بين طوارئ مصر ولا طوارئ سورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
" قبل أيام، أيدت الغالبية الحكومية الكاسحة في مجلس الشعب المصري مشروعا حكوميا يقضي بمدّ حال الطوارئ سنتين أخريين، على أن يقتصر تطبيقها على حالات مواجهة اخطار الارهاب وتمويله وجلب وتصدير المواد المخدرة والاتجار فيها". وقد واجه هذا القرار حركة احتجاج قوية، أعلنت معارضتها لذلك التمديد في مجلس الشعب وفي الشارع، واعتبرت أن ادعاءات الحكومة في تحديد مدة تطبيق القانون بسنتين وحصر مجاله بالإرهاب والمخدرات ليست أكثر من "مجرد عملية تجميل لا تغير شيئا ولا تخفف ثقل قيود الطوارئ على الحريات العامة وتسميمها للبيئة السياسية في البلاد" وعلى الرغم من وصف ملاحظين حقوقيين لموقف الحكومة المصرية بأنه "محاولة مكشوفة لذر الرماد في العيون، والالتفاف على اجماع كل القوى الحية في المجتمع حول مطلب الالغاء الفوري للطوارئ".لكنهم أقروا بأن اهتمام المسؤولين المصريين بتبرير تجديد العمل بالطوارئ هذه المرة "مؤشر لشعورهم بتنامي الضغوط" عليهم. حدث هذا في مصر، ونقلت الضجة المرافقة له القنوات الفضائية، فشاهدنا وشاهد العالم صور الحراك المجتمعي والصراع السياسي المصري حول ذلك. إذ شارك في حركة الاحتجاج تلك 101نائبا، وصحف واقلام عديدة، إلى جانب اعتصامات جماهيرية علنية رفعت لافتات التنديد بقرارتمديد حالة الطوارئ، وطالبت بالتغيير الديمقراطي والإصلاح على كافة المستويات. وقد اشتبك رجال الشرطة مع المعتصمين ومنعوهم من تجاوز الحواجز حول مجلس الشعب.لكن لم يجر اعتقال أحد منهم، ولم يجر اتهامهم بإضعاف الشعور القومي أو غيرها من التهم المماثلة على جري العادة في أكثر من بلد عربي! بالمقابل، هناك صمت مطبق حول حالة الطوارئ المطبقة في سوريا، وهي مستمرة في بلادنا منذ سبعة وأربعين عاما بدون انقطاع ولا تحديد، ولم يجرعليها أوعلى قانونها أي تعديل.
تتساءل افتتاحية موقع إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، عن سر الضجة التي رافقت الحديث عن قانون الطوارئ في مصر، مقارنة مع الصمت المطبق على قانون الطوارئ في سورية؟
المجتمع المصري يغلي بالديمقراطية، وتتفتح قواه الحية في ظل الحرية النسبية مقارنة في بقية البلدان الشرق أوسطية، وهذه الديمقراطية النسبية وحريتها، مقوننة في مصر، حتى طوارئها القديم والجديد مقونن، هذا أمر يجب توضيحه، وعدم نكرانه والالتفاف عليه، بينما نحن في سورية، لا طوارئنا مقونن، ولا هامش الحرية الطفيفة مقونن أيضا، هذا الهامش الموجود الذي يعبر عن استراتيجية أمنية أكثر منها قانونية، يجعله لخدمة السلطة دون خدمة المجتمع السوري، بعكس مصر تماما، لا يستطيع النظام في مصر، حتى لو أراد أن يلغي ما تحقق ديمقراطيا في مصر، وأعتقد أيضا أن الطوارئ في مصر هي جزء من استراتيجية سياسية أكثر منها أمنية. والتي ينقصها بندين دستوريين رئبسيين" الأول- إلغاء حصر دين رئيس الدولة بالإسلام، لأنه يحمل تمييزا ضد المواطنين المصريين من غير المسلمين، والثاني محاولة إنهاء القيود السياسية المفروضة وبعض العراقيل البيروقراطية على من يترشح لرئاسة الدولة المصرية"
