أصداء

معضلة الإعلام في الوطن العربي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

معضلة الإعلام في الوطن العربي؟ قبل أن يطرح السؤال عن أسباب أزمة الإعلام العربي، ينبغي أولا طرح السؤال المبدئي: هل هناك إعلام عربي حقا؟ والجواب في نظري: لا وجود لإعلام عربي كما لا توجد سينما عربية وهلم جرا.. وكما أن وجود أفلام عربية لا يعني وجود سينما عربية، فوجود وسائل إعلام عربية كالمحطات الفضائية، والجرائد ورجال ونساء مهنة من صحفيين وصحفيات.. لا يعني وجود إعلام عربي ذو هوية واضحة.


لا يختلف الإعلام من بلد عربي إلى آخر فحسب بل من وسيلة إعلامية إلى أخرى في القطر الواحد. من يقرأ جريدة 'الخبر' الجزائرية المستقلة مثلا وصحيفة أخرى حكومية تصدر في نفس البلد، يلاحظ فرقا شاسعا في أسلوب ومضمون المادة الإعلامية المقدمة. ولو شاهد التلفزيون مثلا وقرأ في نفس الوقت جريدة 'الوطن' الصادرة في الجزائر بالفرنسية سيخيّل إليه أنهما لا يتحدثان عن بلد واحد. ونفس الوضع نلاحظه في المغرب أيضا.


أما على المستوى العربي فيظن القارئ أو المشاهد أنه انتقل إلى كوكب آخر إن تصفّّح جرائد أو شاهد فضائيات إذ أن اللغة الإعلامية و الاهتمامات والإمكانيات تختلف من بلد إلى آخر اختلافا جوهريا.


يعيش الإعلام في الدول العربية أزمة متعلقة بهيكل تلك الدول ذاتها ولا يمكن أن يكون سوى في ذاك الوضع المرتبك. إعلام العرب مسّه التحديث كغيره من الميادين الأخرى. فهو يمتلك أحدث التقنيات وتشرف عليه أقلام ذات تكوين نظري عال، تمتاز بتقنية عالية في التعامل مع الخبر من الناحية العلمية ولكن لا تستطيع الذهاب إلى حدودها المعرفية القصوى في الممارسة. فلئن تمتع الشكل بالمواصفات العالمية في أغلب الأحيان لتوفر المال العام والخاص، فمن ناحية المضمون يبقى الأمر مغايرا تماما لسبب بسيط هو غياب الديمقراطية إذ لا مصداقية لإعلام لا يملك حرية البحث والقول.


الإعلام جزء من منظومة عامة إذا انتفى ركن من أركانها تهاوى كل البناء. إذن لا ديمقراطية بلا إعلام حر ولا إعلام حر بلا نظام ديمقراطي إلا في حالات معقدة ونادرة جدا يكون فيها في حالة صراع مرير مع نظام الحكم. فهل هناك ديمقراطية حقيقية في الوطن العربي، تلك هي المسالة؟


الحداثة الإعلامية هي وليدة الحداثة السياسية بشكل عام فمن العبث أن ننتظر ظهور حرية صحافة في جو ثقافي سياسي 'ما قبل حديث'، لا يسمح بذلك فحسب بل يعادي التعبير الحر أصلا لأسباب متعلقة بشرعية السلطة في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. يمكن الحديث عن إعلام ناطق بالعربية، أما عن إعلام عربي الهوية فذاك لم يولد بعد في نظري ولا أحد يستطيع أن يعرف ما سيكون إن ولد يوما. استفاد الإعلام في الدول العربية من التقنية(التحديث) ولكن لا يستطيع أن يكون حديثا (الحداثة) في بلدان لا يكون فيها القضاء مستقلا استقلالا كاملا. يستمد الإعلام استقلاليته من استقلالية السلطات الثلاث الأخرى وهو شرط لم يتحقق بعد في العالم العربي.


