أصداء

الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية 2

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مسألة الهوية عند الإسلام الأوروبي، تتلخص في كيفية قيام الجاليات المسلمة في كل بلد أوروبي، على صياغة علاقتها بمجتمعها الأوروبي هذا من جهة، ومن جهة أخرى كيفية استمرار علاقتها مع بلدانها الأصلية، وترتيب هذه العلاقات، بما يعزز الذات سواء الفردية أو الجماعية..والتي تتمحور حول سؤال الهوية نفسه" من أنا"؟ وهذا السؤال أعتقد يضاف عليه سؤالا آخر في حالتنا وهو" أين أنا"؟
هذه القضية كيف يمكن مناقشتها، في ظل وضع معقد كوضع الجاليات المسلمة في أوروبا، معقد من حيث انها جاليات من بلدان متعددة، ومن ثقافات متعددة، ومن عادات وتقاليد متعددة، ويراد لها أن تندمج في مجتمعات مختلفة عن تقاليدها وثقافتها، إضافة إلى خضوعها لسلطات متعددة...وهذا يحتم علينا ملاحظة الفارق مثلا بين الجالية التركية والباكستانية أي بين كل جالية إسلامية وأخرى، وخاصة العربية منها.
رغم كل هذه الفوارق وما يجب أن يتم التعامل معه غربيا بمفهوم المعرفة النسبية والتجريبية، إلا أن التصنيف قد حصل: المسلم في أوروبا، بغض النظر عن كل هذه التاريخية، وهذه الفوارق والتعددية الإسلامية الأوروبية، إلا أن قدر سياسي فرض أنه" كلهم مسلمون..حتى الملحد الوافد من بلد إسلامي! هو مسلم! لا بل" حتى المسيحي الشرقي يتم التعاطي معه أحيانا كمسلم...مع التمييز بين الفضاء الذي يتم التعامل فيه مع الهجرة عموما، والتعامل فيه مع الهجرة من البلدان المصنفة" إسلامية"خصوصا..
الجالية التركية، لم تشكل تهديدا لما يزعم أنه تهديد إسلامي- هكذا بإطلاق- للمجتمعات الغربية، سواء إرهابيا أم ثقافيا، وهي تشكل الجالية المسلمة الأكبر والأكثر تنظيما والأقدم تواجدا..وهي الجالية المسلمة الأكثر عددا في الدول الناطقة بالألمانية. ثم أن هذه الجالية كان ولازال عماد ثقافتها التي أتت منها، هو مشروع الدولة التركية بما له وما عليه، وهو مشروع لا يتنافى مع ثقافة الغرب، ولا يشكل تهديدا له، بل هو مشروع لبيرالي بامتياز. والمؤسسات التي أقامتها وتقيمها هذه الجالية تعتبر مؤسسات مدنية، رغم أن فيها مؤسسات ذات بعد إسلامي، ولا ترتبط أي ارتباط بتركيا كأشخاص سلطوية، وعائلات مالكة، بل ترتبط بمشروع دولتها الصاعد ومجتمعها المدني أصلا...وهذه الحال ليست متوفرة لدى الجاليات العربية المسلمة، فهي في غالبية مؤسساتها، التي تنشأها، ترتبط بعلاقات مع سلطات دولها وليس مع مشاريع دولها كدول طبيعية، كتركيا، وهذا أمر مهم يجب علينا أخذه بعين الاعتبار، الجاليات التركية تريد سمعة تركيا كدولة تريد الانضمام للاتحاد الأوروبي، بينما الجاليات الأخرى تريد سمعة سلطاتها وليس دولها، لنلاحظ أن الجالية السورية مثلا" أي مؤسسة تنشأ لديها يجب أن ترتبط بهذا الشكل أو ذاك بالسلطة القائمة وليس خافيا على أحد طبيعة هذه السلطة وما تريده، وأنا لا اتحدث عن مؤسسات هشة لبعض المعارضين السوريين. وهذا أيضا يمكن لنا أن ندرسه من خلال متابعة نشاط روابط المغتربين السوريين الذي تشرف على متابعته وزارة المغتربين في حكومة النظام في دمشق. روابط المغتربين ورجال الأعمال السوريين مهمتهم في أوروبا تلميع صورة النظام، والعمل لتأمين مصالح رجالاته الأكثر حظوة وقوة.
الجالية الباكستانية والمتواجدة بشكل كبير في بريطانيا ولأسباب تاريخية، لم يدخل لها الإرهاب إلا بعد أن قرر الغرب إقامة تنظيمات إسلامية لطرد السوفييت من أفغانستان..ونشوء حركة طالبان...وماجرى بعد ذلك..انعكس أيضا على هذه الجالية، ولكن بقيت السلفية المتشددة تشكل أقلية داخل هذه الجالية، ودون أن ننسى أن بريطانيا كانت خلال كل العقود الماضية اللاعب الأساسي مع الحركات الإسلامية منذ نشوءها في المنطقة العربية، والإعلام الغربي رغم نفخه بقضية الإرهاب، وانتشاره في الأجيال الجديدة، إلا أن نفس الإعلام في ماوراء أخباره وضجيجه، يعرض أن هذه كلها لم تجد تربتها سوى عند أقلية ضئيلة من هذه الجالية المسلمة في بريطانيا.
