إنهم يقتلون الأفكار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مؤخراً، دار جدل في السعودية حول مفهوم "التنوير". ازدحمت التعليقات والردود الرافضة لهذا المفهوم، بين منكر له، وساخط عليه، ومتبرئ منه... وقبل جدل مفهوم التنوير، كان هناك جدل سابق حول مفاهيم أخرى، ومصحوباً برفض واسع لها، مثل مفهوم "المجتمع المدني". الذي هوجم هو أيضاً عبر المقال، والمشاركة الإعلامية، والأطروحة الأكاديمية... التي قُدّم المفهوم "المدني" عبرها على أنه مضاد "للديني"، على الرغم من ارتباطهما الوثيق منذ بدايات الإسلام الأولى.
الجدل حول المفاهيم وحول تعرّفها ومحتوياتها أمر طبيعي. ما يستفز المتابع هو الإصرار المستمر في أطروحات الإسلاميين على تسميم المفهوم ومصادرته.. عبر رفض مطلق له، يأتي من خلال وصمه بمحددات وملامح بالغة في السوء والسلبية. فعلى ما يبدو، بعض الإسلاميين لديه عصا مثل عصا الملك (ميداس). لكن الفرق أن عصا ميداس -حسب الأسطورة- كانت تحول كل شيء تلمسه إلى ذهب، بينما عصا الإسلامي تجعل من كل مفهوم تحاول مقاربته مفهوماً من معدن رخيص وبلا أي قيمة.
حفلة التشويه هذه تستمر تجاه مفاهيم فكرية مركزية ومتعدّدة. فمفاهيم مثل: الحرية، التحديث، التنوير، العقلانية، المدنية، وغيرها... لم تعد صورتها تتولد شعبياً إلا عبر كونها نماذج كريهة، ومستفزة. والأمر يحتاج فقط إلى بعضٍ من مزاج رديء، وبعض من قدرة لغوية وثقافية كي يقوم أحدهم بقلب أي مفهوم وتحويله من مفهوم حيوي لا غنى عنه للتنظير الاجتماعي، والتداول الفكري إلى مفهوم استفزازي لا يتم ذكره إلّا بهدف السب والتنقّص.
لا لوضع محدِّد "ديني" لهذه المفاهيم.. لا يمكن تطبيق "ثبات" المفاهيم الدينية على المفاهيم الأخرى. فالدين "ثابت"، وهذه المفاهيم "متغيرة". فمفردة مثل "تجديد" لا تحمل اليوم نفس فحواها حين استخدمت في أزمان سابقة.
اليوم مفهوم التنوير يتعرض للتنقص والاستهتار والتسخيف..! أعظم حجة يملكها أعداءه تجاهه تكمن في اعتباره مفهوماً "غربياً". والحقيقة أن كل مفهوم حيوي اليوم يمكن توديعه وتبكيته انطلاقاً من هذه النظرة..! التنوير والتجديد والتحديث والعقلانية وحقوق الإنسان وغيرها هي مفاهيم استخدمت في الغرب على نطاق واسع. فهل يسوّغ هذا تركها!؟ وهل لنا أن نتخلى عنها كمفاهيم إنسانية، تستطيع أن تحوزها كل بيئة وثقافة، باعتبار أن هناك من يظن أنها مستخدمة "حصرياً" للغرب..!! من يتمنعون ضد هذه المفاهيم بهذه الطريقة؛ يوجدون حضوراً "للغربي" في ذواتهم أكثر من وجودهم هم أنفسهم..! من يتمنّع ضد مفهوم التنوير أو غيره لا يقوم فقط بنسف هذا المفهوم بل بنسف قدرتنا نحن على التوليد والإنتاج، وعلى استلهام التراث والامتداد معه.. فهذه مفردات مركزية لا تخلو من إيحاءات إيجابية يُفترض الإفادة منها لمن يقدر ويريد، لا أن تتم مقاربتها فقط على وجه سلبي.
