فضاء الرأي

اضاءات على شخصية أحمد مدحت أفندي: أول رئيس تحرير لجريدة (الزوراء)

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في عيد الصحافة العراقية

(الزرواء) وكما هو معروف، أول جريدة صدرت في العراق، وذلك بعد مرور شهرين على تعيين مدحت باشا واليا على بغداد. صدر عددها الأول في 16 حزيران 1869 بينما ثمة من يقول أنها صدرت في 15 حزيران من نفس العام. وهي جريدة اسبوعية كانت تطبع بمطبعة الزوراء التي كانت في الوقت نفسه مطبعة الولاية التي قام مدحت باشا بشرائها من باريس. كانت الزوراء صحيفة متوسطة الحجم بثماني صفحات. أربع صفحات منها باللغة العربية والأربع الأخرى باللغة التركية.
وهي صحيفة رسمية أسسها الكاتب أحمد مدحت أفندي وهو في الوقت نفسه أول من تولى رئاسة التحرير فيها. ليتولاها بعده: عزت الفاروقي وأحمد الشاوي البغدادي وطه الشواف ومحمد شكري الآلوسي وعبدالمجيد الشاوي وجميل صدقي الزهاوي.
استمرت (الزوراء) بالصدور لمدة 49 عاما. صدر خلالها 2606 عددا.لتتوقف عن الصدور في 11 آذار 1917 بعد الاحتلال البريطاني لبغداد.
اهتمت الزوراء بنشر أخبار تتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية بالدرجة الرئيسية إضافة إلى نشر الفرمانات ومقالات في الشؤون الثقافية والسياسية والصحية. كما اهتمت بانتقاد ظاهرة الفساد في أداء الإدارات الحكومية.
تعتبر الزوراء مصدرا تاريخيا هاما لتقييم الأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في العراق خلال تلك الفترة. كانت تباع بخمسين بارة والاشتراك السنوي 55 قرشا. وكانت (مكتبة المتحف) تضم ثلاثة مجلدات لجريدة الزوراء. إضافة إلى وجود نسخ عديدة منها في المكتبات الشخصية

شخصية ملفتة للاهتمام
ونحن نحاول إضاءة هذا الجانب الذي لم يشبع بحثا وكتابة، نسعى لتحديد مالم يفه الباحثون حقه من البحث في هذا المجال، وخاصة فيما يتعلق بدور أحمد مدحت أفندي المحرر الأول لجريدة (الزوراء)، الذي يعد بحق أول رئيس تحرير في العراق، حيث ان الكثيرين لا يعرفون إلا القليل عن حياة هذا الكاتب، والتي هي عبارة عن أسطر مقتضبة في بعض الكتب والمصادر القليلة التي اكتفى أصحابها بالمرور على دوره مرور الكرام.
أورد المؤرخ العراقي عباس العزاوي في المجلد السابع من كتابه (تاريخ العراق بين احتلالين) إشارة إلى أحمد مدحت أفندي بقوله، انه قد حاز على شهرة كبيرة في الأدب والتاريخ، ولم يزد على ذلك. وأشار الباحث هاشم النعيمي في بحثه المنشور الصادر بمناسبة العيد المئوي للصحافة العراقية، أن أحمد مدحت أفندي كان مرافقا للوالي مدحت باشا أينما حل وارتحل، وانه كان من الأعضاء البارزين في حزب (تركيا الفتاة) لكنه ما لبث أن تخلى عنه، عندما اصطدم مدحت باشا مع السلطان عبدالحميد. وبالنسبة لجريدة الزوراء فقد بقي احمد مدحت رئيسا للتحرير طوال مدة ولاية مدحت باشا (1869 - 1873) في بغداد.
بهدف الاحاطة بشكل موضوعي بالمزيد من المعلومات المتعلقة بأحمد مدحت أفندي نورد ما يلي:
ورد عن أحمد أفندي في دائرة المعارف (الانسكلوبيديا) التركية الصادرة باستانبول في 1962 ما يلي:
" كان له نشاط أدبي امتد إلى نصف قرن، اشتهر ككاتب وصحفي غزير الإنتاج. نادى بالتجديد،وكان الشعب موضوع اهتمامه في كتاباته دائما، والتي امتازت بلغتها السلسة البسيطة ساهمت في وصول كتاباته إلى اكبر عدد ممكن من القراء، وكان ذلك سببا في اتهام العديد له بأنه (صحفي العوام) وليس النخبة.
كما جاء في دائرة المعارف الروسية، الصادرة بموسكو عام 1962 ما يلي:
" كاتب ومفكر تركي. يعتبر رائدا للقصة القصيرة والرواية في الأدب التركي. جهد كثيرا في تثقيف نفسه. له مؤلفات عديدة. مارس العمل الصحفي والكتابة الأدبية والتدريس في جامعة استانبول. اشتهر بترجمة مؤلفات الكتاب الرومانسيين من الأدب الفرنسي.
لم يغفل كل من تناول تاريخ الأدب التركي، وكل من أرخ تاريخ الصحافة العثمانية والحركة الفكرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث اتفقوا على ان أحمد مدحت أفندي كاتب موسوعي، سعى دائما إلى تنوير وتثقيف الشعب، لهذا اعتبره البعض (المعلم الأول) لاضطلاعه بدور لا يستهان به في العمل لإزالة أسباب تخلف المجتمع العثماني والعمل على تطوير وتحريره من براثن الفقر والجهل.
ويجمع كل من تناول سيرته على أنه كان أكثر كُتاب عصره نشاطا وإنتاجا، وكان شديد الاهتمام بالمضمون، حريصا على جعله قريبا من فهم واستيعاب عامة القراء، لذلك رفض تيار أدب النخبة منحازا إلى البسطاء بدلا من الخاصة. وبسبب نشاطه وغزارة إنتاجه لقب بأنه "ماكنة كتابة بقوة 40 حصان ".