مثالا بسيطا آخر" لنلاحظ أن الجاليات المشرقية، فلسطينيين سوريين لبنانيين عراقيين أردنييين، يتعاملون مع بعضهم ومع العرب الأخيرين باللغة العربية، بينما الجاليات الجزائرية والمغربية والتونسية يغلب على تعاملهم اللغة الفرنسية في فرنسا وبلجيكا مثلا؟ سؤالي لماذا؟
أعطيت هذه الأمثلة بشكل مكثف وسريع، لكي أبين وجهة الحديث في موضوعنا الشائك هذا، وأريد أن أعود إلى سؤال الأنا" هل المواطن المسلم في أوروبا هو" مسلم" أم" عربي" أهو ألماني أم تركي؟ مغربي أم فرنسي؟
أهو مسلم ومن يعيش في كنفهم كفار؟ أم هو مواطن مثله مثل بقية هؤلاء المواطنيين الذين يتعامل معهم؟ هل شكلت فرنسا وطنا للمواطن من أصل مغربي في وعيه، وفي ممارساته؟ تطرح مسألة الهوية، أيضا من زاوية هذه العلاقة المعقدة مع هذا الآخر، الذي أنعم بما تقدمه بلده لي! وأصبحت مواطنا لي ما له وعلي ما عليه- طبعا يجب أن نتعامل مع هذه القضية بحذر شديد، لأن هنالك من يقول: بأنهم رغم حصولهم على الجنسية لازال التمييز موجودا بين المواطنين الأصلاء والوافدين..!
الإسلام وراءه في بلاده، مستهدف، وقوميته مستهدفة، والغرب يحاول أن يفقد أمته خصوصيتها الدينية والثقافية! كما تصدره ثقافة بلاده إليه، وخطاب سلطاتها ومثقفيها، وإذا بقي مهمشا في مجتمعه الجديد تحدث له عقابيل ازمة نفسية واغترابية، فصاما يطرح عليه سؤال الهوية" من أنا" إن مسألة الهوية يقول محمد عابد الجابري"" في الغالب "أزمة نفسية"، أزمة على صعيد الوعي، قد تشتد لدى شريحة أو شرائح في المجتمع، إلى الدرجة التي تؤدي إلى طرح سلبي لمسألة الهوية. هذا في حين أن المسألة كلها تؤول في نهاية الأمر إلى إعادة التوازن داخل الوعي، الفردي والجماعي""
ومن هنا يبدو واضحا أن معالجة مسألة الهوية، ككثير غيرها من المسائل، تتوقف على الطريقة التي نتعامل بها معها، وهل تمثل بعض المؤسسات الإسلامية التي تنشأ في بلدان الغرب جالياتها، وتساعدها في عملية الاندماج في أوطانهم الجديدة؟" يرى الباحث في العلوم الإسلامية وأستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة هومبولد في برلين، بيتر هاينه Peter Heine أنَّ في هذه الجمعيَّات بالذات ما يشير إلى نشوء "إسلام أوروبي" في ألمانيا؛ فحسب رأيه يثبت المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا والمجلس الإسلامي وكذلك اتِّحادهما في مجلس للتنسيق أنَّ هناك نية للاندماج داخل المجتمع المدني الألماني. ويلاحظ هاينه أنَّ "قبول مثل هذا التمثيل يتنامى لدى المسلمين الألمان". ويراهن الباحث الألماني بيتر هاينه على ما يسميه" إسلام أوروبي" حيث أنه: متفائل بنجاح سير هذه العملية الاندماجية" التي تقوم بها حكومة بلاده" قائلا إنَّ "الإسلام في جوهره نظام مرن"؛ ويضيف أنَّ الإسلام قد اندمج على مدى تاريخه مرارًا وتكرارًا في مجتمعات مختلفة. لهذا السبب فإنَّ الإسلام مصبوغ في الهند أو في شرق إفريقيا بصبغة مختلفة عن صبغته مثلاً في العراق. ويقول هاينه إنَّ "الكثير مما ما يزال يدعو له في يومنا هذا بعض الدعاة الإسلاميين مثلاً من أبناء الدول العربية لم يعد يتَّفق مع طبيعة حياة معظم المسلمين في أوروبا" انتهى قول هاينه.
نعم لماذا المشكلة إذن في اندماج الإسلام العربي؟ هذا سؤال أسئله رغم تفاؤل بيتر هاينه بذلك..
وقبل أن أنهي هذا الجزء، لابد من التأكيد على أن النقاب في مؤداه الأخير" كما هو جاهزية سياسية" يتم التعاطي معه" سياسيا" أيضا،أما الحديث عن حقوق المرأة المنقبة، يجب أن يمر عبر بوابة التمييز بين منقبة بالقسر، وبين منقبة بخيارها هي...يتبع

