أصداء

في سبيل العقل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كنت امرئ سوء.. ومسعر حرب

كنت إنسانا بدائيا.. أو بالأحرى شيطانا متحضرا

أحمل دستورا أبيضا نقيا لم أطق تطبيقه

كان شغلي الشاغل تلك المثل السامية التي في داخلي...

إلى متى ستظل حبيسة أدراج نزواتي الشريرة

كنت متيقنا تماما أنه سيأتي يوما وأستر سوءتي وأخرج للملأ بمعطف سندسي..

.........

أرى النكتة البيضاء التي في قفصي الصدري

أراها أمامي.. ابتسامة صبية بائسة

صبية بائسة وقفت أمام متجر البضائع المستعملة مع أمها

انتظرت أن يمد لها البائع تلك الشنطة البالية التي قد بلت تحت يد فتاة موسرة..

استقبلت تلك "النكتة البيضاء" عامها الدراسي بشنطة بالية..

.........

قريتي مليئة بالمردة والأشرار وعتاة الجحيم..

ما مضى كان صحوة

نعم صحوة..!

إذا كانت الديمقراطية هي "حكم الأغلبية"

فأنا كنت ديمقراطيا قحا

أرادت أغلبية أعضاء جسدي الحرية

وبقي " عقلي " عضوا مستقلا يمقت تلك الممارسة

عفوا يا سيدي العقل : هذا تعنت والأغلبية لهم الأغلبية

نعم ما مضى كان صحوة

..........

إلى مرحلة الغفوة..

سوف أغرق في أحلام السلم الوردية

بايعت العقل على مافي نفسه

أصبحت رسولا

عفوا لن أتنبأ

لست رسولا من الإله

بل رسولا من العقل

أنا لست إنسانا أنا أمة

نعم أمة

أتيت إلى ساحة هبل وهويت بفأسي على ناصيته

كنت متفائلا

اعتقدت أن المسحوقين يترقبون تلك اللحظة وسيحدثون صراخا مدويا :

يسقط هبل يسقط هبل

تفاجأت عندما التفوا حول بيلاطس وأخذوا يحدقون بي ويتمتمون بأصوات خافتة

لا أعلم ماذا يقولون

لكني اعتقدت أنها محاولات جبانة للتطهر من خطيئتي

ابتسمت وقلت : رب اغفر لهم فإنهم لا يعلمون

كانت نفسي معتدة بإنجاز ضئيل

مؤمن آل فرعون

نعم هناك من يكتم إيمانه

إلتفت إلى إحدى النواحي التي توقعت أن أجده واقفا فيها ينظر إلي بشفقة

وقعت عيني في عينيه...

حقا كم كان مؤلما عندما شاهدته مرتدا ناكصا على عقبيه

فقلت له : حتى أنت يابروتس!

وقف أبوجهل محدثا نفسه : نعم له عقل ولكن لن أقر بذلك؛ سوف يسألني الناس : أين عقلك يا أبا جهل،لا لا لن أبوح بهذا

عندها تقدم أبولهب ولكمني وأدمى وجهي..

سعدت بمقدار الألم

نعم سعدت لا لشيء.. إلا لشيء في نفسي..

عدت إلى كوخي متورم الخد، متلذذا بطعم الوجع مرددا : سأعود غدا نعم سأعود

ما أجمل هدم الأصنام..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف