أصداء

الكون وأبعاده اللامتناهية بين العقل العلمي والعقل الخرافي 2

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"هناك بين السماء والأرض كم من الأشياء أكبر بكثير مما يوجد من كلام في فلسفاتكم" كما قال هاملت في مسرحية شكسبير الخالدة.
إذا كانت قصة الخلق الدينية الواردة في سفر التكوين وباقي الكتب المقدسة صحيحة بنصها الحرفي فلماذا جاءت متناقضة كلياً مع الفرضيات والنظريات العلمية عن نشوء الكون والحياة فيه؟ هذا هو السؤال الذي فجر الصراع والتناقض القائم إلى الأبد بين العلم والأديان السماوية، رغم المحاولات البائسة لإقامة حوارات بين العلماء الماديين ورجال الدين المتنورين والمنفتحين، وإقامة جسر بين العلم والعالم الروحي على مستوى الفلاسفة والأكاديميين والمراجع الدينية في كافة الأديان. وتساءل البعض: هل يمكن أن يكون المرء عالماً ومتديناً أو معتقداً بتعاليم دين سماوي في آن واحد؟ رغم المقولة السائدة عن عداء الإيمان الغيبي للعلم المادي، وإن العالم الحقيقي، أي كان اختصاصه، لا يمكن إلا أن يكون ملحداً؟ أو على الأقل لا أدرياً، أي ليس له موقف محدد ومعلن من الأديان ومعتقداتها؟ هل لدى العلم تعريف وافي عن الواقع خارج حساباتنا التجريدية؟ الجواب بالنفي. فالرياضيات تضع بين قوسين كينونة الأشياء ولا تبحث فيه، وكذلك العلم المستند إلى الحسابات والمعادلات الرياضية التجريدية. وبالمقابل فإن طغيان اللانهائي العزيز على قلوب علماء الرياضيات لا يزال الممر القسري أو الإجباري للفيزيائي والمهندس للولوج إلى عالم تفهم واستيعاب وإدراك النهايات والحدود للأشياء، أي بعبارة أخرى إن المحدود والنهائي مخترق باللامحدود واللانهائي، ومن هنا فإن واقع وحقيقة الكون من الثراء والتعقيد واللغزية بمكان بحيث لا يحق لنا أن نختزلهما بنظرية أو فرضية أو معادلة أو حكاية خرافية قالها السلف والأجداد نقلاً عن الأنبياء والرسل والمتنبئين. فلكل سؤال جواب وكل جواب يقود إلى سؤال جديد والإنسان يتقدم صوب آفاق جديد أوسع وأكثر غموضاً، ودائما ما تتجاوز الاكتشافات المتعددة والمتنوعة المجهول الكبير. وكلما تقدم العلم في هذا الدرب الشائك كلما ازداد تواضعاً، ومع ذلك كان هناك علماء مصابون بالغرور المعرفي مثل الفرنسي لابلاس Laplace الذي صاغ نموذجاً للكون وقدمه لنابليون فسأله الإمبراطور الفرنسي أين الله في كونك هذا فأجاب لابلاس: الله فرضية لا حاجة بي إليها في كوني. وكان يقول بمبدأ الحتمية، وأن العلم قادر على أن يجيب على كل شيء، ويردد: إذا كان عقل ما يفكر ويعرف حالة الكون في لحظة ما هي اللحظة ت T، ويعرف والقوانين التي تطوره، يمكنه أن يعرف كامل الأحداث المستقبلية التي ستحدث فيه. إلى أن جاءت فيزياء الكم أو الكونتا physique quantique التي قلبت الموازين في بداية القرن العشرين والتي أدخلت مباديء الحتمية deacute;terminisme واللايقين principe drsquo;incertitude لهيزنبيرغ Heisenberg والاحتمالية probabiliteacute;،لا سيما في المستوى دون الذري، حيث لا يمكن قياس موقع وسرعة جسيم في نفس الوقت، ومبدأ اللاتحديد الموقعي المكاني واللا إنفصالية non-localiteacute;، non-seacute;parabiliteacute;، ونلتقي هنا بمشكلة الواقع الحقيقية بذاتها، وهل الواقع موجود حقاً أم هو وهم؟ وبات من الصعب الجمع بين الضرورة والصدفة للتفكير بتاريخ الكون وأصله ومصيره، ومن الصعب تقبل فكرة نشوء النظام من الفوضى العارمة lrsquo;ordre nrsquo;a pas pu eacute;merger du chaos، وإن الحياة نجمت عن سلسلة من المصادفات الطبيعية، أو كما قال المفكر الفرنسي جون غيتون jean Guitton ": إن عبثية العبث تقودني نحو المجهول الغامض واللغزي ". وهذا الطرح مهد مرة أخرى للقائلين بنظرية الخلق المباشر والعلة الأولى les creacute;ationnistes للظهور مرة أخرى لاحتلال صدارة المشهد الفكري والثقافي لمجادلة الماديين والعلمانيين لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت حجة هؤلاء المفكرين الدينيين أن التقدم التكنولوجي لا يمكن أن يكون وليد الصدفة بل نتيجة لتخطيط عاقل وذكي، وعقدوا مقارنة بين برنامج التلاعب بالجينات والهندسة الوراثية programme geacute;neacute;tique والحواسب أو الكومبيوترات التي نستخدمها وقالوا: لماذا نتقبل فكرة وجود مبرمج للكومبيوترات ولا نقبلها بالنسبة للجينات والحوامض المنوية، واستندوا إلى أقوال علماء الفيزياء الذين قالوا: إن المادة الأولية كانت ذات خصائص محددة بدقة منذ البدء بحيث كان ظهور الحياة إحدى نتائجها المنطقية والضرورية وإن القوانين التي أخضعت الكون أرغمت هذه المادة بما جبلت عليه أن تولد الحياة والإنسان العاقل والمفكر. ومع ذلك مايزال الإنسان يتساءل عن سبب وعلة وجوده هو وما حوله من موجودات مادية مرئية كالطبيعة والنبات والحيوان والنجوم والكواكب والمجرات وباقي الأجرام السماوية. ولا يمكن تصور تشكل الكون إلا في إطار خطة محكمة التكوين، فتوجد هارمونية في العالم تمتد من اللامتناهي في الصغر إلى اللامتناهي في الكبر أي من الجسيم مادون الذري إلى المجرات التي تملأ الكون المرئي. وفي تعليقه على بداية الكون قال العالم ريزReiz : مهما أوتينا من علم إلا أن علماؤنا لا يستطيعون فهم ما حدث في الجزء الأول من ألف جزء من الثانية الأولي من عمر الكون، وفهمنا لقوانين هذا الزمن اللامتناهي أكبر تحد لعلماء هذا القرن.


