أصداء

الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية3-4

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ماذا بقي فيَ من الإسلام ربما لمجرد أنني أتكلم العربية؟ أم لأنني أشعر أنني معني بقضايا العرب كجزء من هذه البشرية؟ هل ممارسة الطقوس الإسلامية الخمسة! أم لأنني من أصول إسلامية؟ كلها أسئلة وغيرها، يمكن أن يطرحها المسلم الأوروبي على نفسه، هل يمكن أن تمنع عني هذه الأسئلة في" أن أصبح مواطنا أوروبيا بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى؟
مشكلة أوروبا مع الإسلام العربي أم مع الإسلام بالمطلق؟ أين كانت هذه المشكلة قبل عقدين من الزمن؟ كانت شوارع باريس مليئة بالسائحات الخليجيات المنقبات، كان الأوروبي شغوفا بالمعرفة،ولازال...
شغوفا ليعرف ماذا تحت" الخمار الأسود؟ ولكن لم يكن يشعر أن هذا الخمار يشكل تهديدا لحضارته أو ثقافته..ربما هنالك ما يدعو لشيء من الابتسامة المريرة، إنني مسلم..وعربي..ومهاجر..وغير مرغوب فيه، علماني، ملحد، شيوعي، لبيرالي، يساري، ديمقراطي، هذه بضاعة تتاجر بها في بلادك، وليس هنا في بلادها، أو بلادنا" نحن من صدرها إليكم...تسفيل العرب هذا هو المعنى من كل هذا الضجيج، حول النقاب، وحول الإرهاب...هم يعرفون مصادره ويعرفون مموليه، هذا شأن عربي خاص...
أما موضوع الهجرة والخوف من الهجرة، يمكن أن يلمسه المرء، المهاجر عموما بات غير مرغوب فيه في أوروبا، يتحدثون عن الهجرة الأفريقية، حتى ولو كان المهاجرين غير مسلمين...الهجرة غير العربية، لا تعطى أبعادا سياسية، فقط الجاليات العربية هي التي تسفل...مسيحية كانت أم مسلمة...ماذا تحت" الخمار الأسود" نفط وإسرائيل واستبداد عربي مزمن وعريق، وله في سجل الخلود الأرضي حكاية، كحكاية ألف ليلية وليلة، دون أن تنتهي لياليها، وكلما شارفت على الانتهاء يبدأ العد من جديد..توريث جمهوري...هذه المعادلة التي تدافع عنها أكثرية النخب السياسية الأوروبية الآن...هذه الثلاثية هي التي يسترها الإعلام الأوروبي، ويضع عليها النقاب، نقابه الخاص.
بلجيكا حظرت النقاب اليوم...وأنا مع أن تحظر كل أوروبا النقاب في الأماكن العامة..وأن تظهر المنقبة وجهها عند اللزوم القانوني... لكن الأمر كله مرهون بتجدد الاستبداد العربي ضمن اللوحة الثلاثية، التي صنعتها أوروبا، ولازالت تحتاجها...
عندما أطلت نخب أوروبية، تجد مصلحتها في إشاعة الديمقراطية في الدول العربية، أغلقوا الباب بوجهها.
الذي حدث في العامين الأخيرين، هو انتصار اليمين التقليدي الليبرالي الأوروبي...وانكفاء التيارات الليبرالية العولمية...اليمين التقليدي الليبرالي الأوروبي..عرف وخبر هذه المنطقة العربية...وأمن تاريخيا مصالحه عبر نظم الاستبداد...واكتشف أن تحرر الشعوب العربية، أمر مرفوض وخطر على مصالحه...
الشعب الإيراني نزل إلى الشوارع يطالب بحريته...ماذا كان موقف أوروبا هذه؟
الحكاية هنا ليست حكاية ثقافة، والنقاب حكاية تافهة في مجريات الأحداث..لو تم طرح التصويت على منع النقاب على الجاليات الإسلامية في أوروبا...لنجح بنسبة ساحقة..لو بادرت بلجيكا..وجربت بأن تطرح موضوع منع النقاب على جالياتها المسلمة...لوجدت أن النتيجة ستكون لصالح منع النقاب...
لتبادر كل الدول الأوروبية وتطرح موضوع منع النقاب أولا على التصويت لدى الجاليات المسلمة..
- ارتدت الصحافية الفرنسية إليزابيث إلكسندر بمجلة "مارى كلير" الفرنسية النقاب لمدة 5 أيام وانطلقت في شوارع باريس لتكتب تجربتها الشخصية. وتُفرد المجلة خمس صفحات في عدد مايو (آيار) المقبل لهذه التجربة التي واجهتها خلف النقاب يوماً بيوم، والتي قام بتوثيقها بالصور زميلها المصور آلان كيلر. المنتقبات يدافعن عن موقفهن، في مقابل هجوم سهام حبشي، رئيسة جمعية "لا عاهرات ولا خاضعات"، على النقاب واعتباره على حد قولها "رمزاً لاضطهاد المرأة"، وكذلك جان فرانسوا كوبيه- سياسي فرنسي مخضرم ورئيس مجموعة الاتحاد من أجل حركة شعبية- المشارك في حملة منع النقاب، الذي اقترح غرامة ٧٥٠ يورو على من تخرج عن الحظر. معسكران متضادان تحول الحوار بينهما إلى حوار "الطرشان"، ولكنه حوار يثير لعاب وسائل الإعلام التي لم يعد لديها إلا هذا الموضوع، وطبقاً للإحصاءات الرسمية الفرنسية فإن هناك ١٩٠٠ امرأة منتقبة في فرنسا. تتساءل إليزابيث إلكسندر: كيف تم إحصاؤهن، وكيف نعرف أنهن مرغمات على النقاب كما يدعى البعض؟ وتضيف: المؤكد أن المرغمات على النقاب لن يجدن طريقهن للظهور أمام التلفزيون وسيُمنعن من ذلك- نقلا عن العربية...
