ماذا لو سقطت طائرة رئيس عربي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من كان يدري أن بولندا ستخسر أكثر من ثمانين شخصا من صفوة أبنائها في رمشة عين، وأين؟ ليس بعيدا عن غابة كَتين الروسية التي يعتبرها البولنديون منذ عام 1940 رمزا للقضاء على نخبهم، أين قَتَلت سلطات موسكو مايفوق عن عشرين ألفا من نخبة بولندا خلال الحرب العالمية الثانية.
سقطت طائرة الرئاسة البولندية فقُتل الرئيس وزوجته وقائد أركان الجيش وقائد سلاح البر، وقائد سلاح الجو، وقائد سلاح البحرية وقائد القوات الخاصة. ومن المسؤولين المدنيين قُتل محافظ البنك المركزي البولندي كما قُتل قطبان مهمان في المعارضة وهما المترشح عن حزب الحق والعدالة المحافظ والمترشح عن تحالف اليسار الديموقراطي للرئاسيات المقبلة، إضافة إلى نواب في البرلمان وسياسيين مرموقين.
الكارثة ورغم قساوة وقعها على القيادة والشعب إلا أنها أثبتت صلابة مؤسسات الدولة التي لم تنقطع عن العمل وفق القوانين المُسطّرة لها، في حين أعطى الشعب البولندي صورة حضارية رائعة بالتفافه حول قيادته السياسية. فمنصب الرئيس الراحل ليخ كاتشينسكي تولاه رئيس البرلمان إلى حين الاتفاق على تحديد موعد للانتخابات الرئاسية حسب المادة 128 من الدستور، فيما لم تشهد البلاد أي أعمال شغب والتزمت الجماهير التي حزنت لوفاة رئيسها بالنظام العام وتوافدت على الكنائس للترحم على أرواح القتلى ولم تحتل الدبابات شوارع العاصمة والمدن الرئيسة خشية أن تُعلن بعض الجهات النافذة الانقلاب على الدستور.
الهدوء الذي ساد بولندا لم يأت من فراغ، فبولندا التي انضمت للاتحاد الأوروبي في الأول من مايو 2004 ناضلت أربعة عشر عاما من أجل إصلاح منظومتها السياسية والاقتصادية حتى تأقلمت مع التغيرات التي شهدتها أوروبا والعالم واستطاعت أن تبنيَ مؤسسات ديموقراطية راسخة للحفاظ على كينونة الدولة. وأعلنت بذلك القطيعة مع عقود عاشتها تحت النفوذ السوفياتي الذي اتسم بالقمع والتعسف وتقديس الزعماء اليدكتاتوريين.
السؤال: ماذا لوحدث هذا السيناريو مع زعيم عربي فقُتل مع حاشيته ومقربيه؟
في الوقت الذي يُجرّم فيه الصحافيون في الدول العربية عند تعرضهم إلى صحة الرئيس، تحجّجا بالأمن القومي وسلامة المؤسسات فكيف لنا أن نتخيل دولة عربية تفقد هذا الكم الهائل من المسؤولين مرة واحدة؟ فالزعيم العربي هو الوطن، والوطن هو. فهل سيموت الوطن أم يحترق؟
الوطن لا ولن يموت بل سيخرج من غرفة الإنعاش لكنه سيحترق لمدة. كيف؟
الصف الأول في القيادة -العسكرية على وجه التحديد- في دول العالم الثالث لا يخضع للمؤسسات بل هو المؤسسة والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية. ففي حال حدوث هذا السيناريو سَينهار نظامٌ بأكمله، نظامٌ له ولاءاته وامتداداته داخل المؤسسات المالية والاقتصادية التي ستنهار وتسقط سقوطا حرا.
خلف الصف الأول هناك صف ثان من الضباط الشباب الذين يتربصون الدوائر بالحكم ويطمحون إلى تولي مناصب أعلى والحصول على امتيازات أضخم، هؤلاء أول من سيتمرد على الحرس القديم إذ يعصون الأوامر ويُخرجون الدبابات إلى الشوارع ويحتلون مبنى الإذاعة والتلفزيون لإعلان بيان الإنقلاب، فيما تنتشر أعمال السلب والنهب والحرق في كل مكان.
الدول الكبرى تدرك هذه السيناريوهات جيدا، ومما لا شك فيه، أنها رسمت حلولا وخططا استعجالية للتدخل انطلاقا من قواعدها العسكرية المنتشرة عندنا، لفرض النظام وتنصيب من تراه أنسب لمصالحها وسنسمع حينها بنوع جديد من الاحتلال وهو )إحلال مُستعجَل).
