فضاء الرأي

القراءة والكرامة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

علمنا التاريخ أن هناك علاقة بين (القراءة) و(الكرامة).
وأشارت أول سورة نزلت من القرآن الى هذه العلاقة الخفية المثيرة (أقرأ وربك الأكرم)؛ فالقراءة تعني العلم، والعلم يعني الفهم، والفهم يعني الارتفاع والسيطرة والتحرر والقوة، كما اكتشف ذلك فيلسوف التنوير فرانسيس بيكون.
بالعلم يرتفع الانسان، ومن الجهل تتولد الحيرة والاستبداد، كما حرر ذلك الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) أن الجهلة يتنازعهم العلماء والطغاة؛ فإما حرروهم أو استعبدوهم.
ولايمكن لشعب واعي أن يعلو ظهره طاغية، وتسقط الأمم بسقوط ثقافتها.
إن أول كلمة نزلت في القرآن كانت (اقرأ).
وأول جملة في الإنجيل أشارت إلى أن بدء الأشياء هو (الكلمة): في البدء كانت الكلمة..
وذكر العهد القديم علاقة الفهم بالقوة فقال: (أنا الفهم لي القوة).
وعرف اليوم أن كتاب الخليقة، الذي بموجب تعليماته نتكون، يضم بين دفتيه ثلاثة مليارات حرف، في لغة سرية من أربع حروف، تتجمع على شكل كلمات، توحي بإذن ربها ماتشاء في تشكيل الجسم وماحوى.
وكل مستوى في الوجود مكتوب بلغته الخاصة..
كل قد علم صلاته وتسبيحه.
العلم يفاضل بين أقدار الناس ومصائر الأمم، وأعظم الأمم هي أكثرها قراءة.
قال التاريخ هذه الحقيقة بصور شتى: فتوحات الأسكندر. وهيمنة الحضارة الهلينية وأثرها حتى اليوم على الحضارة الإنسانية والنظم السياسية، ومن الفلسفة جاء الفكر، ومنهجية تنظيم العقل، وتحريره من الفوضى والعبثية.
وتكرر هذا الشيء للرومان والمسلمين. ويتكرر اليوم للألمان والكنديين وأهل الصين وماليزيا.. فهنا معتق الانبعاث وساحة الخلاص.
وفي يوم كان العرب أمة قراءة، واليوم يعيشون عصر الظلمات والجملوكيات والمخابرات والانقلابات والاجتماعات للمؤامرات؛ في عدد من الأميين مرعب يتجاوز مائة مليون!
وتعلو الأمة الأمريكية واليابانية بفعل القراءة والعلم والفكر؛ وتعلم الأمريكيون أكثر مع صدمة السبوتنيك. بعد أن سبح الروس في السما.
واليوم في أمريكا أكبر نسبة من القراء والعلماء والمؤسسات العلمية ومصارف المال وبراءات الاختراع وجوائز نوبل وميداليات الأولمب.
واليوم يوجد ما يزيد عن نصف مليون بحث في مكتب براءة الاختراع في أمريكا ينتظر الدراسة، ومنها ما تقدمت به الأبحاث الحديثة ووصلت إلى فك (الجينوم البشري)، وبعده الشمبانزي بل وإنسان نياندرتال، ثم تلاه مشروع جدا طموح لمسح كل الكائنات الحية، ووضع اليد على أثمن ما في الوجود قاطبة، بما هو أثمن من بحار البترول وجبال الألماس، لأنه الاكتشاف الجديد للإنسان؛ فمنه سيتم قهر السرطان والايدز، ومنه سيتم مسح ثمانمائة مرض وراثي، ومنه سيتم كشف كامل الخارطة الوراثية عند الانسان، ومعرفة ماهو الانسان فعلاً على الأقل في المستوى البيولوجي، وهي أبحاث ستشغل العلماء في مدى 300 سنة القادمة.
الانسان كائن غامض مجهول غير معروف، ولعل أهم كشف في الشفرة الوراثية عند الانسان معرفة (جينات العدوانية) وهل لها أساس بيولوجي في الخارطة الوراثية أم أنها عمل الثقافة المريض؟
وقد يمكن لجم الحرب من باب غير متوقع بفرملة العدوانية وسفك الدم وإنتاج نسخة بشرية معدلة للسلام؟
أو هكذا نتفاءل فكل النظريات تتحطم عند قدمي تفسير الإنسان!؟
إلا أن الطب ضرب معوله في مواقع انبجست ينابيع للعلاج ومصادر لا تعرف النفاد في راحة البشر..
إذا استطعنا تقرير أن أي واقع بشري هو نتيجة طبيعية للأفكار التي يحملها الناس في مجتمع ما، فإن العكس صحيح أيضاً، بمعنى أن تغيير رصيد مابالنفوس سوف يغير الواقع الاجتماعي، ويتولد عن هذا ثلاث نتائج متلاحقة يأخذ بعضها برقاب بعض:
الأولى: طالما كان تغيير مابالنفوس يرجع إلى الأفكار التي نزرعها ؛ فإن مفاتيح التغيير الاجتماعي هي ملك يميننا، وبها تدشن الكرامة والحرية الإنسانيتين
