صالح يترشح صالح لايترشح..تلك هي الاکذوبة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل بضع سنين خلت، وعشية الانتخابات الرئاسية لليمن، خرج الرئيس علي عبدالله صالح بتصريح قطعي مفاده من أنه لن يترشح للرئاسة، ويومها أقامت (بطانة الانتفاع) الملتفة حوله بحملةمن أجل (حث) علي عبدالله صالح کي يتراجع عن قراره و يترشح لدورة رئاسية أخرى، وطبعا بعد مسرحية مملة و مقرفة تبز أردأ أنواع الافلام العربية و الهندية ضحالة، رضخ صالح لمطاليب تلك الجوقة و رضي بأن يرشح نفسه لدورة رئاسية أخرى وقد أشرنا لهذه القضية في مقالنا المنشور وقتها في إيلاف تحت عنوان: کلام الرئيس صالح..هواء في شبك.
اليوم، حيث مازال هناك من سنوات عجاف أخر باقيات من تلك الولاية الرئاسية الآنفة، يطل الرئيس صالح من جديد على العالم و يعلن عن نيته مرة أخرى بعدم الترشح لدورة رئاسية جديدة! أي أن الرئيس اليمني المخضرم العالق بين رمال الرئاسة اليمنية المتحرکة، يعود مرة أخرى لتلك اللعبة السمجة معتقدا بأن العالم سيصدقه و يأخذ بهذا الکلام"الهلامي"جملة و تفصيلا. المسألة اللافتة للنظر و التي يجب أن توضع تحت المجهر، هي ان الرئيس عندما أعلن نيته بالتخلي عن الرئاسة غداة الدورة السابقة، لم تکن أوضاع اليمن(غير السعيد) کما هي عليها الان، ولم تکن الانباء الخاصة بمتاعب و مشاکل و ازمات اليمن في صدارة وسائل الاعلام المتباينة و على مختلف الاصعدة، فمن ناحية هناك الحضور غير العادي لتنظيم القاعدة هناك، ومن ناحية ثانية، هناك التمرد الحوثي الذي أثقل کاهل اليمن و أرهق الرئيس کثيرا، ومن ناحية ثالثة، هناك معضلة الجنوب الآخذة بالتفاقم فترة بعد أخرى والتي يبدو أنها بحاجة الى حل من نوع خاص جدا يتطلب اول مايتطلب إقصاء الرئيس علي عبدالله صالح و بطانته عن دائرة السلطة، وهکذا حل هو المستحيل بعينه تماما لأن التخلي عن کرسي الرئاسة هو أمر غير وارد مطلقا وفي مختلف الاحتمالات إذ أن لسان حال الرئيس صالح و بطانته تؤمن بأن(الملك عقيم) وان العالم کله لو نازعهم على ذلك لأنبروا له و ضحوا بکل غال و نفيس وقد کانت لهم في الرئيس العراقي صدام حسين أسوة حسنة.
الرئيس صالح، الذي يبدو جليا من أنه لم يتوفق بصورة قطعية في حسم أي من تلك المشاکل الثلاث الساردة الذکر ناهيك عن أزمة النظام نفسه مع المعارضة اليمنية في الشمال والتي تطالب بحلول دستورية ديمقراطية لمشاکل و ازمات البلاد، وهذا الرکام الذي يثقل کاهل الرئيس و يدفعه للترنح يمينا و يسارا، يبدو ان ذهن الرئيس قد تفتق عن حل ألمعي و حاذق و فريد من نوعه يتجلى في إعلان نيته مجددا بعدم الترشح للرئاسة وهو حل أقل مايقال عنه مثير لضحك مستمر(قد يکون لحد الموت) لأن زمن الضحك على الذقون قد ولى منذ زمن بعيد وان الناس تتلقف الحقائق وهي تتطاير في السماء فکيف إذا ما کانت ماثلة أمام أعينها؟
ان لعبة الترشح او عدم ترشح الرئيس صالح لدورة رئاسية أخرى، باتت حلقة مفرغة من أية مصداقية و هي من السذاجة و السطحية بحيث لم تعد تنطلي على أحد، وإذا ماکان الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر قد أعلن تنحيه عن الحکم عقب هزيمة الخامس من حزيران 1967، فإن خروج جماهير الشعب المصري زرافات الى الشوارع يومها لحث عبدالناصر عن العدول عن موقفه، يجعل من لعبة الرئيس صالح مسرحية بايخة و مملة تأليفا و تمثيلا و إخراجا!