أصداء

كركوك و نتائج الإنتخابات.. مستجدات و حقائق أخرى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ربما الآن ثمة أفاق حقيقية لبيان ملامح مستقبل محافظة كركوك كإحدى المحافظات العراقية، التي تشكل اليوم مصدراً للخلاف و النزاع بين القوى السياسية العراقية، لاسيما بين أهالي كركوك من العرب و الكُرد و التركمان، والذين يقطنون جميعاً على جغرافيا هذه المنطقة و يتصارعون على هويتها.

نحن نعلم أن هذا النزاع التاريخي على مدينة كركوك، مصدره الأساس هو الدولة ليس إلا، و الأنظمة العراقية المتعاقبة هي المسؤولة دوماً عن دوامة هذا النزاع و تفخيخه في نزعات قوموية قابلة للإنفجار، و إلا، غير ذلك، لا أحد منا يتمنى أن يكون التعلق بهذا الشبر من الأرض و الموطن يتعدى حدود مفهوم المواطنة و ممارسة هذا الحق، لاسيما إذا ما عشنا جميعاً في ظل نظام ديمقراطي يضمن لنا التعددية و التعايش بين أبناء الوطن الواحد دون طغيان العنصرية و سيادة الإستبداد.


المشكلة الأساسية مع كركوك، هي، برأيي، الخشية من إنعكاسات واقعها الديمغرافي على سيطرة و سطوة مكون من مكوناتها و بالتالي تهديد مفهوم المواطنة. في كركوك العرب يخشى من سيطرة الكُرد و هذا الأخير من العرب و التركمان من الأثنين، لذا نلاحظ بإستمرار أن كل واحد من هذه الأطراف يسعى لتعزيز موقعه السكاني و موقفه السياسي والإداري، بل ثمة اليوم، أكثر مما مضى، صراع حقيقي، يقف من ورائه قوى أقليمية و داخلية، على هوية المدينة و طابعها الديمغرافي الأبرز، و هذا كله بالرغم من المخرج الدستوري الذي أصبح هو الآخر، للأسف، جزءاً من الصراع الدائر بدل أن يكون عاملاً من عوامل التخلص من هذه الأزمة. عنيت هنا تحديداً المادة 140 من الدستور العراقي الدائم، الذي شُرعت خصيصاً لتسوية أزمة كركوك و مناطق أخرى عراقية مماثلة.


و هنا عندما نقول أن المادة المذكورة هي الأخرى أصبحت جزءاً من الأزمة، ننطلق من طبيعة موقف بعض من الأطراف العربية و التركمانية الرئيسية في المدينة من المادة 140 و الذي يتسم عموماً بالسلبية و الحيلولة دون تنفيذ هذا الإستحقاق الدستوري، و ذلك ربما لسبب جوهري، هو أن المادة المعنية بالأزمة تصب في صالح الطرف الكردي في النزاع، و هذا يعني، في نظر المكونات الأخرى، سيطرته على المحافظة، مما تثير خشية العرب و التركمان و إعتراضهما على ذلك حتى و إن كان الأمر مجرد إفتراض. و لهذا السبب بالذات رأينا نحن في السنوات الخمس الماضية أن هذه المادة الدستورية لم تشهد أي تطور حقيقي بأتجاه تطبيقها سوى بعض الخطوات الخجولة المتمثلة في إعادة أعداد محدودة من مرحلي الكُرد و التركمان و تعويض بعض من الخسارات المادية التي لحقت بهم جراء سياسات الترحيل و التعريب و التهجير التي كان يمارسها النظام البائد بحق القوميتين.


و من هنا شاهدنا بمرور الزمن أن أزمة كركوك تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، و لم يكن أمام هذا الملف سوى خيار آخر لتمهيد الأرضية نحو إنفراج محتمل للأزمة، و هو مشاركة كركوك في الأنتخابات العراقية. و قد لاحظنا على هذا الصعيد معارضة عربية و تركمانية شديدة، و مسوغ هذا الموقف كان الخشية من سيطرة الكُرد و ظهور الحجم الحقيقي للمكونات الأخرى القاطنة في المحافظة و تحديداً زعزعة مكانة العرب و التركمان في كركوك، لذا سرعان ما وجدنا أنهم يطالبون بإستثناء كركوك من الإنتخابات، إلا أن الطرف الكردي و من خلال ممثليهم في مجلس النواب و مساعيهم الدبلوماسية أستطاعوا إقناع القوى العراقية بضرورة مشاركة كركوك و عدم ترك هذه الأزمة لتعقيدات أخرى سياسية.

