رداً على منظمة ناحوم اليهودية: أنا شاهد عيان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الوقف الشيعي لم يزل أية نقوش ولم يتدخل في أعمال التنقيب
استنادا لما نشر في إيلاف يوم الخميس 8 نيسلن 2010 حول مزار النبي حزقيال أو ذي الكفل في العراق ولما وجهه موسى دانيال سليم الأمين العام لمنظمة " ناحوم " يهود العراق رسالة إلى العراقيين يقول في مقدمتها:
إلى أصحاب الضمائر الحية في العالم
الأخوة العراقيين الأصلاء
السلام عليكم
أدعوكم بصوتكم الحي بالمشاركة في مناشدة وزارة الآثار العراقية والوقف الشيعي بوقف عمليات تهديم قبر النبي حزقيال الواقع في مدينة الكفل بمحافظة بابل وسط العراق حيث أن هذا القبر مقدس من قبل أخوانكم اليهود العراقيين والذين كانوا يؤدّون في المرقد طقوسهم الدينية قبل هجرتهم من العراق منتصف القرن الماضي حيث تنتشر حول المرقد الخانات التاريخية، التي أُهملت إهمالاً واسعاً إلى إن " إزالة كتابات ونقوش عبرية من المرقد يعد جزءاً من عملية "تطهير لذاكرة الأقليات الدينية التي ظهرت أصلا في العراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط "
أكثر من شاهد عيان
قبل أكثر من خمسة أشهر كنت في العراق لزيارة أهلي القاطنين في مدينة بابل، وحدث أن كانت هناك أمسية شعرية في اتحاد الأدباء في الحلة كنت حضرتها لرؤية المزيد من الأصدقاء الذين لم استطع رؤيتهم في زياراتي السابقة. أثناء الأمسية رأيت الكثير منهم وكنت افتقد الشاعر الحلي عبد الحسين الحيدري الذي قيل لي انه لا يغادر البيت ولا مدينة الكفل التي يعيش فيها. لحسن الحظ كان هناك احد الأصدقاء الذين يتواصلون مع الحيدري يوميا لأنهم كانوا جيرانا قبل أن ينتقل الأخير للعيش في مركز مدينة الحلة. اتصل الرجل بالحيدري واخبره أنني أريد أن أره بعد فراق دام سبعة عشر عاما، وهكذا ذهبنا في اليوم التالي أنا وبعض المثقفين البابليين إلى بيت الحيدري الذي يقع بالقرب من مرقد النبي ذي الكفل.
لا يذهب المرء إلى الكفل دون زيارة النٍبي ( بكسر النون ) كما يلفظها أهل المدينة، وبالفعل توجهنا نحن والأصدقاء القادمين من الحلة مركز المدينة يرافقنا عبد الحسين الحيدري إلى المرقد وكانت هناك أعمال تنقيب وحفر. احد العاملين ذهب فورا إلى مدير بعثة التنقيب فلاح الجباوي واخبره بحضور وفد صحفي فحضر على الفور وطلب منا عدم التصوير لان التنقيب لم ينته لحد ألان ثم رافقنا إلى الضريح وهو يشرح لنا بالتفاصيل الدقيقة عن تاريخ البناء والقبور الموجودة في الضريح وأسماء صحابة النبي ذي الكفل أو ( حزقيال ) كافل اليهود في زمن نبوخذ نصر.
كانت الكتابة العبرية واضحة بشكل بارز على جدران الضريح ولا يوجد أي محو أو خدش عليها، وكانت أساسات القبور للنبي وصحابته قد أزيل عنها التراب للتأكد من عدم تضررها من المياه الجوفية كما شرح لنا الخبير. كما كتب فوق كل قبر اسم صاحبه وكان اسم النبي دانيال إلى جوار قبر ذي الكفل لأنه من اشد أنصاره وقد سمي السوق الشعبي المجاور للضريح باسمه منذ ألاف السنين وحتى الان.