تولستوي وأحمد مدحت أفندي
كتب المفكر يوسف آقجوره عنه قائلا:
" لا يخطيء من يعتبر أحمد مدحت أفندي (تولستوي) تركيا. فثمة أوجه شبه كثيرة بين أحمد مدحت أفندي وتولستوي فبغض النظر عن الخصائص المادية، كسلامة الجسم وطول العمر وامتلاك أسرة كبيرة، كان الاثنان يبحثان عن الحقيقة دون ملل ويخدمان الإنسانية بلا كلل، وسعيا بالتعمق في دراسة كل اتجاه فكري لخدمة البشرية جمعاء. وكان تولستوي قد أصبح جنديا، وضابطا، ومحررا، وفلاحا، ومعلما، وطبيبا، واسكافيا، وممرضا، وصحفيا وسائحا ودرويشا في نهاية المطاف.في حين عمل أحمد مدحت أفندي بدوره موظفا ومحررا وأديبا وعالما وطبيبا وجنديا ومطبعيا ومعلما.
علم تولستوي الأطفال الأبجدية في (ياستايا بوليانا) لبضع سنين ومارس أسلوبا جديدا في التربية والتعليم. وكان أحمد مدحت أفندي أول من قام في منفاه برودس، بإدخال (الأصول الصوتية) في تعليم اللغة العثمانية، وأنشأ (المدرسة السليمانية) العتيدة.