و هنا بيت القصيد في حديثنا طبعاً !، أي مستجدات العراق و ظهور حقائق كبيرة على أرض الواقع بشأن كركوك نتيجةً للأنتخابات العراقية التي أجريت في 7 من آذار و الذي أظهرت لنا و بجلاء أن الكُرد، بالرغم من عدم تطبيق المادة 140 من الدستور، و بالرغم من عدم عودة كافة مرحليه الى المدينة، و بالرغم من المناطق و المدن الكردية التي كانت تابعة لمحافظة كركوك ولكنها أستقطِعَت منها في أطار سياسية التغيير الديمغرافي و التطهير العرقي، و بالرغم من كل المساعي الرامية لعرقلة حصول الكُرد على حقوقه المهضومة، إلا أن الكُرد أثبت و من خلال صناديق الأقتراع بأنه يشكل المكون الأساسي في كركوك، و ربما الدليل القاطع هو نسبة الأصوات و المقاعد التي حصل عليها في هذه الإنتخابات و التي تشير الى تقدم ملحوظ لكبرى القوائم الكردستانية المتمثلة في التحالف الكردستاني على قائمة العراقية وذلك بآلاف الأصوات، لاسيما إذا ما تم أسقاط عشرات الآلاف من الأصوات المزورة التي ظهرت للمفوضية في مناطق حويجة و بعض المناطق الأخرى ذات الغالبية العربية.

بعبارة أخرى مختصرة نود هنا القول: أن النزاع على مدينة كركوك يشهد مرحلة أخرى و طور جديد، فهو إذا ما أفلت نوعا ما من الإستحقاق الدستوري بفعل الصراعات السياسية و التدخلات الخارجية، فلا مهرب له من الإستحقاق الإنتخابي. كما أن كركوك اليوم قريبة جداً من إظهار ملامح حاضرها و مستقبلها، يبقى التصميم على أمر جوهري و هو إمتثال جميع مكونات هذه المدينة لما أفرزتها الإنتخابات العراقية و القبول بالواقع الديمغرافي لكركوك و بالتالي تسليم النزاع للأستحقاق الدستوري الذي لا بديل له حتى الآن طالما هو الفيصل الحقيقي و المرجع الأنجع للحد من هذه الأزمة.

* رئيس تحرير مجلة والابريس - كردستان العراق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Kirkuk been sold
Rizgar -

you can not obtain occupied properties by begging ,I do not know any occupiers in history returned any conquered region by weeping, Israeli -Arab religious conflict is a good exemplars.

كركوك لأهلها جميعا
مهدي الفراتي -

أي تزوير يا سيدة عدالت ؟ الظاهر انت الى الآن لم تفيقي من صدمة النتيجة ... يا سيدتي الإنتخابات التي أفرزت تقدم القائمة العراقية بإنتخابات نزيهة وعادلة يا سيدة عدالت وكل الشكاوي حققت فيها المفوضية ولجنة من الأمم المتحدة وأقرت ببطلان تلك الشكاوي الكيدية ... رجاء اتركوا كركوك لأهلها ودعوا عنكم التحريض والتهييج

نعم نعم كركوك لأهلها
متى تتعقلون -

قبل كل شيء السيد عدالت رجل وليس سيدة ,نعم كركوك لأهلها الحقيقيين وليس للمستوردين ,لأهلها واعادة من رحل وهجر واعادة من استورد من خارج كركوك,نعم كركوك لأهلهاواعادة ألأقضية المستقطعة منها اليها.كركوك لكل اهالي كركوك الحقيين وهم اللذين يقررون وليس امثالكم.ارجو من الايلاف نشر التعليق مع التقدير.

مع ذلك !
كوردستانى -

نتائج الانتخابات فى كركوك لم تظهر الحجم الحقيقى للكورد اطلاقا فانقسام الكورد و التزوير الهائل الذى قام به العشائر العربية فى حويجة لصالح العراقية و غيرها من القرى العربية ساهمت بايصال العرب و التركمان معععا ! الى اقل من خمسين بالمئة !!! رغم سياسة التعريب و الترحيل البشع و استقطاع الاراضى الكوردية من المحافظة الا ان الكورد لا زالو رغم ذلك يشكلون اكثر من 65%من المحافظة و هذا ما سيظهره التعداد السكانى هذا بدون المناطق المستقطعة و التى اذا ارجعت الى مكانها الطبيعى و العرب الى اماكنهم الاصلية فى الجنوب عند ذلك نسبة العرب و التركمان معا لن تتجاوز حلبة 15% .... كركوك كوردستانية هذا ما قاله التاريخ و ما يقوله الحاضر و ما سيقوله المستقبل ان شاء الله ... شكرا لايلاف .

كركوك تركمانية
kerkuk-iraqiya -

kirkuk iraqiya and we turkmen proved it ....kurdification policy took place in 7 years wich eaqual 30 years of saddams arabization.....

كركوك تركمانية
كركوك عراقية -

كركوك مدينة عراقية ذات خصوصية تركمانية.لقد قامت الاكراد بتكريد كركوك خلال 7 سنوات كلها بسبب النفط. لقد جلبوا 700000 كردي بحجة التعريب... في عهد النظام السابق...ان اكراد بفضل السلاح يهددون ويقتلون التركمان كل يوم....لا حول ولاقوة الا بالله...

