أصداء

العراقي الذي مات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هذه المشاعر المتشائمة هي مقطع مستلّ من مذكراتي عن زيارتي الأخيرة الى العراق. أمنية كبرى لي أن أشاهد أو أسمع في قابل الأيام من أخبار العراق والعراقيين ما يطيح بهذا التشاؤم ويعيد إلي الأمل بولادة جديدة لأرض الرافدين.

***

في هذه الزيارة كنت أفتش عن العراقي الذي عرفت، والذي عرفه آخرون أيضاً وسحروا بابداعه وحكمته وشهامته. بصراحة، لم أعثر عليه. هل أنت موجود في أماكن منسية لم أمر بها في زيارتي الخاطفة (أسبوعاً واحداً)؟ أم أن شظايا التفجيرات ورصاص الجنون وسكاكين الحقد ومجاهيل المنافي قد أنهت وجودك؟ إنني أرتجف رعباً من هذه الفكرة، فأن تموت يا ابن سومر يعني أن أموت أنا، وأن نموت جميعاً.

بعد كل المصائب التي حلت بالعراقي منذ 2003 الى اليوم، لم يعد له وجود. لقد مات كل ما أحببناه فيه، فمات. لا ألوم عراقياً على ذلك. ألوم فقط المنحرف المعتوه جورج دبليو بوش. يقول ان رسالته هي تحرير الشعوب؛ ما أراه هو ان رسالته كانت تسقيط الأفراد والشعوب معاً.

ما وصفه الأصدقاء لي عن طبيعة سير الأمور هنا لا ينطبق عليه وصف السقوط بدقة، وحاولت دون جدوى العثور على وصف أكثر دقة. هناك توصيفات مقاربة، مثل: تطبيع السقوط (أي تبنّيه والعيش بصحبته كحالة دائمة)؛ أو "الفوضى الخلاقة" (أسلوب في الممارسة الاحتلالية نصح به الاسرائيليون سلطة الاحتلال الأمريكية في الأيام الأولى لاحتلال العراق) لكن ليس في المجال العسكري وإنما الاجتماعي حيث يصبح تدمير القيم القديمة شرطاً لخلق وسط أخلاقي جديد يمكن أن يؤسس "عراقاً جديداً" لا علاقة له بما نعرفه نحن العراقيين عن انفسنا. الفوضى هنا هي فوضى المبادئ! ثمة كلمة تتكرر هنا عشرات المرات يوميا في البرلمان والاعلام وكل مكان: التوافق! الحكومة والقضاء والاعلام والادارة والمال والمجتمع والقيم والاخلاق و.. و.. كلها تجري بالتوافق! كل شيء يمكن أن يكون عقابه الموت ويمكن أن يكون مقبولاً، وفقا لعلاقته بالتوافق مع الآخرين. منتهى التطرف يتعايش مع منتهى التطرف المقابل بصفقة توافقية! كل شيء صلب عند الحاجة وهش عند الحاجة. أضف الى ذلك حالة جديدة انتشرت مع موجة النهب الشاملة وخلال ثقافة التعامل مع المحتلين، فحواها المنفعة الأنانية المباشرة الفجة، بمعنى انتفاء وجود أي مبدأ أو قيمة شخصية يمكن أن تحول بين الشخص وبين تحقيق رغباته المادية أو الجسدية أو العاطفية. وفي ظل الموت بالصدفة، وتدمير الأُسَر بين التهجير والقتل، اختفت قيمة الحياة نفسها، لتختفي معها أي قيمة لأي شيء.

أريد أن يطلع العراقي يوماً ويصرخ في وجهي: أنت مخطئ، فأنا حي وسأبقى.

سأنتظر ذلك اليوم طول حياتي.


samirtahir@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انت مخطيء يا سيد
Avatar -

ان العراقي مات منذ ان اتى صدام للسلطة او بالاحرى منذ ان جاء البعثيون ......ام جورج دبليو بوش فقد صنع معروفا للعراقيين ولو قدر ان ما فعله كان لشعوب اخرى تقدر ما فعله لاقاموا له تماثيل ولكن العراقيون اثبتوا انهم لا يستحقون الحرية ولا الديمقراطية لانهم اثبتوا ايضا انهم عربة يمكن لاي كان ان يدفعها كيفما يريد

انت مخطيء يا سيد
Avatar -

ان العراقي مات منذ ان اتى صدام للسلطة او بالاحرى منذ ان جاء البعثيون ......ام جورج دبليو بوش فقد صنع معروفا للعراقيين ولو قدر ان ما فعله كان لشعوب اخرى تقدر ما فعله لاقاموا له تماثيل ولكن العراقيون اثبتوا انهم لا يستحقون الحرية ولا الديمقراطية لانهم اثبتوا ايضا انهم عربة يمكن لاي كان ان يدفعها كيفما يريد

Injections and Force
Rizgar -

In mathematics, an injective function is a function which associates distinct arguments to distinct values. More precisely, a function f is said to be injective if it maps distinct x in the domain to distinct y in the codomain, such that f(x) = y.Artificial figures domain artificial outcomes,force can help , but not forever, Iraq should be divided, .

