هذه هي اللحظة الفلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول عميد الصحافيين الاميركيين دايفيد برودر عن السياسات الجارية في واشنطن: "اذا قالت لك امك انها تحبك، فاذهب ودقق في هذا الكلام وتأكد منه". وكان الرئيس هاري ترومان يقول "اذا اردت صديقاً في واشنطن فاذهب واقتني كلباً". وهذا صحيح في معظم الاحيان، انما هناك استثناءات. ومن هذه الاستثناءات الرئيس جيمي كارتر. فحالما تسلم مهام منصبه في البيت الابيض مطلع العام 1977 ابلغ مستشاريه انه يريد ايجاد حل للصراع العربي - الاسرائيلي. وفي شهر تشرين الاول/ اكتوبر من العام ذاته اصدرت الولايات المتحدة مع روسيا بياناً مشتركاً دعا الى عقد مؤتمر دولي في جنيف لحل هذا الصراع.
وقضت تلك الدعوة بأن يتمثل العرب جميعاً بوفد واحد يضم المصريين والاردنيين والسوريين والفلسطينيين، فكان الرد الاسرائيلي غاضباً مما حمل الرئيس كارتر وادارته على التراجع، فدبت خيبة الامل في مصر وبين الفلسطينيين وبقية العرب. ولما نامت فكرة عقد المؤتمر الدولي في جنيف على الرغم من الجهود الاميركية فاجأ الرئيس المصري انور السادات الجميع، بمن فيهم الرئيس كارتر نفسه، بالاعلان عن استعداده للذهاب الى القدس طلباً للسلام. وبذلك غيّر السادات دينامية الديبلوماسية الاميركية، مع ان الاسرائيليين لم يعرضوا شيئاً على السادات اثناء زيارته القدس. وعند هذه النقطة اقنع السادات الرئيس الاميركي بضرورة المثابرة مظهراً رغبته في سلام حقيقي. وبعد اشهر قليلة من التعاطي مع انور السادات توطدت ثقة الرئيس الاميركي به فأبلغه انه "لن يخيب ظنه". ومن الاهمية بمكان النظر في مبادرة السادات لرؤية مكامن القوة التي كانت تسندها.
اولاً، كان لا يزال امام مصر والسادات خيار عسكري في حال تعثر مساعي السلام.
ثانياً، كان بامكان السادات اعادة التموضع الى جانب روسيا والحصول على المزيد من الاسلحة المتطورة.
ثالثاً، كانت الدول العربية على استعداد لدعم مصر ديبلوماسياً ومالياً في حال باءت مساعيه بالفشل.
واخيراً، كان من الصعب على الولايات المتحدة التخلي عن السادات والسماح للروس بالعودة الى مصر وبتعاظم دورهم في المنطقة بعد قبول السادات لمقترحات السلام الاميركية.
لكن علاقة السادات مع كارتر اخذت تتعمق بينما تدهورت العلاقة بين كارتر ومناحيم بيغن، ولا بد من الاشارة هنا الى ان بيغن والاسرائيليين كانوا يريدون من كارتر وادارته التنسيق مع اسرائيل قبل تقديم اي مقترحات للعرب، خلافاً لحال الرئيسين كلينتون وجورج بوش الابن وادارتيهما الذين كانوا ينسقون مع اسرائيل قبل التقدم بأي مقترحات للسلام. لكن كارتر ووزير خارجيته سيروس فانس رفضا مثل هذا التنسيق المسبق، وابلغ فانس بيغن قوله: "انني لن اتناغم معك ضد العرب".
