كم نصراً يحتمل لبنان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إنها الذكرى العاشرة للتحرير. لبنان اليوم اقوى مما كان عليه. ولبنان اليوم أضعف من أي وقت مضى. عشية الذكرى كان لبنان مشغولاً بانتخاباته البلدية والاختيارية، في حين كانت إسرائيل مهمومة بتنفيذ مناوراتها العسكرية الضخمة (تحول 4). يمكن القول ببساطة ان لبنان اليوم اكثر اطمئناناً حيال احتمال شن إسرائيل عدوان جديد على لبنان، في حين تبدو إسرائيل الطرف الأكثر قلقاً من انفجار ما على جهة او أكثر من الجهات القلقة التي تحدها. ايهود باراك، يبدي قلقاً امام مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، من احتمال تحول الضفة الغربية إلى غزة ثانية او جنوب لبنان، في حال الوصول إلى اتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. ذلك ان مرمى النظر الإسرائيلي يدرك يوماً بعد يوم ان المنطقة ما زالت تنظر إلى دولة إسرائيل بوصفها جسماً غريباً وممرضاً ينبغي استئصاله. خاضت إسرائيل حروباً عديدة وكل مرة كانت تريد من حربها ان تكون حرباً اخيرة. على الأقل حرباً تلغي استعدادات الحرب لدى الطرف الآخر. لكنها كلما انهت حرباً منتصرة او مهزومة او بين بين، وجدت نفسها تستعد لحرب مقبلة.
لبنان في هذا المعنى هو مصدر القلق الإسرائيلي الأول، والأرجح ان وقوعه في هذا الموقع يدفع بالدول والشعوب والنخب في الدول العربية وبعض الدول الإسلامية إلى توخي العدوى منه. لكن لبنان نفسه الذي يشكل مصدر القلق الإسرائيلي الأول ليس بألف خير، وقد يكون وقوعه في هذا الموقع هو السبب في أنه ليس بخير. ذلك ان مثل هذا الاستعداد الحثيث لحرب مقبلة، يحمّل البلد الصغير ما لا طاقة له على حمله. ورغم ان تخلص لبنان من هذا العبء الكبير الذي يثقل كاهله لن يتم بسحر ساحر، إلا أن هذا الثقل سيترك آثاره الخطيرة على مستقبل لبنان سواء حصلت تسوية ما شاملة وعادلة للصراع العربي الإسرائيلي او لم تحصل. ذلك ن البلد او بعضه على الأقل موقوف في الاقتصاد والازدهار والثقافة والاجتماع لموجبات الاستعداد للمعركة المقبلة. وهي معركة يعرف اللبنانيون والإسرائيليون ايضاً انها لن تكون سهلة على الإطلاق.
الرئيس اللبناني ميشال سليمان يعتبر ان حمى التدريبات والتسلح الإسرائيلي التي تقابلها حمى الجهوزية لدى المقاومة في لبنان، هي ما يمنع إسرائيل من الاعتداء على لبنان. لكن الرئيس سليمان يعرف ايضاً مثلما يعرف الجميع ان حمى الجهوزية هي ايضاً ما يجعل اسرائيل ترى ان الحرب مقبلة لا مفر منها. حسب تعبير ايهود باراك الواضح: كل حرب تخوضها إسرائيل تؤدي إلى فترة هدوء يجب ان لا يستهان بها، لكنها ايضاً فترة استعداد لحرب مقبلة. والأرجح ان كل حرب تجب سابقاتها، عنفاً وقتلاً وتخريباً. ذلك ان كل طرف من الأطراف يريد ان يلقن عدوه درساً اقسى من الدرس السابق. في حرب إسرائيل الاخيرة على لبنان، تبادل الطرفان تلقي الدروس وتلقينها. النصر الذي حققه حزب الله كان نصراً مؤلماً وموجعاً للبنان، لكنه أيضا كان مؤلماً لإسرائيل بما لا يقبل الجدل والشك. وإذ يرى البعض ان إسرائيل لا تستطيع ان تتحمل هذا الكم من الألم بعد، ولذلك هي تحجم عن الدخول في مغامرة جديدة، فإن السؤال اللبناني الذي لا يُسأل أبداً هو التالي: إلى اي حد يستطيع لبنان احتمال الألم؟
في الذكرى العاشرة للتحرير، ما زال لبنان يتلقى المساعدات العربية والإيرانية لإعمار ما هدمته الحرب، وما زال بعضه مهدماً. ذلك ان البناء يقوم حجراً فحجراً لكن الهدم يتم دفعة واحدة. المشكلة ان البلد الذي لقن إسرائيل درساً قاسياً وجعلها أقرب ما تكون إلى اليقين من استحالة الاستيلاء عليه، لم يتعلم من ألمه الدروس التي يجب ان يتعلمها. وفي مقدمها بل اساسها، ان واجب المقاومات الأول ان تسعى لإلحاق اكبر قدر من الخسائر في جهة العدو واقل قدر من الخسائر في جهتها.
