فضاء الرأي

لماذا رفضت الترشح للبوكر؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


أولا، وقبل ان اجيب على السؤال أقول بأني لم اترشح لنيل الجائزة الخاصة بالرواية العربية المعروفة باسم البوكر ثم رفضتها، بل ما قصدته هو أني رفضت ان أسجل اسمي عن رواية لي بعنوان "ليلة واحدة في دبي" ضمن الاسماء التي ترشحها كل دار نشر عن كتابها. ثانيا، اؤكد على احترامي الكبير لجائزة "البوكر"، بل وأرى انها واحدة من افضل الجوائز العالمية في الرواية، كما احترم الجهات والمؤسسات التي تقف ورائها.
رغم ذلك رفضت الترشح لهذه الجائزة لسببين:
السبب الأول ان الترشح لجائزة ما يشبه في نظري تسوّلها. فالكاتب يقضي نصف عمره يكتب قبل ان يبدأ عملية تسول لناشر ينشر له، ثم اعلام يكتب عنه، ثم قارئ يقرأ له. وهذا يعني ان نصيبه من التسول قد استوفي بكامله، ولا حاجة به لتسول شيء آخر.
و ان ارتأى البعض أهمية حصول الكاتب على جائزة تقدر عمله فمن الأفضل ان يكون ترشيحه من قبل لجنة الجائزة دون ان يتقدم هو بذلك بل وحتى دون علمه. فعدد دور النشر في العالم العربي هو رقم هزيل، والاصدار الروائي كل عام اكثر شحوبا من العام الذي يسبقه ما يسهل عملية الاختيار.
السبب الثاني لرفضي الترشح هو ان أعظم جائزة يتلقاها الكاتب هي ان يكتب. فإن كان الانسان يسعى لتحصيل المال كوسيلة غايتها تحقيق سعادة اكبر، وان كان يستلذ الطعام كوسيلة غايتها تحقيق لذة عظيمة، فإن السعادة في الكتابة تكمن في الكتابة ذاتها. أي انها الوسيلة والغاية معا. أما ان يصبح الكاتب أسير جائزة يترقب مصيره معها فما ذاك بأدب كما اراه.
اضيف سبب أخير وأقول انه لا ينبغي على الكاتب ان ينتظر تقييم لجنة من خمسة او عشرة او حتى الف ناقد او أديب او مسؤول لفكره وقلمه، ذلك ان التقييم الصحيح والدقيق هو احساس الكاتب بصدق ما كتب، وإيمانه به سواء رضي النقاد ام لم يرضوا. الكاتب هو مرآة نفسه، وجائزته تكمن تحت يديه، إنه القلم والورقة البيضاء والحرف. ان جمع بينهما فتلك الجائزة العظيمة. وقد اشرت في اكثر من حوار ومناسبة الى ايماني بأن الكاتب العظيم هو الذي يتحلى بأكبر قدر من الانانية في ارضاء ذاته أولا، إن فعل ذلك فسينجح طالما هو مؤمن ومقتنع بكل كلمة خطّها.
وأختم هنا بعبارة لبرنارد شو "قد اغفر لنوبل اكتشافه للديناميت، لكني لن اغفر له ابتكار جائزة للأدب".


nakshabandih@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلام من ذهب
Reem -

الذي كتبتة الآن هو كلام من ذهب ولا اعتقد بأن هناك جائزة أفضل للكاتب من قارئ متابع له دوماً

ثقة وصحيح
د.حسين حمزة الجبوري -

مقالكم صحيح ويعبر عن انشغال حقيقي بالفن وعلى القائمين على الجائزة معالجة ما اراده الاستاذ نقشبندي احتراما واجلالا للاديب اي كان تحياتنا للمبدع نقشبندي

صباح الخير..
ايناس -

كبير أنت سيدي كعادتك .. راق.. رائع.. صادق .. شفاف .. محترم .. تحترم نفسك ابداعك و قلمك الذي يقطر شهدا .. يقطر شموخا وكبريائا .. مع احترمي لكل الجوائز العالمية الا أني أرى أن الجائزة لن تضيف لك شيئا على العكس تماما أنت من يضيف لها ..سيأتي يوم سيتوسل لك من يقف وراء تلك الجوائز العالمية لتسمح لهم أن يقترن أسمك بهذه الجوائز لتزيدها شهرتا وتمنحها شرف الاقتران بابداعاتك ..سيدي ان ابداعك ليس بحاجة للتسول مطلقا .. نحن من يتوسل لك كل يوم وكل لحظة .. نحن من يطارد قلمك حيث يكون لنستمتع بابداعاتك ولتنير عقولنا بأفكارك..سيدي دمت ودام قلمك ودام عطائك ودام رقيك شموخك وكبريائك فهؤلاء هم جوائزك .. سيدي الكريم تقبل تحياتي .. وأسعد الله صباحك.. ايناس..

