فضاء الرأي

لماذا جعلت حماس من فلسطين ورقةً بيد إيران؟!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا تنفك طهران تتبجح بأن مفاتيح الاستقرار بالمنطقة في قبضتها، فهي قادرة على التحكم باستقرار العراق، كما كان لها الفضل في تمكين أمريكا منه، وهي قادرة على مساعدة أمريكا في أفغانستان، كما فعلت، منذ بداية الغزو، حين أسهمت في القضاء على حكم "طالبان"، وتأتي فلسطين على رأس الأوراق التي تشهرها طهران في وجه واشنطن؛ لتقتنع الأخيرة بأهمية الدور الإيراني، ومركزيته، في المنطقة؛ فهل استحالتْ فلسطينُ، القضيةُ العادلة، إنسانيا، والمغتصبة، إسلاميا، من وجهة النظر الإيرانية "المفترضة" ورقةً للمساومة، وتحقيق المصالح القومية الخاصة؟!

لو تجاوزنا ما راج ذكرُه، قبل فترة من انقسام الدول العربية، ودول إسلامية كإيران إلى "اعتدال" و"ممانعة" فإن إيران تبقى في دائرة الاشتباه، أو الإدانة، حتى لدى قسم من المقاومين للمشاريع الأمريكية، وللاحتلال الإسرائيلي، ومخططاته في المنطقة العربية والإسلامية؛ إذ يَعْرِف هؤلاء لطهران دورها في "مشروع الهيمنة والتفكيك"، كما تجلى في العراق، وفي اليمن، وهذه الأصوات تبدي تخوفها الحقيقي من تحول حركات المقاومة، كحماس، والجهاد الإسلامي، من قوى عربية، إلى قوى إيرانية تخدم مشروع إيران في المنطقة، أولا.

والحقيقة أنه يصعب التصديق بقيام علاقة متكافئة بين دولة مُموِّلة، وداعمة، كإيران، وحركات رضيت بالاعتماد عليها، وتلقي الدعم منها، وما الغضب الرسمي والشعبي الحاد الذي جُوبِه به، خالد مشعل، يومَ أطلقَ على الخليج صفة " العربي" إلا مؤشر، شديد الدلالة، على رؤية إيران لتلك العلاقة التي تربط حماس بها، وكيف ينبغي أن تكون؟ وكم تساوي؟ حتى إنها لم تتحمل من مسئولها هذه اللفظة التي ربما لم تكن مقصودة!
كما يصعب الاقتناع، بتجرُّد إيران من مآرب خاصة تتوخى تحقيقيها من علاقتها المتميزة بحركتي حماس،والجهاد. والمسألة لا تحتاج إلى تحليل، ولا إثبات؛ لأن طهران ببساطة لا تقصِّر في توظيفها السياسي، علنا، في سعيها المحموم نحو دور إقليمي أوسع.

ومع ذلك، لا يضر أن نمثل على طبيعة العلاقة التي تريدها إيران مع حركات المقاومة، والاشتراطات التي تشترطها؛ ما يخلُّ، على نحو واضح، باستقلالية القرار في تلك الحركات، فقد صرح أبو عبد الله الغزي، القيادي والناطق باسم "جيش الأمة" لـ" الحياة"، 11/4/2010 م أن "جيش الأمة"- وهو تيار إسلامي مقاوم في غزة- رفض تمويلاً إيرانيا بسبب شروط رفض الكشف عنها. كما صرح لجريدة الغد الأردنية، بالتاريخ السابق، بوجود " خط في الجهاد الإسلامي يعمل على نشر التشيُّع".

وإذا كان قسم من الشعوب العربية يبدي تعاطفا مع إيران، وتقديرا لها؛ بسبب الدور الذي لعبته مع حزب الله تسليحا، وتمويلا؛ ما أفضى إلى تحرير جُلِّ الأراضي اللبنانية؛ فإن وجهها الآخر في العراق، وتوظيفها للبعد الطائفي، وتدخلها السافر في شؤونه، يمكن أن يعيد التوازن إلى المتحمسين لإيران؛ فيُفهم دورُها في لبنان، على ضوء سلوكها في العراق.

وإذا اتضح أن لإيران خطابين تُجاه إسرائيل، أحدهما ثوري، يعلن عن رغبته في تدميرها، والآخر براغماتي يعلن عن عدم معارضته لأي اتفاق يبرمه الفلسطينيون معها؛ فإن ذلك مدعاة إلى فهم واقعي لادعاءات إيران، وشعاراتها المكرورة.