في مصر حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات والمعتقد، مكفولة دستوريا، ولا يستطع قانون الطوارئ خاصة بعد تعديله أن يمس بها. حرية التظاهر والاحتجاج وكافة أشكال النضال الديمقراطي متاحة ومكفولة أيضا دستوريا. من وجهة نظري أن الوضع المصري لا يقارن بالوضع السوري، أما الحرية النسبية التي رافقت مجيء الرئيس بشار الأسد إلى السلطة، فهي بيد أجهزة الأمن وليست بيد الدستور والقانون. رغم أن هذه الحرية النسبية لا تقارن بعهد الأسد الراحل، إلا أنها بقيت تدار بطريقته. نعم ما يتمتع به المثقفين السوريين وكتاب سورية الآن من هذا الهامش غير المقونن، لا يقارن بقمع العهد السابق. الأمر الأهم في سورية، أن كل ما يتعلق بطبيعة النظام السياسي وممارساته، محمية بلا قانونية قانون الطوارئ السوري. تستطيع السلطة وأجهزتها القمعية بلمحة بصر أن تحول هذا الهامش الضعيف والنسبي من الحرية إلى زنزانة بحق أي مثقف أو كاتب سوري، أو ناشط حقوقي. وليس أدل على ذلك الاعتقالات الانتقائية المستمرة، ومنع ألوف النشطاء والمعارضين من السفر، وقطع أرزاقهم وترك مصيرهم أحيانا عرضة لمزاج المسؤول الأمني في كل منطقة على حدا. السبب أن السلطة السياسية في سورية، لا تستطيع أن تكون سلطة قانونية حتى بقانون طوارئها. في مصر تستطيع العديد من الجهات مراقبة قانون الطوارئ، ومحاكمته علنا في محاكم مصرية، أما في سورية، فهذا امر لا يمكن المساس بلا قانونيته. عشرات النواب معارضين شرسيين للنظام المصري، ومؤسسات المعارضة المصرية ومنظمات مجتمعها المدني وصحافة العرب كلها تراقب الوضع المصري، وهو في حالة انكشاف تام أمامها، أما في سورية فهذا المجال مغلق ومسكوت عنه تواطأ من معظم وسائل الإعلام العربية.
وكما يقول ميشيل كيلو المفكر السوري والخارج حديثا من المعتقل"أوجد قانون الطوارئ تغطية قانونية لقمع الخصوم الداخليين، واستخدام العنف ضد المواطنين، وحول- السياسة الطوارئية- إلى فسحة تعج بحالات استثنائية معادية لأية حال طبيعية، ولاغية لأي تعاقد أو أثر من تعاقد بين الدولة والشعب، ولأي قانون دستوري يمكن أن ينظم علاقات ومصالح وأدوار مكونات المجال الوطني، ويحفظ حريتها ووجودها، وأية رقابة على السلطة وأجهزتها، وأية مساءلة قانونية لأركانها، وأي فصل حقيقي وملموس للسلطات الثلاث".
وكيلو يتحدث عن قانون الطوارئ عموما ولكن ما يميز قانون الطوارئ السوري عن غيره: أنه يستخدم أكثر ما يستخدم بشكل لا قانوني، وهذه مصيبة خطيرة مضافة إلى مصائب وجود قانون الطوارئ نفسه، لأنه في سورية يتم التعامل معه بشكل سري وكأننا في حالة حرب، ويجب ألا يعرف العدو، متى يعتقل ومن يعتقله وبأي سند قانوني، والأهم أنه حتى لو عرف لا يستطيع أن يحاسب أحدا، وهنا بيت القصيد غياب أية رقابة على قانون الطوارئ السوري، يجعله غير قانوني، ويكمل هذه المسرحية السوداء تواطؤ الإعلام العربي والعالمي مع الحالة اللاطوارئية في سورية، أما في مصر فالرقابة قوية على قانون الطوارئ.