Injections and Force
Rizgar -

In mathematics, an injective function is a function which associates distinct arguments to distinct values. More precisely, a function f is said to be injective if it maps distinct x in the domain to distinct y in the codomain, such that f(x) = y.Artificial figures domain artificial outcomes,force can help , but not forever, Iraq should be divided, .

المرحوم
كاظم عليوي -

راح نقرآ الفاتحة على روح المرحوم ونلطم لطمية الاحزاب التي جاءت من ايران جارة السوء

المرحوم
كاظم عليوي -

راح نقرآ الفاتحة على روح المرحوم ونلطم لطمية الاحزاب التي جاءت من ايران جارة السوء

مستحيل
مهاجر -

لا ياعزيزي انت لست مخطئ بل هذا هو الواقع لم يعد العراق كما كان سابقا بيننا الفة ومحبة ونخوة وكرامة ابدا هذا الان لم يعد موجود انتهى عراق الامس بحلوه القليل ومره الكثير والان واتنبأ للعراق الحديث المزيد من الفرقة والفتن التي لن تبقي ولن تذر ولن يخرج من رحم الدولة العظيمة سابقا الا الفساد والظلم والجور والقتل بشتى انواعه ولن يخرج اي عالم من الاجيال الجديدة فهذا مستحيل في ظل الاوضاع الراهنة الا ان يشأ الله غير ذلك ولكن الصورة واضحة المعالم لاتحتاج الى تفسير فأحسن الله اجر الشعب في الدولة

مستحيل
مهاجر -

لا ياعزيزي انت لست مخطئ بل هذا هو الواقع لم يعد العراق كما كان سابقا بيننا الفة ومحبة ونخوة وكرامة ابدا هذا الان لم يعد موجود انتهى عراق الامس بحلوه القليل ومره الكثير والان واتنبأ للعراق الحديث المزيد من الفرقة والفتن التي لن تبقي ولن تذر ولن يخرج من رحم الدولة العظيمة سابقا الا الفساد والظلم والجور والقتل بشتى انواعه ولن يخرج اي عالم من الاجيال الجديدة فهذا مستحيل في ظل الاوضاع الراهنة الا ان يشأ الله غير ذلك ولكن الصورة واضحة المعالم لاتحتاج الى تفسير فأحسن الله اجر الشعب في الدولة

مخطئ؟
حباب -

وكأن العراقي قبل عام 2003 كان يعيش؟لعلك نسيت السجون والحروب والحصار واحواض الاسيد؟ او لعلك تتذكر ذلك او كنت منفذا في شلة القائد. العراقي بعد 2003 يدفع ضريبة اخطاء العقود الماضيه, كما البلدان التي تحررت من الشيوعيه كم اصابها اضطراب وأضطراب حتى استقرت , لأنها لاتعرف كيف تتعامل مع طعم الحريه وقد ذاقت المراره عقود طويله. لاشك انك مخطئ , فاعمامك العربان وأخوالك الفرس لم يسمحوا لبلد ان يذكرهم بالحريه, لذا شحذوا سكاكينهم لقتل ابناءه. ويكفي لمثلك فخرا ان أصحح لك فكره.

مخطئ؟
حباب -

وكأن العراقي قبل عام 2003 كان يعيش؟لعلك نسيت السجون والحروب والحصار واحواض الاسيد؟ او لعلك تتذكر ذلك او كنت منفذا في شلة القائد. العراقي بعد 2003 يدفع ضريبة اخطاء العقود الماضيه, كما البلدان التي تحررت من الشيوعيه كم اصابها اضطراب وأضطراب حتى استقرت , لأنها لاتعرف كيف تتعامل مع طعم الحريه وقد ذاقت المراره عقود طويله. لاشك انك مخطئ , فاعمامك العربان وأخوالك الفرس لم يسمحوا لبلد ان يذكرهم بالحريه, لذا شحذوا سكاكينهم لقتل ابناءه. ويكفي لمثلك فخرا ان أصحح لك فكره.