وحين يُواجَه قادة حماس بمثل هذا الكلام: أن حركتهم، وحركة الجهاد- على تفاوت، تبعا، لتفاوت القوة- تُمكِّنان طهران من امتطاء صهوة القضية الفلسطينية، وأن تحالفهم مع إيران، يأتي على حساب المصالح العربية، التي تتضرر، على نحو واضح، في اليمن، والإمارات، وغيرها، كمصر التي تخشى من المد الشيعي الذي يهدد البنية الاجتماعية، فيها، وفي سائر الدول العربية المعرضة لخطر التشييع، فإن قادة حماس، حينها، يلوذون بانعدام البديل العربي، ولكن السؤال: هل "انعدام البديل العربي" يسوِّغ هذا التغاضي عن المآرب الإيرانية القومية التي تتوشح بوشاح الممانعة حينا، أو حتى بوشاح التشييع حينا، آخر؟!

ثم، لو صح هذا المسوِّغ، الذي يوحي بالاضطرار، في العلاقة مع إيران، لا بالاختيار؛ فلمَ يُكال لإيران كلُّ هذا المديح، حين تُصوَّر على ألسنة قادة الحركتين، في حماس، والجهاد، بالدولة الداعمة للمقاومة،والمتصدية للمشاريع الأمريكية، والإسرائيلية، في مشاركة واضحة من هؤلاء المسئولين، بالتضليل للرأي العام العربي؟! أليس هذا جزءا من الثمن الباهظ الذي تدفعه هذه الحركات مقابل الدعم الإيراني؟

فالعلاقة بين حماس والجهاد، وحركات فلسطينية أخرى، لا تُصور على أنها تقاطع في المصالح، بقدر ما تصور على أنها حلف مقاوِم، تقوده طهران ضد المشاريع الأمريكية، والإسرائيلية، وهذا خطأ، وخطر؛ لأنه مناقض للواقع، والمعلن من التصريحات الإيرانية، وهو خطر؛ لأنه يجعل تلك الحركات تبني استراتيجيتها على قاعدة غير سليمة؛ لأنها ببساطة، قاعدة مساومة، لا قاعدة مقاومة، وهذا يعني ترك القضية الفلسطينية عرضة للمساومات والصفقات والأدوار التي تريدها إيران.

o_shaawar@hotmahl.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ود ما بعده ود ..
حزام .. -

اننا نبحث عن حقيقة تدخل ايران في شئون المشرق العربي .. وكقراء لم نجد الا التضليل .. لكن ما اوردته مجانبا للحقيقة .. فحماس غريق يتعلق بأي قشة وليس هناك دولة عربية واحدة بادرت لانقاذها .. بل العكس كلهم او جلهم يتمنون لو تكون حماس لعبة في يد اسرائيل .. ودليل اخر على عدم جدية ما طرحته .. ان ايران لم تكن الوحيدة في دول الشرق الاوسط التي مهدت للاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان .. ثالثا ورابعا وخامسا .. لو ان ايران تقيم علاقة ود مع اسرائيل .. لكنا اقمنا الدنيا ولم نقعدها .. ولاتهمناها بعداوة الاسلام ولاصلنا فيها اليهودية .. السؤال الآن ؟ هل ايران وهي بلا شك عدو محتمل .. عدو لحكام الخليج ام للشعوب ام لكليهما ؟

ود ما بعده ود ..
حزام .. -

اننا نبحث عن حقيقة تدخل ايران في شئون المشرق العربي .. وكقراء لم نجد الا التضليل .. لكن ما اوردته مجانبا للحقيقة .. فحماس غريق يتعلق بأي قشة وليس هناك دولة عربية واحدة بادرت لانقاذها .. بل العكس كلهم او جلهم يتمنون لو تكون حماس لعبة في يد اسرائيل .. ودليل اخر على عدم جدية ما طرحته .. ان ايران لم تكن الوحيدة في دول الشرق الاوسط التي مهدت للاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان .. ثالثا ورابعا وخامسا .. لو ان ايران تقيم علاقة ود مع اسرائيل .. لكنا اقمنا الدنيا ولم نقعدها .. ولاتهمناها بعداوة الاسلام ولاصلنا فيها اليهودية .. السؤال الآن ؟ هل ايران وهي بلا شك عدو محتمل .. عدو لحكام الخليج ام للشعوب ام لكليهما ؟