الاكراد كذابيين
ahmed -

الرد غير واضح

مهدي لفراتي
متابع -

عدم معرفتك في كون الكاتب رجلا يمكن تبريره،ولكن حكمك على نزاهة نتائج الانتخابات في كركوك لا يمكن تبريرها لانها حكم خاطئ اصدرته سريعا قبل ان تتنتهي اللجنة المستقلة المسؤولة عن النظر في الشكاوى المقدمة من الكتل السياسية. وانت تعلم او لاتعلم ان النظام الصدامي العفلقي عمل على تعريب كركوك الكوردستانية بكل الوسائل ومنها ترحيل سكانها الكورد والتركمان بالقوة وقسم كبير من هؤلاء لا يزال بعيدا عن مناطقه حتى اليوم، وايضا قام النظام العنصري السابق باقتطاع اجزاء من ارضها والحقها بالمحافظات العربية. ويبدو ان هذه الذهنية العنصرية مازالت لها تأثير عليك ايضا.

ظلم في ظلم
جمال ملاقره‌ -

ياسید عدالت يجب أن نعترف بأن ممثلي شعب کوردستان في البرلمان العراقي فشلوا فشلآ ذريعآ في الدفاع عن إنصاف محافظات کوردستان في تمثيلهم في البرلمان القادم. أنظر إلى القواسم الإنتخابية في کل محافظة لترى الظلم الواقع على شعب کوردستان. خذ مثلآ محافظة الناصرية التي خصصت لها 17 مقعدآ ، إنظر إلى عدد الأصوات الممنوحة للأعضاء الفائزين وقارنها بعدد الأصوات الذي يجب أن يحصل عليها المرشح في محافظات أربيل، سليمانية، کرکوك ودهوك، لتکشف مدى الظلم. 27900 ألف صوت بمعدل 16400 صوت للمرشحين الفائزين في الناصرية يقابلها 490000 صوت لأربعة عشر مرشحآ فائزآ في أربيل بمعدل 35000 صوت. هذا نموذج واحد من المحافظات التي لم تثار حوله‌ الشکوك کموصل وأنبار وتکريت ولو قارننا هذه‌ المحافظات بالمحافظات الکوردستانية لوجدنا الظلم أکبر والجرح أعمق. أرجوا أن تمسك حاسبة وقلم و ورقة بيدك لتعد تقريرآ مفصلآ عن هذه‌ المظلومية، کي لا يتوهم المتوهمون بأن يعتبروا نسبة النواب الکورد في البرلمان القادم مؤشر على نسبة الکورد في العراق.

المعذرة !
كوردستانى -

المعذرة فقد نسيت الاشارة الى التركمان الذين يجب ان يشملهم التطبيع وفق المادة 140 من الدستور العراقى و ذلك بارجاعهم الى اماكنهم الاصلية فى تركيا او اسيا الوسطى مكان الاتراك الاصلى لان الكل يعرف ان التركمان المتواجدون فى صلاح الدين او بصرة او بغداد او كركوك او او او بتعدادهم الذى لا يتجاوز بضعة الاف هم من بقايا الاستعمار العثمانى للعراق لذلك على الاقل من الاصول ان يحترمو حسن الضيافة الكوردية لهم فى كوردستان او ان يرجعو الى اماكنهم الاصلية بين اخوانهم و اجدادهم فى تركيا ... و شكرا لايلاف .

دائرة لتغير قومية
Hamid -

الى مهدي الفراتي وكركوك عراقية هل تعرفون كان يوجد دائرة لتغير قومية (قرب محافظة كركوك) من كوردية و تركمانية الى عربية او يرحلهم من مدينتهم (كركوك). اعتقد انتم كنتم موظفوين في داءرة التغير القومية. اذا لم تصدقو بهذا ارجعو الى تعداد ١٩٥٧ لنسبة القومية الكوردية في كركوك يا موظفوين في دائرة التغير القومية في كركوك. ارجو النشر

مساكين الاكراد
علي سلام -

السيد عدالت ومعه المتحزبون الأكراد لم يفيقوا لحد اللحظة من الصدمة والضربة القاضية التي تلقوها في انتخابات كركوك وخرجوا منها خاسرين منكسرين يجرون أذيال الذل والمهانة، فقد استطاعت القائمة العراقية أن تهزم الحزبين الكرديين في كركوك رغم التزوير الكردي الهائل ورغم أن الأكراد جلبوا (700) الف كردي واستوطنوهم في كركوك منذ سقوط صدام ، رغم هذا وذاك فقد خسروا الانتخابات وتبين أنهم أقلية ، خسارة الاكراد لانتخابات كركوك تعني سقوط المادة 140 نهائيا وتعني سقوط نظرية كردية كركوك التي كان الأكراد يروجون لها كذبا وزورا، وتعيشون يا سيد عدالت وكل انتخابات تاخذون معدل، وشكرا لإيلاف.

تعداد سكاني
نصير -

التعداد السكاني القادم في العراق سيكون تعدادا متحضرا بدون ذكر القوميـــــــــــة او المذهــــــــــب

6 + 6
سردار -

نتائج الانتخابات في كركوك تشير إلى أن الأكراد قد حصلوا على 6 مقاعد. أما القائمة العراقية التي تتألف من 22 كتل وأحزاب وتمثل القوميتين العربية والتركمانية معا فقد حصلت على 6 مقاعد أيضا. وبهذا أثبت الأكراد انهم أغلبية في كركوك