حق العودة في المطلق... دعوة الى التوطين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ليس سهلا مهاجمة ما دعا اليه رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فيّاض. يهاجم فيّاض هذه الأيام أولئك الذين لا يمتلكون مشروعا سياسيا واضح المعالم باستثناء التلطي بشعاري "الممانعة" و"المقاومة" وكأن هناك شيئا اسمه ممانعة او مقاومة... الا اذا كان المطلوب الممانعة والمقاومة حتى آخر فلسطيني او لبناني على وجه الخليقة، او على الأصح حتى آخر لبناني، شريف حقا، على ارض لبنان او آخر فلسطيني يرفض ان يكون عميلا او ان يكون وقودا في معارك الآخرين على ارض فلسطين.
في حديث الى صحيفة "هآرتس" الأسرائيلية، دعا فياض قبل ايام الى تأكيد حق العودة لجميع الفلسطينيين... الى الدولة الفلسطينية المستقلة والى اقامة البنية التحتية التي تسمح باستيعاب الفلسطينيين الراغبين في العودة. قامت قيامة حركة "حماس"، ومن يقف خلفها طبعا، واتهمت فياض ب"الخيانة" ودعت الى محاكمته. هل من سيحاكم "حماس" على تسبببها في حرب غزة الأخيرة والتي ليست آخر حرب تشنها اسرائيل على القطاع ولن تكون كذلك بفضل الصواريخ المضحكة- المبكية التي تطلق منه؟ انها صواريخ لا تستهدف سوى تبرير ارهاب الدولة الذي يمارس في حق الشعب الفلسطيني والذي تعمل "حماس"، للأسف الشديد على ايجاد كل المبررات له. لو لم يكن الأمر كذلك، هل كان العالم يقف متفرجا تجاه ما يمارس في حق غزة؟ هل كان العالم على استعداد لأيجاد اعذار لأسرائيل التي قتلت في اقل من شهر، بين اواخر العام 2008 وبداية العام 2009، نحو الف وخمسمئة فلسطيني في القطاع الذي لا يزال منذ ما يزيد على ثلاث سنوات تحت الحصار ولا يزال عشرات الآلاف فيه من دون مأوى؟
يبدو واضحا ان "حماس" تريد بيع الفلسطينيين الأوهام لا اكثر. وهذا ما يفسر هجومها على رئيس الوزراء الفلسطيني بصفة كونه مقاوما للمشروع الأستعماري الأسرائيلي. ارادت "حماس" تأكيد ان لا بدّ من التمسك ب"حق العودة"، اي حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم في ارض العام 1948. من حقها ان تفعل ذلك لو كانت موازين القوى تسمح بتحرير فلسطين من البحر الى النهر او من النهر الى البحر لا فارق. المؤسف ان موازين القوى لا تسمح بتجاوز سقف الهدف الذي يسعى اليه سلام فيّاض بدعم من السلطة الوطنية الفلسطينية، التي على رأسها السيد محمود عبّاس - "ابو مازن"، ومن حركة "فتح" التي استطاعت المباشرة بعملية نقد للذات تستهدف استعادة دورها الطبيعي والتاريخي في الوقت ذاته تحت سقف البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
يفترض في "حماس" وغير "حماس" الأستفادة من تجربتين حديثتين على الأقل. التجربة الأولى اسمها كارثة الحرب التي حلت بغزة والأخرى هي اقامة امارة اسلامية على الطريقة الطالبانية. لماذا لا تعترف "حماس" بأن الهدف الوحيد الذي كانت تسعى اليه من وراء الحرب الأخيرة هو احراج مصر خدمة لمصالح ايران اولا. اما تجربة الأمارة الأسلامية، فقد ادت الى تدمير المجتمع الغزاوي بحجة العمل على تغيير طبيعته. لا يزال في الأمكان التراجع عن الخطأ بدل الهرب منه في اتجاه مهاجمة سلام فيّاض وحكومته.