أعود إلى الكارثة التي ألمّتْ بالشعب البولندي، فأكبر إنجاز حققه البولنديون، هو أنهم أثاروا انتباه العالم ليعرف عن مجازر كَتين التي بقيت مجهولة عن الكثيرين مدة سبعين عاما. وهو الغرض الذي سافر من أجله الرئيس وحاشيته إلى غابة النحس.
التعليقات
عقبال اللي في بالي!
بوفيصل -متى نسمع خبره؟!
خبر - هرس خطة
هشام محمد حماد -يقول الله تعالى بسورة البقرة : بسم الله الرحمن الرحيم (أفتطمعون أن يُؤمِنوا لكُم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يُحرفُونَهُ من بعد ما عقلوه وهُم يعلمون وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهُم إلى بعض قالوا أتُحدثونهُم بما فتح اللهُ عليكُم ليحآجوكُم بِهِ عند رَبّكُم أفلا تعقلون أو لا يعلمون أن الله يعلمُ ما يُسرُون وما يُعلِنون) صدق الله العظيم ويشرح السيدالقطب بمقدمة تفسيرتلك الآيات : يأخذالسياق فى الاتجاه بالخطاب إلى الجماعة المسلمة يحدثها عن بني أسرائيل ويبصرنا بأساليبهم ووسائلهم في الكيد والفتنة ويحذرها كيدهم ومكرهم على ضوء تاريخهم وجبلتهم - فلا تنخدع بأقوالهم ودعاويهم ووسائلهم الماكرة فى الفتنة والتضليل .. وما تزال الأمةالمسلمة تعاني من دسائس من يدعون زيفاً بأنهم يهود وكذلك من مكرهم ما عاناه أسلافها من هذا المكر ومن تلك الدسائس ؛ غير أن الأمةالمسلمة لا تنتفع - مع الأسف - بتلك التوجيهات القرآنية ، وبهذا الهدى الإلهي الذي انتفع به أسلافها فغلبوا كيد من كانوا وقتها يهوداً ومكرهم في المدينة ، والدين ناشئ ، والجماعةالمسلمة وليدة .. وهؤلاء من يدعون زيفاً بأنهم يهود - بلؤمهم ومكرهم - يضللون هذه الأمة عن دينها ويصرفونها عن قرآنها كي لا تأخذ منه أسلحتها الماضية وعدتها الواقية ... هُم آمنون ما انصرفت هذه الأمة عن موارد قوتها الحقيقية ، وينابيع معرفتها الصافية .. وكقاعدة : فإن كل من يصرف هذه الأمة عن دينها وعن قرآنها فإنما هو من عملاء من يدعون بإنهم يهود ؛ سواء عرف أم لم يعرف أراد أم لم يرد فسيظلوا في مأمن من هذه الأمة ما دامت مصروفة عن الحقيقة الواحدة المفردة التي تستمد منها وجودها وقوتها وغلبتها - حقيقة العقيدة الإيمانية والمنهج الإيماني والشريعة الإيمانية - فهذا هو الطريق . وهذه هي معالم الطريق بتلك الآيات المتقدمة : كانت صورة الجفاف والقسوة والجدب هي التي صور الله بها قلوب بني إسرائيل في نهاية الدرس الماضي .. صورة الحجارة الصلدة التي لا تنض منها قطرة ولا يلين لها ممس ولا تنبض فيها حياة .. وهي صورة توحي باليأس من هذه الطبيعة الجاسية الجامدة الخاوية .. إلى أن يستطرد يقص على المسلمين من أحوال بني إسرائيل إنهم فريقان : أحدهما : فريق أمي جاهل لا يدري شيئاً من كتابهم الذي نزل عليهم ولا يعرف منه إلا أوهاماً وظنوناً وإلا أماني في النجاة من العذاب بما أنهم ك
أعتقد
خوليو -لو حدثت هذه الكارثة في معظم حكم الديكتاتوريات فسيوزعون الحلوى ولكن بالتستر ، فهم من أهل التستير على كل شيئ،ولكن بعدها سيأخذ عرش الجمهورية الولد الثاني أو الأخ قائد حراس الرئاسة، عندها سيخرج كل من وزع الحلوى ونقلها وأكلها ليهتف بالروح بالدم نفيدك يا أوحد زمانه، أمة عاقر لاجدوى على المدى القريب.
طب ممكن ............
عمر على -تكون اكتر من طيارة واكتر من زعيم؟ والله يكون خير وبركة!!!