وتنص الحقيقة (الثانية) أن أسرار التغيير تحت أيدينا، وبالتالي فإن أي شيء يحدث لنا هو من صنع أيدينا، وهي فلسفة القرآن التي تنص على أن الظلم الذي يقع على الإنسان هو من صنع يده، قبل أن يكون من مصدر آخر!!
ولعل أعظم فضيلة يتدرب عليها الإنسان هي أن لا يلوم أحداً، بل يلوم نفسه عند مواجهة أي خطأ، وأن لايلعن الظروف، بل يفهم قوانين حدوث تلك الظروف، تمهيداً للسيطرة عليها.
وترى الحقيقة (الثالثة) أن نتوجه إلى الحقل المفيد في التغيير الاجتماعي من خلال فهم سنن التغيير، لأن وعي أي قانون يفتح الطريق أمام تسخيره، والتسخير هي الخدمة المجانية، وهي متاحة لجميع البشر.
إذاً مفاتيح التغيير بأيدينا والإنسان مهندس مصيره، فهذه هي الحقيقة الأولى ويوجهنا القرآن الى تغيير (نفوسنا) حتى يتغير واقعنا، وليس اغتيال الحكام ونسف المؤسسات وقتل المختلفين عنا.
وأن التغيير يبدأ دوماً من عندنا، ويجب أن يفهم الصراع العربي الإسرائيلي في هذا الضوء من زاويتين:
ـ إسرائيل اختلاط ومضاعفات (COMPLICATION) للمرض العربي الأساسي
ـ وأن الصلح العربي ـ العربي أهم وأجدى وأبقى من الصلح العربي الإسرائيلي.
وثالثاً أن الكون مؤسس على قوانين. وأن القوانين قابلة للفهم، وأن فهمها يمنحنا السيطرة عليها. وأن ما ينطبق على الفيزياء ينطبق على المجتمع.
وفي قوانين التغيير أبدع جودت سعيد في طرح المشكلة في عدد من الكتب مثل حتى يغيروا ما بأنفسهم واقرأ وربك الأكرم والعمل قدرة وإرادة ومذهب ابن آدم الأول.
لقد كان سقوط التفاحة هو الذي ألهم في لحظة عبقرية (نيوتن) اكتشاف قانون دوران الكواكب وسباحة المذنبات، وهي الفكرة التي ألهمت عالم (النمل) الأمريكي المعاصر (ادوارد ويلسون O. WILSON EDWARD.) شق الطريق لاكتشاف (وحدة العلم) في صورة بانوراما شاملة جعلته يطرح مبدأ (البيولوجيا الاجتماعية SOCIAL BIOLOGY) فما ينطبق في (البيولوجيا) يمكن أن يسري في ( المجتمع ) وفق قوانينه النوعية.
والمهم فكرة القانون النوعي وإن كان معقدا.. فهمه من فهمه وجهله من جهله.
وابن خلدون اكتشف العديد من قوانين حركة المجتمع مثل تحديد عمر الدول بثلاث أجيال ومثل عرض حوادث المجتمع وفق ست قوانين من الإمكانيات مثل العادة وقوانين السياسة والحال في الاجتماع الإنساني ومقارنة النظائر..
وهكذا فلا يمكن فهم أي حادثة معلقة في الفراغ، بل من خلال علاقة جدلية بين السبب والنتيجة؛ فلا يمكن فهم ما حدث في البوسنة بدون الاجتياح العثماني للبلقان في القرن الرابع عشر الميلادي، ولايمكن فهم عقدة الصرب بدون معركة (أمسل فيلد - AMSELFELD) التي حدثت في عام 1389 م، بل وحتى من قبل وكيف تصدعت الكنيسة إلى شرخ تاريخي بين كنيسة شرقية وغربية عام 879 م على أرض البلقان فلم تلتئم شاهدا على قوانين الجيوبوليتيك..
ولدت الارثوذكسية المسيحية في عام 395 م عند حافة كوسوفا متسربلة بقناع ايديولوجي عن حقيقة الروح القدس ومصدر اشتقاقه من الآب أو الابن أو الاثنين معاً، في تمرد سياسي خفي على روما والكثلكة، وتبع هذا تشكيل القسطنطينية كقطب ثقافي موازي لروما، تدب في مفاصلها الحياة ألف سنة أخرى بعد زوال روما.
وفي عام 1402 م بعد معركة أمسلفيلد بثلاث عشرة سنة يتأهب السلطان العثماني بايزيد لاجتياح أوربا؛ لولا مفاجئة غير سارة جاءت من عمق السهب الاوراسي، يتولى كبرها مقاتل يخلد سيفه في التاريخ في منارات من جماجم تشاد للطاغية الأعظم (تيمورلنك).
معركة سهل أنقرة عام 1402 م جرت بين أعظم قوتين محمولتين على ظهر الخيول عرفها العصر الوسيط كلاهما تركي ومسلم نتج عنها خلاص جنين الحضارة الأوربية وتحطيم القوة العثمانية الصاعدة وفتح الطريق أمام حضارة جديدة، عندما كان (اسحق نيوتن) في ضباب لندن يكتب أعظم أعماله حول الأسس الرياضية لقوانين الطبيعة فيكتشف قوانين الجاذبية ويضع أسس فيزياء العصر ويحلل الضوء بموشور زجاجي.
وفي عام 1453 م سقطت أعظم درر الغرب وعاصمة عالمه الثقافي القسطنطينية بيد الاتراك بغير رجعة، ولكنها جرت على العالم الاسلامي مصيبتين: هرب الأدمغة العلمية الى ايطاليا لتشع منها أنوار عصر النهضة، واستنفار الغرب وظهره الى الاطلنطي لمواجهة الخطر التركي المحدق؛ فبقوم بثلاث محاولات لتطويق العالم الاسلامي:
