فضاء الرأي

رئاسة الوزراء بين المالكي وعلاوي والجعفري وعادل عبد المهدي!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

المعركة على رئاسة الوزراء محصورة بين هؤلاء الاربعة، ولا يشك مراقب أنها معركة شرسة كما صرح بذلك الدكتور أياد علاوي في احد مؤتمراته الصحفية، والمشكلة ليس في عدد المرشحين بطبيعة الحال، بل المشكلة تكمن في هذا التعارض في الممكنات بحيث تتقابل بشكل مذهل على صعيد الاهمية والوزن والحاجة والضرورة!
السيد نوري المالكي وبحكم استلامه زمام السلطة لسنوات اربع يكون قد امتلك تجربة مهما قيل عن عمقها وسعتها إلا أنها تظل تجربة في حكم الواقع، ولا يمكن أن نغفل أن الرجل كان المتقدم في نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة، ويمتلك موقعا في ضمير الكثير من العراقيين، ولكن السيد نوري المالكي نفسه محاصر اقليميا، ليس خفية بل صراحة وعلنا،كما أنه محاصر من الداخل، فلا العراقية ولا الصدريون ولا المجلس الاعلى ولا عموم سنة العراق يرتضونه، أو يترضّونه، ومن هنا يمكن القول بانه محاصر من الخارج ومن الداخل، وهناك حصار اخر يعاني منه السيد المالكي، فهو محاصر من قبل جماعته بالذات، وهو حصار غير مباشر، وذلك بسبب الموقف السلبي من قبل قطاعات كبيرة من الشعب العراقي تجاه بعض نماذج هؤلاء الجماعة، خاصة ممن هو محسوب علنا على دولة جارة بشكل وآخر.
السيد أياد علاوي يمتلك هو الاخر تجربة حكم، ويمتاز بقدرة رائعة على التحليل السياسي، خطابه ناجح، كما أنه دؤوب وصبور، وقد تمكن من فك الحصار المفروض عليه بطريقة وأخرى، وقبل كل ذلك كونه مقبول إقليميا، بل ربما هو الرجل المرحَّب به من قبل بعض الانظمة العربية، ولكن السيد علاوي نفسه مرفوض إيرانيا، وايران لا عب قوي في الساحة العراقية، كما أن السيد علاوي مثار جدل كبير في الوسط الشيعي بشكل عام، وكثير من الشيعة يخافون أن يتصرف بقانون الفعل ورد الفعل، ولأنه محسوب على حزب البعث سابقا، فإن ذلك يشكل احدى اسباب التوقف عند الكثير من الناس، خاصة الوسط والجنوب، ومن ثم هناك التوجس الكردي من بعض أعضاء العراقية، بل من منهج العراقية الذي يكرس أو يركز بشكل واضح على عروبة العراق!
السيد ابراهيم الجعفري هو الاخر يمتلك تجربة حكم غنية، وقد كتب في ذلك كتابا، وقد اشتهر بنزاهته السياسية والمادية، ولا يشك احدهم ببعض قدراته الفكرية، ولكن السيد الجعفري رغم ما يقال عن عدم اعتراض بعض الانظمة العربية عليه، إلا أنه يبقى محل نظر بالنسبة للولا يات المتحدة الامريكية، كما أن الاكراد غير متفاعلين مع السيد الجعفري، ومن ثم هناك الموقف الصارم من حزب الدعوة بشكل عام تجاه الرجل، فهو موقف يكاد أن يكون سلبيا، يحمل تا ريخا اشبه بالتاريخ الثأري، وبالتالي يكون السيد الجعفري شبه محاصر، وما يمتلك من وزن روحي لدى الصدريين غير كاف لفك هذا الحصار.
السيد عادل عبد المهدي، ملك التصريحات الموضوعية الهادئة، يمتلك عقلية ستراتيجية واضحة، وليس في ذلك غرابة، فهو اختصاص في العلوم الاقتصادية، وصاحب تجربة سياسية شاقة وطويلة في تاريخ العراق، وقد قاوم كل محاولات اقصائه وحصره بذكاء وحنكة، وقدم خدمة رائعة للعراق باطفاء الديون الامركية، ويحضى بقبول كردي كما يقول أصحاب الشا ن السياسي العراقي، وهناك تقارب بالرؤى والتوجه العام بينه وبين بعض الرموز في العراقية، كما أن له جماهيريته في سياق التيار المجلسي ـ وإن كانت متواضعة ـ وليس هناك رفض عربي صارم للرجل، بل ليس هناك ممانعة اقليمية ما عدا ايران، وهنا نقطة الحرج الكبيرة، كذلك يشاع عن عدم ارتياح صدري لترشيحه للمنصب المحنة.
هذه هي عموم خارطة الممكنات بين هذه الرموز الاربعة وهي تتنافس على منصب رئاسة الوزراء، ونظرة بسيطة تكشف عن عدم امكانية حسم الموقف في ضوء هذه الممكنات المتساوية من حيث القوة والوزن والاهمية، والمتناقضة من حيث الحصيلة والاتجاه والإمضاء والتقرير!
لا يمكن حل المعضلة إلا بأمرين، التنازل المتقابل أو قوة خارجية تفرض على الجميع الحل بشكل وآخر...
التنازل المتبادل خرافة....
والقوة محصورة بين امريكا والسيد السيستاني على وجه التقريب وليس الحصر بطبيعة الحال، فهل تتحرك أحد القوتين لانقاذ الموقف؟
ولكن أين نضع لغة التحالفات؟
أليست جديرة بحل المعضلة الكبيرة؟
ان التحالف تحول إلى مشكلة هو الاخر، (منْ) يتحالف مع (منْ) ما دام عنصر الثقة مفقود بين الجميع؟
الزمن ربما كفيل بتمزيق الكتل الفائزة ومن ثم يؤدي ذلك الى بروز كتلة كبيرة تفرض وجودها، مما قد يؤذن بالحل، أو مشروع حل، ولكن ما زال ذلك مجرد تصورات، وربما تمزق الكتل يزيد من ضراوة المشكلة أكثر...
قبل ايام صرح المستشار الاعلامي للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي بما معناه: ان التحالف بين القانون والعراقية يمتلك الكثير من المبررات الموضوعية!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من منهم يتنازل؟
عراقي مهاجر -