حياة زاخرة بالنشاط والهموم
ولد احمد مدحت أفندي باستانبول عام 1844. فقد والده وهو في الخامسة من عمره، فاضطر إلى العمل في دكان عطارة. أكمل المدرسة الرشدية في (نيش) 1863، حيث التحق بالعمل في قلم الرسائل ببرشوك (الدانوب) عندما كان مدحت باشا واليا هناك. تعلم الفرنسية وساهم من جهة في إصدار أول صحيفة باللغة التركية في الولاية،وهي جريدة (تونا ـ الدانوب)، وجهد كثيرا في تثقيف نفسه، مواصلا من في نفس الوقت نشر مقالاته في الجريدة المذكورة من جهة أخرى.
في عام 1869 اصطحبه مدحت باشا إلى بغداد بعد تعيينه واليا عليها، حيث ارتبط اسمه في العراق بإدخال أول مطبعة آلية للعراق تعمل بالبخار، وإصدار أول جريدة في العراق هي (الزوراء)، وقد ظل ينشر مقالاته فيها لمدة عام ونصف بدون انقطاع. وفي بغداد تعلم الفارسية وألف كتاب (حاجة) و (قصه ده ن حصة) لتلاميذ مدرسة الصنائع التي كانت أول مدرسة مهنية في العراق على يد الوالي مدحت باشا. بعد عودته إلى استانبول عام 1871،واصل نشاطه في ميدان الصحافة حيث عمل في بعض الصحف،وأصدر البعض منها، كما وأقام في بيته مطبعة صغيرة، كان أفراد أسرته يعاونونه في ترتيب وتنضيد الحروف وطبع كتبه فيها. كما أصدر مجلة (داغارجق) وجريد (دور) اليومية. لكن الجريدة أغلقت بعد صدور عدها الأول، كما حدث الشيء نفسه لجريدته (بدر) حيث نفي بعدها إلى جزيرة رودوس بتهمة نشر مواد منافية للدين، وظل معتقلا في منفاه لمدة ثلاث سنوات (1873 - 1876).
بعد خلع السلطان عبدالعزيز عن العرش، تم إعلان العفو عنه حيث عاد إلى استانبول ليبدأ العمل في إدارة جريدة (تقويم وقائع) الرسمية و(المطبعة العامرة). كما أصدر في 1878 جريدة (ترجمان حقيقت).ذاع صيته في الأوساط الشعبية، بفضل مقالاته وقصصه ورواياته. وقد قام في هذه الفترة أيضا بتدريس مادة تاريخ الفلسفة وتاريخ الأديان والجغرافية بالجامعة (دار الفنون)، كما اشترك في مؤتمر المستشرقين الذي انعقد بستوكهولم 1888، وشغل خلال هذه الفترة منصب الرئيس الثاني لمجلس الشؤون الصحية 1895. وقد ألف خلال هذه الفترة عددا من الروايات منها: الميلاد الثاني، حسن الملاح 1874، حسين الفلاح 1875 تركي في باريس 1876، دردانه خانم 1882 وكتابه عن أدب الرحلات (جولة في أوربا) عام 1891 مع 15 مجلدا ضمت مجموعاته القصصية التي جمعها تحت عنوان (لطائف روايت) والتي تضم مؤلفاته من 1870 الى 1895.
توفي احمد مدحت أفندي بالسكتة القلبية عن ثمان وستين عاما.

اقتبست المادة خصيصا لموقع "إيلاف" عن كتاب للكاتب معد للطبع

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

أحمد مدحت أفندي يحب يكون أحمد مدحت باشا و يسلك سلوك الباشا و هذا بأن يقع فى حياه الباشا فـ بالبرمجه لعقله من هذه الحياه يسلك سلوك الباشا و يتكلم كلام الباشا و هذا هو الدين اسلوب حياه ترقيه و ليس كما يفكر الشعبى شيعى او سنى

nero
nero -

أحمد مدحت أفندي يحب يكون أحمد مدحت باشا و يسلك سلوك الباشا و هذا بأن يقع فى حياه الباشا فـ بالبرمجه لعقله من هذه الحياه يسلك سلوك الباشا و يتكلم كلام الباشا و هذا هو الدين اسلوب حياه ترقيه و ليس كما يفكر الشعبى شيعى او سنى

بقايا الاتراك
ابو عرب -

خلصونا من الاتراك وبقاياهم نحن بلد عربي اللي يحب تركيا خل يرجع لبلده الاصلي 400 سنه دمرتونا باحتلالكم البغيض الاسود ماكو رحمه بقلب اي تركي لان مغول

بقايا الاتراك
ابو عرب -

خلصونا من الاتراك وبقاياهم نحن بلد عربي اللي يحب تركيا خل يرجع لبلده الاصلي 400 سنه دمرتونا باحتلالكم البغيض الاسود ماكو رحمه بقلب اي تركي لان مغول