فلقد ظهر الزمن في نفس لحظة ميلاد الكون وفي نفس الوقت الذي ظهر فيه الفضاء أو المكان والطاقة، وكلها من لوازم وحدة الطبيعة. فالجاذبية ظهرت بعد -4310 ( أي رقم عشرة وبعده ثلاثة وأربعون صفراً بالناقص ) من الثانية، من لحظة بداية تكوين الكون بعد الإنفجار الكبير حيث إتحدت القوى الضعيفة والقوية والكهرومغناطيسية معا. وكلما كان الكون يزداد برودة كانت وحدة هذه القوي تتحطم واحدة تلو الأخرى. وكانت أولى الخطوات لإعادة توحيد هذه القوى، قد تمت عن طريق البناء الرياضي الذي يطلق عليه النظريات القياسية theacute;ories standards التي مازالت تحتاج إلي براهين تجريبة أو مختبرية. فلقد توصل العلماء إلى جسيمات Z و W التي تحمل القوي الضعيفة. واكتشفوا أن الذرات التي تتكون منها عناصر الكون ظهرت بعد 10 آلاف سنة من لحظة بداية هذا الكون المرئي وتبعثرت فيه نتيجة للظروف التي كانت سائدة بعد الإنفجار الكبير. ويحاول العلماء حاليا معرفة أصل الكون، ونهايته. فتمكنوا من الكشف عن كوامن الذرة وأصغر مكوناتها المكتشفة مختبرياً. وهذا من خلال الفيزياء والرياضيات والمسرعات الفائقة جدا في تسريع الجسيمات مما جعل هذه المعجلات قد جعلت نواة الذرة تلفظ مئات من الجسيمات الدون ذرية كالكواركات واللبتونات وهي جسيمات متناهية الصغر. وافترض علماء الفيزياء النظرية أن المادة تتكون من كواركات ولبتونات بينهما قوى تنتقل بواسطة البوزونات Bosons. وللتعرف على اللبتونات و الكواركات والبوزونات بالذرة، نجد أن اللبتون يتكون من الإلكترون المشحون ويطلق عليه تسمية اللبتون المشحون والنيوترينو (الإلكترون المتعادل ). أما الكواركات فتتحد معا لتكون جسيمات أكبر كالبروتونات والنترونات بنواة الذرة. والبوزونات تحتوي علي فوتونات تنقل القوة الكهرومغناطيسية بين الكواركات واللبتونات. والفوتونات لاوزن ولا كتلة لها كالضوء. لكن رؤيتنا للأشياء تعتمد علي الإستجابة البصرية لهذه الفوتونات التي هي أقل من الذرة وتسير مع طاقة الضوء المرئي. ويعتبر الضوء ظاهرة كونية قد إعتدنا عليها ومانراه ليس سوى فوتوناته. لأنه أخذ شكلا ليظل موجودا ولايترك خلفه كتلة باقية في العالم المادي الطبيعي، والضوء ليس مادة عادية ولاسيما وأنه يأخذ شكلا كموميا يطلق عليه الفوتونات التي تعتبر أقل وحدة طاقة لها تردد خاص لوني أو بقعي. وأي كتلة في الكون بها عدد من الفوتونات تعادل مجموع أعداد مجموع ما بها من الكترونات ونترونات وبروتونات وأجسام مضادة لها، وإن الضوء هو وسيلتنا الوحيدة حالياً لمعرفة تاريخ الكون ومكوناته. واعتبرت النسبة بين الباريونات (النترونات والبروتونات معا) والفوتونات ثابتة مع مرور الزمن فيقال أن نواة ذرة الهيدروجين يقابلها من مليار إلى عشرة مليارات فوتون.لهذا نجد أن الجسيمات الدون ذرية تلعب دورا كبيرا في الكون منذ نشأته ولقد إكتشف علماء الفيزياء الحديثة أهميتها بعدما اكتشفوا الكواركات و تعرفوا على ثلاثة أنواع منها. وافترضوا وجود كواركا رابعا أطلق عليه كوارك الجمال. وإذا اعتبرنا البروتون يحمل شحنة موجبة. فالكورك يحمل شحنة أقل منه. وللآن يتكون البروتون من كواركين موجبين وكوارك سلبي.فالكواركات العلوية والسفلية تصنع البروتونات والنترونات التي لها وجود في حياة الذرة. وهذه الكواركات توجد في أزواج (كوارك - وضد كوارك) كباقي الجسيمات الأخرى. وقد نجح علماء الفيزياء في استشعار وجود كواركات حرة تسربت في الكون أثناء الإنفجار الكبير. إلا أن هذا الكوارك الحر مازال في نظر العلماء شيئا وهميا أو افتراضياً. واعتبروا أن المادة طاقة والطاقة مادة. أما الميون (Muon) فهو جسيم كتلته أكبر 200 مرة من كتلة البروتون وهو ناتج ثانوي من الأشعة الكونية التي ترتطم بالأرض. و يحمل شحنة سالبة بينما اللبتونات كالنيترينو لاتحمل أي شحنة وكتلتها خفيفة جدا رغم أنها لم تقدر بعد، كما جاء نصاً في كتاب "الكون الأعظم ".


