليته الفريدة تلك إلا نفر قليل جدا . أما بسام حجار فقد كان شاعرا نبيلا ومترجما فذا أدمن زمانه محدقا في (تفسير الرخام) الذي لا ينكشف إلا حين يفسد الدم وينشق الجدار مرة وإلى الأبد . لقد رحلا نبيلين في صمت من عمر قصير دون أن يعرفهما الناس بما يليق بهما من فكر وشعر في هذا السديم الطافي بأسماء لا تعرف شهرتها وزنا أو حتى علامة فارقة . شكرا بلالمحمد جميل

هما أبقى من النصب
محمد جميل أحمد -

جميل هذا النص يا بلال . حساسية شعرية صافية تليق بمبدعين كبيرين في الفكر والشعر مرا في عمر سريع عبر هذا السديم الذي يفيض بالتفاهة واللاشيء تقريبا في هذا الجزء من العالم المسمى عالما عربيا ، سواء بليبرالييه الجدد أو أصولييه القدامى ، كان صالح بشير ـ الذي عرفته عبر حوارات خاصةـ مفكرا مرموقا بلا أي هالات كاذبة ، وليبراليا معذبا بفرادته المتصلة برؤية معقدة ونافذة في تحليل هذا الانسداد الذي نعيش فيه. لا يكاد يشاركه في ليبراليته الفريدة تلك إلا نفر قليل جدا . أما بسام حجار فقد كان شاعرا نبيلا ومترجما فذا أدمن زمانه محدقا في (تفسير الرخام) الذي لا ينكشف إلا حين يفسد الدم وينشق الجدار مرة وإلى الأبد . لقد رحلا نبيلين في صمت من عمر قصير دون أن يعرفهما الناس بما يليق بهما من فكر وشعر في هذا السديم الطافي بأسماء لا تعرف شهرتها وزنا أو حتى علامة فارقة . شكرا بلالمحمد جميل