ـ شمالي روسي بتدمير الحواضر الاسلامية قازان واستراخان والقرم على التوالي في الأعوام 1552 و 1554 و 1774 م.
ـ وشرقي برتغالي باجتياح كل السواحل والممرات المائية الهامة حتى اليابان.
ـ وثالثة الاثافي وهي أعظمها أثرا، يقودها رجل متعصب نصف مجنون، يخترق بحر الظلمات، اسمه كريستوبال كولون، مات ولم يدرك الانجاز الكوني الفذ الذي صنعه!.
وفي عام 1989 م بعد مرور الف وستمائة عام على التصدع الكنسي وستة قرون على معركة قوص أوه (أمسلفيلد) يشعل الصرب الشموع على روح ملكهم (لازار) تشحنه الأساطير بوقود ماله من نفاد، في مخيلة هوس جماعية للصرب، بكل عنفوان المقدس ودمويته، على شكل ايقونات تعلق في بيت كل صربي، في شهادة صاعقة عما تفعله الأوهام في اغتيال العقول وتوقفها في مربعات الزمن، تزدرد الحقد، وتقتات ذكريات كريهة طوتها صفحة الأيام، تمارس سورات من جنون العنف المنظم والعنف المضاد الى يوم القيامة.
كما يفعل اليهود (النموذج الصهيوني) في ذكرى مذبحة الماسادا كل سنة فيحضرون الفتيات البريئات والشباب المسكين من كل المعمورة من اليهود ويحملونهم مكبرات الصوت وهم يزعقون في جنود الرومان الأشباح أن تعالوا إلينا لنقتلكم.. ومذبحة المسادا كانت في عام 72 م عندما انتحر ألف يهودي والرومان ينظرون!!
العقل المعتقل، والثقافة المغلقة، تتجلى في عصرنا بالبربرية الصربية والتوسعية الصهيونية؛ فيرى الصرب في كوسوفا مركز الحج الأكبر؛ فيجب افناء كل المخالفين لشروط الإقامة الصربية، والعبرانيون يصبون كل المال اليهودي لإعادة بناء دولة طواها الزمن قبل ثلاثة آلاف سنة، في محاولة قلب خرائط العالم بالدم والاجتياح المسلح، تؤكد معنى الأوهام في صناعة التاريخ.
يرى فيلسوف الحداثة (ميشيل فوكو) أن علم طبقات الأرض كشف أن القارات محمولة على صفائح جيولوجية، كذلك المعارف الانسانية محمولة على مسلمات في أذهان البشر، محشوة بقدر مرعب من الخرافة، يدشنها مجرم صربي اسمه (راكان = سيقتل لاحقا بيد جماعته بالذات) يرى ملء الأرض بجثث مخالفية قمة الوطنية.
ويرى الاسرائليون أنهم شعب الله المختار، عقد معهم اتفاقية ثنائية، أنهم الممثل الشرعي الوحيد له على ظهر البسيطة، يعيدهم بقدر منه الى جبل صهيون، يغير خرائط الأرض لهم، ويقلب محاور الزمن لصالحهم.
ألا إنهم من أفكهم ليقولون هذه إرادة الله!!
ويرى المؤرخ البريطاني (توينبي) أن مصير الحضارات يمشي في ثلاث سيناريوهات: الموت والتعطل والتحنط.
الحضارة الفرعونية اندثرت وذابت كوجبة دسمة في معدة روما، والاسكيمو والبلوبينيز حضارات تعطلت. ويبقى اليهود والصرب كنماذج لحضارات محنطة توقفت عن بث أي إشعاع حضاري تخاف من الذوبان والاحتواء وانقلاب الزمن عليهم، تشن حروب اقتلاع الأمم وتطهير الأرض من المخالف، في قبضة حزمة من الأمراض الثقافية من العنصرية والتفوق العرقي، ودعوة التميز ببصمة واسمة من اله لايعرفه البشر، ترسم فيها الخرائط بيد رجال قساة، يخطون الحدود بلون أحمر فاقع لايسر الناظرين.
بدون فهم الخلفيات التاريخية للصراع تصبح التدخلات العسكرية وامتداد اذرع القوى العظمى، مثل جراح يمارس عملية جراحية بدون إلمام بالتشريح والفيزيولوجيا، يقود صراعاً يحسمه ليس بالضرورة لصالح أحد الطرفين ودوماً لصالحه، مذكراً بقصة القرد الناسك والقطين؛ فعندما تنازعا على قطعة الجبن احتكما الى قرد متظاهر بالورع، أنه يوفي الكيل بالقسط ولايطفف الموازين، يوزع قطع الجبن بدون تساوي، في حرص عجيب لميل كفة دون أخرى، يعدلها بشراهة بقضمه الأثقل وزنا؛ حتى إذا لم يبق في كفة الميزان سوى آخر قطعة التهمها مطالباً بجزاء أتعابه التي أنقضت ظهره، والقطان المسكينان يحدقان بذهول بعيون حولاء، في حركات القرد الناسك، لعدالة تذوب تدريجياً بين شدقيه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
علم الاجتماع
ابراهيم الثميري -