ربما سيدفع إعلام الإنترنيت الموازي الإعلام العربي الكلاسيكي المتكلس إلى البحث عن مصداقية بديلة بعيدة عن تعسف العسكر ودولارات المشايخ وأحاديث رجال الدين..

حميد زناز مؤلف 'فصل المقال في مواجهة أهل الظلام'،دار الساقي ورابطة العقلانيين العرب2009.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خبر - ومصداقية
هشام محمد حماد -

من القواعد الأقتصادية المتعلقة بالسوق أن ترتفع اسعار السلعة كلما أشتد الطلب عليها .. ولا أدرى لماذا لا ترتفع أسعارالمكانس (المقشات) بالأراضى الفلسطينية المحتلة على الرغم من حجم الطلب الكامن عليها ترقباً لما سيحدث من خسف و/أو مسخ للمحتلين وشيكاً .. وهذا ليس أبداً نوع من إستهزاء أو إستهانة أو تحقير : إذ أن ذلك وبعون الله تعالى سيكون من العبرة المنتظرة من الخالق الذى خلق الجن والإنس ليعبدون .. ولا عبادة صحيحة لله عز وجل إلا بالإسلام قرآناً وسُنة محمدية منذ صدرالإسلام .. وهُم تحديداً وإخرين كسروا بالفعل هذا الناموس الإلهي .. ولابد من عبرة منتظرة لإعادة إنتظام وإلتزام البشر بذلك الناموس .. ومع ذلك سيبقى كل من البشر وفرصته السانحة فقط طوال حياته وفعالياته لتقرير مصيره : مُسلِمُ ترغب أن تكون فتفر من العذاب وتذهب إلى الجنة إلى الأبد أو غير مُسلِم ستظل فتحصدالعذاب منذ الوفاة إلى الآبد أيضاً .. لا إختيار ثالث .. ولا عزاء لمن يفشل بأختيار الصواب .. قتلوا وشردوا وأنتهكوا وعذبوا وكادوا وأفشوا الحرام ومانعوا الحلال وتأمروا وفتكوا ودمروا وخربوا وأعتقلوا وضغطوا وكبتوا وسجنوا وسحلوا وحاربوا الإسلام والسُنة المحمدية وإستهزؤوا لمئات السنوات بحركات صلوات المسلمين بل وبمحمد عليه الصلاة والسلام .. وكم من عبادات ضاعت ولا تزال تضيع على المسلمين أموات وأحياء .. وكم من غير المسلمين لم يُسلِموا بل وتعنتوا ويعاندوا نتاجاً لإفشال ما قرره الله عز وجل وأمر بسورة التوبة إنظاماً للعلاقة فيما بين المسلمين وغيرهم .. ويمكرون ويمكُر الله واللهُ خيرُ الماكرين .. أيعتقدون بأنهم بجرائمهم تلك سينتصرون ؟! هُم جميعهُم وبمشيآتهم أمام مشيئة الله الواحد أحد .. الفعالُ لِما يُريد .. هآ هو الله عز وجل الذى كتب على نفسهِ أن يُدافِع عن المؤمنين وينصُرهُم .. ها هى البطشة الشديدة قادمة قادمة لا محالة نتاجاً لغضب الله الشديد .. يقينُنا تام .. وإدراكاتُنا قائمة مُنتظِرة العناية الإلهية .. والله العظيم الواحد أحد أُقسِمُ بأننا لا نملك سوى خلجات باقيات من الصبر .. وعندما تأتي العبرة المُنتظرة الوشيكة الحدوث (بعدما إستبان مؤخراً أن الإمهال الإلهي قد رُفِع تماماً وظهرت وإستبانت حكمة بالغة من لله عز وجل - فلن نملِكُ سوى التسبيح والحمد لله القدير المتين القوي ذو الجلال والإكرام العدل الحق المُنتقِم .. مزيداً من عبادات يامن ت