أصداء

هل ما تطلبه الشعوب العربية من حكوماتها مبالغ فيه؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن عند استعراض الحالة الداخلية المقلقة لأغلب الدول العربية، والتي تجد فيها أن الشعوب تعاني من خلاف دائم مع حكوماتها، وأن العقول الشابة في محاولات دائبة للبحث عن حلول منطقية لمشاكل شعوبها الدائمة!. فهل يا ترى أن الشعوب العربية أكثر تطلبا من شعوب كوكبنا الأرضي حتى تكون مجالا خصبا لهذه الصور المقيتة من القمع والقهر والظلم والفقر؟. أم أن تركيبتها المجتمعية والفكرية متبلبلة معقدة فلا يمكن بالتالي إرضائها إلا عن طريق القهر والصهر؟. مع العلم بأن سماء مطالب شعوبنا العربية متواضعة لا تعدو كونها أساسيات ضرورية لحياة البشر، وليست من الكماليات، التي يمكن التنازل عنها طوعا.

وباستعراض طلبات شعوبنا البسيطة لن نجد فيها طلبات تعجيزية أو متعجرفة أو مستحيلة. إلا إذا اعتبرنا أن الستر والكرامة والأمن وسد الرمق والحق في التعليم وفي التداوي وفي حرية المعتقد والفكر من المستحيلات، بل قل من المنكرات التي يصعب على الحكومات بكل معطياتها تأمينها.

فمعظم الحكومات في عالمنا العربي تعتبر تلك المتطلبات متعجرفة مبالغ فيها من قبل الشعوب، (التي لا يعجبها العجب!). بل وأن تلك الحكومات تضع شعوبها ضمن دائرة المغضوب عليهم (لجرأتهم!)، وامطالباتهم الوقحة المستمرة بتلك المتطلبات الحياتية الأساسية!. وتعمد إلى التخوين في نوايا الشعوب، وإرهابها، والضرب على حركاتها مهما كانت سلمية بيد من حديد وبقوانين طاغية لا تعرف القانون.

ولنعد للحكاية منذ بداية نشأة الدول، فالدول لم تكن في الأساس موجودة كنظام معيشي، وكانت جماعات البشر تختار في قراها أو في فيافيها أحد الكبار المقتدرين عقليا وماديا ونفسيا، وينصبونه كبيرا عليهم لقدرته على أتخاذ القرار المناسب في حينه، وحمايتهم من الشر إذا حاك بهم، ومن الخوف إذا زاد عليهم، ومن الفقر إذا سكن بينهم. وكانوا يختارونه قادرا من جميع النواحي، بحيث يكون معهم في جميع حوائجهم وأزماتهم.

من هنا كانت اللحمة تحدث بين الحاكم والمحكوم بتوازي وتساوي خطوط المصير، وبقدرته على تناسي ذاته أمام حوائجهم. وفي حالة إخلاله بما هو مطلوب منه، فإن الأمر يحال إلى شخص غيره يكون أقدر على أداء المهمة.


وتطورت الأمور واندمجت المجتمعات بعد ذلك فيما يسمى بالدول، وأصبح لكل شعب متعدد الأعراق دولة وحاكم وحكومة، وكان من المفترض ومن الطبيعي أن تقوم الحكومة بما كان يقوم به كبير القرية أو القبيلة من مسؤولية أدبية ومادية ونفسية ناحية من يحكمهم.
ولكن ما نراه في حالة أغلب الدول العربية الحالية لا يتناسب مع صورة الحاكم والمحكوم السلسة الحبية الخيرة المتعارف عليها، والتي من المفترض أن تعطي ثمارها برقي الأمم ورفعتها ورخائها.