لفظة "النور" ومشتقاتها، على سبيل المثال، لطالما استخدمت في تراثنا بطريقة غير "مأزومة". فأشهر الرسائل الإسلامية التي أطلقت في النصف الأول للقرن العشرين كان اسمها "رسائل النور". والإمام محمد رشيد رضا قام بتسمية تفسيره للقرآن الكريم، ومجلته الإسلامية بـ "المنار"، وهو الموضع الذي ينطلق منه النور. والطاهر بن عاشور اختار لتفسيره اسم "التحرير والتنوير". هذا عدا عن البُعد المقدّس لدينا كمسلمين لمفردة النور ومشتقاتها، من حيث ورودها في الوحي في أكثر من موضع.. فهل يا ترى نتخلى عن المفاهيم وعن استخدامها لمجرد أن أحدهم مرتاب دوماً من الغرب، ومهجوس بهم، ومحدّق فيما لديهم أكثر مما هو عارف ومدرك لذاته واحتياجاته الثقافية..!.
الحديث هنا يتركز حول الإسلاميين باعتبار أنهم هم من تملّك الثقافة المهيمنة في مجتمعاتنا في العقود الأخيرة. كانت هذه الثقافة هي صاحبة الحقوق في إعطاء المعاني السائدة، وفي مفهمة المفاهيم، وتلوينها باللون الذي تريد.. التغلغل الشعبي لهذه الثقافة اجتماعياً، والقبول والاعتماد لما يقوله رجل الدين، جعل التعبير والمفهمة والتحديد الذي يقدمه سائداً وحاكماً..! هذا "النسف" تجاه المفاهيم قد مارسته ثقافة الإسلاميين سابقاً تجاه مفاهيم مثل "القومية"، و"الوطنية".. ولا يزال روّادها وشبابها الجدد يمارسونه تجاه كل مفهوم يحاول استزراع نفسه في التربة الثقافية لدينا..
بين الإنسان وبين اللغة، تكمن أعظم "جدلية" قد مرت على الإنسان.. فالإنسان -كما قيل- يظن أنه يستخدم اللغة بينما هي من يستخدمه..! والمفاهيم هي من الركائز المحورية في اللغة. كل مفهوم حيوي يمثل انطلاقة، ومسار متكامل تتأسس عليه اللغة والفكر. وأي خفوت وضعف في تناول المفاهيم ينسحب على اللغة وعلى الفكر أيضاً. والصورة المصاحبة للمفهوم، هي اللون الذي تصدر عنه اللغة المحيطة به، وهي الحاكم على الفكر الذي يدور في مداره..
ومن عملوا على تفكيك المفاهيم من المفكرين المتأخرين، قد اكتشفوا كنوزاً وافرة بالنسبة للفهم. والتفكيك -برغم ما فيه من إماتة للحيوية- إلا أنه يقدم تعددية في الفهم وتنويع وإثراء له، ويمثل طريقة معينة في الفهم لديها قابلية مستمرة للتجدد. الإشكال الحقيقي يكمن في تعطيل المفاهيم وتشويهها. في حالة المفاهيم الحيوية، لابد لنا من التنبّه للمفهوم، وتشمّم روحه وفطريته. معها، ليس لنا أن نسلّم وننقاد لشرح شارح يخمد المفهوم، ويسحب منه أي فاعلية. أو لتأصيل مؤصل يقوم بتجميد المفهوم ويحبسه في دهليز صغير من الألفاظ التي تتحكم بنا وبفهمنا للمفهوم.
نحن في الأساس نشكو من ضعف في اللغة "المفهومية"، فكيف إذا أضفنا إلى ذلك تشويه متعمد وتنفير مقصود منها.!. على سبيل المثال، يُذكر أن كتاب (لسان العرب)، الذي لا يزال أضخم وأشهر قاموس عربي متداول، والذي يحتوي على أكثر من ثمانين ألف مادة لغوية، يخلو من المفاهيم "النظرية" و "الفكرية" التي قد استخدمت في زمانه -أي القرن السابع والثامن الهجري-..! لدينا إذن -مع المفاهيم- فقر في توليدها، وجمود في معرفتها.. ولأن الإنسان عدو لما يجهل، ولأن السواد الأعظم ليس لديه استعداد لبذل الجهد المعرفي والإدراكي لتقصي هذه المفاهيم واستيعابها، كان الطريق سهلاً لمن أراد أن يرتكب النفي والإبادة تجاه هذه المفاهيم.