انت اعظم كاتب اقرا له ومتابع لكل الدرر التي تزود عقولنا بالعلم وقلوبنا بالايمان ولي سؤال حول علم الاجتماع هل لازالة النظريات الاجتماعيه تستطيع الصمود امام المخترعات العلميه مثال الجوال اصبح تواصلا المجتمع بالرسائل السياره كانت سبب في غطاء وجه المراه قبل النفط كانت المراه تعمل في الزراعه ولاتتحجب الغرب كذلك تغيرت لديه مفاهيم بسبب توجه المجتمع لاستخدام التقنيه زودنا بعلمك في هذا الموضوع

الدين والعلم
خوليو -

الدين يقصد العلوم الدينية وليس العلم بالمطلق، ولدينا البراهين: حرق الكتب الغير دينية وهذا موثق، وعلى ضوء العلوم الحالية والبحوث التي توصلت لمعرفة وجود الانسان فهي تخالف مخالفة تامة قصة الوجود الدينية، ماأشار له الاسلام بذكره العلم هي العلوم الدينية فقط والآية واضحة عندما تقول مخاطبة النبي بعدما جاءك من العلم، لذلك لانرى نفعاً للتلميحات التي تقول أن الأديان تشجع عن العلم العلمي، كانت تشجع أكيد لو أن الانسان جاء من تراب، بل كانت أصابت الهدف. وهناك أمور أخرى كدوران الأرض والرعود قتال الشياطين وغروب الشمس في بئر حمئة أمثال تدل أن أن الطلاق بين العلم والأديان هو طلاق ثلاثي، ماعدا ذلك مقالة جيدة. علينا أن نقول الحقيقة ولو كانت موجعة،آسف.