ويجدر بالمسؤولين العرب واهل الاختصاص منهم ان يقرأوا ملاحظات زبيغنيو بريزنسكي، مستشار كارتر للامن القومي، ليروا كيف استطاع السادات ان يجعل من كارتر محامياً عنه، ويتفاوض مع اسرائيل نيابة عن مصر. ويقول زبيغنيو بريجنسكي: "لقد التقيت السادات بعد ظهر يوم 6 آذار/ مارس من العام 1979، وفي مطالعتي الاولية قمت بتحليل المشكلات الامنية في المنطقة، مؤكداً العزم على تعزيز التعاون المصري - الاميركي، ومشدداً على التزام الرئيس كارتر باحلال سلام شامل في منطقة الشرق الاوسط، وبينت له رأينا بأن النجاح في السير الى الامام نحو هذا السلام هو امر حيوي بالنسبة الى فرص كارتر السياسية، مشيراً الى ان توجه بيغن يميل الى المماطلة او حتى المساهمة في انزال هزيمة سياسية بالرئيس كارتر. وهذا الامر يلح على اهمية التعاون الاميركي - المصري الوثيق لأن ذلك يجعل من الصعب على بيغن الحؤول دون تطبيق اتفاقيات كامب دايفيد".
ويمضي بريجنسكي الى القول: "كان السادات متعاوناً الى اقصى الحدود. وقد ابدى قلقه الشديد على وضع الرئيس كارتر، كما ابدى عاطفة حقيقية في عزمه على مساعدة كارتر لتخطي العقبات التي وضعها بيغن. وكرر السادات اكثر من مرة قوله: عليّ ان اعطي الرئيس كارتر اشياه يفحم بها مزاعم بيغن. ويقول بريجنسكي في ملاحظاته: "كتبت في دفتري تعليقاً حول الفارق الشاسع بين مجرى الحوار بين كارتر وبيغن، وبين حوار كارتر مع السادات. فقد تخللت المحادثات مع السادات تعليقات ثاقبة مثل قول كارتر للرئيس المصري: "سوف امثل مصالحكم وكأنها مصالحي. انت اخي". او قول السادات للرئيس كارتر: "ان شعبي كبير الاعجاب بكم. وسوف اعتز دائماً بالصداقة والاخوة بيننا".
ومن ذلك ايضاً، كارتر للسادات: "آمل ألا اخيب ظنك. انت ربما كنت اكثر رجل دولة إثارة للاعجاب في الولايات المتحدة"، والسادات لكارتر: "أنا وشعبي ممتنون لك". وفي المقابل، كان التبادل بين كارتر وبيغن بارداً، حيث كان بيغن دائماً يتلطى وراء مجلس الوزراء ويتذرع به بالقول انه لا يستطيع ان يقبل بأي تسوية ما لم يوافق عليها مجلس الوزراء، وفي الوقت ذاته كان اعضاء مجلس الوزراء يدلون بمواقف سلبية تجاه المقترحات الاميركية. كان بيغن وشركاه في موقف سلبي تماماً.
ويقول بريجنسكي: "قاطعني بيغن عدة مرات، فطلبت منه بحزم ان يدعني أكمل حديثي. وفي المرة التالية قلت له: ارجوك عدم مقاطعتي، فانزعج بعض الشيء لكنه امتثل ولم يعد يزعجني". وقام كارتر بامتداح السادات علناً واصفاً اياه بأنه "كريم ومتجاوب" (بالنسبة لمقترحاته)، وحث اسرائيل على اظهار مرونة مماثلة، مما اغضب بيغن ووزراءه.
وكتب وزير الخارجية سايروس فانس يقول: "لقد تزايد شعور كارتر بالاحباط من جراء اصرار بيغن على مناقشة كل نقطة بصورة مطولة، واثار حنقه بسبب تشكيكه باخلاص انور السادات، فرد عليه كارتر بالقول: "لقد اثبت السادات انه يريد السلام".
وفي نهاية النقاش بين كارتر وبيغن وافق رئيس الحكومة الاسرائيلية ومجلس وزرائه على المقترحات الاميركية بشأن معاهدة السلام. وبعد توقيع المعاهدة بين مصرواسرائيل، اوفد كارتر مستشاره للامن القومي زبيغنيو بريجنسكي في مهمة سرية الى القاهرة ليبلغ السادات انه اذا اعيد انتخاب كارتر للرئاسة في انتخابات عام 1980 فانه سوف يركز جهده لحل القضية الفلسطينية على اساس عادل. فالمرونة التي ابداها السادات، وتجاوبه مع مقترحات كارتر، وثبات كارتر على موقفه، اقنعت ابرز عضوين في حكومة بيغن وهما موشي دايان وزير الخارجية، وعازر وايزمان وزير الدفاع، بضرورة الضغط على بيغن لقبول المقترحات الاميركية.