والتشويه وإفساد الشيء في العموم لا يحتاج إلى "بطل". التخريب والإفساد قد يقوم به أي أحد.. كل ما يحتاجه الأمر هو أفق لا "يريد أن يتسع"، وبعض من "نشاط زائد" كما لدى الأولاد الأشقياء. لذا أن يقوم أحدهم بانتقاص مفهوم، واقتناص ما يريد من دلالات "متحيزة" ضده هو أمر عادي ومستهلك وبسيط. ما يحتاج إلى جهد، وإلى تنبّه، هو تمرير هذه المفاهيم، وخلق فرص لاحتوائها وجعلها قابلة للتداول والإفادة.
أزمة المفاهيم اليوم لا تكمن فقط في تعطيل هذه المفاهيم وتجمديها من قبل من يتمصلحون بمعاداتها. بل أيضاً في برودة النشاط الفكري والثقافي تجاهها. عبر أحد أعدادها الأخيرة، تنقل جريدة (لوموند ديبلوماتيك) عن المفكر نعوم تشومسكي ملاحظته عن نزوع الكثير من مثقفي اليسار إلى سلوك التدمير الذاتي. من حيث تأثر كثير منهم بأفكار "ما بعد الحداثة".. فهذا التأُثر والمسار الجديد لهم يدفعهم إلى تمثّل فكرة أنه "لا وجود فعلي للوقائع".. ومن ثم لا يوجد احتياج "جدّي" للمجابهة. فأصبحت هناك "قلة حماسة" من قبل المثقفين تجاه مفاهيم مثل "الموضوعية" و "الحقيقة"..!
نستشف من تعليق تشومسكي وجود خفوت في عالم المثقفين في أمر الفعل والمشاركة الثقافية. وأي تناول ساخن ونشط من قبل المثقف لقضية ما، قد يُرتاب منه، وقد يوصم بأنه دوغما أو ديماغوجية..! مع أن الغرب نفسه لم يصل إلى ما وصل إليه اليوم إلا عبر مشاركات ثقافية متوقدة.. تمت في أزمان سابقة؛ ألهبتها طموحات فولتير و روسو، ونضاليات سارتر وراسـل..! الحس الفكري النضالي والطموح يتمركز عادة حول مفاهيم محورية. والتقليل من هذا الحس يساهم في تكريس ماهو سائد.. وهو انتصار جديد لثقافة السلطة والامتيازات، وترسيخ لها. وبذلك تخلو الساحة للثقافة التقليدية كي تحتكر المفاهيم، وتعيد إنتاجها وفق ما تريد..
* * *
أعرف أني هنا قد وقفت عند سطوح المفردات، وظواهر هذه المفاهيم، وذلك عائد إلى أن كثيرا ممن مارس تجريم المفاهيم والتثريب عليها قد توقف عند شكلها وأراد رفضها كـ"اسم" قبل رفضها كـ"فحوى". بمعنى محاولة جعلها "ماركة" رديئة مسمّمة لا يفترض الاقتراب منها.
في عمق هذه المفاهيم يوجد جدل ونقاش واسع حول دلالاتها.. فالمفهوم الواحد قد ينطوي على مسار مزدوج، وعلى تناقضات وتباينات في داخله تحرج بعضها البعض.. وهذا في الحقيقة لا يمثل مشكلة.. المشكلة تكمن في الرغبة في نسف المفاهيم وتجريمها ابتداءا.. وفي محاولة جعلها غير مؤهلة للاستعمال والتداول...
الهجمة على المفاهيم ليست قاصدة إلى المفاهيم ذاتها، بل قاصدة إلى "تعطّل" الفكر. وهي قتل للفكر نفسه. فهناك من يفيد من تعطل الفكر عن حيويته، وعن توليده لأنساق جديدة في عالمنا الفكري والاجتماعي..
التعليقات
سطور قيمه
منقب الذهب -من يتمنعون ضد هذهي المفاهيم بهذهي الطريقه يوجدون حظورا للغربي في ذواتهم أكثر من وجودهم هم أنفسهم..!من يتمنع ضد مفهوم التنوير أو غيره لا يقوم فقط بنسف هذا المفهوم بل بنسف قدرتنا على التوليد والانتاج (( وعلى أستلهام التراث والأمتداد معه)) أبدعت يا أستاذ عبدالعزيز
nero
nero -التنوير فى الحياه المهينه بالمجلات المهنيه مناسبه لمن اتقن منهج الكليه لم يتقنه يعود له و يجب الغاء كل الشهادات اقل من الجامعه لانها كانت لعب فى كيان الاسره و تصغير للناس هذا مايعرفه الجاهل هذا كان زمان الدنيا تطورت و يجب يكون للجميع حتى الجامعه التنوير فى الحياه العامه بقوانين الحياه العامه فى المدرس تدرس و مجلات عالميه تذيع قوانين الحياه فى العالم مناطق العالم بالنسبه للمواطن الذى لم ينزل وسط البلد ممكن يفاجئ بغرامه على مرور بين السيارات اذا عادى ان يقرأ هذا عن امريكا و هو قد يسافر او لا يسافر لايحاول احد ان يلعب به و يعمل منه شكل السعوديه او المنوفيه لان هذا قله ادب الحياه يجب تكون فى عقل كل انسان العالم سافر كان بها مقيد مثل الموظف فقير لا يفترض هذا فى الجميع يهرب بالبحر اذا لا نقيد الناس عن الحياه لخاطر هؤلاء يقبض عليهم مثال من صنع احزمه لحمايه من اغتصاب ...و مواقف محرجه لا نحن على حريتنا و الاحزمه لمنع الاغتصاب للمشبوه ...و ليس نحن نقيد نفسنا لا الشعبى يقيد الذى يتدلع و عايز يمزق اعلانات ملابس داخليه ...هذا ان دخل وسط البلد بالقانون المحكوم عليهم او قبض عليهم يسكن بعيد عن العاصمه و عاصمه القريه يسكن بعيد عن الناس و يعمل بعيد هذا فى الحياه الاجتماعيه العامه اما فى الحياه الشخصيه التنوير بالمجلات الشخصيه التى كل اسره اشترتها و ليس من حق الموظف يتكلم فى الاعلام و يطالب مجلات محدده ليس من حق او يردد بلدنا هنا يجب العالم القبض على هذا لانه يقول نحن فى حرب و نحن لسنا فى حرب و لا مطالبين نكره احد فى العالم ان الحياه من الله الشخصيه very hot و تحتاج قبل تنصيبها حياه اجتماعيه عامه صارمه اى مقبوض عليه فى تحرش يسكن بعيد مع اسرته تتحمل الاسره ذنبه لانها اسره و الا ان كانوا حراميه بيصيعوا على الناس واحد يسرق و واحد يأخذ ابنه و يمثلوا مثل حرامى اتمسك وصل بسرعه اثنين حرميه كل منهم يردد انه عارف ابيه و سوف يسلمه له
nero
nero -التنوير فى الحياه المهينه بالمجلات المهنيه مناسبه لمن اتقن منهج الكليه لم يتقنه يعود له و يجب الغاء كل الشهادات اقل من الجامعه لانها كانت لعب فى كيان الاسره و تصغير للناس هذا مايعرفه الجاهل هذا كان زمان الدنيا تطورت و يجب يكون للجميع حتى الجامعه التنوير فى الحياه العامه بقوانين الحياه العامه فى المدرس تدرس و مجلات عالميه تذيع قوانين الحياه فى العالم مناطق العالم بالنسبه للمواطن الذى لم ينزل وسط البلد ممكن يفاجئ بغرامه على مرور بين السيارات اذا عادى ان يقرأ هذا عن امريكا و هو قد يسافر او لا يسافر لايحاول احد ان يلعب به و يعمل منه شكل السعوديه او المنوفيه لان هذا قله ادب الحياه يجب تكون فى عقل كل انسان العالم سافر كان بها مقيد مثل الموظف فقير لا يفترض هذا فى الجميع يهرب بالبحر اذا لا نقيد الناس عن الحياه لخاطر هؤلاء يقبض عليهم مثال من صنع احزمه لحمايه من اغتصاب ...و مواقف محرجه لا نحن على حريتنا و الاحزمه لمنع الاغتصاب للمشبوه ...و ليس نحن نقيد نفسنا لا الشعبى يقيد الذى يتدلع و عايز يمزق اعلانات ملابس داخليه ...هذا ان دخل وسط البلد بالقانون المحكوم عليهم او قبض عليهم يسكن بعيد عن العاصمه و عاصمه القريه يسكن بعيد عن الناس و يعمل بعيد هذا فى الحياه الاجتماعيه العامه اما فى الحياه الشخصيه التنوير بالمجلات الشخصيه التى كل اسره اشترتها و ليس من حق الموظف يتكلم فى الاعلام و يطالب مجلات محدده ليس من حق او يردد بلدنا هنا يجب العالم القبض على هذا لانه يقول نحن فى حرب و نحن لسنا فى حرب و لا مطالبين نكره احد فى العالم ان الحياه من الله الشخصيه very hot و تحتاج قبل تنصيبها حياه اجتماعيه عامه صارمه اى مقبوض عليه فى تحرش يسكن بعيد مع اسرته تتحمل الاسره ذنبه لانها اسره و الا ان كانوا حراميه بيصيعوا على الناس واحد يسرق و واحد يأخذ ابنه و يمثلوا مثل حرامى اتمسك وصل بسرعه اثنين حرميه كل منهم يردد انه عارف ابيه و سوف يسلمه له
nero
nero -مفهوم التنوير هو الحياه العامه الاجتماعيه فقط لا يقترب من الحياه الشخصيه و لا يدرس للناس شغله مثل الجاهل الذى يذهب للورشه و يعلمهم حرفه ليس هذا تنوير و ليس التاريخ و ليس الادب فقط الحياه العامه فى الحياه المهنيه مطالب بدرجات مثل من يدرس فى الجامعه دراسات عليا لازم يشترك فى حزمه مجلات و تزيد مع الوقت
التنوير عكس التجهيل
رمضان عيسى -النور يقشع الظلام ، ويجعل الطريق واضح ، وبالتالي تقل العثرات ويذهب الخوف من المسير. والتنوير هو جعل العقل يعيش حالة حية وفاعلة لامتلاك الوعي بالوسائل العلمية الواقعية لبناء المجتمع الانساني . والتجهيل هو جعل العقل في حالة من السلبية والشللية وسهل الانقياد . فتشويه المفاهيم يقوم به أفراد لهم مصلحة في التجهيل ، تجهيل النشىء بحيث يبفى النشىء لا يعرف الفرق بين الثايت والمتغير ، والمتغير والمتطور . وللأسف ففي المحيط العربي نجد أحزاب وأنظمة حكم تستخدم كل الوسائل الدينية والفكرية والقمعية لتكريس التجهيل ، ليس على فرد أو شريحة اجتماعية بل على المجتمع بكامله ومؤسساته التعليمية والتطويرية ، واصبح المواطن العربي يعيش حالة من الشللية الفكرية والبنائية ، وأصبح مثل الكتكوت الذي يجب أن يبقى داخل البيضة ولو بلغ واحد وعشرون يوما ، ويا ويله ان صوصو ، حتى لووصل التاريخ الى القرن الواحد والعشرين ، ومن يغرد خارج السرب ، فلا سبيل أمامه اٍلا الهجرة أو الغاء عقله وتجميده ثلاثمائة من السنين وربما يزدادوا تسعا . ووسائل التجهيل كثيرة ، التمسك بالخصوصية الشرقية ، وكأن انسان الشرق خارج التاريخ ويجب أن يبقى كذلك . والتمحور حول المقدس والتاريخ الدينى وأخيرا مصلحة الحاكم وحاشيتة.
رسالتان
خوليو -الرسالة الأولى لعمر بن أبي وقاص والثانية لعمرو بن العاص والمرسل واحد هو عمر بن الخطاب، والفحوى هي :إن كان في هذه الكتب مايوافق كتاب الله فلا حاجة لنا بها، وإن كان فيها مايخالفه فاحرقوها، اعدموها، ومن يومها قضى عمر على كل تجديد، بعض الطيور التي غربت خارج السرب ولم تصغ لفحوى الرسالتان أنتجت شيئاً مفيداً نوعا ما ،كل من طبق أوامر الرسالتان، بقي متقوقعاً،يُنتج لغو الكلام ويستهلكه هو نفسه ولا شاري له، والنتائج حزينة وفقيرة، قطار الحضارة تركهم وسار بعيداً، لايريدون الصعود إليه، وغداً عندما تأتي الطاقة البديلة لن تجد أحد يذكرهم إلا نادراً، يعيشون خارج الزمن،ويظنون أنهم بالانجاب سيملؤون الأرض وينتصرون، ولايزالون حاملين لرسالة عمر احرقوا كل مايخالف.
لا
عبدالله -لا زلت متحامل وغير منصف يا خوليو . هذه الرواية كاذبة عن امر الخليفة عمر باحراق الكتب . ولقد اقر ببطلانها مستشرقهم الأكبر (برنارد لويس) وايضا ابطلها سدّيو , ورينان , وجوبن , وجوستاف لوبون , وبتلر , وغيرهم من المؤرخين, وحتى دائرة المعارف البريطانية تكذب هذه الرواية . ونفي أمر هذه الرواية عن الخليفة عمر أمر بسيط , فهذه الرواية لم تصدر إلا من مؤرخ في القرن السادس الهجري , وهذا الذي أصدرها نسبها إلى حنا النحوي , وحنا قد مات قبل دخول المسلمين إلى مصر بحوالي 150 عام , وهذا ماذكره الفرد بترلسون صاحب كتاب (فتح العرب لمصر)
Abdullah
idas -then where are these books if they were not burned
to idas
shadi -يذكر أن من أساطين مكتبة الإسكندرية القديمة "ارستارقوص "أول من قال بدوران الأرض حول الشمس " وهيباركوس " أول من حسب طول السنة الشمسية بدقة " وايراترستنيس&" أول من حسب محيط الكرة الأرضية "وأقليدس" الذى كتب أسس الهندسة وارشميدس الذى اخترع الطنبور أثناء زيارته لمصر" وكاليماكوس "الذى يعد أبو علم المكتبات. و قد انفتحت مكتبة الإسكندرية القديمة على كل الحضارات حيث تم فيها ترجمة العهد القديم من العبرية إلى اليونانية إلا أن الحروب قضت عليها حيث لحق بها أول حريق سنة 48 قبل الميلاد وذلك على يد "يوليوس قيصر" خلال حرب الإسكندرية ومن ثم شهدت المكتبة اضمحلالا متزايدا فى القرنين الثالث والرابع الميلاديين بسبب الحروب التى تم إحراق كامل ما تبقى منها سنة 391 ميلادية و قتلت" هيباتيا "عالمة الرياضيات وابنة آخر علماء المكتبة المعروفين على يد الغوغاء سنة 415 ميلادية و ذلك قبل دخول عمر بن العاص إلى مصر بأكثر من مائتين و ثلاثين عاما.