فالحاكم صار جائعا طوال الوقت فلا يحلو له إلا اللقمة التي تأتيه من فم الشعب الجائع، وصار عريانا فلا تكسيه إلا عرية شعبه، وصار جاهلا فلا يرضى أن يتعلم أفراد شعبه إلا بقدر أقل مما يدركه هو من الجهل. وصار عليل الصحة فلا يريد أن يباريه أحد من قليلي الصحة والمعتلين من أفراد الشعب بالوصول إلى أكسير الحياة الأبدية. وأصبح فقيرا فلا تنموا له الثروة إلا بعد أن يسلبها عنوة من جيوب ومخازن ومعطيات وخيرات شعبه وأرضه. وهو في خوف دائم على نفسه فلا يجد الوقت ليخاف على شعبه، ولا يحرص على أمنهم مثلما يحرص على درء هواجسه. فيحيط نفسه بالحراسات والترسانات المبالغ فيها، وبالجيوش المجيشة، بينما يحترق الشعب في الشوارع من الخوف والهوان وانعدام القانون. والحاكم منتهز للفرصة، التي لا تتكرر فلا يكاد يصل لسدة الحكم إلا ويلتصق بها، ويعشش في أوكارها، ويقسم أن لا يترك منصبه إلا بالموت، بل وبعد أن يهيئ من نسله من يسد السدة من بعده!.
فأين الحاكم الذي يستشعر ويؤدي واجباته نحو شعبه كاملة، دون أن يتبعها بالمن و الأذى؟. وأين الحاكم الذي يضع نصب عينيه هموم شعبه ويسعى لطردها؟. وأين مميزات الحاكم التي تجعله محبوبا بين شعبه، وأين شروط البقاء التي تتحقق بسيادة القانون، وتطبيقه على نفسه أولا، وعلى الكبير قبل الصغير؟.


وأين الحاكم الذي يتمتع بالراحة في الرحلة، ويترك القيادة كاملة للعقلاء الأمناء المستحقين من أبناء شعبه، بديمقراطية، وحرية فكرية، وأمانة وعدل؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

تطلبه شعوب من حكوماتها كلام غريب الشعب مثل السائح فى العالم لا علاقه له بالموظف قال الرئيس مبارك بين المواطن الدوله القانون اى دوله فى العالم اما المواطن فى اسلوب حياته هذا بينه و بين ربه من هنا لا شئ اسمه حكومه شعب او موظف يطمع ان يوهم الناس انه رئيس عليهم هو يشغل مكان مثل رئيس مجلس اداره نادى يشغل مكان ان الناس عبيطه قبلت منه يقف على الباب و يتفرج على صدر بناتهم و بطن و يردد انا اب ما جارى زوج يدخل على زوجه جاره و يردد انا ايضا زوج و يتدخل فى ملابسها ايضا الحكومه هى تمثل هيئات و تشرف عليها هيئات و الامم المتحده و مجلس الامن و لا يهم من هو الموظف الحاكم فى العراق و كان امريكا او فى مصر او ليبيا المهم البلاد تشتغل فليس معقول بلد تحفر قناه السويس فى مصر على اساس العالم واحد و فجئ مصرى يردد انا الرئيس طب يعرف يحفر قناه السويس لا يعرف الان يعمل مترو انفاق لا اذا يجلس و يعرف من المدرس من لا يسمع الكلام كيف بـ يتهان فى الحياه فيها مارينز امريكى الان

نيرون !!!!
مستغرب -

إنه شخص مختل، وإيلاف تروج لكتاباته التي لا تدل إلا على خبل مفرط...! فلماذا لا يتم منع تعليقاته المملة

ليست مستحيله ولكن
قوس قزح -

ليست متطلبات الشعوب العربية مستحيله ولا مبالغ فيها ولكن أين يكمن الخلل لقد اجبت عن ذلك بين السطور في مقالك الجميل الذي لامس هموم كل عربي من المحيط الى الخليج ومن وجهة نظري اعتقد ان المشكلة تكمن في جهل الشعوب بحقوقها وتجاهل الحقوق من النخبه والسلام عليك .

عصابات حاقدة
معاوية -

يصح هذا التساؤل فيما لو كان المقصود به فعلا حكومات،.... ماذا كان يضير النظام في سوريا لو أطلق سراح الثمانيني هيثم المالح لعدم ثبوت إتهام أو إطلاق سراح طفلتين محجوزتين في مسلخ مخابراته بدون تهمة؟ ألم يزيدنا قوة وزاد ضعفا ألم يزيدنا ثقة وزاد هلعا ألم يثبت بأننا على حق وهو على باطل وأننا متسامحون وهو حاقد، هل يدر الى أين يسير؟ .....