هذا خبر طازج تناقلته وسائل الإعلام ..من أصل أكثر من ستة مليون مسلم في فرنسا...يوجد فقط 1900 إمراة منقبة..أعتقد أن هذه الصحفية الفرنسية الجريئة والتي تحترم مهنتها، قد وضعت يدها على الجرح: العلاقة بين السياسة والإعلام والنقاب، هنا جوهر القضية...
والسياسة لها بعد داخلي أيضا...ليست فقط بعد داخل اللوحة الثلاثية التي ذكرناها، ولكن اليمين الليبرالي التقليدي والمتطرف أيضا حتى ينجح بمواجهة يمين العولمة، والنيو لبيرالي، عليه أن يثير مسألة الهوية الحضارية والثقافية..وهنا الخطورة في الموضوع، لنلاحظ ذلك في الانتخابات البريطانية الآن!
ولاحظنا أن ساركوزي أثارها في حملته الانتخابية، وكذا اليمين الألماني...عليه أن يجند الشارع الغربي ضد خوف ما، خوف وإن كان موجودا فإنه مسيطر عليه تماما" هل تخاف أوروبا على حضارتها- قوتها من أقلياتها الإسلامية؟ هذه نكتة....وسأدفع الأمر خطوة إلى الأمام" لنفترض أن تنظيم القاعدة أعاد تكرار إرهابه مرة أخرى في أية دولة أوروبية، فهل الموضوع له علاقة بالنقاب، أو انه يؤثر على الحضارة الأوروبية في الحقل السياسي- حقل القوة؟
الموضوع يذكرنا بستالين الشيوعي الأممي" عندما استفز قومية الروس وأحيا القياصرة في مواجهة ألمانيا، وهو الجورجي أيضا" اليمين الأوروبي التقليدي يحتاج لاستثمار جديد من أجل إعادة الحياة له، وهذا ما حصل ويحصل الآن..الهوية الأوروبية..وفيها كل هوية على حدا..ألمانية فرنسية.. هنا تبحث مشكلة النقاب...
أما الجاليات المسلمة ورغم كل هذا الضجيج غالبية أجيالها تندمج في المجتمعات الأوروبية، وتستمد رموز هويتها الآن: من إسلام أوروبي تكرس عبر السنين كأمر واقع..والخطير في الموضوع لازال يتعلق بالجاليات العربية، التي لم تستطع الخروج من كون مرجعيتها هي" السلطات في البلدان العربية، وعندما تتخلص هذه الجاليات من هذه المرجعيات التي هي سبب في هجرتها، ويصبح لها مرجعيات تعددية أوروبية المصالح والقانون....عندها فقط يتغير مصيرها" نحو مواطن أوروبي مسلم...وهذا يقتضي من الدول الأوروبية، الدفع بالتجربة الألمانية نحو الأفضل، وصرف مبالغ حقيقية من أجل قيام مؤسسات، لمرجعيات أوروبية حقيقية..وليس البقاء في منطقة الرهان على ترحيل مسلميها...!
على المسلم الأوروبي أن يفصل بين دينه وبين احترامه للقانون في البلد الذي يعيش فيه، القانون ليس معتقد ديني...القانون الذي يسري على الجميع بمعزل عن أديانهم، ولا دين له خصوصية مطلقا تعارض القانون، الزواج من أربعة مثلا....إنه ظاهرة فردية...ويمكن للقانون الأوروبي أن يعالج هذه المسألة وفقا لنصوصه، لا أن تحال إلى حقل تسفيل كل الجاليات العربية المسلمة...كم مسلم عربي متزوج من أربعة في أوروبا؟...حتى في البلدان العربية هل هذه ظاهرة منتشرة؟ وأعتقد أن مرجعية أوروبية إسلامية، أمر سهل، لأن الإسلام عموما ليس فيه مؤسسة مرجعية واحدة...ليس لكل دولة عربية إسلامها وحسب، بل لكل منطقة في هذه الدول إسلامها...وماشاء الله مشايخنا أصبحوا أكثر من الطبقة العاملة!
أوروبا وطني...هذا العنوان الذي يجب أن ترفعه الجاليات العربية المسلمة، وبغير ذلك تبقى لعبة في يد تلك الثلاثية التي تحدثنا عنها...ومن هذا العنوان عليها أن تستمد هويتها...وليس من المسلمين الأوائل" بعض رؤساء العرب وملوكهم، وليس من بعض مشايخ العرب سواء كانوا بن لادنيين أم قرضاويين، سيستانيين أم حسونيين...تسمتد هويتها من البلدان التي تعيش فيها.
أما الحديث عن أن هنالك محاولات لأسلمة أوروبا، فهذا حديث من أجل الطرفة و"التهويش" ليس إلا، لأنه لا يوجد أساسا ما يستوجب التفكير بهذه الطريقة، سوى أوهاوم بعض الإسلاميين القليلي العدد والعدة، وتخوفات بعض علمانيي الشرق الجدد، إضافة إلى ثقافة استنفار الهويات العصبوية لدى اليمين الليبرالي التقليدي في أوروبا، وأحزابه بشقيها الليبرالي والديمقراطي المسيحي...يتبع