ربنا المعين
عبدالله حمدي -

كنا نتمنى أن يطول مقال الدكتور خالص ليمتعنا كعادته بما نفتقده في المساحات الشاسعة من الصفحات المعروضة للقراءة . أود أن اكرر ، إذا وسع صدر نافذة التعليق ، وجهة نظر تتعارض مع الرأي المحمول على ظهر الشعوب المقهورة والمسحوقة والمغلوبة على أمرها ، والمستعين بنقوش وأختام وأوابد تحمل (جهالة الشعوب وتخلفها )مسؤولية ماتكابده من ذل وخنوع وهوان . فقد ورد الكثير من التهم للشعوب في مقال الدكتور خالص : (( لايمكن لشعب واعي ان يعلو ظهره طاغية . حتى تغيروا ما بأنفسكم )) . (النكبة في النخب)يادكتور.- بالطبع لست معني بهذه التهم - النخب الذي تقدمت شعوبها وبنت حضارة ونهضت بالبلاد. تعاقبت بعدها على القيادة أجيال مؤمنة بالتضحية لترفع من شان شعوبها وتنقذها من الجهل والتخلف وتعلم شعوبها كيف تقاوم الاستبداد وتدافع عن حقوقها ورسخت مفهوم القيادة على انه تضحية وعطاء للأجيال التي تليها طلائعنا ونخبنا تنهل من أنانيتها وجشعها ولا تأبه بمستقبل البلاد لأنها ليست مرتبطة إلا بما ستجنيه من هذه المزرعة وتغادر في أول فرصة متاحة أو حين ينقطع عليها الإمداد والتموين وينضب معين النهب والسرقات تتحول بقدرة قادر إلى معارضات . والنخب في بلادنا تحولت إلى وعاظ سلاطين. والخروج على الحاكم . الاستعمار تعفف عن القتل الجماعي أو لم ير في تدمير مستعمراته فائدة ترتجى بعكس الأنظمة التي لاتتورع عن قتل مليون مواطن إذا تعرض ملكها لخطر.

آن الآوان
معاوية -

الأفكار، كالكائنات الحية كلما تضخمت سارت في طريقها للإنقراض، فالأفكار التي تستند على العنصرية والحقد والكراهية سيكون مآلها حتما الى الإنقراض ، كانت تتقوقع أو تجبر على البيات الشتوي لقرون لوقف نموها، لأنها تفضح نفسها بنفسها عندما تعود للظهور ثانية، فمجرد ظهورها يكشف حقيقتها، وعصرنا الآن عصر الاتصالات شبيه بالعصر الجوراسي عندما كانت الارض مكشوفة للنيازك وأدت الى إنقراض الديناصورات ، وهي أي الأفكار العنصرية باتت مكشوفة للجميع ولن تجد مفرا سوى الإنقراض الذاتي بأن تأكل بعضها أو الإقراض القسري.

دعاية
مراقب -

انت يا دكتور تروج لمؤلفات ليس الا

قل هو من عند انفسكم
ماجد الصعب -

لله درك دكتور خالص...ولكن تبقى الحقيقة التي لانؤمن بها وهي ((وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)) رغم كل الاسى والمصائب والجراح لايزال الانسان يدبر المكائد لأخيه الانسان المشكله العظمى من وجهة نظري واتمنى ان تعذرني على هذه الكلمه((المشكله))..المشكلة الكبرى ياعزيزي هي انها سنة الله وسنن التغيير في الارض ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا

تناقض
ماجد امين -

اتفق تماما على ما ذهب اليه المعلق خوليو فالكتب الدينيه تدعو الى علوم الدين وليس الى العلوم الاخرى لانها (الكتب الدينيه) تحوي على معلومات بعيده عن العلم والمنطق ولايمكن قبولها وقد كتبت وفق مرحلتها وتاريخها وما كان سائدا من ثقافه محدوده في زمانها فكبف اذا تدعو الى العلم وهي تفتقدها

