أصداء

في ذكرى هزيمة 5 حزيران..؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ثلاثة و أربعون عاما قد مرت على أبشع و أشنع هزيمة عسكرية وسياسية وحضارية عاشها العالم العربي في العصر الحديث، وهي هزيمة كانت ذات مواصفات ومقاييس خاصة وطدت لعصر عربي حافل بالهزائم و الكوارث و النكبات التي لم تنته حتى اللحظة بل ما زالت للهزائم و الإنتكاسات سجلات وملفات ومواقع، في صيف عام 1967 إنتهت و بشكل سريع مرحلة عربية كانت عامرة بالشعارات و ألأحلام الثورية و الأوهام التاريخية وهي المرحلة التي سميت بالمرحلة الإنقلابية الثورية حينما كان الشعار الرسمي الثوري المرفوع رياءا يصدح بأعلى صوته من على موجات الأثير : لاصوت يعلو فوق صوت المعركة!!

ولكنها للأسف لم تكن المعركة التاريخية المنتظرة مع أعداء الأمة بل مع أبناء ألأمة ذاتها من الذين كافحوا ضد الديكتاتورية و التسلط و الإستبداد الذي تسببت به أنظمة عسكرية فاشلة مهزومة من الداخل ينخرها الفساد و المحسوبية و الشللية و تعتمد في إدامة تسلطها على أهل الولاء ولو كانوا من الأغبياء وليس على أهل الحكمة و الدراية، لقد سمى البعض من الكتاب العرب مرحلة الستينيات بالعصر الذهبي للقومية العربية!!

ولم يكن ذلك تقويما صحيحا بالمطلق، نعم لقد كانت هنالك صحوة شعبية وقومية عربية كانت تهدف لمعانقة متغيرات العصر و لإحداث ثورة تغييرية حقيقية في المفاهيم و القيم نحو الأفضل ولكن كانت هنالك بالمقابل أنظمة عسكرية إعتبرت الديمقراطية و الحرية رجسا من عمل الشيطان و كانت مأخوذة بالكامل بتجربة دول المعسكر الشرقي الإستبدادية و الشمولية التي إعتبرها البعض قمة التطور الإنساني و التنمية الإقتصادية ولم يكن ذلك التقويم صحيحا أيضا، لقد حورب الأحرار تحت راية محاربة أعداء الأمة!!