قليل من الصبر
ابوعبدالرحمن -

اصبر قليلاً واكتب كثيراً وسوف تأتيك نوبل للأداب - ماعليك الا مواصله الهجوم على دين الاسلام وتراث المسلمين ونبي المسلمين بدعوي التنوير والعلمانيه فربما يصادفك احد المتهورين ويعتدي عليك بدنياً او لفظياً وا تتعرض لهجوم واسع من الصحافه والاعلام وربما يرفع عليك احد الناس قضيه بتهمه سب الاسلام ونبي الاسلام وهجاء القرآن الكريم - عندها ستجد دعوه لزياره احدي الدول الاوربيه مع تحمل كافه النفقات وفتح احدي الجامعات لتعمل استاذا للدراسات الشرقيه - وظيفه والسلام - ثم يتم ترشيحك لنوبل بإعتبارك تحارب الارهاب والتطرف وتدعو للتنوير .

راحت عليهم!!
بلقيس -

ربما سقط عنك سهوا الإعجاب والتمجيد للفكر المتصهين كذلك الذي تتضح روحه في أدبيات الكاتب سواء بالعلن أو الخفاء! حتى تتحصل على نوبل وكل الجوائز في الواقع!!! لابد وأن يلمس في أدب الكاتب العداء للإسلام والمحبة والتمجيد لفكر بني صهيون ليس بالضرورةأن يأتي من اسرائيل .... ثم ينال نوبل .. ثم بعد أن يحرق كارته يبحثون عن دماء جديدة والعبر كثيرة وموجودة لمن يقرأ التاريخ جيداً!!

أين حقي من التأ ليف
أروى طونى قهوجي -

انا إحدى القارئات لألنقشبندي بسبب الفضول فقط وليس بسبب آخر.وأجد كل رواياته مقتبسة(مسروقة) من حياة أشخاص حقيقيون بؤساء لا حول ولاقوة لهم للمطالبة ب حقوق التأليف .وكما علمت لم ينل أي جائزة قيمة عربية وهاهو يتكلم عن جوائز الغرباء.وإني أقول لألنقشبندي دار الجار قبل الدار.

عزيزي
خالد الحسيني -

عزيزي لو قدمت روايتك للترشيح فهي لن تفوزفانت اخذتها من قاصرها

الى قهوجي
قارئة ومتابعة -

هل لديك دليل على سرقة الكاتب او اقتباسه لرواياته؟ يبدو انك جاهلة بما هي الروايات وكيف تكتب..لان اي رواية في العالم هي اقتباس من بعض معالم حياة اشخاص حقيقيون وبؤساء..حسب رأيك الثمين اذن نجيب محفوظ اكبر سارق لان كل شخصيات رواياته كانت من الحياة ولاشخاص بؤساء كما تفضلت. اما بالنسبة لنيل الكاتب جائزة عربية نعم لم ينل بل نال تكريما كبيرا في اكثر من مناسبة من قراءه في مختلف الدول العربية.وردا على المثل الذي ذكرتيه اذا كان الجار هو انت او من يفكرون بطريقتك فهو في غنى عنهم!!

سؤال للمحرر
قارئ -

السيد المحرر المحترم تحية . هذا المقال الرائع كصاحبه لم يذيل فيه لا يجوز النشر دون الاشارة للمصدر اي ايلاف هل يجوز نقله دون الاشارة للمتالقة ايلاف شكرا قارئ

اكتب أولا
فالح القريب -

اكتب أولاً روايات ذات صيغة فنية عالية ومعالجات إبداعية للموضوع وليس بالطريقة الصحفية التي تكتب بها سردياتك وتسميها روايات. بشكل عام هل هناك فرق بين مقالاتك وسردياتك؟ لا يوجد فرق،أين قدرتك إذاً على صوغ خطاب روائي تستحق عليه أن تسمى روائيا؟ الخبرة الأساسية لديك كانت في العمل الصحافي، وفي مجلات خفيفة المواضيع كثيرة البهرجة، أما في الرواية فبعيد أنت عن الانتماء إليها، ويفترض أن تتقبل الصراحة ولو كانت مرة ومن أشخاص لا تعرفهم على الاطلاق.

تحيا تى لك
hanan -

تحياتى لك أستاذ/هانى .لدى أيمان كبير أن لديك الكثير لكى تقدمة.سوء فى الكتابة أو فى الاعلام المرىء أيضا مازلت أحتفظ بمقالاتك ...........وكم كان ممتاز برنامجك حوار هانى الذى لم يكن تقليديا أبدا.أتمنى لك التوفيق أستاذى.شكرا أيلاف