فضاء الرأي

للدم لون واحد!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هل نشهد حرباً دينية كحرب الثلاثين عاما التي شهدتها أوروبا بين أعوام 1618 و1648، حرباً تشبه أوضاعها ما يعيشه العالم الآن؟.. أم أننا نشهد حرباً طويلة الأمد، لها ائتلاف دولي متغير متعدد وذو مستويات تضامنية مختلفة؟.. وهل سيكون للحرب الحالية تأثير على النظام العالمي كما كان شأن حرب الثلاثين سنة (التي قادت إلى نظام وست فاليا 1648 المبني على الدولة كوحدة سياسية ذات السيادة)؟
الدم المسفوك فى مترو أنفاق موسكو ومدينة قزلار الداغستانية 2010، كالدم المسفوك فى إرهاب الحادى عشر من سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، وما بينهما من دماء فى قطارات لندن و مدريد.. لا يشير الي ان العالم يواجه دولة يمكن ردعها أو تخويفها أو التأثير بوسائل شتي للتوفيق والاغراء والضغط في مركز صنع قرارهاrlm;، وانما تجري المواجهة مع شبكات عنكبوتية تدور حول فكرة غير قابلة للألم أو العقاب أو الردع.
1- أن الإرهاب في الفترة من 2001 - 2010، هو "نقلة نوعية وكمية" من حيث الأهمية والتنظيم والتزامن واللوجستية، تجعل بالإمكان الحديث عن "أعمال حرب". فما يحدث يعتبر من أخطر العمليات العسكرية البارزة التي نفذت منذ عشرات السنين، والتي ستكون ذات أهمية بالغة في التاريخ الإستراتيجي العالمي... إنها " قطيعة إستراتيجية هامة".
2- أن العالم خرج بالفعل عن قواعد اللعبة الدولية المتعارف عليها منذ ويست فاليا عام 1648، ليس فقط مع نهاية الحرب الباردة 1989 وظهور المنظمات العابرة للقارات والقوميات، وإنما أيضا نتيجة لظهور "جيل جديد من الإرهابيين، معظمهم من الشرق الأوسط الكبير "، وظهور مفهوم جديد للحرب يتناقض مع منطق القتل التقليديrlm;، وتلك هي أبرز المفارقات في الألفية الثالثة: (تمزيق الحدود المفهومية بين مصطلحي الإرهاب والحرب).
3- أن الحرب الجديدة لم تغير شكل التحالفات في العالم فحسب، وإنما غيرت أجندة وأولويات القرن الجديد برمته، فقد كانت حرية الضمير وحقوق الأقليات، من الطقوس التقليدية في السياسة الأمريكية في تعاملها مع الصين علي وجه التحديد. لكن يبدو أن الزمن قد تغير، ولم يعد لهذه السياسة أدني فاعلية في العلاقات الدولية، أمام خطر الإرهاب الداهم الذي يطال الجميع. لقد ولت مرحلة الرئيس بوش "الأب والإبن" التي رفعت شعار " مقرطة العالم "، وولت مرحلة الرئيس بل كلينتون عندما كانت حقوق الإنسان رقم واحد. لقد أدرك الأمريكيون أنه من الأفضل أن تساعدهم الصين، الدولة الكبري في آسيا، في ورطتهم في أفغانستان.، بدلا من أن تدعم المجاهدين الإيجور الذين يتدربون هناك.
4- إذا كان في السابق يمكن الحديث عن تحالف أمريكي هندي ضد الصين، فاليوم اختلطت الأوراق ولم يعد واضحا من سيتحالف مع من؟ لكن المؤكد هو أن الجميع يتوحد للقضاء علي الإرهاب الدولي المتمركز في باكستان وأفغانستان. والجميع: أمريكا والهند وروسيا والصين وكل العالم يقف في خندق واحد.. وهي حالة مثالية في السياسة الدولية، علي الرغم من أن النزاعات تنخر في الجميع علي الأرض.
5- مع انتشار " جميع " أسلحة الدمار الشامل، في النصف الثاني من القرن العشرين، واحتمالات وقوعها في أيدي الإرهابيين، ازدادت سيناريوهات ما يعرف بإندلاع " الحرب بالصدفة - Accidental War ". وأحد أهم أهداف معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية ( ستارت - 2 ) بين الولايات المتحدة وروسيا، التي سيتم التوقيع عليها في براغ في 8 أبريل المقبل، الحيلولة دون وقوعها في أيدي الإرهابيين.. وحسب جوزيف سيرنسيوني الذي يتراس صندوق "بلاوشيرز"، فإن العالم يواجه اليوم العديد من التهديدات النووية، أخطرها هو احتمال حصول مجموعة إرهابية على سلاح نووي وتفجيره في مدينه كبرى.
6- إنّ أسئلة الفلسفة اليوم، كما تقول "أم الزين المسكيني"، هي أسئلة الرّاهن: "استعمال شعوب برمّتها نزولا عند رغبات الطّغاة المعاصرين من أجل تأثيث المدن بأجساد انتحاريّة ومقابر جماعيّة يختلط فيها القاتل بالمقتول في احتفاء أستطيقيّ بفظاعة الموت المعاصر.ـ أو استعمال العالم استعمالا تقنيّا مشطّا يهدّد إمكانيّة الحياة نفسها على الأرض ـ استعمال (الإله) استعمالات أصوليّة مختلفة تهدّد إمكانيّة القيم المدنيّة والاجتماع البشريّ نفسه." (كانط راهنا، ص15).
dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بالفعل
ســما -

بالفعل اظهر الاسلاميون حقيقة ان الدين الاسلامي (طبعا حسب مفاهيم &;الصحوة&;اياها)هو دين التوحيد بلا منازع:فقد استطاعوا توحيد البشرية ضدهم!