حكمة
حكيم الحكيم -يعني لو كان صدام وقائمة الخمسة وخمسين بمثل هذه الطائرة قبل سبع سنوات كان العراق ارتاح لا احتلال ولا ارهاب ولامالكي ولا علاوي.. لكن لله حكمته
nero
nero -ماذا لو سقطت طائرة رئيس عربي؟ فيها مأمن نفسه او نفسهم العرب اما سقوط هذا من النظام العالمى لـ الكبير الذى كان مانع الكثير من الشغل او تشغيل الحياه الاجتماعيه بـ رحيل الرئيس صدام ترقت الدول العربيه و هو الذى قاطع مصر و طالب بمقاطعتها و يرفض السلام مع العالم و ليس لهذا علاقه بين فلسطين و اسرائيل هى حرب على ان المستعمر الذى بنى السد العالى و بنى عمارات الاعلام و فيلات للعمال و شق الترع و ادخل السكك الحديديه و حفر قناه السويس و بنى وسط البلد مثل باريس طرد من طرده يمثل انها مشكله صغيره بين فلسطين و اسرائيل من هنا عاد العالم يمسك البلاد العربيه و تترقى و هذا مثل موت انسان كان الرئيس صدام فـ نجد الحياه مشيت اذا هو الذى كان مانع هذا و لا نعرف
الحل الشامل
محمود المليجى -ياريت مؤتمر القمة اللى جاى يتعمل فى طيارة
ياليت
المراقب -من المستحيل ان نسمع خبر سقوط طائرة حاكم عربي الا في حاله واحدة وهي معاداته لامريكا فقط.ههههههههههههههه
بركة يا جامع
عبدالله المصري -اللهم لا شماتة في الموت أو في الحوادث المفضية إليه، ولكن للإجابة علي سؤال المقال، فإنه لو قضي علي مثل تلك النخبة في إحدي النظم الجمهورية العربية(أي الملكية المستترة) فسيفرح الشعب فرحا عارما، وإن كان سيأسف علي الضحايا قليلا، داعين الله أن يتغمدهم برحمته، وفي نفس الوقت سيحمدون الله كثيرا لأنه خلصهم من النظام (الجاثم علي صدورهم) كله في طائرة واحدة، وأزال الغمة مرة واحدة، وفرج عن الشعب المقهور بضربة قاصمة واحدة، وأنه برحمته قد أجل دعواتهم واستجاب لها دفعة واحدة.ولكن هل سيكون هذا الشعب ناضجا بدرجة كافية لكي يستوعب الأمر، ويحاول البدء من جديد بقيادات وطنية جديدة ومسئولين وطنيين جدد يحسن اختيارهم وتتوحد أهدافهم في أن تكون مصلحة البلد والعباد هي الأولوية بالنسبة لهم ، سيظل هذا هو الحلم والأمل والرجاء والسؤال في نفس الوقت.
حتى لو سقطت
Nassir -شكرا للكاتب. أود أن أقول لقد سقطت طائرة ياسر عرفاتن، وهو ليس رئيسا، في الصحراء ولم ينخدش ولم ينكسر له عظم. هنيئا لجميع الرئساء العرب فإنهم لم يموتوا إلا بالسرطان أو المؤامرات فقط.
محصنون
علاوي -لاتخافون لو مهما يصير مايصير اي شي لحكام العرب لابالطياره ولا بغير الطياره
لك يوم يا ظالم
بدوي -كل واحد مجرم وظالم لا بد من ان يسقط طيارتة او عبارتة او سيارته او جرارتة او رقبتة وثروتة وفيلاتة ومخابرتة وحاشيتة وجلاوزتة و هيبتة وسلطتة وجبروتة وصورتة و نظارتة وبوقتة وسيكارتة وقبعتة وكمبرتة وعافيته وكرامتة وان اللة يمهل ولايهمل ان ظلم حبلو قصير وما يدوم يا بني ادم
قياسكم علي مقاسكم
مــلاحــظ -إن كانت هذه طريقتكم في التعبير عن النفس، فليس من الضروري أن يحذوا الآخرين حذوكم.وإن كنتم أيها الخانعون المستترون ستقيمون قداسا مستترا لتشكروا ربكم، فإننا لا نستتر في التعبير عن أنفسنا، ولا نختبئ خلف الأبواب وداخل الجدران نلعن الظروف ونشتكي الظلم والإضطهاد، وننسحب من الحياة وندعي علي الآخر الجهل والظلم والتخلف. أفضل لك أن تكون فاعلا ومؤثرا في وسطك المحيط، من أن تكون مفعولا به ومتأثرا مثل الجماد والكائنات الأدني.