فلسطين ورقة بيد من
د محمود الدراويش -

انا عربي انتمي لامتي وللعروبة الحقة ولعقيدتي وتراثي ولقضية فلسطين روحي وضميري وخبز يومي , ولست اسلاميا ولا متطرفا ولم انتمي الى فصيل سياسي او مقاتل طيلة حياتي لكنني كنت احمل عذابات شعبنا وبؤس اطفاله , ومهانات واساءات نتعرض لها حيثما حللنا واينما ارتحلنا , وحملت فلسطين زادا وزوادا حيثما ارتحلت , ومنذ انطلاقة الثورة كنت طالبا في الجامعة الاردنية اراقب المشهد عن قرب , مشهد الثوار فكرا وسلوكا وآداءا وطنيا ,ومفاهيم الثورة ونهجها وعلاقاتها , وكانت المناقشات والجدل والتنظير وفلسفة الامور سيلا جارفا عارما لا ينقطع او يتوقف ابدا , وكنا نرى الاخطاء والخطايا والمصائب التي يجرها علينا قادة ثوارا تنطحوا للفداء والتحرير وتامين العودة , فقد مسخوا تماما مفهوم الثورة واخلوا بكل المفاهيم الحقة للعمل الوطني ,وخاضوا حروبا مع العرب وبعيدا عن فلسطين وخارج مصالحنا وبالتناقض مع متطلبات قضيتنا , وجرى الدم الفلسطيني شلالا متدفقا بعيدا عن ارضنا , وكان ذلك عبثا وخفة واستهتارا وتآمرا وخيانة لآمالنا ودمائنا ودموعنا , نعم لقد ارتكبت قياداتنا اخطاء مروعة واستهترت وتاجرت تماما ببطولات ابنائنا وساومت ومارست عهرا سياسيا وثوريا لا مثيل له , واستفقنا على انفسنا واذا بالثوار الابوات حراسا وحماة ومحابيين متزلفين صاغرين بذلة ومهانة وخسة للاسرائيليين المحتلين لارضنا وقتلة شعبنا , وبمراجعة بسيطة لنصف القرن الماضي وخاصة في الفترة التي تلت رحيل عرفات فاننا لا نجد في آداء زعامتنا الا صبيانية سياسية وتفريطا وخفة ولا مبالاة بارضنا ومقدساتنا وحقوق شعبنا , وانا اشهد الله انه لم يرتكب عربي خيانة او تآمرا او خطايا تجاه قضيتنا كما ارتكب ويرتكب الثوار الابوات القابعين في المنطقة السوداء في رام الله . لقد اضاع ثوارنا كل شيء وهم الآن غارقون في العار والخزي حتى نخاع عظامهم , وهم ببلاهتهم السياسية وجشعهم للمناصب والمال والمنافع ماضون في غييهم دون رادع من دين او ضمير .... ايها السادة ان فلسطين في قبضة الصهاينة ,و ورقة يتلاعب بها صبية مغامرون جهلة , لا تحكمهم وطنية او عقيدة او منطق , هل فلسطين وشعبها في مامن اذا كانت الورقة بيد عباس وبطانته من الابوات ؟وهل قضيتنا في مأمن اذا كانت الورقة الفلسطينية بيد النظام العربي الذي يحاصر غزة ويهنىء المحتليين القتلة بقيام دولتهم ؟ وهل قضيتنا وشعبنا في مأمن اذا كانت قضيتنا بيد ال

مقال موضوعى
مواطن عربى -

كل التحيه للكاتب ولكننى أضيف ان ايران تخدم اسرائيل من خلال علاقتها بهؤلاء التجار لقد أثبتت الايام مع حكم حماس لغزه انهم مجرد تجار لايختلفون عمن سبقهم بل أسؤ منه وهاهى أيران بعد دمرت غزه بفضل حماس تحافظ على حدود اسرائيل بفضل حماس أيضا لاأحد يزاود ويقول مسلمين سلوك ايران مع الشعوب الغير شيعيه وسلوك حماس مع منهم ليسوا من حماس فى غزه دليل واضح انهم لاعلاقه لهم بالاسلام لعنة الله عليهم

مقال موضوعى
مواطن عربى -

كل التحيه للكاتب ولكننى أضيف ان ايران تخدم اسرائيل من خلال علاقتها بهؤلاء التجار لقد أثبتت الايام مع حكم حماس لغزه انهم مجرد تجار لايختلفون عمن سبقهم بل أسؤ منه وهاهى أيران بعد دمرت غزه بفضل حماس تحافظ على حدود اسرائيل بفضل حماس أيضا لاأحد يزاود ويقول مسلمين سلوك ايران مع الشعوب الغير شيعيه وسلوك حماس مع منهم ليسوا من حماس فى غزه دليل واضح انهم لاعلاقه لهم بالاسلام لعنة الله عليهم

اعرف الحق تعرف أهله
عدو الأغبياء -

العنوان الصحيح للمقالة هو (لماذا جعل العرب حماس ورقة في يد ايران....أو غيرها)لأن في ظل اختفاء العرب خلف (اصبعهم)ظهرت ايران كالمارد العظيم .أماعقدة الخوف والتخويف مما تسمونه تشيع فهي لا تعدو نكتة سمجة لا تليق بحكومات ولا بمثقفين متنورين.كفوا عن استغباء الناس فليست المذاهب المقنعة كالمذاهب الهشهة يمكنك أن تحمي المجتمع من المخدرات ولكنك لا تستطيع أن تفرض على المجتمع الطريقة التي يحب أن يعبد الله بها .والناس بحاجة الى الاقتناع فقط لا غير.