لو حسبناها بحساب الارقام فلمن تميل الكفه.عادل عبدالمهدي= مرفوض صدريا وعراقيه ودولة القانون ومقبول مجلسيا وكرديا نصيبه سيكون بحدود سبعين مقعدا فقطنوري المالكي =مرفوض من الجميع لكن له نصيبه الكبير من قائمته مع مقبوليه بسيطه من الاكراد نصيبه بحدود 120 مقعدالجعفري= لايحضى سوى بتأييد الصدريين مع بعض المستقلين يعني نصيبه بحدود 50 مقعدعلاوي=مرفوض من الجميع لكن له نصيب كتلته مع بعض الاصوات المستقله وجبهة التوافق يعني له نصيب مقارب للمالكي بحدود 120 مقعد ايضاتبقى المسأله محصوره بين علاوي والمالكي, هذا في حال انفرط عقد الائتلاف الوطني الجديد لانه لو تم الاتفاق على مرشح واحد من قبلهم فسيكون له النصيب الاكبرو اما لو لم يتم ذلك فالاتفاق بين علاوي والمالكي هو الحل للخروج من عنق الزجاجه, لكن السؤال الجوهري من يتنازل للاخر

ثعلب السياسة
ابو ياسر -

تحليلك منطقي جدا وقد اصبت الحقيقة بقولك (القوة محصورة بين امريكا والسيد السيستاني على وجه التقريب وليس الحصر بطبيعة الحال، فهل تتحرك أحد القوتين لانقاذ الموقف؟)ويمكنك ان تقول على سبيل الحصر فالسيد السيستاني الايراني الجنسية حفظه الله هو اللاعب السياسي الاقوى والمقرب من البيت الابيض وكلمته هي النافذة...وجميع المناضلين في بلد النكد والمظلومية لا يستغنون عن مشورته وآرائه.