تصنيف المسلمين للعلم
ابو ياسر -

أن الإسلام أوجـد شمولية لمفهوم العلم على عدة مستويات؛ مستوى الجمع بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية، ومستوى الجمع بين العلوم الشرعية والعلوم غـير الشرعية، ومستوى التكامل بين المنهج العلمـي التجريبي والمرجعية المطلقة ذات البعـد الغيبـي فقد صنف العلماء المسلمون العلوم العديد من التصنيفات؛ فمثلاأورد الجرجاني -وحده- عدة تقسيمات للعلوم، فيقول: ينقسم العلم إلى قسمين: قديم وحديث، فالقديم هو العلم القائم بذات الله تعالى ولا يُشبَّه بالعلوم المحدثة للعباد، والحديث ينقسم إلى ثلاثة أقسام:بدهي وضروري واستدلالي:فالبدهــي: ما لا يحتاج إلى تقديم مقدمة كالعلم بوجود الذات.والضروري : كالعلم الحاصل بالحواس الخمس.والاستدلالـي: ما يحتاج فيه إلى تقديم مقدمات ودراسة حدوث الأعراض والظواهر.كما قسَّم ابن سينا العلوم إلى نظرية وعملية، وكل قسم من هذين القسمين ينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ فأقسام العلوم النظرية هي: العلم الرياضي، والعلم الطبيعي، والعلم الإلهي. وأقسام العلوم العملية هي:الأخلاق، وتدبير المنزل، وتدبير المدينة.أما الإمام أبو حامد الغزالي فالعلوم عنده قسمان: شرعية، وغير شرعية؛ والشرعية ما استفيد من الأنبياء ولا يرشد العقل إليه ولا التجربة ولا السماع.* ويلاحظ أن مفكري الإسلام أعطَوْا العلوم غير الشرعية أهمية العلوم الشرعية، فهي علومٌ البحثُ فيها فرض كفاية يجب أن تقوم به الأمة، وهو في حق العلماء فرض عين.وذلك نابع من أهمية إدراك الكون ومعطياته لتحقيق الاستخلاف في الأرض، وبناءً على ذلك فإن العلم لدى العلماء المسلمين يعبِّر عن تزاوج بين علوم الحياة وعلوم الآخرة. أقسام العلم عند فاالغزالي رحمه الله يرى أن ;العلم على قسمين: أحدهما شرعي، والآخر عقلي. و;العلوم التي ليست بشرعية تنقسم إلى ما هو محمود وإلى ما هو مذموم وإلى ما هو مباح، فالمحمود ما يرتبط به مصالح أمور الدنيا كالطب والحساب وهو قد يكون فرض كفاية وإلى ما هو فضيلة وليس بفريضة. أما فرض الكفاية فهو علم لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا مثل الطب والحساب وهذه هي العلوم التي لو خلا البلد عمن يقوم بها جرح أهل البلد .ويعتبر: ;العلم أشرف جوهرا من العبادة، لكن لابد للعبد من العبادة مع العلم . . فإن العلم بمنزلة الشجرة والعبادة بمنزلة ثمرة من ثمراتها، فالشرف للشجرة وهي الأصل لكن الانتفاع بثمرتها. . ومن ثم العلم يساوي المعرفة الربانية

رؤى ذهنية هامة
عبد الله زنجير -

شكرا د . خالص على هذا التسلسل المنطقي المدهش ، وليت الكتاب العرب يتخلون عن الحشو والإنشاء واللت والعجن ، ويسيرون بالقارئ نحو الفهم والمعرفة والمعلومة ، كما الكاتب الكريم الدكتور خالص ... مع كل الشكر

نطلب رأيك
خوليو -

ياسيد لو أنّ ابن سينا عاصر دارون فما هي تصوراتك برأي ابن سينا؟ وهو الذي لقبوه أهل العلم الديني بالشيخ الكافر؟ أستغرب أنك تستنجد به لتدلي برأيك أن العلم لايخالف الدين، ما حدث ياسيد أن العلوم العصرية واكتشافتها لم تكن موجودة في تلك الأزمنة، ابن سينا كان يعتقد أن سبب الأمراض (نقلاً عن جالينوس الاغريقي هو هواء بارد ويعالج بالهواء الساخن، وابن سينا لم يترك الخمر طول حياته، الموضوع هو الدين نفسه ومحتويات كتبه وليس آراء الأطباء المسلمين الذين نقلوا عن ماسبقهم آراءهم ،فهذه التصنيفات ليست خاصة بهم.

لم تحزر !
مسؤول أممي -

لولا العلم (العلم الحقيقي) لما استطعت أنت و كثيرون من قبلك و بعدك أن تفهموا آيات القرآن الكريم بشكلها الصحيح ! أما العلوم الدينية فلم تنجح إلا بتلفيق آلاف الأحاديث , و التي ثبت بطلانها فيما بعد و ما نزال ندور في فلكها لليوم.