و تمت سيادة أهل الفكر الإستبدادي و إعتبارهم طلائع للأمة، كما سادت الأحزاب الفاشية القومية الداعية للوحدة ظاهرا و العاملة في الباطن لتمزيق الأمة من الداخل عن طريق زرع الإستبداد و الخوف و التعتيم ومصادرة الرأي الآخر وفتح السجون و أقبية المخابرات لكل صوت ناقد، لقد كانت مرحلة هلامية طغت فيها الشعارات الفارغة وغاب عنها البناء الحقيقي، فالبناء الشامل لا ينهض به المسبدون أبدا بل الأحرار، لقد قدر للعالم العربي أن يقع تحت أسار أنظمة إستبدادية عسكرية فاشلة كانت إنتصاراتها على موجات الإذاعة فقط لاغير، فحرب عام 1967 لم تكن تختلف في ستراتجيتها وخطوطها العامة عن حرب 1956 و التي أعمى الإنتصار السياسي فيها قيادات تلك الفترة عن الأخذ بعبرها العسكرية، فالقيادة العسكرية المصرية المهزومة عام 1956 و التي فقدت صحراء سيناء أمام الإسرائيليين كانت هي نفسها وبنفس رجالها و مواصفاتها و عقلياتها القيادة التي واجهت حرب حزيران/يونيو 1967 وهزمت فيها شر هزيمة ولم تأخذ بأي حكم وعبر مما تم قبل 11 عاما من الزمان تغير معها شكل العالم و الأسلحة و الستراتيجيات فيما بقيت القيادات الخشبية و الفاشلة و ( المتعنطزة ) هي نفسها بدون تغيير و لا تحديث و لا تعديل فما هو مهم هو إستمرار النظام السياسي وليس وحدة و سلامة الوطن، النصر الإسرائيلي السريع الذي تحقق في ستة ساعات في حرب 1967 لم يكن مفاجئا بالمرة لكل من يعرف حقيقة الأنظمة القمعية التي تفننت في قهر شعوبها و إذلالها، فإحتلال سيناء بعد تدمير الغطاء الجوي المصري في الضربة الجوية الإسرائيلية الأولى على القواعد و المطارات المتقدمة أو في العمق المصري كان تحصيل حاصل لجمود الفكر العسكري و للإستعراض المفرط في العمل السياسي، فقد كان واضحا منذ نهاية شهر مايو من ذلك العام وبعد الطلب المصري لسحب قوات المراقبة الدولية من سيناء بأن الحرب واقعة لا محالة، ثم جاء قرار إغلاق مضايق تيران أمام البواخر الإسرائيلية ليوفر ذريعة أساسية كانت تحتاجها إسرائيل للمباشرة بشن الحرب و العدوان و تحقيق ما عجزت عن تحقيقه في حرب 1956 بسبب سياسة الحرب الباردة وقتذاك، لقد دخلت قيادة مصر في حرب عام 1967 بأسلوب الهرجلة و العشوائية وكان للصراع السياسي و الشخصي بين قيادات تلك الأيام وخصوصا بين الرئيس جمال عبد الناصر و المشير عبد الحكيم عامر دور كبير في المأساة التي حدثت وكلفت مصر و العرب أثمان قاسية لم نزل ندفعها حتى اللحظة، في الجبهة السورية كان نظام البعث المراهق و الطائش و الجاهل قد أفرغ الجيش السوري من خيرة ضباطه و قياداته بسبب الإنقلابات و التطهيرات وحملات التصفية المستمرة فكان تسليم هضبة الجولان بسهولة ملفتة للنظر واحدا من أهم الإنجازات الفضائحية لنظام البعث السوري الذي إعتبر نجاته من تلك الحرب وعدم سقوط نظامه فيها أكبر إنتصار قومي!! وتلك هي المهزلة التاريخية، لقد كان الإسرائيليون يعيشون مع خططهم العسكرية و أحلامهم الحربية كل يوم بينما كانـت انظمة تلكم الأيام الثورية سكرانه بأناشيد النصر و بمقالات الكذب و النفاق و الرياء و بأوهام القوة و الإقتدار، فلما وقعت الواقعة صدم العالم العربي وقواه الثورية و السياسية رغم أن ماحصل لم يكن مفاجئا أبدا، فتلك الأنظمة لم تنتصر أبدا في أي معركة حقيقية خارج إطار الراديو و التلفزيون!، لقد إنهارت أصنام الهزيمة بعد تلك الحرب ودخل العالم العربي في مرحلة مستمرة من التصفيات و الأحداث الجسام التي غيرت شكل و معالم الحياة و السياسة العربية، لقد كانت هزيمة الخامس من يونيو نقطة البداية الحقيقية لمتغيرات بنيوية كبرى في العالم العربي وهي ستظل رغم قساوتها حدثا تاريخيا فاصلا في عالم عربي لم تتشكل ذاته النهائية بعد رغم فظاعة و أهوال ماحدث!!.. وتلك هي المعضلة...؟

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
I lived through each
magdi abdou -

Dear Mr. BasryYou touched a nurv I thought it became dead. Now I am approaching soon my 66 years on earth. I was 22 years young man working in a factory in upper Egypt.Yes, we the Egyptian people created these gods we dragged the whole nation in a moving sand zone.I left my country when I discovered with others in my age that we were living in a false dream. Military Failure, Economy another Failure, Social life also a failure. We lived in a shock for month and month. I agree with every word you wrote. What make me sick, the hundreds or may be more who still calling Naser, the greatest level (Al Zaeem al khalid) what a joke.

I lived through each
magdi abdou -

Dear Mr. BasryYou touched a nurv I thought it became dead. Now I am approaching soon my 66 years on earth. I was 22 years young man working in a factory in upper Egypt.Yes, we the Egyptian people created these gods we dragged the whole nation in a moving sand zone.I left my country when I discovered with others in my age that we were living in a false dream. Military Failure, Economy another Failure, Social life also a failure. We lived in a shock for month and month. I agree with every word you wrote. What make me sick, the hundreds or may be more who still calling Naser, the greatest level (Al Zaeem al khalid) what a joke.