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فشل هجرة المسلمين
مهاجر قديم ملتزم -

لقد فشلت بنسبة اكثر من تسعين بالمائة فكرة اجماج المهاجرين المسلمين بالدول الغربية لاسباب عديد اهمها التلقين الدينى الاسلامى بالصغر وقيم الاستعلاء والتحذير من التشبه بالكفار0- ان قرار الهجرة يعنى التغيير الداخلى والخارجى والانصياع لقوانين جديدة والاقتناع بها وليس طعنها من الخلف بالتقية و التظاهر الخارجى بالاندماج الزائف بينما يخرب من الداخل والاهم الاقتناع الكامل بتطبيق القوانين العلمانية عليه وقبوله التام لها هو وعائلته بدون شروط مسبققة ولا لاحقة - طالما لا يستطيع المسلم ان يطبق الالتزامات التعاقدية عليه كمهاجر تجاه الدول التى تقبل هجرته فعليه العودة من حيث اتى وكفى الله المؤمنين شر القتال

Wisdom!
Free Spirit -

This is wisdom.Any one listening?We did not hear about tough times for Muslims in Europe before the eighties?Why? Because they did not have their own ;agenda ; until that time.Go home and live and let live.

فشل هجرة المسلمين
مهاجر قديم ملتزم -

لقد فشلت بنسبة اكثر من تسعين بالمائة فكرة اجماج المهاجرين المسلمين بالدول الغربية لاسباب عديد اهمها التلقين الدينى الاسلامى بالصغر وقيم الاستعلاء والتحذير من التشبه بالكفار0- ان قرار الهجرة يعنى التغيير الداخلى والخارجى والانصياع لقوانين جديدة والاقتناع بها وليس طعنها من الخلف بالتقية و التظاهر الخارجى بالاندماج الزائف بينما يخرب من الداخل والاهم الاقتناع الكامل بتطبيق القوانين العلمانية عليه وقبوله التام لها هو وعائلته بدون شروط مسبققة ولا لاحقة - طالما لا يستطيع المسلم ان يطبق الالتزامات التعاقدية عليه كمهاجر تجاه الدول التى تقبل هجرته فعليه العودة من حيث اتى وكفى الله المؤمنين شر القتال

nero
nero -

مسألة الهوية مسأله او مشكله و حلها بقوانين من علماء خرج منهم حلول مثل متحف مثل بحيره فى الامارات صناعيه بها مراكب و حياه صيادين قديمه مثل متحف به ملابس فتره محمد على فى مصر