حرر لبنان أرضه، وعاد وانتصر في حرب العام 2006. ثمة سؤال ينبغي ان يطرح علناً: كم نصراً مثل هذا النصر في وسع لبنان ان يتحمل؟
التعليقات
المقاومة في لبنان
F@di -لبنان عنده انتصار المقاومه على اسرائيل....و باقي ما تبقى هو هزائم جيوش عربيه
جعجع بطل
اسرائيلي -اتهم رئيس الهيئة التنفيذية في ;القوات اللبنانية ; سمير جعجع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بأنه ينطق باسم فريق محدّد من اللبنانيين، معتبراً أن موقفه من الاستراتيجية الدفاعية لا يمثل وجهة نظر جميع اللبنانيين وأكثر من ذلك، لا يعكس خطاب القسم. ورأى جعجع، خلال مؤتمر صحفي عقده في معراب، أنه لا يمكن لرئيس جمهورية توافقي أن يتحدث باسم فريق من اللبنانيين ويتبنى موقفه، واعتبر انه من المفروض أن يعبر عن رأي الأكثرية الساحقة من المواطنين. وأشار إلى انه وكمواطن عادي لا يعتبر أن موقف سليمان يمثل رأيه، متمنياً منه أن يعود إلى خطاب القسم ويعمل على أساسه. ولفت إلى أنّ المقاومة تبقي لبنان ساحة مشرّعة مشيراً إلى أنّ بعض المسؤولين الرسميين لا يتحملون مسؤولياتهم.
لا احبه
محمد -اقولها صراحة لا احب حزب الله .. لكن اعطني قائد عربي واحد ارسل ابنه للشهادة ؟؟؟!!الم يرسل نصر الله ابنه هادي للشهادة؟؟؟هل يكفي انه من مذهب مختلف لنحارب الرجل .. طيب ما هو كل حاكم عربي خائن ليش نوصل عند هذا و نصير شرفاء
رائع
someone -كالعادة مميز بلال خبيز. كم نصر يتحمل لبنان وكم غبي ومستهتر بارواح الشعب ومستقبله سنتحمل بعد. ابدعت وفي الصميم
really
khaled -He did not really send him for shahada. It was out of his hands and I bet you he regretted it. No man would wish death for his son, even if shahada.Thank you Bilal for a great article.
النصر وبس
محبة للسيد نصر الله -لا ابداع ولا شي، كلامك مبطن وفيه معاني كتيرة، اصلا ما حدا بيحب يجيب الدب على كرمه وبالمقابل ما بنحب حدا يعتدي علينا، السيد والمقاومة الوحيدين اللي تصدوا للعدوان وراح يتصدوا لاي عدوان تاني، نحن لها ومع السيد، والخراب اللي عم تحكي عليه كان في منطقة معينة وتحملها الناس بطيبة ورجع السيد نفذ وعودا للناس لانو صادق،، وما في شي بدون ثمن، والثمن اللي عم يدفعو ا لبنان بسبب جهل المسؤولين للقضية وما حدا عم يتحمل المسؤولية غير السيد الكل بيتركوه، وادا رجعلنا بلدنا بنقول خسارة
not your problem
omar -it''s not your problem,
اي نصرا
شوقي ابوزعني -اي نصر يتكلمون عنه نعم خرجت اسرائيل في عام الفين من لبنان ,ولكن ليست مقاومة نصرالله ولا حزبه هم الوحيدين من اخرجوها من جنوب لبنان ,كانت هناك احزاب اسلامية وعلمانية اخرى كان لها فضل الكبير في دحر جيش المحتل .وهناك فصائل فلسطينية وقفت الى جانب اللبنانيين في مقاومتهم ضد المحتل الاسرائيلي ...ان المقاومة ليست محصورة بشخص او طائفة ,,,ولكن الظروف التي اتيحت امام حسن نصرالله لم تتح امام احد اخر من قادة المقاومة الوطنية اللبنانية ,,,وخاصة ان خزائن طهران كلها فتحت في تصرفه .{اي الاموال النظيفة}...نعم ان انسحاب اسرائيل اتى نتيجة ظربات المقاومين الابطال ..وانسحبت اسرائيل تحمل هزيمتها من جنوب لبنان ..ولكن ما حصل عام 2006 كان تدمير كامل لكل البنى التحتية اللبنانية وتشريد مئات الوف العائلات اللبنانية وتدمير قرى في اكملها وقتل ما يزيد عن 1400 مواطن لبناني اي نصر يتكلمون عنه .نعم قصف لبنان من جنوبه الى اقصى شماله ومن شرقه الى غربه ...وطهران خامنئي تشاهد عن بعد ولم ترسل احد ليساعد في دحرالاعداء وصد العدوان ..
اي نصرا
شوقي ابوزعني -اي نصر يتكلمون عنه نعم خرجت اسرائيل في عام الفين من لبنان ,ولكن ليست مقاومة نصرالله ولا حزبه هم الوحيدين من اخرجوها من جنوب لبنان ,كانت هناك احزاب اسلامية وعلمانية اخرى كان لها فضل الكبير في دحر جيش المحتل .وهناك فصائل فلسطينية وقفت الى جانب اللبنانيين في مقاومتهم ضد المحتل الاسرائيلي ...ان المقاومة ليست محصورة بشخص او طائفة ,,,ولكن الظروف التي اتيحت امام حسن نصرالله لم تتح امام احد اخر من قادة المقاومة الوطنية اللبنانية ,,,وخاصة ان خزائن طهران كلها فتحت في تصرفه .{اي الاموال النظيفة}...نعم ان انسحاب اسرائيل اتى نتيجة ظربات المقاومين الابطال ..وانسحبت اسرائيل تحمل هزيمتها من جنوب لبنان ..ولكن ما حصل عام 2006 كان تدمير كامل لكل البنى التحتية اللبنانية وتشريد مئات الوف العائلات اللبنانية وتدمير قرى في اكملها وقتل ما يزيد عن 1400 مواطن لبناني اي نصر يتكلمون عنه .نعم قصف لبنان من جنوبه الى اقصى شماله ومن شرقه الى غربه ...وطهران خامنئي تشاهد عن بعد ولم ترسل احد ليساعد في دحرالاعداء وصد العدوان ..