الحياء من الايمان
ع/عطاالله -

-يارجل استح لذكر حكوماتنا بل عظمها..اذاالشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.كم حزبا خبى بريق عروضه بين كم خب يتربص بها الرماد،فاذا كنت يوما ما على مسافة دنانير مع حظك فعرج على أمك فأشركهاولاتسل أيكماالمحظوظ،اما أنت الغافلة فاذا عطشت وجعت فأخرجي في حي المسلمين تتراصف لك عربات وشاحنات وحافلات،اقبضي العربون وعودي متى شئت.نعم حكومات تاريخية.

هل الغرب احسن؟
عابر سبيل -

اولا انا احمل جنسية اجنبية وليس عندي جنسية عربية عندما هاجرت كنت اسمع دعايات كثيرة عن جنة الاحلام ومقارنتها بالدول العربية المتخلفة وعندما وصلت اكتشفت ان تلك الدعايات لاتقول الا نصف الحقيقة مثل لاتقربوا الصلاة(بدون تكملة الآية) من تعليم مجاني الى تأمين صحي حرية رأي وتعبير الى ديموقراطية وحرية و.. وكلها اكاذيب فهل معاملة الامن والشرطة في الغرب للمواطنين الطف واكثر احتراما من الدول العربية؟ هل المسؤولين الغربيين اشرف واكثر امانة؟هل لاتوجد قوانين طوارئ في الغرب تسمح بتوقيف اي مواطن لمدة غير محددة وبدون محاكمة وبدون ذكر الاسباب؟هل المواطن يضمن سلامته وسلامة عائلته اذا انتقد المسؤولين بشكل قد يكشف فسادهم من ان يتعرض لحادث سيارة او حادث مؤسف قضاء وقدرا؟هل القضاء حقا عادل وبعيد عن المحسوبيات؟وغير ذلك كثير وباختصار نفس سلبيات الشرق موجودة في الغرب مع فارقين :1-في الشرق هناك مبرر المؤامرات والتجسس والتخريب (تم استحداث مصطلح الارهاب في الغرب للتبرير مؤخرا)2-في الشرق يبقى شيء من ضمير ونخوة وخوف الله وحق الجار(في الغرب لا يعرفونها)الدول العربية كلها بوجه عام تتعرض لحملات دعائية منظمة لتشويه سمعتها وزعزعة امنها الداخلي بزرع الشكوك في نفوس مواطنيها وان بامكانهم الحياة بصورة افضل كالحياة الغربية!!ولكنهم لايقولون لهم كل الحقيقة وكم من الضرائب والرسوم يجب ان يدفعوا كل يوم فعنما يقولون مثلا ان دخل الاجنبي 2000دولار شهريا لايذكرون مقدار الضريبة السنوية التي يجب ان بدفعها اضافة الى ضريبة العقار الذي يعيش فيه (لاتقل عن 400ولارسنويا)وان تأمين السياره السنوي لاقل عن2000دولار والماء والكهرباء والتدفئةو.. كلها اسعار فلكية والذي زوجته لاتعمل اضافة اليه فلن يتمكن من تسديد الفواتير فكيلو البندورة في الموسم 3دولار وكذلك البطاطا وكيلو التفاح 4دولاروليتر البنزين 1دولار و..هذه هي الحقيقة بصدق وتجرد وقد يسأل احدهم:لماذا لاتترك وترحل الى بلد عربي؟ الجواب:اتمنى ولو احصل على اقامة فلن اتردد.

لقد رحلت لهم بهوسك
محمد هلال -

إلى عابر سبيل ... يبدو من كلامك إيمانك بالمؤامرة وبالتشكيك والإنطوائية وباننا أفضل منهم، ولكنك تتهرب من الحقيقة، فلماذا إذن لا تعود لبلدك الأم الذي لن تحتاج فيزا لدخوله. للأسف أمثالك عبء على الحياة أينما يحلون، وهم دوما لا يعجبهم إلا قهر دولهم وقمعها. وهم عكسيون لا يرون ما هو حولهم من عظمة، وأنظر إلى سواد ردك .

haha
ali -

يارجل انت مصاب بداء الغربة اذهب الى بلاد العربية سوف تموت من جوع وتعمل كالعبيد لدى من يكفلك وليس لك ادنئ حقوق كانسان وتبدل سيارة بالحمار ولحم بالبرغل وعطورات الفرنسية بالاخرئ طبيعية اذهب سوف يحترمو ك ليس كانسان بل جواز سفرك الاجنبي؟