في خارج الضريح أشار مدير لجنة التنقيب إلى أنهم اكتشفوا ثلاثة آبار قبالة الضريح وأخر صغير بالقرب من المئذنة الإسلامية الآيلة إلى السقوط. يستطيع المرء أن يشاهد الكتابة العربية على جدران المئذنة بشكل واضح. بعد جولة استمرت أكثر من نصف ساعة داخل الضريح وخارجه جلسنا نتحاور مع الخبير حول بعض مشاهداتنا وتصوراتنا لتاريخ البناء والظروف التي مر بها أثناء دخول قوات الاحتلال الأمريكية.
يقول الخبير إن هيئة الآثار والتراث في محافظة بابل بدأت مرحلة تنقيب عن أسس مسجد النبي ذي الكفل وفق الخطة التي وضعتها الهيئة منذ عام 2007 وتستمر أربع سنوات لصيانة وتنقيب المسجد إلى مرحلة تنقيب واستظهار ألأسس وفق طرق تنقيب عالمية للحفر يقوم على المساحات المتاحة والثوابت التي وضعتها الهيئة بعدم إزالة الجدران أو الوحدات البنائية حتى المتهرئ والمتساقط منها. وكما رأيتم فأن القبور لم تتأثر كثيرا بالمياه الجوفية ونعمل على تحصين جوانبها لكي لا تتهدم.
وحين سألناه عن المكتشفات الجديدة قال " توصلنا إلى نتائج مهمة ونحن ألان في طور التأكد والتحقق من النتائج التي توصلنا إليها في هذا المكان" لكنه لم يشر إلى هذه المكتشفات لان البحث مازال جاريا وشكا من قلة التمويل التي تجعل من عملية التنقيب غير متواصلة. في هذه الأثناء سأله احد الأصدقاء " لماذا لم تستعينوا بمنظمة اليونسكو " فقال: المكان غير مسجل في منظمة التراث العالمي في اليونسكو لكننا نأمل بعد الانتهاء من عمل التنقيب والترميم تسجيله، ثم إن القسم الأكبر من المبلغ مخصص لتعويضات السكان الذين يقطنون حول الضريح وسوق دانيال التي يصل مجملها إلى مليارات الدنانير.
سمعنا إن المكان تعرض للنهب بعد دخول القوات الأمريكية إلى العراق فماذا تقول حول ذلك خصوصا وانك أشرت في معرض حديثك عن التراث العراقي إلى معلومات بالغة الأهمية؟
نعم سرق عدد من المخطوطات الثمينة وشمعدان أثري وقطعة حجر كريم وإحدى اللوحات الحجرية المدون عليها نوقش باللغة العبرية ولكن ما تزال هناك لوحة أخرى في الضريح. لا احد يعرف حتى ألان أين ذهبت المسروقات فالفوضى كانت شاملة بعد دخول الأمريكان والأرجح أنها هربت خارج العراق.
لكن ما سبب وجود هذه المئذنة إلى جوار قبر ذي الكفل وهي مئذنة إسلامية وعليها كتابة عربية؟ هناك رأي يقول إن السبب الأساسي للتنقيب هو البحث عن جدران مسجد إسلامي بني إلى جوار الضريح؟
وجود مئذنة في أي مكان يوحي بوجود مسجد أو مرقد لأحد الأولياء في كل المدن الإسلامية، ما لدينا من معلومات تقول إن الخليفة الرابع الأمام علي عليه السلام اتخذ من هذه المكان نقطة لمحاربة الخوارج ومسجدا لكنه لم يبق طويلا فيه. أنا لا استطيع أن أخبركم ما هي نتائج التنقيب ألان خصوصا وإنكم فنانون وصحفيون، أولا لان البحث لم ينته وهناك تقولات كثيرة وإشاعات، لكنكم رأيتم بأنفسكم كل شيء.. النقوش على حالها وكذلك القبور والضريح مفتوح للجميع ويمكن لأي شخص المجيء للزيارة سواء بصفة شخصية أو رسمية. الدعم المحدود يؤخر نتائج التنقيب وسوف يطول ذلك كثيرا وتصاحبه أكاذيب كثيرة.
التعليقات
شكرا على المقال
بنت الصالحية -نعم توقعت ذلك وبالفعل هي اقاويل واشاعات تنشر لغاية في نفس يعقوب. شكرا للكاتب على هذا الايضاح المهم لان اخر ما نحتاجه هو اثارة الحساسيات والتحريض الديني والطائفي