العبرة التي لم تعتبر
الحسناوي -

بمقابل مقالك سيقيم القومجيون عزاءً على روح تلك الفترة الذهبية يجترون الحكم والعبر ولا هم يفقهون. مازالت هيكلية العقل والواقع العربي على حالهما لم يتغيرا وكما صرخ أحدهم قبل أيام لمناسبة حملة فك الحصار عن غزة ;بأن النصر صار قاب قوسين أو أدنى;!! وكما أذكرها وكأنها البارحة حين توحدت إذاعات الدجل والفاشية العربية وهي تنعق صباحا بأننا سنكون في تل أبيب عند حلول المساء وقد أسقطنا سبعين طائرة والزغاريد تتعالى من أحياء بغداد زغاريد المهمومين بقيادة وهمية كارتونية لم تحقق نصرا سوى على أبنائها.أي مأساة نعيشها، شعوب مهزومة وحكاما مهزومين. علنا نتعبر من (دخولنا الحرب بمنطق المزمار والربابة والعنتريات التي ماقتلت ذبابة) من قصيدة هوامش على دفتر النكسة لنزار قباني.

العبرة التي لم تعتبر
الحسناوي -

بمقابل مقالك سيقيم القومجيون عزاءً على روح تلك الفترة الذهبية يجترون الحكم والعبر ولا هم يفقهون. مازالت هيكلية العقل والواقع العربي على حالهما لم يتغيرا وكما صرخ أحدهم قبل أيام لمناسبة حملة فك الحصار عن غزة ;بأن النصر صار قاب قوسين أو أدنى;!! وكما أذكرها وكأنها البارحة حين توحدت إذاعات الدجل والفاشية العربية وهي تنعق صباحا بأننا سنكون في تل أبيب عند حلول المساء وقد أسقطنا سبعين طائرة والزغاريد تتعالى من أحياء بغداد زغاريد المهمومين بقيادة وهمية كارتونية لم تحقق نصرا سوى على أبنائها.أي مأساة نعيشها، شعوب مهزومة وحكاما مهزومين. علنا نتعبر من (دخولنا الحرب بمنطق المزمار والربابة والعنتريات التي ماقتلت ذبابة) من قصيدة هوامش على دفتر النكسة لنزار قباني.

كتبت و أصبت
J.A.Horan -

عزيزي داودتسلم يدك فأن شعاراتنا كلها كذب بكذب, شعارات وانتصارات وهمية فارغة, حيث أن أحد قيادات الألوية في القطر الس؟ هرب على ظهر حمار, أرجو منك ومن كافة الكتاب الغيورين على أمتهم فضح هؤلاء الطغمة المتسلطة على رقاب الشعب

صح النوم داود افندي.
Amannalla -

شو استاذ داود .اليوم مقالتك على 1967 لازم ما مدثر نفسك مبارح بليل .انت وين 67وين ..لش ماتكتب على اسطول الحريه لي صار يومين والعالم قائمه قيامته.. وانت رايح على حرب 1967.لو عندك غاية في نفس يعقوب..وشكرا للايلاف

تشويه
سليمان -

لماذا العالم العربي لم يتكلم كلمة واحدة عام 67 , الضربة التي لاتقتل تقوي بعد 6 سنوات كسرت اسرائيل وانهزمت عسكريا وماتم من فشل كان بسبب غباء وفشل وخيانة بعض الاشخاص , وبسبب الجسور الجوية والدعم من الدول التي تدافع عنها وتأخذها على انها مثلك الاعلى في 73 تم تحرير الجولان كاملا ولكن وقف النيران المصرية والدعم اسيادك الامريكيين والاوروبيين وخذلان العرب استطاعت اسرائيل استعادة جزء من الجولان المحرر . انما الاعراب لاشد نفاقا وكفرا

جيل النصر الاتي
عبدالحميد الرواسي -

لا داعي لجلد الذات يااخ بصري وسحقها تحت اقدام الصهاينة هزيمة يونيو كانت مثل الضربة على الرأس ليفيق السكران وينتبه الى نفسه ورب ضارة نافعة لم يترتب على هزيمة يونيو استسلام للعدو ولكن اصرار على اعادة بناء الجيش العربي على اسس جديدة وتسليمه الى اهل الاختصاص بعد او وسد الامر الى غير اهله من القادة اللاهين ثم ان حرب اكتوبر مسحت بالاستيكة عار يونيو ثم جاءت بعد ذلك حرب الفين سته لتمسح بالصهاينة بالارض تدوين لا داع له الا جلد الذات فما هزمنا عن قلة رجولة ولكن بسبب ا لخيانة والغرور ان جيل المساجد والمصاحف هو الذي يجدد سيرة الصحابة الاوائل وهو جيل النصر القادم باذن الله