العراق
عراقي مغترب -

مشكلة العراق لايلام فيها العراقيون فقط. المجتمع الدولي متمثلاً بمنظماته, دول الغرب ودول الجوار, وكذلك كون العراق يمتلك مخزون نفطي هائل.سنوات الحصار جعلت من العراق بلداً هالك فقد خرجت معظم الطاقات العراقيه التي بواسطتها يمكن بناء مجتمع صحي. لاتنسى صدام والذي بدوره كان العامل الأكثر تاثيراً في إضعاف العراق وتحويله الى مجتمع مقهور تسهل السيطره عليه.بعد سقوط صدام ودخول الأمريكان وفتحهم للحدود على مصراعيها دخل من دخل من المخربين من دول الجوار وغيرها من مخابرات الدول التي لها مصلحه بأن يبقى العراق ضعيفاً. لم يكن أمام الشعب المسكين سوى الركون الى قياداته الدينيه لأيجاد الأمان ولكن الذي حصل هو أن الدين أستُخدم كسلاح فعال في إضعاف العراقيين أكثر فأكثر. اصبح القاده الدينيين هم الحكم ولديهم النفوذ الأكبر في التاثير على الناس وإرهابهم. حتى الأحزاب العلمانيه كالمالكي وغيره وإن كانت في الظاهر علمانيه فهي في الجوهو تساق بنفس الأيديولوجيه الدينيه. الحل في رأيي يأتي في البدايه عن طريق تطوير تفكير الناس العلماني, وكذلك تنمه الوطنيه في أفئدة انا جديد. فد قتل صدم ك شعور بالوطنيه كان يملكه المواطن العراقي العادي. متى ماتحرر الناس من خزعبلات الدين وميزوا الدين السوي وكذلك تنمى لديهم الشعور بالمواطنه العراقيه, عند ذاك سوف يبدأ العراق مسيرة اللحاق بالكب المتقدم وماهي الاّ مسأله وقت قصير وسوف ترى العراق الذي نتمناه ولا نجده الآن. تحياتي

العراق
عراقي مغترب -

مشكلة العراق لايلام فيها العراقيون فقط. المجتمع الدولي متمثلاً بمنظماته, دول الغرب ودول الجوار, وكذلك كون العراق يمتلك مخزون نفطي هائل.سنوات الحصار جعلت من العراق بلداً هالك فقد خرجت معظم الطاقات العراقيه التي بواسطتها يمكن بناء مجتمع صحي. لاتنسى صدام والذي بدوره كان العامل الأكثر تاثيراً في إضعاف العراق وتحويله الى مجتمع مقهور تسهل السيطره عليه.بعد سقوط صدام ودخول الأمريكان وفتحهم للحدود على مصراعيها دخل من دخل من المخربين من دول الجوار وغيرها من مخابرات الدول التي لها مصلحه بأن يبقى العراق ضعيفاً. لم يكن أمام الشعب المسكين سوى الركون الى قياداته الدينيه لأيجاد الأمان ولكن الذي حصل هو أن الدين أستُخدم كسلاح فعال في إضعاف العراقيين أكثر فأكثر. اصبح القاده الدينيين هم الحكم ولديهم النفوذ الأكبر في التاثير على الناس وإرهابهم. حتى الأحزاب العلمانيه كالمالكي وغيره وإن كانت في الظاهر علمانيه فهي في الجوهو تساق بنفس الأيديولوجيه الدينيه. الحل في رأيي يأتي في البدايه عن طريق تطوير تفكير الناس العلماني, وكذلك تنمه الوطنيه في أفئدة انا جديد. فد قتل صدم ك شعور بالوطنيه كان يملكه المواطن العراقي العادي. متى ماتحرر الناس من خزعبلات الدين وميزوا الدين السوي وكذلك تنمى لديهم الشعور بالمواطنه العراقيه, عند ذاك سوف يبدأ العراق مسيرة اللحاق بالكب المتقدم وماهي الاّ مسأله وقت قصير وسوف ترى العراق الذي نتمناه ولا نجده الآن. تحياتي

الى افاتار
عمر العراقي -

هل تعلم ياافاتار ان من وضع قصة الفلم السينمائي افاتار وضعها على اساس ماحصل للعراق والعراقيين بعد ان عاش في العراق سنتين خلال احتلاله وشبه شعبه بعمالقة افاتار اصحاب الارض الاصليين وهذا ماصرح به عند استلامه لاحدى الجوائز السينمائية عن قصة الفلم..فقبل ان تقيم تمثال لسيدك بوش (من طاح حظ هيجي مذلة) تأكد من اختيارك للاسم الذي يناسب العبيد ويرضي الاسياد وانصحك بمشاهدة فلم افاتار مرة اخرى عسى ان تفهمه

الى افاتار
عمر العراقي -

هل تعلم ياافاتار ان من وضع قصة الفلم السينمائي افاتار وضعها على اساس ماحصل للعراق والعراقيين بعد ان عاش في العراق سنتين خلال احتلاله وشبه شعبه بعمالقة افاتار اصحاب الارض الاصليين وهذا ماصرح به عند استلامه لاحدى الجوائز السينمائية عن قصة الفلم..فقبل ان تقيم تمثال لسيدك بوش (من طاح حظ هيجي مذلة) تأكد من اختيارك للاسم الذي يناسب العبيد ويرضي الاسياد وانصحك بمشاهدة فلم افاتار مرة اخرى عسى ان تفهمه