وتقول نظرية الكم أو ميكانيكا الكوانتا meacute;canique quantique أن لا معنى للسؤال عن سرعة أو موقع جسيم أولي particule eacute;leacute;mentaire عندما لا نكون نحن موجودين لمراقبته، فسرعة وموقع الجسيم تعتمد على المراقب وموقعه وحركته وسرعته والطريقة التي يراقب فيها الجسيمات والذرات. ويمكننا أن نقول بأن الجسيم انتقل من هنا إلى هناك ولكن لن يكون لذلك معنى، ولن نعرف أين ذهب الجسيم، إذا لم نقم بالحساب والقياس والرصد أو المراقبة، فيمكن أن يكون قد مر بجميع الأماكن والطرق الممكنة في نفس الوقت، أي أن يكون موجوداً في كل مكان وفي نفس الوقت. والأغرب من ذلك، في بعض الظروف، يكون جسيمان على علاقة ببعضهما رغم المسافات الطويلة الفاصلة بينهما بصورة تجعل ما يحصل لأحدهما يحصل للثاني في نفس الوقت وبأسرع من الضوء بكثير، وخارج الزمن العادي. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الجسيمين المعنيين أي( أ و ب A، B ) يشكلان كلاً واحداً بالرغم من انفصالهما على الأرض بمئات أو آلاف الكيلومترات وما يربطهما يكون خارجاً عن تحكم الزمان والمكان كما يقول عالم الفيزياء والفيلسوف الفرنسي برنارد ديسبانياتBernard drsquo;Espagnat ومن هنا يترتب على ذلك تداعيات فكرية وفلسفية واعتقادية تهز أركان المسلمات الفيزيائية الكلاسيكية والمعتقدات الدينية التبسيطية المباشرة إذا ما جردناها من بعدها الرمزي.


