فضاء الرأي

كيف يتخذ السياسيون العراقيون القرار؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عوامل كثيرة تتحكم باتخاذ القرار السياسي العراقي، اقصد القرار السياسي بالنسبة لزعماء الكتل والاحزاب السياسية العراقية، ربما من نافل القول بان المصلحة والقوة والنفوذ من ابرز العوامل التي تتحكم باتخاذ القرار، سواء على صعيد الهوية أو الوقت أو المكان، فتلك هي العوامل التي تكمن وراء النشاط السياسي في العالم، سواء كان هذا النشاط حزبيا أو دوليا أو حكوميا، فالسياسة هي صراع على القوة والمصلحة، والعمل السياسي في العراق ليس بدعا في هذا المجال، وبطبيعة الحال هذا كلام صحيح، ولا غبار عليه، ولكن ليست هذه المقتربات وحدها عن صناعة القرار السياسي بالنسبة للكتل والاحزاب السياسية في العراق، هناك عوامل اخرى، عوامل نابعة من طبيعة الظروف التي يمر بها العراق، ظر وف الفوضى وا لتدخل الخارجي وظروف الانتقال من مرحلة الى مرحلة نقيضة ومتقاطعة، وظروف التنابذ والتجاذب الطائفي والقومي في هذا البلد.
القرار السياسي في العراق محكوم الى حد كبير با جندة الجوار، الجوار يساهمون مساهمة كبيرة في صناعة القرار السياسي الذي تتخذه الكتل والاحزاب العراقية، واسباب ذلك كثيرة ومعقدة، من اهمها أن هذه الكتل والاحزاب ذات علاقة بدول الجوار لا تتسم بالتكافؤ، ولان دول الجوار تمتلك اجندة فاعلة ونشطة، والعراق بحد ذاته ضعيف بين يدي دول الجوار، عسكريا وسياسيا ومخابرتيا وامنيا واقتصاديا في بعض الاحيان، وليس هذا محل شك اليوم بالنسبة لأي مواطن عراقي، العامل الثاني الذي يساهم في صناعة القرار السياسي بالنسبة للكتل والاحزاب السياسية العراقية هو الحفاظ على ا لحياة، الخوف من المستقبل، فالجميع لا يعرف مصيره في هذا البلد في ظل هذه الفوضى السياسية والامنية، هذه نقطة جوهرية في تحديد طبيعة وهوية وزمان ومكان وهدف القرار السياسي الذي تتخذه هذه الكتلة أو تلك، هذا الحزب أو ذاك، هذا الزعيم أو غيره، من العرب او الكرد او التركمان، من السنة أو الشيعة، هناك تساؤل حقيقي عن مصير اي حزب أو كتلة أو زعيم فيما لو خسر المعركة، معركة الحكومة، معركة النفوذ، قد يتصور البعض ان مثل هذا العامل مبالغ فيه، بل قد لا يكون له وجود اصلا، ولكن هذا التصور ضعيف لمن يعرف حقيقة تاريخ هذه الكتل، ولمن يعرف الواقع في العراق وما يختزنه من ممكنات المزيد من الفوضى والتناحر والتجاذب غير المشجع.
القرار السياسي في ا لعراق اليوم بالنسبة لصنّأعه الكبار ليس قرارا بحتا، ليس قرارا وطنيا خالصا، بل هو ا لقرار الهجين، ليس صنيعة المنافسة من أجل القوة والمصلحة كما نفهمها في العلوم السياسية، بل اضافة الى ذلك هناك العوامل الشخصية، عامل الحياة والموت، وقبل ذلك هناك عامل الدول المجاورة، ولكن هل القرار السياسي العراقي، اي القرار الذي يصنعه هؤلاء السياسيون بعيد عن المصلحة الا مريكية، بعيد عما تفكر به واشنطن؟ هل هو بعيد عن الحقيقة التي تقول أن الموقف الامريكي في كل ما يجري في العراق محسوب باربعة مقتربات، النفط، أمن اسرائيل، الا رهاب، الملف النووي الامريكي؟
القرار السياسي بالنسبة لصناع القرار السياسي العراقي صعب، عسير المخاض، ليس خالصا، تشترك في تمحيضه وإخرجه الكثير من العوامل، دولية واقليمية ومحلية، شخصية ومبدئية، مذهبية وعنصرية، انه أمر متشابك حقا.
كيف لصناع القرار السياسي ان يخرج من كل هذه الشبكة المتداخلة ا لمتناسجة؟
العالم هو الاخر مشغول بهذه الفوضى من العوامل التي تتحكم باتخاذ القرار السياسي العراقي، وهي قضية تزيد من عقدة ا لموضوع، وتساهم في التعامل المعقد مع ا لعراق، فإن اشتباك العوامل التي تتحكم في صناعة القرار السياسي للبلد، وقواه الرئيسية يجعل التعامل معه في غاية التعقيد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اتخاذ القرار
فيصل الثاني -

القرار السياسي العراقي يتخذ حسب المفخخات وحسب قوة التفجيرات ..