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Islam in Europe
Naser Hamory -

Dear writer You article describes exactly the reality of muslims in Europe. A few of the so called muslims in Europe are dreaming of creating the Islamic state or Khilafah in Europe and the rest of the world, and as usual, the European media takes advantage of such premative ideology manifested in the brains of the young unemployed muslims generations.My hope is that one day comes that we Arabs/Muslims in Europe try to live side by side and accept that we came to Europe to live in peace and away from persecution, poverty, lack of human rights in our countries. It is the duty of us to ignore all calls from outsiders so called Muslim clerics to rise up and establish an Islamic state, witch NON of us has ever experienced. The Niqab, Hijab is a dressing code that only suits, fits the Arab, muslim wold. I hope that Qardawi, Osam Bin Laden, and the rest of so called clerics can mind their own business and try to fix their own life before others. They are only business people playing on the ignorance of the under class immigrants of Europe. Thank you

مشكلة المسلمين
2242 -

عزيزي الكاتب مشكلة المسلمين هي الرجعية والعنصرية وإضطهاد المرأة وإن أرادو العيش حسب قوانين الأمم المتحدة وحقوق الإتسان فعليهم تنقيح كتبهم

مشكلة المسلمين
2242 -

عزيزي الكاتب مشكلة المسلمين هي الرجعية والعنصرية وإضطهاد المرأة وإن أرادو العيش حسب قوانين الأمم المتحدة وحقوق الإتسان فعليهم تنقيح كتبهم

نعم لزواجنا معهم
فاطمة -

يجب على المسلمين ان يندمجوا بشكل كامل بالمجتمعات الاوروبية اذا ارادوا ان يستمروا بالعيش ويبنوا لهم مستقبلا ولاطفالهم. وأول تلك الخطوات ان يسمحوا لبناتهم المسلمات بالزواج من شباب اوروبيين من اديان مختلفة اذا ارادت بناتهن ذلك, لا ان يعمدوا على قتل بناتهن وضربهن لمنهعهن من الزواج ممن يحببن من ابناء الديانات الاخرى.