التعليقات
kan
suria -kalam fadhi o ra7 ybqa fadhi
مقال منتهي الصلاحية
سليمان -هذا المقال بلاقيمة كله صف كلام مبرمج ومعروف وقديم , كانت الاتهامات موجه للنظام السوري باللغة الخشبية التي يتبناها نحن نرى الان بان لغتكم هي لغة خشبية . مجرد وضع كلام وجمل انتقائية معروفة بطريقة واسلوب كتابي حفظناه عن ظهر قلب يحمل في طياته كره وحقد واضح وهدفه تشويه صورة وسمعة وليس وضع النقاط على الحروف وتوصيف اوضاع سياسية واجتماعية بطريقة واقعية وعملية تدفعنا الى استنتاج افكار وابداع طرق عملية لتحول حقيقي سواء كان اقتصادي او سياسي او اجتماعي او حتى ثقافية وادبي وفني .. نريد تغير في سوريا ولكن نريد برامج وتوصيف الحالات بطريقة موضوعية وحيادية لاتلمح الى شخصانية او كراهات او احقاد نريد رفع مستوى الحوار بحيث نستطيع الوصول الى حلول لمشاكل او بالحد الادني توصيف المشكلة ثم الانتقال الى الحلول
الطوارق في سوريا
جبل زين العابدين -الفرق كبير يا سيد غسان بين الطوارئ في مصر والطوارق في سوريا، حيث اننا في سوريا لدينا قائد كبير ابن قائد رمز و مخابرات رمز واساليب اقناع تشكل رمزا لكل ذي لب و شعب ذو عزة وفخار و 7000 سنة حضارةو قد تعود على قانون الطوارق بتقادم الزمن كما ان الارهاب والمخدرات موجودة ايضافي سوريا فلماذا الغاءالطوارق. اقترح اضافة الطوارق الى الكواسر و البواسل و الجوارح و.... التنابل ايضا
على رسلك
طالب -على رسلك ياعزيزي، الكاتب يعقد مقارنة موضوعية بين حالة الطوارئ في مصر وسوريا ويتلمس الفروق بين الحالتين بكل شفافية وواقعية. هل تريد أن يصف لك كل الكوارث والمآسي والنكبات التي أحلت بالشعب منذ أربعين عاماً ويزيد؟ إذا كان هذا مقصدك، فإنه يحتاج إلى مجلدات وليس إلى مجرد مقالة، ثم أليس النظام هو المتخشب بإصراره على فرض نظام الطوارئ بكل إفرازاتها على الشعب السوري طيلة هذه الحقبة المريرة. أما إذا أردت أن تعرف ما هي المشكلات الحقيقية، بطريقة لاشخصانية على حد قولك، فهي أكثر من أن تحصى، وماعليك إلا الرجوع إلى آلاف المقالات وعشرات الكتب التي إستعرض فيها أحرار سورية، الذين رمى بهم نظامك وراء القضبان، وبكل حيادية وموضوعية كل الأوضاع التي آلت بنا إلى مانحن عليه اليوم على أيدي جلاوزة هذا النظام وأتباعه والموتورين من أمثالك. أما إذا كنت لاتصدق هؤلاء (العملاء) الذين أوهنوا عزيمة الأمة وأفقدوها هيبتها- التي يبق لها أثر بعد أن حلقت طائرات العدو فوق قصر رمز الدولة وعنوان سيادتها- فإقرأ ماكتبه روبرت فيسك وجورج آلات وباتريك سيل، ربما كان هؤلاء من غير المغرضين والمتحيزين.
ماذا أقول
لبنانى وأفتخر -حقيقى جرائة وتبجح سورى لا مثيل له..ماذا أقول هل أقول ممثلين؟ والله تفوقتم على الممثلين . هل أقول بائعين كلا فقط ؟ طبعا هذا معروف للعالم أجمع. كاذبين منافقين ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووالله ينتقم منكم يارب.
الاوضاع البائسة
Samer -السيد الرئيس ارجو ان تعتني بالداخل السوري ولاتتركه للضياع من اقربائك ومخابراتك , ياسيادة الرئيس الشاب شعبك في عهدك اصبح جائعا فقيرا ذليلا بأكثر ما مر عليه في كل تاريخه, الشباب يائس ومحبط ونسبة الانتحار بين الشباب السوريين هي الاعلى في العالم رغم ان الدين الاسلامي ينهى عن قتل النفس. الدعارة ياسيادة الرئيس منشرة بشكل مخيف في المجتمع السوري كنتيجة للفقر المدقع وتفشي الفساد وحيث تحمى هذه الدعارة من ضباط كبار في مخابراتك لأن راتبهم لايكفي الشرطة ياسيادة الرئيس فاسد جدا ويحيلون المجرم الى ضحية والضحية الى مجرم اذا دفع لهم.