اذا كان هناك امل للفلسطينيين بتحقيق حلم الدولة يوما، فأن هذا الأمل يكمن في البرنامج الحكومي الذي تلتزمه الحكومة الفلسطينية الشرعية التي تفرق بين الممكن والمستحيل، بين الحقيقة والاوهام. في النهاية، لا مفرّ من الأعتراف بأن السلطة الوطنية امتلكت ما يكفي من الشجاعة للأقرار بان القرار القاضي بعسكرة الأنتفاضة في ضوء فشل قمة كامب ديفيد صيف العام 2000 كان سقوطا في الفخ الاسرائيلي لا اكثر ولا اقلّ. كان القرار القاضي بعسكرة الأنتفاضة افضل خدمة للأحتلال ولكل من لديه خيار آخر غير خيار السلام.
يقول سلام فيّاض كلاما منطقيا، خصوصا عندما يتحدث عن حق عودة كل فلسطيني الى الدولة الفلسطينية. في النهاية، ان ما يقوله يتفق مع الموقف العربي عموما. لو كان العرب يريدون الحرب لكانوا تخلوا عن مبادرة السلام العربية التي افرتها قمة بيروت في العام 2002. كل ما ورد على لسان رئيس الحكومة الفلسطينية ياتي في سياق الموقف العربي العام المتفق عليه على اعلى المستويات. ليس لدى الفلسطينيين ما يزيدونه على الموقف العربي. كل ما ترتب على الرئيس الفلسطيني قوله في قمة سرت انه اذا كان العرب يريدون الحرب، فأن الفلسطينيين سيكونون في طليعة من يقاتل اما ان تكون الحرب مقتصرة عليهم، فهذا امر غير معقول وغير منطقي.
كان لا بدّ من قطع الطريق على المزايدات والمزايدين الذين لا همّ لهم سوى رفع شعار المقاومة... متى كان ذلك على حساب الغير! تبين من قراءة بعض ما ورد في محاضر قمة سرت ان الفلسطينيين في الضفة الغربية تعلموا من تجارب الماضي القريب. باتوا يعرفون، بفضل "ابو مازن" أوّلا، ان من ينادي بحق العودة في المطلق، من دون قراءة تفاصيل ما نص عليه القرار الرقم 194، الذي ورد ذكره في مبادرة السلام العربية، يشارك اسرائيل في رفض التوصل الى تسوية تزيل الأحتلال ويعمل في الوقت نفسه من اجل التوطين. على العكس من ذلك من يقول بعودة الفلسطينيين الى الدولة الفلسطينية انما يقف بالفعل ضد ما يسمى توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول الموجودين فيها من جهة ويتصدى للدعاوى الاسرائيلية القائلة ان العرب يريد تدمير الدولة العبرية. من حسن الحظ ان هناك بين العرب والفلسطينيين من بدأ يعي هذا الواقع ويعي خصوصا ان التمسك بحق العودة في المطلق يصب في خدمة مشروع التوطين. ومن ينادي بحق العودة الى الدولة الفلسطينية يقطع الطريق على التوطين ويخدم المشروع الوطني الفلسطيني في سياق تسوية تاريخية تقوم على خيار الدولتين. هذا الخيار هو اللعبة الوحيدة في المدينة. اللهم ألاّ اذا كان هناك من يعتبر ان في الأمكان محو اسرائيل من الوجود في ظل موازين القوى الأقليمية والدولية القائمة حاليا!
التعليقات
nero
nero -التوطين مثل التشغيل ليس من حق احد يفرضه بالمخالفه للقانون لكن ممكن بالقانون مثال هجره غير قانونيه
............
