أصداء

لماذا يقبل اوباما التراجع أمام إسرائيل؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الأزمة الحالية بين الإدراة الأميركية وإسرائيل، فيها نظريتان: الأولى يغلب عليها التشاؤم وترى فيها خلافا سطحيا بين حليفتين استراتيجتين، لا يلبث أن يزول، والثانية: يغلب عليها التفاؤل ترى في الأزمة بداية مواجهة أمريكية إسرائيلية، ربما تدفع واشنطن إلى الإنقلاب على حليفتها، والضغط عليها لتطبيق استراتيجتها الخاصة بإقامة دولتين.
الواقع أن هناك مبررات كثيرة يسوقها من يقفون وراء وجهة النظر الأولى، ومن بينها نجاح إسرائيل في الغالب في جر واشنطن وراء خياراتها في الشرق الاوسط، وقد نجحت هذه المرة بدليل اعتراف اوباما بالعجز عن إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتراجعه عن مواقفه السابقة، في مقابل نجاح نتنياهو في فرض الأمر الواقع، ورفضه تجميد الاستيطان في القدس المحتلة، بل والسعي الى تهويد القدس.

أما المتفائلون فيرون أن من الصعب أن يتصور المرء أن "دولة لقيطة" بحجم إسرائيل تستطيع أن تفرض إرادتها على القوى العظمى في العالم إن لم تكن أهداف واشنطن، تتوافق مع أهداف اسرائيل، فاللوبي الصهيوني يوجه بَوصلة السياسة الامريكية إذا انحرفت عن مسارها فيما يخص إسرائيل، ويجبر الإدارة الامريكية على إلتزام دعم اسرائيل، ومصالحها أيا كانت سياستها أو خياراتها حتى لو لم تتوافق مع الإدراة الامريكية.

هناك أمثلة في السياسة الامريكية تجاه اسرائيل، توضح قدرة الولايات المتحدة على إجبار إسرائيل على تغيير سياستها في بعض القضايا الى حين، خاصة في المسائل التي قد لا تؤثر فيها بشكل جوهري، فعلى سبيل المثال إستطاع الرئيس الامريكي جورج بوش الأب في عام واحد وتسعين إجبار اسرائيل على وقف الإستيطان حين أعلن تجميد عشرة مليارات دولار من المعونات المقدمة للإستيطان، وهو ما يوضح أن أدارة اوباما تراجعت كثيرا أمام سياسة نتنياهو.


لا يخفى على أحد أن إسرائيل التي ترفض القرارات الدولية، وترى نفسها فوق القانون ليست سوى دولة صغيرة تستند إلى الدعم الأمريكي في الهروب من قرارات الإدانة الدولية ب "الفيتو الامريكي" ضد كل ما يدين إسرائيل في مجلس الأمن والهيئات الدولية فضلا عن المعونات الامحدودة، والدعم الامريكي دفاعيا وتكنولوجيا وعلميا حتى باتت التكنولوجيا المتطورة تصل إلى إسرائيل مباشرة قبل أي دولة في العالم، بل هناك دول لا تصل إليها تكنولوجيا عسكرية ونووية لأنها قد تشكل خطرا على إسرائيل.
إذن، العلاقة بين تل ابيب وواشنطن، علاقة تعاون وتفاهم، تحاول من خلالها إسرائيل أن توضح للإدارة الامريكية سلامة نهجها في حال حدوث خلاف من قبيل الخلاف الحاصل حاليا بين خيارات إدارة اوباما الإستراتيجية في الشرق الاوسط، والتي تجنح إلى التهدئة بعد أن أخفق خيار الحرب الذي كان أساسيا لدى المحافظين الجدد، وخيارات حكومة يمينية يرأسها نتنياهو ولا يعني هذا التناقض صعوبة التفاهم والتوصل الى أرضية مشتركة تضمن مصالح الولايات المتحدة.

لكن نجاح نتنياهو في فرض إرادته على إدراة اوباما، يعني هزيمة لأوباما الذي كان العالم العربي يعلق عليه آمالا كبيرة، وتراجعا لدور الولايات المتحدة في العالم وصدقيتها، وفي هذه الحالة تصبح واشنطن منقادة لأسرائيل وخاصة للحكومة اليمينية التي يرأسها نتنياهو، وهذا يعني أن اوباما خضع لأسرائيل في توجيه سياسته في المنطقة، وهذا في حد ذاته هزيمة للناخب الامريكي الذي أعطاه صوته، ونهاية لدور الولايات المتحدة الذي هو آخذ في في الأفول.