العقلية المنتخبة
حمد الشرهان -

إزاد غضبي على صناع القرار العراقي حين قرأت مقالة الإستاذ الشابندر في كتاب اليوم، وقد وضع فيها النقاط على الحروف لتداخل الوضع العراقي والتحكم بمساراته من قبل القرار العربي الرسمي، وليس القرار الوطني العراقي.لقد شاهدت بالأمس وعبر شاشة التلفزة مقدار وحجم النقاشات حول التحالفات بين أحزاب أوربية خاضت الإنتخابات وخرجت بمعدلات ونسب مئوية من الأصوات يتيح لها تكوين تحالفات قائمة على خدمة بلدانها. والتجربة البريطانية بالأمس حول تشكيل الحكومة الجديدة بعد أن أعلن رئيس الوزراء السابق براون إستقالته، لقد تداعت كل المؤوسسات الرسمية وقمة القرار بما فيها السيدة ملكة بريطانيا للتعجل بتشكيل حكومة ودون إبطاء وذلك للمصلحة الوطنية العليا ولضرورات مسار الحياة السياسية والإقتصادية والبرلمانية في بريطانيا.فكيف بنا ونحن نرى القوى المنتخبة في العراق تخوض بصراعاتها الشخصية والحزبية والطائفية، لا بل تتعدى ذلك إلى توتير الوضع وإرتكاب الممارسات القاتلة بحق العراق، كشعب وإقتصاد وبرلمان وسياسة تقوم على القضاء على الإرهاب المستشري. فهل نأخذ العبر من الدول التي تمر بتجارب كبيرة، هذا إن تم تناول التجربة العراقية على إنها تجربة تعيش التعثر وذلك للأخطاء الكارثية للأحزاب وبرامجه وحالة التمترس خلف الشعارات الطائفية والقرارات الخارجية ومن دول المحيط، التي تحاول القضاء على مساحة الحرية في العراق إن وجدت.

..........
الحاج قادر أوغلو -

لا يختلف القاريء مع الكاتب على إن قسم نشر التعليقات في جريدة إيلاف الطائفية لا يسمح بنشر تعليقات جادة تضع النقاط على الحروف حول مسرحية الصراعات في العراق ومحنته ومأساته. رجاءً إن حين تتم قراءة هذه الرسالة الخاصة وضعها في صندوق الزبالة التاريخي ولا تتعبون أنفسكم كذلك في قراءتها كونها رسالة من كوكب آخر تصلكم ، والشكر لمن شارك في التعليق ومن نشره أو وضعه في سلة المهملات.

بعد إستشارة
أبو زلومة -

الرد غير مفهوم

كل إناء بما فيه ينضح
س . السندي -

أولا : شكرا لك يأستاذ غالب على المقال ولكن السؤال هل من هم في سدة الحكم هم عراقيين أصليين أم مرتزقة .....وعن الظلم والباطل ساكتين ... قد أكون في منهج السياسة كافرا ولكن ألا تكفي سبع سنين من شلالات الدم والموت لازال يزحف شمال ويمين ... وساساتنا لازالو بألكراسي يتشدقون وعن مدافعين ... ليسعني إلا أن أقول ألله يعينك ياعراق وياعراقيين ... فكل مايسرقونه منك يصير في حلوقهم سم وزقوم وإلى يوم الدين ... ولهم أقول لا تفرحو فالحبل الذي به صدام شنق لازال ينتظر كل الخونة ... !؟

ودعم الطائفية
الصفوية الإيرانية -

لمعرفة الصفوية الإيرانية الداعمة للطائفية وللإرهاب وللحوثية الإرهابية, حمل كتاب (وجاء دور المجوس) , أو كتاب (ماذا تعرف عن حزب الله للكاتب علي الصادق) , أو زر موقع (شبكة الدفاع عن السنة) أسأل الله تعالى أن يجنب المنطقة والسعودية وجارتها الشقيقة الكويت الكريمة والعراق العزيز واليمن السعيد وجميع الدول العربية والإسلامية كل سوء ومكروه.

الف شكر
مروان بن الحكم -

الموضوع رائع جدا ومشخص جدا ،وهو دليل على قوة الذهن للكاتب ، ودليل على وعي سياسي ،وكما سمعت من الاصدقاء ان الكاتب سبق وا ن كتب كراسا نحو وعي سياسي عربي في الستينات ، هل يمكني ان احصل عليه ، المهم كان التشخيص في منتهى الموضوعية ،ونتطلب ا لمزيد من هذا الوعي واوصي الكاتب بقراءة تحليلات حزب التحرير فهي مثل هذا النفس ، شكرا لايلاف ام الوعي الليبرالي