آخر حروب إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رفض المحامي الأميركي، اليهودي، آلان درشوفتس عرضاً قدمه له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يقضي بأن يتسلم المحامي الأميركي مهام سفير إسرائيل في الأمم المتحدة. درشوفتس معروف بدعمه لإسرائيل، لكنه آثر الرفض ليس لأنه لا يحب إسرائيل، بل لأنه، على الأرجح، مقتنع بأن احداً في العالم مهما بلغت حذاقته لن يستطيع تبرير وتسويغ اخطاء نتانياهو، ناهيك عن المخاطر التي قد تواجه مستقبله المهني إذا ما قبل المهمة وارتضى ان يكون ليبرمان رئيسه المباشر. المحامي الأميركي لديه اسباب كثيرة للرفض، وقد يكون أهمها انه محام أميركي، ذلك أنه بحكم مواطنته الأميركية يعرف جيداً ان هذه الحكومة تقطع الوقت المتبقي لها بارتكاب الحماقات. وان قرار نتانياهو مواجهة اوباما وعصيان رغباته واقتراحاته أوصلت إسرائيل إلى حافة الهاوية تماماً. وهو ما حذر منه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، مضيفاً ان الحل يكمن في تشكيل حكومة ائتلافية تضم كاديما ولا يكون لنتانياهو وفريقه فيها اليد الطولى. المهم ان يقتنع نتانياهو ان أيامه في السياسة باتت معدودة إذا لم يبادر إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من دوره السياسي في مستقبل إسرائيل.
كاديما يراقب انزلاقات نتانياهو من بعيد. قادة الحزب الأكبر في إسرائيل اليوم يعرفون ان أميركا لن تسمح لإسرائيل بالانتحار حتى لو أراد نتانياهو دفعها إلى الانتحار عن سابق تصور وتصميم. لهذا هم يراقبون مطمئنين، كلما ازدادت شقة الخلاف بين نتانياهو واوباما اتساعاً كلما باتت يد نتانياهو اخف وقدرته على الإمساك بخيوط اللعبة اضعف. هؤلاء، في كاديما، يخشون فقط من حصول نتانياهو على دعم من حيث لا يتوقع أحد ، اي من اعدائه بالضبط، الإيرانيون وأذرعتهم المتمددة في أكثر من مكان. وهؤلاء انفسهم يعرفون ان لجنة تيركل التي شكلتها الحكومة الحالية للتحقيق في مجزرة السفينة التركية "مرمرة"، لن تفعل غير محاولة تبرير ما حصل، لكنهم يعرفون أيضاً ان اللجان، على مر تاريخ إسرائيل، تطيح بأعناق رؤساء الحكومات: لجنة كاهان دقت عنق شارون، ولجنة اور ابعدت شلومو بن عامي عن السياسة كلياً واطاحت بباراك، وتقرير غولدستون قضى على آمال اولمرت نهائياً، ودفعه إلى التقاعد. وبصرف النظر عن النتائج التي ستخلص إليها هذه اللجنة الجديدة ومدى صدقية نتائجها قدرتها على تبرير المجرزة الإسرائيلية بحق ناشطين ودعاة فك الحصار عن غزة، فإن المقدر لها ان تطيح بنتانياهو وحكومته.
في وسط هذه المعمعة التي تخوض حكومة إسرائيل في وحلها، ليس ثمة من خيار أمامها سوى المبادرة إلى إشعال النار في المنطقة. وليس ثمة ما يحول دونها والنار إلا القرار الأميركي الحاسم بمنع وقوعها، راهناً على الأقل. لكن أميركا القادرة على منع إسرائيل والحؤول دون اتخاذ اي من حكوماتها قراراً بالحرب من دون موافقتها لا تستطيع ان تمنع اشعالها من الجهة الأخرى. وهذا امر له سوابق معروفة، سعت خلالها الولايات المتحدة الأميركية إلى تضييق رقعة الحرب وزمنها. وهو الأمر الذي يبدو مستحيلاً اليوم، لأن إسرائيل، كما تعلن هي نفسها لم تعد تحتمل فشلاً إضافياً في حرب مقبلة.
من المؤكد ان إسرائيل لن تشعل حرباً من دون ضوء أخضر أميركي، لكن ردها على اي مناوشة او استفزاز سيكون هذه المرة بلا حدود. ذلك ان فشلها في تحقيق نجاحات باهرة في اي حرب مقبلة، قد يكون بالنسبة لها آخر حروبها على الإطلاق.
التعليقات
رأي
asmar -رأي ألكاتب أن إيران عن طريق حزب ألله يمكن تشعل ألحرب ألآن وتساعد نتن ياهو على ألخروج من مأزقه .. لكن هذا ليس صحيح فحزب ألله لن يقوم بأي عمل حتى يأخذ موافقة إيران .. وإيران تعرف أنه ليس في مصلحتها إشعال حرب ألآن ولكن من يضمن إسرائيل من إشعال حرب ؟ أو قصف مفاعلات إيران ؟ ، لا أعتقد أن ألولايات ألمتحدخ تستطيع منعها.