إعلامي مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اللولي اليهودي
ابو عاطف -

طبيعي ان يخضع اوباما لضغوط اللوبي اليهودي القوي داخل اروقة السياسة الامريكية وهذا اللوبي هو الذي اوصله الى البيت الابيض ولا يمكن ان يميل للعرب على الاطلاق السياسة الامريكية يا عزيزي لا تتبدل بتبدل الرؤساء خاصة تجاة اسرائيل.

السلام الزائف
ابو محمد -

اسرائيل تحاول كسب الوقت لتنفيذ مخططاتها والعالم العربي في حالة ضعف وتبعية لامريكا وينتطر منها الحل لذا الوضع سيبقى على حاله الى الابد..

السلام الزائف
ابو محمد -

اسرائيل تحاول كسب الوقت لتنفيذ مخططاتها والعالم العربي في حالة ضعف وتبعية لامريكا وينتطر منها الحل لذا الوضع سيبقى على حاله الى الابد..

الاستسلام
توفيق -

الفلسطينيون استسلموا منذ زمن والحل هو المقاومة وحرب استنزاف تكبد اسرائيل خسائر فادحة وتجبرها على التفاوض لان اليهودي دمه غال عند اليهود وبالتالي لايحك جلدك الاظفرك على الفلسطينيين الاعتماد على انفسهم في تحرير اراضيهم.

تراجع امريكي
ابوالبنات -

ما نشاهده هو تراجع امريكي بامتياز لصالح قوى عظمي واعدة كالصين والهند ومصداقية الولايات المتحدة لاتزال في الحضيض فقد مر اكثر من عام ونصف ولم يحدث اي تطور باتجاة اقامة دولة فلسطينية سبق واعلنوا عن قيامها مرات عديدة في تواريخ خلت .

االمسؤولية دولية
الامين -

لم يعد هناك شعب محتل سوى الفلسطينيين كل الشعوب تحررت وكأنه قد كتب عليهم العيش تحت نيران المحتل والمسؤولية تقع على الامم المتحدة والدول الكبري لكننا تهاونا مع انفسنا فتداعت علينا الامم .

تراجع امريكي
ابوالبنات -

ما نشاهده هو تراجع امريكي بامتياز لصالح قوى عظمي واعدة كالصين والهند ومصداقية الولايات المتحدة لاتزال في الحضيض فقد مر اكثر من عام ونصف ولم يحدث اي تطور باتجاة اقامة دولة فلسطينية سبق واعلنوا عن قيامها مرات عديدة في تواريخ خلت .

اسراطين
محايد -

الحل هو ما قاله الزعيم الاخ العقيد معمر القذافي هو الاندماج في دولة واحدة بهذا الاسم فهم ابناء عمومة ونريح انفسنا من وجع الدماغ .

سلام الشجعان
هشام -

سلام الشجعان الذي تحدث عنه عرفات اصبح سلام الجبناء ولن يمنحوك الارض والسلام مجانا لابد ان تجرد نفسك وتستسلم لهم حتي يمنحوك حقوقك .

فلسطين راجعة
ايمن -

سترجع فلسطين فهذه سنة الحياة في الارض الظلم لا يدوم يأتي يوم وستعود الحقوق لاصحابهامتي هو عسى ان يكون قريبا..

ليس غريبا
بسام -

ليس من المستغرب ان يتراجع اوباما امام اسرائيل انظر الى المحيطين به في الدائرة الضيقة للرئاسة وانظر الى الكونغرس تجد سيطرة صهيونية على اركانه فهم الذين يحركون الامور لصالح اسرائيل من وراء الكواليس التزام دائم ما بقوا في مناصبهم تحية لايلاف والكاتب على هذه الايضاحات.

الاكثر معاناة
عبد الكريم -

اكثر معاناة هم من يعيشون قي الضفة وغزة، وهم من يستحقون ان يعيشوا في سلام ويتولون مسؤولية بلدانهم .

احساس
حسين -

لا اعلم لماذا احسست بان كل التعليقات اعلاه قد كتبها كاتب المقال..

احلموا ياعرب
مراقب -

من يظن ان السياسة الامريكية تتبدل بتبدل الاشخاص فهو واهم او لايعرف كنه السياسة الامريكية او السياسة بشكل عام ..لكن يجب الاعتراف بان معظم مصائب الفلسطينيين هي من الفلسطينيين انفسهم.. هل يعقل جيش من الحركات والمنظمات الفلسطينية كلها تدعي تحرير الارض وولاءاتهم مرهونة للخارج ..لن ترضخ اسرائيل للسلام الا بجبهة فلسطينة موحدة عندها ستحسب الف حساب للتعامل معهم وسيفرضون تبعا لذلك احترام العالم لهم وتعاطفه تجاه قضيتهم..وحتى ذلك الحين ينبغي التوقف عن الكلام المباح واستئناف لغة السلاح.