لقد بذلت جهود اميركية عديدة للسلام منذ بداية الصراع العربي - الاسرائيلي في العام 1948، لكن الجهد الاكبر هو الذي بذله الرئيس كارتر. واليوم يقوم الرئيس باراك اوباما ببذل جهد كبير، واعتقادي انه يتصف ايضاً بما كان للرئيس كارتر في العام 1977 من التزام وتصور. ولكي ينجح اوباما في مسعاه ويواصل المحاولة، فان على الدول العربية، وخصوصاً على الفلسطينيين، ان يصغوا لأفكاره بشأن السلام، وابلاغه استعدادهم لقبول مقترحاته اذا كانت ستؤدي الى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس. كذلك على العرب ابلاغ الرئيس الاميركي استعدادهم للعمل معه ومع مبعوثه الخاص جورج ميتشل على اساس ان لا يقتصر الدور الاميركي على نقل الرسائل بل يتعدى ذلك الى تقديم مقترحات جاسرة للهوة بين الموقفين المتضاربين.
ففي الوقت الحاضر ليس من خيار للفلسطينيين سوى التفاوض برعاية الولايات المتحدة عن طريق محادثات بالواسطة. ذلك ان هذه المحادثات من شأنها ان تضع الولايات المتحدة في صلب المفاوضات لتلعب دور الوسيط عندما تصل المحادثات الى حائط مسدود، فتتقدم بأفكارها ومقترحاتها الخاصة لتجاوز العقبات.
لكن الواقع الفلسطيني الراهن مؤسف: اولاً، لأن الفلسطينيين منقسمون ومبعثرون، وثانياً، لأنه ليس لديهم خيار عسكري بديل لأنهم ضعفاء ومنهكون، وثالثاً، لأنهم معتمدون على المساعدات الاميركية والاوروبية. والمؤسف ايضاً ان الدول العربية ليست مستعدة ان تضع ثقلها الاقتصادي والمالي لحساب الفلسطينيين الذين لا يملكون الآن سوى قوة قضيتهم اخلاقياً وقانونياً وتاريخياً ووجودهم في القدس الشرقية. فما هي خيارات الفلسطينيين اذن؟
الخيار الاول هو الرفض والامتناع عن التفاوض. لكن هذا لن يوقف عمليات الاستيطان الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس. وفوق ذلك تستطيع اسرائيل ان تدعي انها راغبة في التفاوض لكنه لا يوجد في المقابل طرف فلسطيني راغب، فيتلاشى بذلك تعاطي اوباما وتفتر همته. اما الخيار الثاني فهو التفاوض وشد الرئيس اوباما الى التزامه كما فعل السادات مع كارتر. فقد اثبطت عزيمة كارتر مرات عديدة وهو يعمل على المسار المصري - الاسرائيلي، وفكرمرات عديدة بالتخلي عن مهمته جملة وتفصيلاً، غير ان تعاون السادات ومواقفه الايجابية اقنعت كارتر بمواصلة جهوده.
اما الآن وقد استقبل الاسرائيليون نائب الرئيس جو بايدن بالاعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدس، فان الفرصة متاحة امام الفلسطينيين لاقناع اوباما بالتزامهم مساعي السلام. ذلك ان الاعلان الاسرائيلي عن عمليات الاسكان الجديدة كان بمثابة صفعة على وجه بايدن، مما سيجعل كثيرين من اليهود الاميركيين واحزاب المعارضة الاسرائيلية مثل "كاديما"، يمارسون ضغوطاً على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للتعاون مع اوباما والولايات المتحدة بدلاً من تخريب مساعي السلام الاميركية.