مراجع اسلامية
خوليو -المراجع الاسلامية لرسالة عمر بن الخطاب لحرق مكتبة الاسكندرية هي: القاضي جمال الدين أبو الحسن القفطي، في كتابه إخبار العلماء بأخبار الحكماء- الطبري في تاريخه- وروى الزمخشري أن دفات الكتب صنع منها نعال وأوراقها حرقت في الحمامات ، أليس عندكم غير التكذيب لدحض معلومات لاتسر خاطركم؟ ومن المنطق أن يحرقوا الكتب لأن في كتابهم موجودة كل العلوم والأسماء فقد علم آدم الآسماء كلها فلا حاجة لهم بكتب أخرى.
ايه ذنب الكتب هههههه
حريق بسبب العقيدة -يحدثنا التاريخ الكنسي، بأن إضطهاد المسيحية بدأ في عهد الإمبراطور نيرون، وتم قتل القديس مرقس في الإسكندرية عام 68م ، وتمزيقه إربا، ووصل ذروة البطش في عهد دقلديانوس(284م ـ305م). لكن الرواية تخبرنا أن أهل الإسكندرية، عظموا هذا القيصر، وخلدوه بنصب رخامي هائل (لا يزال قائما بإسم عمود السواري)، تعبيرا عن فرحتهم بمنجزاته الدموية وخلاصهم من المسيحيين، الذين ألحقوا إهانة بآلهتهم.وبعد أن أصدر قسطنطين الكبير عام 323م مرسوما بمنع الوثنية، واعتبار المسيحية دين الدولة، دارت عجلة التاريخ وبدأ المسيحيون بإضطهاد الوثنيين، وقاد البطريرك ثاوفيلوس عام 389م بنفسه حملة تدمير تمثال سيرابس(في أبي قير) وقامت الغوغاء بتدمير جزء من المعبد الوثني بمدينة الإسكندرية وكذلك جزء من المكتبة الشهيرة، التي أنشأها البطالمة. وعام 415م، زحفت فرق الرهبان وطاردت آخر أتباع المدرسة الأفلاطونية الحديثة، وألقت القبض على الفيلسوفة هباتيا التي وُصفت بالمعلمة الوقورة المهذبة، وتم رجمها بالحجارة، حتى الموت. ثم تخبرنا القصة بأن المكتبة أحرقت ثانية قبيل الغزو العربي، إثر نزاع بين أتباع الكنيسة القبطية المرقسية، والكنيسة الملكانية (البيزنطية)؟
استهلال في المفردة
فهد الفهد -كلام جميل ولكن من يقصي من يوجد تنوير في الاسلام للعلم والمعرفة والاخلاق كما يوجد تنوير لدى كل عقل بشري ولكن من نتبع الفكر التويري والحرية الاسلامية الخلاقة المستمدة من النصوص الكافية ( اليوم اكملت لكم دينكم ) فالدين كامل والافكار المتضاربه ليس لها مجال لدينا اما ان تتاجر بالافكار حتى تكسب المال كم كسبه من العلمانيين القابعين بين لندن والمغرب والذي يتوقعون ان للموت سيخترعون علاج ويتباهون في الفساد فلا يطلبو بتحقيق الرفاهية لشعوب مثل ما يملكونه وسوف ينادون بتنوير والعلمانية والليبرالية وقيادة المراءة وجميع ما يتمنون ولكن هؤلاء يتمنون لبسبب أنهم أغنياء ويردون يتاجرون بقضايا الامة الاسلاميه ويصادقون الرؤساء لايحملون اي أفكار خلاقة بالنهضة الفكرية والتنويرية على جميع المجالات كما اريد ان افهم ماهذا الاستهلال في المفردات كأنك تريد ان الحصيله والتبهرج اهم من ايصال الفكر وما هذه الردود انظر للوقت وصيغة الكتابه وستعلم ان هناك ردود لم يكتبها الا انت وصيغة الكتابة وضحة يا صاحب التنوير
ما أجمل هذه المقال
عبد العزيز محمد -ما أجمل ما كتبت هذه السطور الرائعة وما أجمل المقال في تفاعل القراء بالردود سلمت يا كا تبنا جدااااااااا رائع