خيار داود
العربي العايدي -

الخيار القومي العربي لحقت به هزائم، وحقق أيضا انتصارات. والأساسي هو أنه ما زال حيا يكافح ويقاوم في كل أنحاء العالم العربي، بما في ذلك الكويت نفسها. نعم إنه يقاوم في ظروف صعبة من أجل رفع الظلم عن الإنسان العربي، ومن أجل تمتيعه بحريته وكرامته وحقه في السيادة على خيراته وثرواته، رغم كل الأخطاء التي سقط فيها من تبنوا هذا الخيار.. ولكن ماذا عن خيارات الذين ناصبوا الخيار القومي العداء؟ ماذا عن خيار الذين تحمسوا لغزو وطنهم العراق واحتلاله من طرف الأمريكان تحت دعوى تحريره؟ اين هو هذا الخيار؟ أين هم أصحابه؟ بل اين هو العراق في ظل تطبيق خيارهم على الواقع؟ الجواب بسيط ويعترف به ويؤكد عليه داود البصري باستمرار في مقالاته: لقد ابتلع العراق من طرف إيران. والعوض بسلامة الكاتب وبخياره غير القومي..

تساؤل
رشيد راشدي -

يكتب داود البصري بانتظام مقالات يدافع فيها عن الكويت، ....ويقدم لأهلها النصائح، وكأنهم قاصرون ولا يعرفون أين هي مصلحتهم. كقارئ لداود كنت اتصور أنه يدافع عن الكويت انطلاقا من الاعتبار القومي العربي أساسا. بعد أن قرأت هذا المقال ووقفت على أنه يرفض الاعتبار القومي العربي ويمقته، ويتبرأ من أصحابه والداعين له، رن الفأر في كمي، وبدأت أتساءل: انطلاقا من أي اعتبار يتحمس داود في دفاعه عن الكويت، بعيدا عن الدافع القومي؟ هل يحب الكويت ويفضلها هكذا لله في سبيل الله؟

مهازل
عراقي -

اتذكر تلك الايام عندما كنا أطفال نتجمع حول الراديو القديم مشدودين ونترقب مع صياح المذيع واغاني المعركه الصداحه ونقول ان أسرائيل على وشك الزوال ، وكان الموضوع كله كذب وضحك على الناس والحقيقه ان الهزائم كانت الحقيقه ، المصيبه ليست الهزائم بل العقليه العربيه المتخلفه شعوبا وحكام ، الكثير يعتبرها الفتره الذهبيه في تاريخ العرب ويمجد رجالها .تذكرت هذا مع خبر مضحك اليوم ان ليبيا وسوريا رفضت عوده العراق الى اتحاد الادباء العرب لان هنالك شك بانتخابات الاتحاد في العراق ، تصوروا ليبيا وسوريا اخر دول العالم في الحريات اذا كانت هنالك رائحه حريه لا يعجبها العراق ، أنها مهزله المهازل في أمه العرب......

الحس القومي
نوزاد عبد الغفار -

تحية الى كل المشاركين أولا , نحن عشنا تلك الايام ولو كنا في عمر بداية المراهقة ولكن كنا كنا متاثرين بالحس القومي على اختلاف قومياتنا العرقية داخل القطر الواحد ولكن الحس القومي كان على اشده بين ابناء الامة من الخليج الى المحيط . حتى الحكومات العميلة او التي كانت مصالحها تتقاطع مع تطلعات الامة في ذلك الوقت كانت تستحي ان تبقى مكتوفة الايدي اما شعبها لان في ذلك نهايتها . ماالذي تغير الان ان الحكومات هي نفس الحكومات والشعب هو نفسه ولكن اين الحس القومي الوطني . اين الدول العربية عندما تقوم دولة الصهاينة بالاعتداء على قطر من الاقطار او على شعبنا في فلسطين . لو كان بالامكان في تلك الايام رؤية ما يفعله الصهاينة بابناء فلسطين الان لاقاموا الدنيا واقعدوها ولانقلبت حكومات وحكومات .