لقد كان الرد العلني الاميركي على الاعلان الاستيطاني الاسرائيلي واضحاً. فقد خرج كل من نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون (وكلاهما كانا من اشد مؤيدي اسرائيل في مجلس الشيوخ عندما كانا في عداد اعضائه) بتصريحات مفادها ان بناء المستوطنات في القدس يؤذي ويعرض للخطر المصالح القومية الاميركية. بل ان نائب الرئيس بايدن قال للاسرائيليين ان ما يقومون به يعرض القوات الاميركية في العراق وافغانستان وباكستان للخطر، "مما يعرضنا جميعاً ويعرض السلام الاقليمي للخطر". وهذه اول مرة تربط واشنطن على وجه التخصيص بين المصلحة القومية الاميركية وبين بناء المستوطنات في القدس.
يضاف الى ذلك ان القائد العسكري للقيادة الوسطى الاميركية، الجنرال دايفيد بيترايوس، وهو شخص واسع النفوذ، طرح حسب جريدة "التايمز" اللندنية تساؤلاً علنياً حول جدوى اسرائيل كحليف استراتيجي لأميركا، مؤكداً ان بلاده سوف تتحدى اي شيء يتهدد حياة مواطنيها.
وابلغ مسؤول كبير في البيت الابيض جريدة "نيويورك تايمز" ان هناك ازمة، وان سير هذه الازمة من هنا وصاعداً يتوقف على اسرائيل. او بكلام آخر، انه يتعين على اسرائيل ان تغير مسارها.
ان تصريحات بايدن حول سلامة الجنود الاميركيين، وشعور المؤسسة العسكرية بالخطر المحيق بجنودها البالغ عددهم اكثر من 200 الف جندي في مختلف البلدان الاسلامية، لها صدى واسع في الرأي العام الاميركي. فهل يتصرف العرب والفلسطينيون بذكاء على غير عادتهم، فيحشرون اسرائيل سياسياً وديبلوماسياً؟ اننا نقترب من لحظة الحقيقة. اميركا تريد من الاسرائيليين الحديث في جوهر القضية، والكرة الآن في ملعب نتانياهو. فهل يريد مواجة اوباما؟
فالرئيس الاميركي لمجرد امتناعه عن التقاط الصور التذكارية المعتادة مع نتانياهو اثناء زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلي له اخيراً في البيت الابيض، اظهر انه على الرغم من الاهانة الاسرائيلية لنائبه بايدن بالاعلان عن المضي ببناء المستوطنات اثناء وجوده في اسرائيل، يعطي نتانياهو فرصة جديدة للتراجع عن الاجراءات الي اتخذتها اسرائيل في القدس. فقد جاء نتانياهو الى واشنطن بدون رد ايجابي مفترضاً ان اوباما ضعيف سياسياً. لكن امتناع الرئيس عن التقاط الصورة التذكارية مع نتانياهو يشير الى ان اجتماعهما كان صعباً، وان اوباما كان عنيداً تجاه رئيس الحكومة الاسرائيلية. هذه هي اكبر ازمة في العلاقات الاميركية - الاسرائيلية منذ ازمة السويس في العام 1956، عندما تصادم الرئيس ايزنهاور مع دافيد بن غوريون فتراجع هذا الاخير عن مواقفه. ذلك ان الرئيس اوباما يطلب تعهداً خطياً من اسرائيل حول مضمون المفاوضات بشأن مستوطنات الضفة الغربية والقدس. واهمية ذلك ان اوباما يجعل من القدس القضية المركزية بقوله ان الولايات المتحدة لا توافق على ان يكون لاسرائيل الحق في بناء الوحدات السكنية في القدس العربية. وهذه اول مرة تجعل فيها الولايات المتحدة من القدس قضية مركزية. فهل يبعث العرب برسالة الى اوباما عن استعدادهم للتفاوض بنية حسنة ومساعدته في مهمته باحلال السلام؟
لا شك في ان الرئيس الاميركي يملك عدة اوراق، منها على سبيل المثال استصدار قرار من مجلس الامن الدولي باقامة دولة فلسطينية، وهو امر يتخوف منه الاسرائيليون. ولذلك على الفلسطينيين ان يكونوا مرنين ومتعاونين. فهذه هي لحظتهم.