العراق بين نارين
Sarmad -

انه ليس صراع داخلي على رئاسة الوزاره او البحث عن شخصيه مناسبه للمنصب. ببساطه انه مواجهه بين امريكا والسعوديه من جهه وايران من الجهه الثانيه. فلا السعوديه ولا امريكا يرغبان في المزيد من التغلغل الايراني في العراق, لما يشكله من تعقيد للخارطه السياسيه في المنطقه بعد خروج الامريكان. بالضد فأن ايران ترى ان العراق غنيمه لايمكن التخلي عنها بسهوله. الاستنتاج هنا: ان هنالك ايام اشد حلكة تنتظر العراقيين, المثل العراقي يقول, المنّ ايده الله يزيده.

ثعلب السياسة
ابو ياسر -

تحليلك منطقي جدا وقد اصبت الحقيقة بقولك (القوة محصورة بين امريكا والسيد السيستاني على وجه التقريب وليس الحصر بطبيعة الحال) ..ويمكنك ان تجزم على سبيل الحصر فالسيد السيستاني حفظه الله (الايراني الجنسية ) هو اللاعب السياسي الاقوى والمقرب من البيت الابيض حبيب بريمر ومعطل الجهاد ..وكلمته هي النافذة...وجميع المناضلين في بلد النكد والمظلومية لا يستغنون عن مشورته وآرائه.

الشيعة الاربعة
ابن الناصرية -

ان المرشحين الاربعة اعلاه من الطائفة العراقية الشيعية الكريمة التي تحاول ان تتلمس خطاها في حكم العراق, ولكن برأي الشخصي ان واحدا منهم فقط مقبول لدى الشارع العراقي و بقية الطوائف العراقية اما الثلاثة الاخرين فهم طائفيـــــــون بأمتياز,,,شكرا لايلاف

تحيه طيبه
kudair alzuheray -

تحية طيبة نود لو سمحتم ان نلفت عناية حضرتكم الى ان عنوان المقال بحد ذاته يمثل اشكالية حيث ان من وصفتهم بالاسلامين لا ولن يتوافر لديكم الدليل على كونهم كذلك ذالك بان الاسلام لايمكن ان عول على معتنقه بالقول دون العمل وصاديق ذلك قوله تعالى امنو وعملو الصالحات وحيثانكم لاتتوافرون على الدليل انفا فانينني ياصديقي المبجبل ااطلق على مقالتكم رصاصه الرحمه يقول الامام الصادق الايمان وهو عليه السلام يعني به الاسلام هو القول باللسان والتصديق بالجنان والعمل بالاركانفهل توافر استاذنا الشابندر على هذا وذاك او ذيك وذياك نحمده والى الله المصير اعتقد انكم لم تصيبو كبد الحقيقه تحية طيبه

تحليل متأخر
ابو شكر - السويد -

قد كان يصح كلام السيد الشابندر لو استمر الحال على ما هو عليه ولكن مع الاسف فان الاحداث او اعلان التحالف الجديد بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي قد فوت عليه تحليله وهو ما فوت الفرصة ايضا (اي التحالف ) على علاوي برئاسة الوزراء واما الجعفري فلقد أُتفق في التحالف الجديد على ان يكون هناك قيادة رباعية للتحالف الجديد احد اركانها السيد الجعفري الى جانب همام حمودي واثنان من دولة القانون فيبقى الامر بين عبد المهدي والمالكي والبارحة قد قام عبد المهدي وعمار الحكيم بزيارة الى السيد السيستاني وخرج عمار بلقاء او مؤتمر صحفي ليقول ليس لدينا خط احمر عل احد والعاقل يفهم فلا يمكن ان نحتمل انه لا يضح خط احمر على عبد المهدي فلا يبقى الا المالكي