OMAER -خالف شروط النشر
الحقيقة
سليمان -هل حماس التي حاصرت عزة ودمرتها وجوعتها ام اسرائيل البريئة ومصر ام الدنيا اليس قوات اسرائيل الفوسفورية المدعومة من عباس هي التي قتلت 1500 فلسطيني تتكلم عنهم هل حماس هي الدكتاتورية بالوقت التي فازت باغلبية في البرلمان او مايسمى المجلس التشريعي الذي عطله عباس وفياض واودع السجن اعضائه بتقارير من دحلان واعوانه يارجل عن ماذا تتحدث هل تدرك ماتقوله ام ان الزمن اتعب ذاكرتك قليلا .اذا كانت حماس تعمل على احراج مصر لصالح ايران ماذا تعمل فتح وعباس لاحراج الكرامة العربية ارضاء لاسرائيل ولمصالح ابنه صاحب شركة الاتصالات وصحاب معمل الاسمنت التي بنت الجدار العنصري هل يوجد زعيم دولة بالعالم يدعو العدو لتدمير شعبه بحجة الدفاع عن النفس كما فعل عباس اثناء حرب غزة 2008 .
تجارة الشعارات
Amir Baky -ليس من مصلحة حماس أن يكون هناك سلام أو دولة فلسطينية. فحماس تاجرت بالقضية لأنها الفرخة التى تبيض لها ذهبا. فكل المعونات التى تدخل جيوب قادة حماس فى مقابل رفع شعارات رنانة و غير قابلة للتطبيق العملى جعل من هذه اللعبة أسلوب سهل جدا للتربح. أموال مقابل شعارات و صواريخ كارتونية المهم أن يستمر الوضع على ما هو علية. وإسرائيل عمليا تريد حماس لأنها تعطيها المبررات المنطقية أمام العالم لتستخدم القوة وتجربة أسلحتها و تتهرب من طريق الدبلوماسية. فهل يتوقع عاقل أن تقبل إسرائيل عودة الفلسطينيون بداخل حدود دولتها لتغيير التركيبة السكانية؟ هل إسرائيل بهذه السذاجة أم حماس هى التى ساذجة لهذه الدرجة؟ فإسرائيل ليست دولة إحتلال بل دولة إستيطان. فلا يمكن للهنود الحمر أن يطالبوا الأمريكان الأوروبيين بالعودة لديارهم و ليس من حق الأقليات أن تطالب العرب بالعودة إلى الجزيرة العربية. فالهراء و الكلام الأجوف لن يحل المشاكل السياسية
فلسطين الهاشمية
فلسطيني هاشمي -لن نعود حتى لو رحل كل اليهود,الاردن هو بلادنا والهاشميين أعادوا لنا حقوقانا في صحراء فلسطين (الاردن سابقاً)
الاردن هو فلسطين
عاصم الكباريتي -الاردن هو الوطن البديل ولا بديل له ,أما الحالمين فلهم أن يحلموا كما يشاءون
الى رقم 5و6
فلسطيني -أنتما لا يمكن أن تكونا فلسطينيين , فلسطين هي فلسطين و الأردن هو الأردن رغم أنفكما و أنف كل من يريد زرع الشقاق بين الشعب الأردني والفلسطيني. لا يوجد سوى فلسطين واحدة هي اللتي توجد بين النهر والبحر ولن توجد الا في هذا المكان لتحوي باذن الله كل الشعب الفلسطيني ومن يتكلم بغير ذلك هو اما مندس أو خائن أو جاهل . انتم في أحسن الأحوال جهلة عنصريون تظنون أنكم تغيظون أمثالكم من الجهلة العنصريين في الأردن , أخذكم الله و اياهم و أراح الأردن وفلسطين منكم.
فلسطينية الى الأبد
سهير الصفدي -ستبقى الاردن فلسطينية حتى لو زالت الدولة العبرية
حل منطقي ولكن !!!
عبود الكنعاني -قطاع غزه مكتظ جدا بالسكان . والضفه الغربيه تشكل تقريبا ٢٠٪ من مساحة فلسطين التاريخيه وبها الان حوالي ٢ مليون نسمه فهل تتحمل رجوع ما لايقل عن ٣ مليون لاجيء من الدول المجاوره وهل نضمن بان اسرائيل لن تقوم بتهجير ما لديها من الفلسطينين الى الدوله الجديده ، لا اعتقد بان حتى مصادر المياه بالضفه تكفي ، الحل بنظري هو الضغط على اسرائيل بقبول انشاء دولة واحده ثنائية القوميه بنظام علماني بين النهر والبحر .