ومن أهم الأفكار التي وردت في ميكانيكا الكم معادلة العالم الإنجليزي (بول ديراك Paul Diarc)التي تنبأ فيها بالمادة المضادة في الكون وبالذرة كما ذكرنا ذلك في مقالات سابقة. واكتشاف (أندرسون Anderson) للبوزيترون Positron (الإلكترون الموجب) وهو يشبه الإلكترون السالب الشحنة إلا أنه موجب الشحنة. لهذا نجد أن لكل جسيم أو مادة بالذرة مضاداً. ولو تقابلت أو ارتطمت المادة مع مضادها يحدث تفجير إشعاعي، الأمر الذي يأمل العلماء في إثباته في مصادم الجسيمات LUC.
وفي الختام عودة للمربع الأول والحديث باختصار عن تطور الكون من الانفجار الكبير أو من فوضى البيغ بانغ Big Bangإلى الضبط والإحكام والتنظيم البالغ الدقة والكمال reacute;glage fin للكون الظاهر للعيان والقابل للرصد والمشاهدة.


يشمل الكون كل موجود، من أدق جسيم دون ذري إلى الحشود المجرية الفائقة حيث لا أحد يعرف مدى كبر هذا الكون المرئي، وإن أوسع النظريات انتشارا حول ولادة الكون المرئي هي نظرية الانفجار الكبير التي تقول بأن الكون قد نشأ من جراء انفجار هائل - هو الانفجار الكبير - حدث منذ 15 إلى 20 مليار سنة خلت. وفي البدء كان الكون على شكل كرة نارية بالغة الكثافة والسخونة، بحجم حبة الحمص، وهي مكوّنة من غاز يتمدد ويبرد، بعد مرور مليون سنة تقريبا بعد الانفجار بدأ الغاز يتكثف، وفق كتل محلية هي أوائل المجرات البدائية، وبعد مرور عدة مليارات من السنين، ما زال الكون في حالة تمدد وتوسع، رغم وجود مواضع تحوي أجساما مشدودة بعضها إلى بعضها الآخر بفعل الثقالة الجاذبية، كالعديد من المجرات المحتشدة، وعلى سبيل المثال لا يعرف علماء الفلك بعد إذا كان الكون " مغلقا"، أي أنه قد يتوقف في آخر الأمر عن التمدد ويبدأ بالتقلص والإنكماش أو " مفتوحا "، أي أنه سيستمر بالتمدد إلى ما لا نهاية.


