القرية رقم 4000 + واحد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلال عقد التسعينات شنت الدولة التركية حرب إبادة شعواء على الشعب الكردي في شرق وجنوب شرق تركيا وذلك بهدف القضاء على ثورته التحررية المسلحة بقيادة حزب العمال الكردستاني. الجيش التركي فشل فشلاً ذريعاً أمام المقاتلات والمقاتلين الكرد في الجبال والسهول. لذلك فقد إتجهت الدولة الى ضرب المدنيين العزل وخاصة سكان القرى الريفية. الجيش التركي والذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث العدد ضمن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أي بعد امريكا، هدم وأحرق 4000 قرية (الرقم أكبرمن ذلك بكثير) كردية على رؤوس سكانها العزل والمسالمين.
المشردون من أبناء تلك القرى المنكوبة هاموا على وجوههم حاملين الأطفال وما خف وزنه من بطانيات ولحف النوم قاصدين المدن التركية الكبرى كإستانبول وازمير وغيرها وبقية مدن الساحل الغربي لبحر ايجة والمتوسط، لامأوى ولاشيء يسد الرمق.
كل هؤلاء المُهَجرينْ كان يجمعهم ببعضهم وبالوطن شيء واحد دونما إستثناء في ظلام الغربة وقساوتها في موطن الشتات الجديد. هذا الشيء الوحيد والإستثنائي كانت القناة الفضائية الكردية "Roj tv" (كانت تسمى سابقاً Med tv).شراء الصحن اللاقط كان يأتي قبل الحصول على الخبز والماء لكل عائلة لتتمكن من مشاهدة برامج الفضائية الكردي وبالتالي التواصل مع الوطن. بل أحياناً كانت عدة عائلات تشترك معاً في شراء ذلك "الصحن" بسبب الفقرالمدقع. الصحن صار بمثابة الوطن......وحاجة هؤلاء المشردين الى تلك القناة كان كحاجة الطفل الرضيع الى أحضان أمه.
هذه القناة أصبحت القرية الوحيدة التي لم تطالها آلة الهدم التركية، والتي كانت قد سهلت الكثير من معاناة الغربة في المهاجر. ولا داعي لذكر دورهذه القناة من تقليل الهم والغم على كرد الشتات في بقية أصقاع العالم، ولا تزال المصدرالوحيد للمعلومة فيما يتعلق بالأوضاع في كردستان تركيا.
Roj tv أصبحت وبحق القرية التي ضمت في حناياها أطلال 4000 آلاف قرية حطمتها العنصرية والشوفينية التركية.
في الساعات الأولى من فجرالرابع من آذار"نجحت" القوات الخاصة البلجيكية في الهجوم على القرية 4001 أي "قناة Roj tv" بحيث أعادت الى الأذهان التاريخ المقيت والهمجي للإستعمارالبلجيكي في الكونغو.
لقد ظنت الحكومة البلجيكية أنها أطفأت "روج أي شمس"الكرد"، ولم تعلم أن تلك الشمس قد تحولت الى الملايين من الشموع في قلوب الكرد في العالم.......وستبقى مضيئة مثل نار"نوروز"رمزالحرية والعطاء الى الأبد.
طبيب كردي سوري السويد
bengi.hajo@comhem.se
التعليقات
.............
أبو سمير -في هذه الشهر من عام 1995 تم بث القناة الكرديةعبر ألأقمار الأصطناعية وكان شيئا مذهلا أن تسمعوتشاهد البرامج بالغة الكردية فعلا في ذلك الوقتأمرا لا يصدق عندما كانت القناة الكردية تبثبرامجها الفضائية كانت أغلب دول الشرق الأوسط لاتملك فضائيات قنوات الجزيرة+ اعربيةلا وجود لها