على الاقل ليس طائفيي
Syrian -ربما منافقين او كاذبين و هذا ليس عيبا لكن على الاقل ليس طائفيين و مصاصين دماء .... هيهات ان نصبح مثلكم ..
انها مأساة حية
محمد -لايعرف إن كان حافظ الأسد وابنه الوريث بشار قاما بقراءة ماكيافيللي أم لا! ولكننا متأكدين من أن أبرز أوجه طريقتهما في الحكم هي الترجمة المفرطة في التطرف للنصيحة الماكيافيللية (للأمير) التي تشدد على أنه أكثر أماناً للقائد أن يخافه الناس من أن يحبونه وبالفعل، عمل الأسدين على زرع الخوف في قلوب الناس.. وخافهما الناس. لا بهمِّ محبة المواطنين لهما بل بالقلق على عرش الرئاسة تعامل الأسدان مع السوريين؛ لا بعقلية الوطني الخادم لقضايا الشعب والوطن والدولة بل بذهنية المهووس في أمنه وهيمنته وسيطرته حكم الأسدان سورية، ولعل الوصف الأدق لفهم الأسد الاب ومؤرقاته يأتي من رفيقه السابق حمود الشوفي الذي عرفه عن قرب وخلص أن نظرة الأسد للأمور لم تكن نظرة رجل دولة بل كانت نظرة رجل أمن.
Where is the law
Syrian -I think there is no independent law in Syria at all not only emergency law is under control of the the big inlegence offecers but all laws and people lives are and they fit the law depending on the situation
في اي جهاز تعمل
محمد السوري -كلامك ضد الكاتب كلام مدفوع الثمن .. لعلك تعمل في احد اجهزة الاستخبارات السورية .ماهو اعتراضك على نقد حالة الطواريء في سوريا ؟؟؟لا جواب الا انك تتقاضى ثمن ردك
و انتما ايضا
محمد السوري -و انتما ايضا تعملان في احدى اجهزة النظام القمعي في سوريا
فرق
متابع -الفرق الجوهري بين النظامين المصري والسوري يكمن في ان النظام السوري الطائفي العائلي يعتبر الشعب السوري عبيدا وليس مواطنين او بشرا.وايضا ان الشعب المصري اكثر وعيا وتنظيما ومعارضة واكثر شجاعة حاليا.ولا يوجد كثيرون بين الشعب المصري من أمثال هذا ال سليمان صاحب تعليق يضحك على نفسه.
لايوجد اي شبه
مهاجر -لايوجد شبه بين طوارئ مصر وطوارئ سوريا لكون في مصر محدد ضد الارهاب وضد الخلايا النائمة المفسدة للبلاد وللعباد وشيئا ما ضد الحرية لكنك في النهاية تستطيع انتقاد الرئيس مباشرة وتفعل ماتريد بكل حرية اما في سوريا فلا يستطيع اي شخص انتقاد الرئيس او مجرد الهمس بأسمه بكلام غير لائق حتى بينه وبين نفسه ولك حرية انتقاد باقي الدول بما فيها رؤسائها عدا ايران المقدسة لدى النظام السوري وحتى الرئيس نفسه لايستطيع انتقاد ايران خوفا من الضرب على رأسه بالمطرقة الايرانية ثم يكفيك انه لم يتجاوز سن الرشد ومع ذلك احكم قبضته على السوريين كبارا وصغارا ولن يستطيعوا النطق ببنة شفه فيما هم عليه وسوف يأتيك الان وكالعادة الموظفون في الاستخبارات السورية ويمجدون الاسد ويطعنون البقية كعادتهم
قلعة الصمود
سوري بعثي -السبب بسيط سوريا هي قلعة الصمود والقومية والممانعة والرفض والتحرير والمقاومة لذلك يحق لها البقاء تحت حالة الطواريء.