ولقد ولدت هذه الفكرة الكوزمولوجية الحديثة من رحم نظرية آينشتين النسبية العامة سنة 1915 عندما تصور آينشتين كوناً ثابتاً ومستقراً ستاتيكي univers statique الذي اضطره، من أجل تمرير صيغته وتبرير معدلاته، إلى إدخال ما سماه بالثابت الكونيconstante cosmologique الذي تراجع عنه واعتبره أكبر حماقة ارتكبها في حياته العلمية سنة 1929 عندما اثبت العالم ادوين هبلEdwin Hubble حقيقة تمدد وتوسع الكون. وقد طرح بعض العلماء مبدأ التنظيم الواعي أو مبدأ التعقيد والتركيب المقصود principe de complexiteacute; الذي يقول بأن تطور الكون من حالة الفوضى إلى النظام والتجانس يقود حتماً إلى شكل من الحياة العاقلة والذكية ليست بالضرورة ذات طبيعة بشرية، وما هذه الأخيرة سوى شكل ممكن من أشكالها. ولو صحت هذه النظرية فسوف يكون هناك حتماً أشكال أخرى من الوعي العاقل والمفكر والذكي في الكون المرئي الذي نعرفه ونشاهده ونرصده ونراقبه وندرسه يومياً. ويعتقد عالم الفيزياء الفلكية الفيتنامي الأصل تران كسيوان تيوان Trinh Xuan Thuan والأستاذ في جامعة فريجينيا الأمريكية، وصاحب أجمل كتابين عن الكون وهما " اللحن أو الإتساق السري La meacute;lodie secregrave;te" و" الفوضى أو الخواء و الهارمونيةdu Chaos et lrsquo;Harmonie " أن التنظيم والضبط في الكون حقيقة معروفة ومعترف بها في الأوساط العلمية المتخصصة حيث لايمكن تغيير أو تنويع قيم الثوابت الفيزيائية أو الظروف الأولية والأساسية لنشأة الكون دون المس بوجود النجوم نفسها والعناصر الثقيلة التي تخلق الحياة إلا في مجال التجارب الافتراضية عبر طريقة المحاكاة الكومبيوترية simulation التي تطرقنا إليها في مقالاتنا السابقة وإن المبدأ الأنتروبي principe anthropique ليس عقيدة دينية لأن العلم في تطور دائم، إلا أن الفيزياء المعاصرة التي نعرفها تعتمد على بضعة عشرات من الثوابت ولا توجد نظرية تشرح لماذا تمتلك تلك الثوابت هذه القيم. وهكذا نعود مرة أخرى إلى مفهومي الصدفة hasard والضرورة neacute;cessiteacute;، حيث الأولى هي الأكثر تطابقاً واقتراباً من النظريات العلمية المادية البحتة حيث يمكن لنا أن نتخيل وجود عدد لا متناهي من الأكوان المتداخلة والمتجاورة والمتوازية multivers ومن بينها لابد أن يوجد كون يشبه كوننا بخصائصه ومقوماته قابل لنشأة الحياة فيه بدون خالق، والثانية هي الأقرب للتصور الديني الذي يقول بوجود خالق مبدع لهذا الكون، يكون هو الذي خارج الزمان والمكان وفيهما في آن، وليس له أول ولا آخر، هو السرمدي الأبدي، هو الكل الموجود في جميع الأجزاء مهما صغرت ومهما كبرت، ليس له حدود ولا بداية ولا نهاية، و ذو قدرة كلية لا متناهية، حسب منطق القطب الصوفي إبن عربي في الفتوحات المكية، وليس كوننا المرئي هذا سوى تجلي من تجلياته وما علينا إلا أن نختار بين هاتين الرؤيتين العلمية والدينية.