الاخت فاطمة 3
ram canada -

الاخت فاطمة انا معك بهذا الكلام فهذه حرية شخصية للفتاه المسلمة ان تتزوج من تراه مناسبا لها ..ولكن الاهم هو الاندماج في المجتمعات الاوروبية التي قدمت للعرب والمسلمين الامن والسلام في الوقت الذي كانوا يحلمون به في بلدانهم ولكن بالمقابل ماذا منح العرب والمسلمين لاوروبا ؟ بقد منحوهم الحقد والكراهية والقتل والارهاب .وهذا ما جعل الاوروبيين الان يفكرون مليا ويشعرون بالندم بسبب ايوائهم لاناس لايستحقون عطفهم وكرمهم للظروف الانسانيةوعلى اساس حماية حقوق الانسان والتي اثبتهاالزمان بالادلة بان هذه الحقوق والتي خلقها الاوروبيين لا تليق الا بهم وحدهم

الاخت فاطمة 3
ram canada -

الاخت فاطمة انا معك بهذا الكلام فهذه حرية شخصية للفتاه المسلمة ان تتزوج من تراه مناسبا لها ..ولكن الاهم هو الاندماج في المجتمعات الاوروبية التي قدمت للعرب والمسلمين الامن والسلام في الوقت الذي كانوا يحلمون به في بلدانهم ولكن بالمقابل ماذا منح العرب والمسلمين لاوروبا ؟ بقد منحوهم الحقد والكراهية والقتل والارهاب .وهذا ما جعل الاوروبيين الان يفكرون مليا ويشعرون بالندم بسبب ايوائهم لاناس لايستحقون عطفهم وكرمهم للظروف الانسانيةوعلى اساس حماية حقوق الانسان والتي اثبتهاالزمان بالادلة بان هذه الحقوق والتي خلقها الاوروبيين لا تليق الا بهم وحدهم

المسلم يهودي الامس
متابع -

الواقع ان المسلمين صاروا اليوم يهود اوروبا ؟! فاوروبا المسيحية رغم علمانيتها والتي اضطهدت اليهود وادخلتهم الافران هي تمارس اليوم نفس الدور على المسلمين لقد قال المسيحيون الاوروبيون نفس الحكايات عن اليهود وان كتابهم يقول كذا وان ثقافتهم كذا وانهم يجب ان يندمجوا لا ينظر الاوربيون الى انفسهم في المرآة ليروا كم هم فاشيون وعنصريون ومتعصبون ضد الاخر ان المسلمين اليوم في اوروبا هم يهود الامس وسوف يمارس عليهم نفس ما مورس مع اليهود لانعرف شكل المحارق والافران حتى الان ولذلك نطالب المسلمين الاوروبيين التفاهم مع الحكومات الاوروبية لحل هذه المعضلة وليكن عبر توطين المسلمين في جزر غير مأهولة في المتوسط او المحيط او اعطاءهم منطقة الاندلس في اسبانيا على اساس ان اجدادهم مكثوا فيها اكثر من اليهود في فلسطين

لالايجوز
عابر -

لماذا تتخفون تحت اسماء مسلمات ؟! هذا منتهى الجبن !! لا يجوز لمسلمة تؤمن بالله وحده لا شريك له ان تتزوج من مشرك او ملحد ولو اعجبها الا ان يؤمن بالاسلام ويصير مسلما وليكن هذا شرطها ذلك ان المشرك والملحد يدعو الى النار والله تعالى يدعو الى الجنة

لالايجوز
عابر -

لماذا تتخفون تحت اسماء مسلمات ؟! هذا منتهى الجبن !! لا يجوز لمسلمة تؤمن بالله وحده لا شريك له ان تتزوج من مشرك او ملحد ولو اعجبها الا ان يؤمن بالاسلام ويصير مسلما وليكن هذا شرطها ذلك ان المشرك والملحد يدعو الى النار والله تعالى يدعو الى الجنة