حسناً فعل الفلسطينيون بقبولهم المقترحات الاميركية للتفاوض، وكانت الدول العربية بعيدة النظر بتبنيها للجهود الاميركية. فاذا فشلت المفاوضات، بالرغم من الجهود الحقيقية للعرب والفلسطينيين من اجل السلام، فان العالم بأسره ومعه الادارة الاميركية سيعرفون، ربما للمرة الاولى في تاريخ الصراع، من للسلام ومن للفوضى وعدم الاستقرار. ففي هذه المرحلة من الاتصالات العالمية الفورية بات للرأي العام تأثيره، وخصوصاً في الولايات المتحدة. ولذلك يجب بذل كل جهد لاظهار ان الفلسطينيين فعلوا المستحيل من اجل السلام.
ذلك انه في حال فشل المفاوضات بسبب التعنت الاسرائيلي، وتوجه العرب الى مجلس الامن الدولي طالبين اصدار قرار باقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس العربية، فان المواقف الفلسطينية الايجابية تجاه الافكار الاميركية ربما حملت الولايات المتحدة على الامتناع عن التصويت بدلاً من استعمال حق الفيتو لاجهاض القرار العربي. وهنا تكمن المصلحة الفلسطينية في العمل بصورة بناءة وعن كثب مع الرئيس اوباما.
ففي اي مفاوضات يمكن للمرء ان يحقق اهدافه او قد يفشل في ذلك. لكنه من غير المسموح التفريط بالحق الوطني الشرعي في القدس وامور اخرى جوهرية. وفي النتيجة سوف تظهر لحظة الحقيقة فيستبان حالاً ما اذا كانت نتيجة المفاوضات ستفضي الى ما اذا كانت الدولة الفلسطينية الموعودة حقيقة او هي مجرد سراب، كما ستكون امتحاناً واختباراً قابلاً للتدقيق لمدى التزام اسرائيل بحل الدولتين. وفوق ذلك سوف يتضح ما اذا كان قيام الدولة الفلسطينية يلبي حقاً المصلحة القومية الاميركية، او هو مجرد مظهر استعراضي خادع.
ولنتذكر اخيراً ما قاله الرئيس الراحل جون كنيدي: "دعونا ألا نتفاوض عن خوف، وألا نخاف من المفاوضات". ولنحفظ مقولة بريجنسكي من انه عندما يصبح الافق السياسي مسدوداً لا يطاق، فانه ليس من حل إلا باستخدام القوة او عن طريق المفاوضات. فالديبلوماسية بغير قوة ليست مقنعة، وافضل سياسة هي ان يكون المفاوض قوياً.
فاذا لم تبدأ المفاوضات، او هي لم تصل الى نتيجة، فهل بمقدور العرب ان يظهروا درجة كافية من الوحدة السياسية فيما بينهم من اجل حشد طاقاتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية للوقوف في وجه اسرائيل؟ انه احتمال مستبعد في الوقت الحاضر لأنهم ضعفاء ومتعبون!
وليس هناك من خيار آخر.
*************************
الدكتور عودة ابو ردينة، اميركي من اصل عربي، متخصص في شوؤن الشرق الاوسط وسياسات دوله، وله مساهمات كتابية عدة في المجالات الاقتصادية والمالية والمصرفية والتفطية، وهو يقيم في واشنطن. وهذا المقال تنشره "ايلاف" بإتفاق خاص مع " الديبلوماسي" وهو تقرير يصدره شهرياً من لندن الصحافي اللبناني ريمون عطاالله - عدد نيسان/ ابريل 2010 - المجلد 14