مسوقوا الهزيمة
abdulraza; -يقول الكاتب(. المؤسف ان موازين القوى لا تسمح بتجاوز سقف الهدف الذي يسعى اليه سلام فيّاض ) اريد ان اسأل الكاتب هل كانت موازين القوى في حرب الجزائر التي استمرت 130 سنة طوالا تلك السنوات في صالح الجزائريين وهل كانت هذه الموازين في صالح فيتنام وهل كانت في ص الح الحلفاء في حربهم ضد المانيا لم تكن في صالحهم وقتل من الجزائريين ملييون شهيد و50 مليون في دول الحلفاء وكم مليون في فيتنام ومع هذا واصلوا حتى حققوا النصر لاتكن مثل الجنرال الفرنسي الذي وافق على الصلح مع الالمان وكن ديجول يارجل
WHY??
Alfarzdak -Mr. Khairalla, First question, did Hamas came from the sky, don''t they came through real elections, so they are reflecting the thinking of most palistinians. Second question, do you beleive that Isral will give back all the west bank and allow a free Palistinan government? Third question, your comperison between Talban and Hamas is not correct, Afghan are still living in their native while we have about 7 milion refugees all over the warld, those are dreeming to see their land. Mr. Khalifa always remember that Romans,Crosaders etc. were thrown out of our land after hundreds of years, during these years our grandfathers did not forget their land and waited till we had the real leaders to liberate our land.
هنيئاً لليهود
فتحي المسلاتي -لو كان لعربي أن يهنئ الصهاينة لكنت أول من يهنئهم على ما يستقطبون من عملاء.. فعلاً هم أفضل من يمارس العمل المخابراتي بلا منازع.. وإلا فهل كانوا يحلمون بإيجاد من يبرزوا للدفاع عن حق الصهاينة في فلسطين، وكيل الهجاء والنقد لكل رافض ومقاوم.ورغم كون هؤلاء نكرات لاصوت لها ولا صدى، وبرغم أنهم لن يشكلوا حبة خردل في كفة الصراع ولن يؤخروا للحظة حتمية زوال إسرائيل اليوم أو غداً أو بعد غد.. فإنهم على الأقل قدموا للصهائنة ما يمنحهم فرصة شتمنا قائلين: لقد كان لدينا منكم خونة مخلصون ..هه هه هه هه.اللعنة على العملاء
مؤسف
ف ميلاد -من المؤسف حقاً أن نرى شذاذ الآفاق الذي جلبت قطعانهم من شتى أصقاع الأرض يبدون أكثر تشبثاً وتمسكاً بأرض لا تاريخ لهم فيها ولا ذكريات، ولا تربطهم بها سوى خرافات مصطنعة.. من أؤلئك الذين توارثوها أبا عن جد وتربطهم بها موروثات أجيال وقصص وذكريات لاتنتهي.. بل نجد منهم من يبرر التنازل ومسخ الذاكرة، والسخرية ممن يسكن الوطن في دمهم ويرفضون الانصياع لأمر واقع مؤقت لن يلبث أن يهترئ تحت عجلة التاريخ التي يحاول الصهائنة وأحلافهم من العرب والعجم أن يغيروا مسارها.لقد قاتلت الشعوب ودفعت دماء أبنائها رخيصاً لكي توثق الحرية لأوطانها، فما بال بعض الفلسطينيين يريدونها مغلفة بالمخمل ومزينة بشرائط الساتان مرفقة بعلبة شوكولا؟إقرأو تاريخ الجزائر وفيتنام وليبيا فلعل هذا الدرس قد فات كثير منكم.. أما التواكل والتخاذل فلن يسفر إلا عن تشردكم في الأصقاع .. ( ).