jawadbashara@]yahoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفوضى والنظام
خوليو -

هذا مايحدث لنا بالضبط، لانزال في مرحلة الفوضى، في عالم من الجن والشياطين والملائكة وأن السماء انفتقت عن الأرض وهي في توسع، فوضى عدم تمييز السماء عن الكون، فوضى العقول البسيطة معادلة بسيطة يفهمها الأمي وأستاذ الجامعة، لاحاجة لنا للنظام ومعرفة الذرة ومحتوياتها، الجن الأزرق الشرير الغير مؤمن هو مصدر الشرور والحروق، وبكم كلمة مقدسة قد تربح الصحة والمال والنساء من طيبات الحياة،وقد نربح الحرب، هذه المعادلة البسيطة في الوجود تشرح لنا حياتنا فلماذا وجع الرأس بالدخول لعالم الذرة ونيوتروناتها وكروكاتها والمصاريف في بناء المخابر ومراكز البحوث ونفق التصادم

تعليق
عصام -

النظريه الدينيه تطرح موضوع الروح والنفس والذكاء في جسدالأنسان الذي هو ماده بينما النظريه الماديه فشلت بمعالجة هذاالموضوع .انني كمؤمن لا استطيع ان اتصور ان حياة الأنسان المليئه بمشاعر الحب وغيرها من المشاعر والتي لا يمكن ان تكون مكتسبه تنتهي بمجرد مواراته القبر.ان النظريه الماديه تريد ان تعالج ماهية الوجود وكيف نشاء وللآن لم يستطع العلماء الأجابه على ابسط الأسئله لدعم هذه النظريه بينما هناك الكثير من الأمور والظواهر التي توءيد النظريه الدينيه لمن ان يريد ان يؤمن بها.

الفوضى والنظام
خوليو -

هذا مايحدث لنا بالضبط، لانزال في مرحلة الفوضى، في عالم من الجن والشياطين والملائكة وأن السماء انفتقت عن الأرض وهي في توسع، فوضى عدم تمييز السماء عن الكون، فوضى العقول البسيطة معادلة بسيطة يفهمها الأمي وأستاذ الجامعة، لاحاجة لنا للنظام ومعرفة الذرة ومحتوياتها، الجن الأزرق الشرير الغير مؤمن هو مصدر الشرور والحروق، وبكم كلمة مقدسة قد تربح الصحة والمال والنساء من طيبات الحياة،وقد نربح الحرب، هذه المعادلة البسيطة في الوجود تشرح لنا حياتنا فلماذا وجع الرأس بالدخول لعالم الذرة ونيوتروناتها وكروكاتها والمصاريف في بناء المخابر ومراكز البحوث ونفق التصادم

مقال رائع
sam -

كل الشكر والتقدير لهذا المقال وقد امرنا ديننا ان نتفكر في خلق السموات والارض ..

اللغز في القرآن
بنت الصحراء -

لم يأت الزمن بعد الذى يتواجد فيه علماء دين مفكرون ومتعمقون في القرآن الكريم الذى فيه قصه خلق الكون فانسان هذا الزمن ومنهم شيوخنا الذين يتنافسون على شرح الحلال والحرام وكل ما يخص النساء لا يسنطيع هذا الانسان بسبب ضيق افقه وحصره بتفسير خروج المرأه منقبه او سافره لا يستطيع بعقليته الحاليه التعمق اكثر في احرف وكلمات القرآن الكريم الذى يختصر خلق الكون والانسان في آياته فلو قرأ علماء الغرب الذين هم اهل الفكر القرآن الكريم بتعمق لوجدوا حلولا لاسئلتهم عن الكون وانا واثقه اننا بحاجه لاستعارة عقل غربي واسع متفتح وبنفس الوقت متقن للغه العربيه لتفسير لغز الكون في القرآن الكريم

نترقب المزيد
عاصم كامل -

شكرا للدكتور جواد بشارة على هذه المقالة العلمية الشيقة.

THE CONUNDRUM
سام -

Stay in your desert,and believe in what you do not see.