ماذا في العمق ؟
قاريء ايلاف -

بعض المعلقين على درجة من الجبن الى درجة انهم يختفون تحت القاب ومسميات ولو واتتهم الشجاعةكان افصحوا عن اسماءهم كما تفصح تعليقاتهم عن هوياتهم الدينية الاصلية لماذا يتخفى جرجس تحت محمد مثلا ؟! الواقع ان الاندماج في الغرب هم كالهم الذي رضينا به ولم يرض بنا ؟! ماذا يريد منى المجتمع الذي هاجرت اليه ان اكون مواطنا صالحا ومنتجا وايجابيا ومتفاعلا هذا ما افعله بالضبط اما هويتي الدينية ومعتقداتي فهذه ملكي وحدي ولا علاقة لاحد بها هل نحن من قال ان المجتمع الغربي كافر كلا هم من قالوا لا اله والحياة مادة هم من دمغوا انفسهم بالكفر ان الاجراءات المتخذة ضد المسلمين هي بالتأكيد فاشية وهي في العمق تكشف عن رويح مسيحية متعصبة غير متسامحة مع الاخر

nero
nero -

مسألة الهوية مسأله او مشكله و حلها بقوانين من علماء خرج منهم حلول مثل متحف مثل بحيره فى الامارات صناعيه بها مراكب و حياه صيادين قديمه مثل متحف به ملابس فتره محمد على فى مصر

نعم يا غريب
huda -

نعم فشل المهاجرون المسلمون في الاندماج في المجتمعات المضيفة ليس هذا فحسب بل ان البعض بهم طالب بتطبيق الشريعة وقد حاولوا فرض نموذجهم في الاكل واللبس فالحجاب والنقاب واطلاق اللحى والكندورة القصيرة وغيرها واقامة الصلوات في الشوارع وغيرها وغيرها نعم نعم نعم حان الاوان لتفعيل القوانيين التي تجبرهم على الاندماج ومن لايستطيع ليركب قارب الموت الذي قدم به وليعد الى بلده غير ماسوف عليه ارجو ان يتم تفعيل هذه القوانيين في الولايات المتحدة وكندا واستراليا قريبا.

نعم يا غريب
huda -

نعم فشل المهاجرون المسلمون في الاندماج في المجتمعات المضيفة ليس هذا فحسب بل ان البعض بهم طالب بتطبيق الشريعة وقد حاولوا فرض نموذجهم في الاكل واللبس فالحجاب والنقاب واطلاق اللحى والكندورة القصيرة وغيرها واقامة الصلوات في الشوارع وغيرها وغيرها نعم نعم نعم حان الاوان لتفعيل القوانيين التي تجبرهم على الاندماج ومن لايستطيع ليركب قارب الموت الذي قدم به وليعد الى بلده غير ماسوف عليه ارجو ان يتم تفعيل هذه القوانيين في الولايات المتحدة وكندا واستراليا قريبا.

روحوا موتوا
قاري ايلاف -

بعض المعلقين والمعلقات لا حدود لها الحمدلله انه لا احد في الغرب يفكر على طريقة من المعيب ان تبقوا على قيد الحياة

قاريء ايلاف
somer -

فعلا ان لم تستح فافعل ما تشاء وهذا ينطبق على قاريء ايلاف انه يعيب على البعض التخفي وراء اسماء مستعارة ونسي او تناسى كعادة هؤلاء انه اكبر الغوغائيين المفرغين من اية صفة فكرية واخلاقية هانذا شخصيا اضع اسمي صراحة دون ان اخشاكفتجرأ واذكر اسمك ايها ولاتتخفى وراء اسم امرأة مثل وفاء او مجهول كقاريءايلاف فكلنا قراء ايلاف وحاشا ان نكون مثلك

هام / رسالة الحجاب
( طبعة جديدة ) -

رسالة الحجاب ( طبعة جديدة )حررها فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وتوالت طباعتها منذ تأليفها عام 1398هـ وتتضمن الأدلة على وجوب الحجاب من الكتاب والسنة والاعتبار الصحيح والقياس المطرد ثم الإجابة عن أدلة المبيحين لكشف الوجه. وتقع الرسالة في 39 صفحة.وهي موجودة في (موقع فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى )وهي جديرة بالقراءة والعناية والاهتمام.والله الموفق

قاريء ايلاف
somer -

فعلا ان لم تستح فافعل ما تشاء وهذا ينطبق على قاريء ايلاف انه يعيب على البعض التخفي وراء اسماء مستعارة ونسي او تناسى كعادة هؤلاء انه اكبر الغوغائيين المفرغين من اية صفة فكرية واخلاقية هانذا شخصيا اضع اسمي صراحة دون ان اخشاكفتجرأ واذكر اسمك ايها ولاتتخفى وراء اسم امرأة مثل وفاء او مجهول كقاريءايلاف فكلنا قراء ايلاف وحاشا ان نكون مثلك